·نريد لشمس الإسلام الدافئة أن تغمر بلادنا وأوطاننا .. وتفيض على أرض الله جميعاً .. فنعمل على تبنى المشروع الحضاري للإسلام بكل روافده ومقوماته. كإستراتيجية دعوية وفكرية تنبع من السعي لرقى الإسلام وازدهاره .. وإعزاز أمتنا الإسلامية والعربية .. وعودتها لمكانها الطبيعي في موقع ريادة الأمم وقيادة الشعوب.
·فنسعى لتقديم وتحقيق المشروع الحضاري للإسلام بكل روافده السياسية والاقتصادية .. الاجتماعية والثقافية .. الأدبية والفنية .. التربوية والتشريعية .. العملية والعلمية .. فنعمل على إبرازه في واقع الحياة غير منكفئين على الذات .. ولا ذائبين في الآخر.
·نريد للبناء الحضاري للإسلام أن يقوم مرتكزاً على ركائزه القوية الراسخة وأعمدته الرئيسية:
1)بناء الفرد وإصلاحه وتنميته .. مع اعتبار التوازن بين المادة فيه والروح مراعاة لكونه قبضة سفلية ونفخة علوية .. وذلك باعتماد منهج تربوي متكامل يغطى محاور التربية الثلاثة القلب والعقل والجسد .. فتزكية القلب والروح من شأنها أن تسمو بالإنسان إلى عنان السماء فتتعلق بخالقها وبارئها .. ولا تنحط إلى سفليات أخلاقية وإيمانية من شأنها تحطيم النفس والكون والحياة .. وتزكية العقل التي ترتقي بالمسلم فيصبح منارة للعلم والعمل المُرَشَد المنطلق من ثوابت العلم وأسس المعرفة .. وتزكية البدن الذي هو الوعاء الخارجي للإنسان قلباً وعقلاً فيحفظ بداخله العقل وتستقر الروح.
2)بناء الأسرة الصالحة .. باعتبارها اللبنة الرئيسية في بناء المجتمع الصالح والمتوازن .. وذلك من خلال منظومة الزواج وتشريعها ورعايتها والحفاظ عليها من خلال رباط مقدس يجمع بين الزوجين.
3)بناء المجتمع الإسلامي المتوازن والصالح .. الذي يرتكز على أسس العقيدة وقواعد العدل والفضيلة والمحبة والأخلاق .. بما وضعه له الإسلام من أطر حماية وآليات دفاع تحمى المجتمع في الداخل والخارج .. كالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله .. حماية للحق وتثبيتاً للخير وحفاظاً على أركان المجتمع أن تقوض وحصونه أن تهدد .. وبما وضع له من قواعد للعدالة الاجتماعية والتكافل والتضامن والإخاء.
4)بناء الأمة الصالحة .. والتي يعمل الإسلام على جعلها منار هداية ومركز إشعاع للبشرية كلها .. بما تحمله من خصائص ومميزات..
فهي أمة ربانية .. ربانية في الرسالة .. ربانية البلاغ.
وهي أمة وسطية .. وسطية المنهج والمنهاج.
وهي أمة واحدة .. وإن اختلفت الطبقات وتنوعت العرقيات وامتزجت اللغات.
ولا غرو في ذلك فهي أمة التوحيد الخالص.
وهي أمة دعوية .. اختيرت للهداية والبلاغ .. للتفاعل والتعامل والتواصل .. لا للانكفاء على الذات والتقوقع على النفس .. فهي أمة عالمية تحمل رسالتها لكل الأمم والشعوب والحضارات .. لكل الطبقات والألسنة واللغات .. وهي أمة خيرية .. تحمل الخير للدنيا بأسرها .. تعمل على هداية الخلائق إلى خالقهم .. وتعبيد الناس لربهم .. تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر .. تخرج الناس من الظلمات إلى النور .. ومن العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد .. تمضى بالعدل وتعلى قيم الإحسان والإنصاف والأخوة البشرية والمساواة الإنسانية بين ربوع الكون .. تنشر السلام وتبث التسامح والعفو لغيرها من الحضارات والأمم والشعوب .. تعظم مكانة العلم والحكمة أينما كان موطنها .. وتعلي قيمة العمل النافع تحقيقاً لغاية الاستخلاف .. ترسخ قيم التقدم الحضاري والنهضة والتنمية الشاملة فموقعها ريادي .. ومهمتها قيادة الأمم والشعوب وتوجيه دفة الكون إلى غايات مثلى وقيم عظمى.
5)بناء الدولة الصالحة .. والتي تمثل المظهر الخارجي لوحدة الأمة ووجودها .. وشرع الإسلام لقيامها الشرائع وقنن القوانين التي تحكم دولة الإسلام المترامية الأطراف والتي من شأنها أن تقود سفينة العالم الحائرة في بحر لجيمتلاطم الأيدلوجيات والمناهج والأفكار إلى شاطئ الإيمان الخالص .. فوضع الإسلام شريعة تحكم .. ودستوراً يسود .. وأخرج للعالم أنموذجاً فريداً لنظم الحكم لم يشهد له التاريخ مثيلاً .. حكم نصف الكرة الأرضية قروناً عدة .. ووصل شعاع حضارته عمق أوربا فأشرقت في الوقت الذي كانت ترزح فيه أوروبا في ظلمات الجهل والضلالة.
·نريد أن نقيم ديناً قيماً وسطاً في حياة الناس ومجتمعاتهم .. بعقيدة خالية من البدع والخرافات .. ديناً صحيحاً في شعائره .. وسطاً في شرائعه .. نقياً في آدابه .. سامياً في معاملاته .. راقياً في أخلاقياته.
·نريد إقامة مجتمع ترفرف على ربوعه راية الإسلام خفاقة .. وتسوده شريعة الإسلام التي نؤمن بوجوب تحكيمها وسيادتها.
·تلك الشريعة التي شرعها الله تعالى لتحكم دولة الإسلام المترامية .. والتي قدمت على مدى قرون طويلة أروع المثل وأعظم النماذج في أنظمة الحكم وسياسة الشعوب.
·فمن الخطأ البين والظلم الفادح والخطيئة التي لا تغتفر أن تنحى شريعة السماء عن الحكم .. وأن يزوى قانون الله عن السيادة والريادة .. إننا نؤمن أن الإسلام دين ودولة .. وأن الحاكمية لله وحده .. (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ) .. وأن شريعة الله يجب أن تسود وتحكم .. فكم تتوق نفوسنا وترنو أرواحنا لأن ترفرف شريعة الإسلام كاملة في ربوع بلاد المسلمين .. ولأن تكون بلاد المسلمين جميعاً أعظم البلاد عملاً بالإسلاموللإسلام .. وتطبيقاً لشريعته الغراء نصاً وروحاً وعيشاً في ظلاله الوارفة التي تفيض دوماً بالخير والبركات .. وفي سعيناً لتحكيم شريعة ربنا وإقامة حكم الله وتطبيقه في دنيا الناس ندرك أن هناك موجوداً من الشريعة كما أن هناك مفقوداً منها في بلاد المسلمين .. فنظرتنا إلى المجتمع تتسم بالإنصاف .. فلا نشطط مع القائلين بأن الشريعة مطبقة كلها .. ولا نغالي مع القائلين بأن الشريعة مغيبة كلها .. لكننا ندرك أن كثيراً من أحكام الشريعة مطبق وموجود .. وأن هناك أيضاً الكثير من أحكام الشريعة مغيب ومفقود.
·إن الشريعة الإسلامية التي نبغيها ونطالب بها هي تلك المرادفة لمعنى الدين والإسلام .. فهي عقيدة وأخلاق .. عبادات ومعاملات .. وهي كل ما أنزله الله تعالى من الأحكام التكليفية والوضعية .. تلك هي الشريعة الإسلامية بآفاقها الرحبة ومجالاتها المتعددة .. فتطبيق الشريعة الإسلامية يعنى جعل الإسلام منهج حياة تشريعاً وأخلاقاً .. قضاءً وحكماً .. اعتقاداً وإيماناً .. سواءً كان ذلك فيما يتعلق بالأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأخلاقية .. التربوية والتعليمية أو الإعلامية .. أو أي منحى من مناحي الحياة.
·ومن خلال هذه النظرة الشاملة .. ومن خلال نظرتنا إلى المجتمع والواقع بما تحكمه من أخلاق وما تظلله من مبادئ .. ظهر منها الكثير وتوارى القليل .. نعمل على السعي لإقامة الإسلام في واقع الحياة .. ولو تعذر تطبيق جانب من جوانبه .. ننظر إلى الموجود من شرائع الإسلام فنعمل على المحافظة عليها وتنميتها وإظهارها .. ننظر إلى المفقود فنعمل على إيجاده بحكمة وأناة وصبر .. نعمل على حث المجتمع وتهيئته لتطبيق ما هو منوط به من أحكام الإسلام .. عقيدة وأخلاقاً .. عبادات ومعاملات نفهم أن شريعة الله منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة .. ولا تحتمل التفرقة أو التمييز .. لكننا نحدد جوانب الخير وجوانب النقص .. ونقف على الإيجابيات والسلبيات ..فنعمل على إيقاد الشموع بدلاً من لعن الظلام .. وبدلاً من الشتم واللعن المستمر في نصف الكوب الفارغ نعمل على ملئه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
·إن هدفنا الذي نسعى إليه ونعمل على تحقيقه هو إقامة دين الله في أرض الله .. نريد لأقمار الهداية أن تنشر نورها الفضي .. بالعدل والسماحة والخير والرشاد .. نريد لمصابيح الدجى أن تنير بيوتنا وأعمالنا وأوطاننا بنور الفضيلة والإحسان .. نريد أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً .. محبين له .. راغبين فيه .. مستمسكين به .. نريد عودة الشاردين عن الله إلى الله .. نريد للغافلين أن ينتبهوا .. وللنائمين أن يتيقظوا .. نريد هداية الخلائق وتعبيد الناس لربهم.
·نريد لمجتمعنا المسلم أن يكون لحمة واحدة ونسيجاً واحداً .. ننبذ الخلاف والشقاق ونتركه .. ونقف صفاً واحداً لنحول دون طمس هويتنا الإسلامية وتشويه معالمها نقبض السواعد البناءة لنقف ضد موجات التغريب والتذويب التي تراد للأمة .. ونجابه التحديات الجسام التي تواجه أمتنا .. ورسالتنا.
·هذه هي أهدافنا وما نصبو إليه .. وهذا هو ما نريده لأنفسنا ولمجتمعنا ولأمتنا ولأوطاننا .. هذا هو ما نريده لديننا ورسالتنا التي نذرنا لها أنفسنا.