·نعمل على فض الاشتباك بين الغايات والوسائل .. متخذين من فقه البصيرة نبراساً .. فنعتبر مآلات الأمور ونتائج الأعمال والوسائل .. فلا نتمحور حول الوسيلة ونجمد عندها .. ولا نتقوقع داخل دائرة الفعل أو الحدث دون أدنى اعتبار لما قد يخلفه هذا الحدث أو تفضي إليه هذه الوسيلة .. فالأمور بمآلاتها .. يقول العز بن عبد السلام في حالة رجحان كفة العدو على المسلمين في القتال: (إذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام لما في الثبوت من فوات النفس ومن شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام).
·نرى وجوب رعاية المآلات والاهتمام بنتائج الأعمال عند النظر لتنزيل الأحكام الشرعية على الواقع، أو اختيار الوسائل المحققة للغايات لأنه قد تكون الوسيلة جائزة ولكن من شأن تطبيقها أن يرتب مفاسد عظيمة .. يقول الشاطبي: (النظر في مآلات الأفعال معتبر ومقصود شرعاً .. كانت الأفعال موافقة أو مخالفة).
·وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى النظر في المآلات وذلك في قوله لرجل طلب النصيحة: (إذا أردت أمراً فتدبر عاقبته .. فإن كان رشداً فامضي وإن كان سوى ذلك فانته عنه).