|
مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: المحور الدعوي.. والوسائل المعاصرة متابعة/ طلال رجب
مازلنا مع اللؤلؤ والمرجان الذي تناثر من أفواه علماء الأمة بمؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقاهرة تحت رعاية الأزهر الشريف أعرق جامعات العالم وأقدمها على الإطلاق.
وبعد أن استعرضنا في الحلقتين الماضيتين "محور الخطاب الدعوي والمرأة" .. وكذلك "محور الخطاب الدعوي والآخر" نستمر في متابعة باقي جلسات المؤتمر.
واليوم مع الثالثة من تقديم الأبحاث والمناقشات والتي دارت حول سمات الخطاب الإسلامي في ظل الوسائل المعاصرة.
وقد جمع في هذه الجلسة بين الماضي بشذى عبيره وعمق بذله وعطائه.. وبين الحاضر والمستقبل بالتطلع إلي الاستفادة من منجزاته التكنولوجية شديدة التطور والتعقيد.
وقد أدار هذه الجلسة فضيلة الأستاذ الدكتور عبده مقلد الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.. وعاونه د/ عبد الرحمن يوسف.
وقد قدم أ.د/ عصام أحمد البشير الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بحث بعنوان "نحو خطاب إسلامي مرتبط بالأصل.. ومتصل بالعصر".. وقد تناول من خلاله عدد من القضايا المهمة والتي تناول من خلالها النقاط الآتية:-
أولا ً: الخطاب الإسلامي دلالة المفهوم والمصطلح.. وقال:
إن للخطاب مفهمان: لغوي واصطلاحي.
المفهوم الأول: وهو أصيل وثابت وبسيط.. عرفته العرب وجاء ذكره في القرآن وفي سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) .
أما الثاني: فإنه معاصر وذو طبيعة تركيبية يتعدى بها الدلالة اللغوية.. إلى المدارك الفلسفية.. والأبعاد السياسية.. والمرامي الإعلامية.
ثانيا ً: من سلبيات الخطاب الإسلامي المعاصر:
وتحدث في محورين أساسيين:
الأول: تناول من خلاله أزمة ضبط المصطلحات وفقهها.
وأتخذ أمرين للتدليل على ذلك.. وهما:
1- مسألة الموالاة والمحاباة
2- والأخرى مسألة الجزية.
الثاني: تناول خلاله فوضى الشعار وداء التعميم.. ومن تلك الشعارات التي ناقشها:
"الكفر كله ملة واحدة"
و"خذوا الإسلام ملة أو دعوه جملة"
|
د/ البشير: إن حجر الأساس
والبنية التحتية لأي مشروع
يكمن في قوة أساساته وصلابة
الأرضية التي يقف عليها.. وتحديد
الهدف الذي يسير باتجاهه..
ووضوح الرؤية في المسير. | وأخيرا ً "العولمة شر محض".
ثالثا ً: آفاق الخطاب الإسلامي المعاصر أمال وواجبات.. وقال:
إن حجر الأساس والبنية التحتية لأي مشروع يكمن في قوة أساساته وصلابة الأرضية التي يقف عليها.. وتحديد الهدف الذي يسير باتجاهه.. ووضوح الرؤية في المسير.
رابعا ً: الخطاب الإسلامي المعاصر والحضارة الغربية.. وتحدث من خلاله عن:
1- موقف الخطاب الإسلامي من الحضارة الغريبة.
2- عوامل الاعتدال والغلو في الخطاب الإسلامي المعاصر تجاه الحضارة الغربية.
3- المؤثرات التي شكلت العلاقة بين الإسلام والغرب.
وأنهى البحث بعدد من الخلاصات المهمة التي ينبغي الرجوع إليها والتي منها:
1- السعي لإقامة الدين.
2- العمل على تجديد الدين وحفظه.
3- الاجتهاد لتوفير الحقوق والحريات.
4- ترسيخ نظام الشورى.
5- حماية المسلمين وغيرهم، وحفظ حرية العقيدة.
6- مكافحة الفساد.
ثم تناول الأستاذ الدكتور/ محمد المختار محمد المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية دفة الحديث.. حيث تناول من خلال الورقة التي قدمها للمؤتمر حول "الجهد الدعوي في سيرة الأمام أبي حنيفة النعمان" .. وتحدث بداية عن "النشأة والثقافة التي عاش فيها الأمام الأعظم أبي حنيفة".. فقال:
كان الأمام أبي حنيف يلتقي بعلماء زمانه يناقشهم ويحاورهم في مواسم الحج.. فكان يلتقي بابن جريج والأوزعي والليث بن سعد والأمام مالك.. وكانت تلك اللقاءات ذات فائدة كبيرة على أبي حنيفة.. إذا جمع من خلالها خلاصات التفكير الإسلامي في كل أرجاء العالم الإسلامي.. مما جعله قديرا ً في الحوار بفهم ووعي.
وقد قسم فضيلة الشيخ/ محمد المختار بحثه إلى فصلين:
فتناول من خلال سيرة الأمام أبي حنيفة في الفصل الأول "صفات الداعية وثقافته".
وفي الفصل الثاني تحدث عن طبيعة المدعوين.
ثم كان الحديث مع د/ ناجح إبراهيم الكاتب والباحث وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عن "خارطة طريق للخطاب الدعوي بعد ثورة 25يناير" :
وقد تناول من خلال هذا البحث عدد من النقاط والمبادئ والمفاهيم التي يمكن
|
د/ ناجح: ادفعوا زكاة قدرتكم..
فأنتم في زمن التواضع
وليس النشوة والاستعلاء. | أن يتخذها العاملين داخل الحركة الإسلامية وخارجها كمنهج للتعامل السلس مع بعضهم البعض.. ومع غيرهم من المخالفين في الفكر أو حتى العقيدة.
وسوف نعرض عناصر تلك النقاط لأهميتها:
1- نحن دعاة.. لا قضاة.
2- نحن دعاة.. لا ولاة.
3- نحن دعاة.. لا قساة.
5- شمولية الاعتقاد لا تعني شمولية العمل.. أو شمولية الإسلام ونسبية الحركات.
6- اثبتوا مع ثوابت الإسلام وتغيروا مع متغيراته.
7- التفريق بين الإسلام والحركة الإسلامية.
8- فرقوا بين الإسلام والفكر الإسلامي.
9- لا تحولوا الحركة الإسلامية إلى جسد ضخم تستفزه التوافه.
10- ادفعوا زكاة قدرتكم.. فأنتم في زمن التواضع وليس النشوة والاستعلاء.
11- وداعاً للسرية في العمل الإسلامي كله.
12- إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وكانت هناك عدد من البحوث الأخرى المهمة التي ننصح بمطالعتها للاستفادة منها في هذا العصر.
وهي بحث للدكتور أحمد زايد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.. بعنوان "ملامح الخطاب الدعوي في المرحلة الجديدة".
وبحث للدكتور/ بدوي الشيخ دكتور مهندس بهيئة الطاقة الذرية وهو بعنوان "تأصيل الخطاب الإسلامي الدعوي".
والبحث الأخير للدكتور/ السيد محمد مرعي عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الأزهر.. حول "توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة في تطوير الخطاب الإسلامي".
ونرجو أن نكون قد اطلعنا القارئ عن فحوى بعض الورقات المقدمة للمؤتمر.. مع الدعوة إلى مطالعتها ومدارستها لتعم الفائدة.. مع أمل اللقاء قريباً إن شاء الله.
ويمكن متابعة الفيديو على الرابط
الأربعاء الموافق
3-9-1432هـ
3-8-2011
عودة الى كتب ودراسات
|