English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
أحكام قضية خلية ماريوت ؟
ستضر العلاقات المصرية الغربية
لن تؤثر
ستضر القضاء المصري
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشره المال والاقتصاد ليوم25/6/2014
  • الخرطوم تعيد اعتقال المرأة المرتدة
  • دروس في الدعوة
  • يوم في حياة الرسول
  • الكراهية التي تحرق الدعوة والدعاة
  • قصة آية
  • وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
  • " وقولوا للناس حسناً "
  • الأحكام
  • على هامش الحج
  • دروس في فقه البيوع .. بيع المعاطاة3
  • الأحكام

    على هامش الحج

    بقلم/ محمد سيد كامل..

    مع حلول موسم الحج وقدوم الحجيج إلى مكة من كل فج عميق تنتشر ظاهرة الشحاذة والتسول في المساجد, فبعد كل صلاة يقوم هؤلاء بالسؤال والتشويش على المصلين وقطع خشوعهم, وأكثر هؤلاء المتسولين يمتهنون التسول ويتخذونه تجارة, وبعضهم يأتي من بلده خصيصاً متحملا ً مشقة السفر ونفقته لا ليحج ويعتمر لكن ليتسول ويستكثر من أموال الحجاج....

    وهذا المتسول قد ارتكب عدة محرمات:-

    أولها:- سافر سفراً محرماً.

    ثانيها:- نوى نية محرمة.

    ثالثها:- اتخذ الحج والعمرة والمساجد لغير ما وضعت له.

    رابعاً:- آذى المسلمين بالسؤال والإلحاح فيه.. وقطع عليهم عبادتهم.

    ولما كانت هذه الظاهرة معوقة ومشوهة لدور المسجد وحكمته.. ولما كان بعض المصلين يجد حرجا ً في عدم إعطاء السائل.. فضلاً عن نهره وإخراجه من المسجد.. ولما تسببه هذه الظاهرة السيئة من إحراج للشعور المسلم.. وتشويه لصورة البلد الحرام وأهله أمام الحجاج الوافدين من شتى  بقاع الأرض.. كلفني مسئولي الدعوة والإرشاد بإعداد محاضرة حول هذا الموضوع وإلقائها في مساجد مكة.. فأردت نقلها لقراء الموقع زيادة في الفائدة والنفع.

    حكم السؤال في المسجد و إعطاء السائل فيه:-

    لا يجوز السؤال في المسجد ولا إعطاء السائل صدقةً فيه.. والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وما ذكره الفقهاء.

    قال تعالى: " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ".

    والشاهد قوله تعالى: "أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا".. ووجه الاستدلال أن:

    المساجد لم ترفع ولم تبن إلا لذكر الله.. وما يقرب إليه من التسبيح وقراءة القرآن والعلم النافع.. ولم تبن لسؤال الناس أعطوه أو منعوه.

    فالتسول في المساجد انحرافٌ عما وضعت له المساجد أخرج مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنما بنيت المساجد لما بنيت له".

    وعند مسلم كذلك من حديث معاوية بن الحكم السلمي أن النبي (صلى الله عليه وآلة وسلم).. قال: "إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس.. إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".. والتسول والشكوى إلى الناس هو من كلام الناس الذي ينبغي أن تنزه عنه المساجد.

    وقال صلى الله عليه و آلة وسلم "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" متفق عليه.

    قال القرطبي:

    "قال العلماء: وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذى به.. ففي القياس أن كل من تأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيهاً عليهم.. وكل ما يتأذى به الناس كان لهم إخراجه ما كانت العلة موجودة فيه حتى تزال".

    ولاشك أن الذين يقومون بعد الصلوات يسألون المصلين يتسببون في إيذائهم.. فينبغي إخراجهم لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.. بل أن أذية الشحاذين في المساجد أعظم من أذية أكل الثوم وشارب الدخان.

    وعن السائب بن يزيد قال: "كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت.. فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهدين فجئته بهما فقال: من أين أنتما؟ قالا: من الطائف.. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم" راجع موسوعة المناهي الشرعية للشيخ سليم الهلالي.

    قال سليم الهلالي: "فيه تحريم رفع الأصوات يشمل مالا منفعة فيه.. ورفع الأصوات بالشحاذة لا نفع فيه فهو محرم قطعا ً".

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: من سمع رجلاً ينشد ضالةً في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك.. فإن المساجد لم تبن لهذا" رواه مسلم.

    وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلاً نشد في المسجد فقال: "من دعا إلى الجمل الأحمر.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا وجدت.. إنما بنيت المساجد لما بنيت له" رواه مسلم.

    ففي هذين الحديثين تحريم التشويش على المصلين وفيه الدعاء على أهل المعاصي والشهوات بضد مطلوبهم.. فمن وقف من الشحاذين يستجدي الناس فإنه يقال له: "لا قضى الله حاجتك" وما أشبهها.. ويقال له ذلك بصوت مسموع زجراً له و لغيره.

    وعن أبي عثمان قال: سمع ابن مسعود رضي الله عنه رجلاً ينشد ضالة في المسجد.. فغضب وسبّه.. فقال له رجل: ما كنت فحاشاً يأبن مسعود.. فقال له:- "إنا كنا نؤمر بذلك".

    حكم إعطاء السائل في المساجد عند المذاهب الأربعة:-

    تكاد تتفق آراء الفقهاء على اختلاف عباراتهم في المنع من إعطاء السائل في المسجد.. خصوصاً السائل الذي يشوش على المصلين.

    والذي يبدوا لي أن الرأي الراجح هو تحريم إعطاء السائل فيه وذلك لأسباب التالية:

    1- أن المساجد لم تبن لإعطاء الصدقات.. وإنما بنيت لما بنيت له من العبادة والذكر والعلم.

    2- أن في إعطاء السٌّؤال تشجيع لغيرهم ممن يمتهنون هذه الحرفة فيكثرون بذلك.

    3- أنه لما كان السؤال في المسجد ممنوعاً فما حصل له من مال هو بسب ذاك الطريق الممنوع.. فكان المال الذي حصل إليه حراماً.. لأنه جاء من طريق محرم وهو السؤال والتشويش في المسجد والقاعدة الفقهية تقول "ما حرم أخذه حرم إعطاؤه".. فيحرم عليك أيها المكلف إعطاؤهم.

    4- أن هذا المال المدفوع للشحاذين في المساجد لا ينفعهم لقوله (صلى الله عليه وسلم) "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته أبداً ومن نزلت به فأنزلها بالله يوشك الله له بغنى عاجلٍ أو آجل" رواه أحمد وأبو داوود وغيرهما.

    وإليك آراء المذاهب الأربعة في مسألتنا:

    أ- ‌الحنابلة: قالوا: يكره السؤال.. أي سؤال الصدقة في المسجد والتصدق على السائل فيه ويباح التصدق على غير السائل وعلى من سأل له الخطيب.

    ب‌- الشافعية: قالوا: يكره السؤال فيه إلا إذا كان فيه تهويش فيحرم.

    ج- المالكية: قالوا: ينهى عن السؤال في المسجد.. ولا يعطى السائل فيه.. وأما التصدق فيه فجائز. (يعنون على غير السائل).

    د- الحنفية: يحرم السؤال في المسجد ويكره إعطاء السائل فيه.. ((الفقه على المذاهب الأربعة).

    5- إذا كان هذا المشوش والسائل قد أساء إلى الآخرين بتشويشه.. وأساء إلى نفسه بإراقة ماء وجهه فكيف يسوغ أن يُعطى مكافأة من البسطاء وأصحاب القلوب الرحيمة على إساءته المضاعفة.

    إذن من أعطى هؤلاء الشحاذين في المساجد لا يبعد أن يكون آثماً.. من حيث لا يشعر.. بل قد يسوغ أن يقال إن إعطاء هؤلاء الأشخاص من قبيل المعاونة على الإثم و العدوان قال تعالى: " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" شبهات وردود:

    الشبهة الأولى: كيف تقول بتحريم ذلك و الله يقول "وأما السائل فلا تنهر", والجواب أن يقال: السائل هذا هو طالب العلم و المستفتي ولو قلنا أن الآية على عمومها فيكون المراد بالسائل هو الذي يطلب حقه بالطرق المشروعة العفيفة التي تحافظ على كرامة المسلم و عزته و هيبته.

    ولا تؤذي أحداً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طلب حقاً فليطلبه في عفاف واف أو غير وافِ"رواه الترمذي.. وقال "لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه! قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض للبلاء لما يطيق".. رواه الترمذي وأحمد.

    فلو جاءك رجل عليه دين أو حاجة وسالك من مال الله الذي أتاك فيجب عليك ألا ترده وتعطيه من مال الله بخضوع وتخشّع كأنه هو الذي يتصدق عليك لا أنت.. وبالتالي لا يجوز لك انتهاره..  وليس المراد بقوله (السائل فلا تنهر) على عمومه والتعميم في الأحكام لغة الجّهال كما هو معلوم.

    الشبهة الثانية: قد ورد عند أبي داود "باب المسألة في المسجد".. وأورد تحت هذا الباب "أن أبا بكر مر بسائل يسأل في المسجد فأعطاه كسرة خبز ".. فنقول هذا الحديث ضعيف كما هو مبين في موضعه وقد حكم عليه بالضعف صاحب "عون المعبود" وصاحب "ضعيف أبي داود" فليراجع في مظانه.. ولو صح لكان المراد أن هذا السائل لم يشوش على الناس برفع صوته أو كان لا يعلم الحكم فعامله الصديق على هذا الأساس.

    قال بعض العلماء:

    أرأيت إلى هؤلاء المتسولين والشحاذين الذين يزحمون المساجد ويسدون أبوابها.. ويخترقون صفوف روادها بقذاراتهم وحيلهم وألاعيبهم.. وقد يكون فيهم الغني أو المجرم أو اللص أو اللئيم.. ولكنهم جميعاً يستترون خلف الفقر.. ويحاولون استثارة الشفقة بكل وسيلة.. وما كانت المساجد أمكنة طبيعية لأمثال هؤلاء.. بل مكانهم هناك في الملاجئ إن كانوا عجزة وفي المصانع والمعامل إن كانوا على العمل قادرين لا يجوز رفع الصوت بالذكر والقرآن الكريم ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" رواه أبو داوود.

    فإذا كان قد نهي عن الجهر بالقرآن إذا حدث من ذلك تشويش.. فما بالك بمن يرفع صوته وهو يشكو حاله وفي هذا إظهار للجزع وهو مخالف للرضا و الصبر وكأنه يشكو الله إلى عباده.

    ولقد روي عن سعيد بن المسيب أنه كان يتهجد في المسجد, فدخل الخليفة عمر بن عبد العزيز.. وجهر بالقراءة وكان حسن الصوت.. فقال سعيد لتابعه اذهب إلى هذا المصلي فقل له إما أن تخفض صوتك وإما أن تخرج من المسجد.

    ولما قال له التابع أن الذي يرفع صوته هو الخليفة أصر سعيد على أن يذهب إليه ويطلب منه أن يخفض صوته ..فتقبل الخليفة التوجيه دون غضاضة.

    وهاك أخي ما قاله قاضي القضاة الإمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى عام 771هـ.. في كتابه "معيد النعم و مبيد النقم" حيث أنه تحدث عن الشحاذين في الطرقات والمساجد فيقول ما نصه:-

    "إنّ لله عليه نعمة أن أقدره على ذلك.. وكان من الممكن أن يخرس لسانه.. فيعجز عن السؤال أو يقعده فيعجز عن السعي.. أو يقطع يديه فيعجز عن مدهما إلى غير ذلك.. فعليه ألا يلح في المسألة بل يتقي الله ويجمل في الطلب.. وكثير من الحرافيش.. اتخذوا السؤال صناعة فيسألون من غير حاجة.. ويقعدون على أبواب الناس المساجد يشحذون المصلين.. ولا يدخلون للصلاة معهم.. ومنهم من يُقسم على الناس في سؤاله بما تقشعر الجلود عند ذكره.. وكل ذلك منكر.. وبعضهم يستغيث بأعلى صوته "لوجه الله فِلس".. وقد جاء في الحديث ) لا يُسألَ بوجه الله إلا الجنة )) وبعضهم يقول : ((بشيبة أبي بكر فلس )) فانظر ماذا يسألون من الحقير.. وبماذا يستشفعون من العظيم.. ويراهم اليهود والنصارى.. ويرون المسلمين ربما لم يعطوهم شيئاً فيشمتون ويسخرون.. وربما كان المسلم معذوراً في المنع و الكافر لا يفهم إلا أن المسلمين لا يكترثون بذلك.. فرأيي في مثل هذا الشحاذ أن يؤدب حتى يرجع عن ذكر وجه الله.. وذكر شيبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.. ونحو ذلك في هذا المقام.. ومنهم من يكشف عورته ويمشي عرياناً بين الناس.. يوهم أنه لا يجد ما يستر به عورته إلى غير ذلك من حيلهم ومكرهم و خديعتهم.. ولقد أطلنا في ذكر هذه الأمثلة وهي تحتمل مصنفاً مستقلاً".

    قال الإمام أبو نصر العياضي:"أرجو أن يغفر الله تعالى لمن يخرجهم من المسجد".

    وقال الإمام خلف بن أيوب:"لو كنت قاضيا لم أقبل شهادة من يتصدق عليه".

    وللأمانة العلمية وجدت مصنفاً للإمام السيوطي بعنوان (بذل العسجد لسؤّال المسجد ) قال فيه بالكراهة التنزيهية.. وعمدة استدلاله حديث أبي بكر وقد سبقت الإشارة إليه.

    والله أعلى وأعلم.. وصلى الله على محمد وآله وسلم

    الاثنين الموافق

    1432/11/18هـ

    2011/10/17م



    عودة الى الأحكام

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع