|
عذرا ً رسول الله.. ما عرفوك بعد بقلم/ أحمد زكريا
تتجدد المحن والإساءات،ويتطاول عليك أراذل الناس.. ولو عرفوك لأحبوك وقبلوا قدمك.. لكنهم جهلاء سفهاء.. وفي الوقت الذي يعاني العالم أجمع من الويلات والصراعات ومخاض الثورات ينبئ عن مستقبل غامض.. ولن يزيل غموضه إلا أنت يا رسول الله.. إذا سمعوا لنصحك وإرشادك.. وأنت تنصح لنا ولهم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله".. رواه مالك في الموطأ، وقال الألباني: حسن.
فبالكتاب والسنة يكون الطريق واضحا ً، والمستقبل مشرقا.. ولكنا نخاف يا رسول الله أن يستغل أعداؤك جهد الشباب لتمرير أفكارهم المسمومة والمشبوهة.. ولا عاصم لنا إلا إتباع هديك وها نحن نزداد معرفة بك.. وحبا ً لك.. وتواصلا معك.
وما أجمل كلمات "أ/ خالد محمد خالد" وهو يصفك سيدي يا رسول الله:
"أي معلم كان, وأي إنسان؟! هذا المترع عظمة, وأمانة, وسموا ألا إن الذين بهرتهم عظمته لمعذورون .. وإن الذين افتدوه بأرواحهم لهم الرابحون.. ابن عبد الله محمد- صلى الله عليه وسلم - رسول الله إلي الناس في قيظ الحياة.. أي سر توفر له فجعل منه إنسانا يشرف بني الإنسان؟!.. وبإية يد طولى بسطها شطر السماء.. فإذا كل أبواب رحمتها ونعمتها وهداها مفتوحة على الرحاب.
أي إيمان, وأي عزم، وأي مضاء؟!!, أي صدق, وأي طهر, وأي نقاء؟!!, أي تواضع أي حب أي وفاء؟!!
أي تقديس للحق!, لقد آتاه الله من أنعمه بالقدر الذي يجعله أهلا ً لحمل رايته والتحدث باسمه بل.. ويجعله أهلا لأن يكون خاتم رسله.. ومن ثم كان فضل الله عليه عظيماً".
التربية الإلهية
يقول العلامة "أبو الحسن الندوي" في كتابه (السيرة النبوية) ملخصاً ما جاءت به روايات السيرة النبوية الصحيحة من شمائل محمد قبل البعثة:
"وشبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظاً من الله تعالى، بعيداً عن أقذار الجاهلية وعاداتها.. فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأشدهم
حياءً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والبذاءة.. حتى ما أسموه في قومه إلا الأمين، يعصمه الله تعالى من أن يتورط فيما لا يليق بشأنه من عادات الجاهلية، وما لا يرون به بأساً ولا يرفعون له رأساً.
وكان واصلاً للرحم، حاملاً لما يُثقِلُ كواهل الناس، مكرماًُ للضيوف، عوناً على البرِّ والتقوى، وكان يأكل من نتيجة عمله، ويقنع بالقوت".
ويقول المؤرخ البريطاني المستشرق "وليم موير" في كتابه (تاريخ محمد):
"كان محمد - قبل بعثته - يحيا حياة التحنث، وتأملاته تشغل دون شك كل ساعات لهوه، مع أن أترابه كانوا يقضونها في اللهو المحرم، والحياة المنطلقة من كل قيد.. وهذه الشهرة الحسنة والسلوك الشريف، خوَّلاه احترام معاصريه، ولذا كان الإجماع عليه حتى لُقِّب بالأمين".
ويقول:
"ومهما يكن من أمر.. فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد.. ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم".
ومهما تتبارى القرائح والأقلام متحدثة عنه.. عازفة أناشيد عظمته.. فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها.
أن نبصر في ضوء شعاع من ضيائه الغامر بعض سمات عظمته النادرة التي نادت إليه ولاء المؤمنين.. وجعلتهم يرون فيه الهدف والطريق , والمعلم والصديق.
ما الذي جعل سادة قومه يسارعون إلي كلماته ودينه "أبو بكر، وطلحة، والزبير, وعثمان بن عفان, وعبد الرحمن بن عوف, وسعد بن أبي وقاص".. متخلين بهذه المسارعة المؤمنة عن كل ما كان يحيطهم به قومهم من مجد وجاه.. مستقبلين في نفس الوقت حياة تمور مورا شديدا ً بالأعباء وبالصعاب وبالصراع؟!!
ما الذي جعل ضعفاء قومه يلوذون بحماه.. ويهرعون إلي رايته ودعوته وهم يبصرونه أعزل من المال, ومن السلاح.. ينزل به الأذى ويطارده الشر في تحد رهيب.. دون أن يملك عليه الصلاة والسلام له دفعا؟!!
ما الذي جعل جبار الجاهلية - عمر بن الخطاب - وقد ذهب ليقطف رأسه العظيم بسيفه.. يعود ليقطف بنفس السيف الذي زاده الإيمان مضاء رؤوس أعدائه ومضطهديه؟!!
ما الذي جعل صفوة رجال المدينة ووجهاءها يغدون إليه ليبايعوه على أن
يخوضوا معه البحر والهول.. وهم يعلمون أن المعركة بينهم وبين قريش ستكون أكبر من الهول؟!!
ما الذي جعل المؤمنين به يزيدون ولا ينقصون.. وهو الذي يهتف فيهم صباح مساء: "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا".. "وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُم"؟!!
ما الذي ملأ قلوبهم يقينا وعزماً؟!!
إنه ابن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)؟.. ومن لكل هذا سواه؟!!
لقد رأوا رأي العين كل فضائله ومزاياه.. رأوا طهره وعفته وأمانته واستقامته وشجاعته.
رأوا سموه وحنانه.. رأوا عقله وبيانه.. رأوا الشمس تتألق تألق صدقه وعظمة نفسه.
سمعوا نمو الحياة يسري في أوصال الحياة.. عندما بدأ محمد (صلى الله عليه وسلم) يفيض عليها من وحي يومه وتأملات أمسه.
رأوا كل هذا وأضعاف هذا.. لا من وراء قناع.. بل مواجهة وتمرسا ً وبصراً وبصيرة.
وحين يري عربي تلك العصور شيئا ويفحص فلا ينبئك مثل خبير
هذه لمحات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نقدمها لشباب المسلمين.. أولا قدوة وأسوة ومنهاجا.. ونقدمها لغير المسلمين نموذجا للرحمة والسماحة والبناء.
من أراد العدالة والحرية والمساوة.. بل من أراد الحياة بحق فليدقق النظر في سيرة الحبيب المحبوب – بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم.
الأربعاء الموافق:
25-10-1433هـ
12-9-2012م
| الإسم | إسام شمس |
| عنوان التعليق | والله ما عرفناه..............وما نصرناه |
| |
عودة الى الدفاع عن الإسلام
|