|
مذكرات هارب الجزء الثانى من قصة حياة أ. حسن العشماوي قرأها لكم عصمت الصاوي
- في الحلقة السابقة تكلمنا عن تكوين الضباط الأحرار، وكيف نشأت وتنامت العلاقة بينهم وبين الإخوان المسلمين؟.
- وفي هذه الحلقة إجابة على التساؤل الذي طرحه الكاتب وجعله عنوانا لإحدى فصول رحلته مع مذكراته، فهو يروي الأحداث التي يرى من وجهة نظره أنها تكشف الستار عن الفاعل الذي وقف متخفيا ً وراء حريق القاهرة.
- ثم يُميط اللثام عن إحدى الأسباب الرئيسية والجوهرية التي أستغلها عبد الناصر بعد ذلك في اعتقال الإخوان المسلمين وحل جماعتهم، وكيف أن العمل الذي قام به العشماوي والإخوان لإنقاذ رقاب عبد الناصر وزملاءه.. والذي لا يعلم به غير حسن العشماوي وزوجته وعبد الناصر هو الدليل الذي استخدم في قابل الأيام لاتهام العشماوي وإدانة الإخوان المسلمين.
- ثم كيف قامت الثورة ؟
- وكيف تخلص ناصر من خصومه؟
- وكيف تطورت علاقته بالإخوان ؟
- وما هي الاتفاقات البينية بينهم على إدارة البلاد ؟
- وكيف تنكر لها ؟
- كل هذه التساؤلات وإجاباتها هي مدار حلقة اليوم.
- يبدأ الكاتب حديثه تحت عنوان "من أحرق القاهرة" ببيان المكان الذي كان فيه يوم 27يناير 1953م.. حيث كان في إحدى محاكم الصعيد، وكيف فوجئ في صباح 27يناير بأنباء حريق القاهرة ليلة أمس.. وإعلان الأحكام العرفية ومنع التجوال.. وبسرعة عاد إلى بيته ليستطلع الأحداث عن قرب، وما أن وصل حتى وجد في جراج بيته الكثير والكثير من صناديق الذخيرة والقنابل والمواد الناسفة .
- ويحكي عن هذه اللحظات ويقول: "وبمجرد أن انتشرت النار المشتعلة في القاهرة.. وبدأ النهب يدور في المتاجر والطرقات، اتصل عبد الناصر بمكتبي تليفونيا ً، فقيل له إني على سفر، فذهب لفوره إلى الصاغ صلاح شادي يطلب منه أن يتسلم عني بعض الأسلحة والذخائر والقنابل الموجودة في بيته وبيوت زملائه والمسروقة من الجيش".
- ثم يكمل "جمعت تلك المواد.. وكدست في جراج بيتي دون تنظيم أو صيانة أو وقاية من مخاطرها الشديدة.. وها هي الآن أمامي عليَّ أن أتصرف فيها".
- ثم ينتقل العشماوي إلى كيفية تصرفه في تلك الذخيرة.. وأود هنا أن ألفت انتباه القارئ لأهمية تلك الفقرة.. لما لها من تأثير بالغ في قابل الأحداث فيقول الأستاذ العشماوي: "بدأت نقل تلك المواد إلى مزرعة يملكها أهلي في مديرية الشرقية.. وأحضر إليَّ عبد الناصر تصميما ً هندسيا ً لمخزن ذخيرة.. وحفرنا في المزرعة وتحت الجراج، وأنشأنا المخزن دون أن يعلم أحد من أهلي أو من سكان المزرعة ما يدور وراء سور الحديقة، وخلف باب الجراج المغلق لم يعلم أحد بوجود تلك الأشياء إلا من وضعوها في المخزن.. وزوجتي التي كانت تصحبني إلى هناك لتشرف على ما نحتاجه من طعام".
- ثم ينوه العشماوي عن الجهة التي تقف وراء حريق القاهرة فيقول: "وعندما كنا نرسي تلك المواد في المخزن.. تأكدت أن فيها كمية كبيرة من القنابل الحارقة والمواد الناسفة.. وصندوقين من مادة الـ (T.N.T) الشديدة الاحتراق.. وكان عبد الناصر لم يقدم لنا شيئا ً من هذه المواد طوال معركة القناة، وعرفت من التحقيق الذي أجرته النيابة عن حريق القاهرة أن مادة (T.N.T) هي أول ما أستعمل في الإحراق.. وهي مادة لا يستطاع الحصول عليها في مصر إلا من مخازن الجيش".
- ثم يلوح بحادثة أخرى يراها أكثر دلالة على تلميحاته السابقة.. إذ رأى عبد الناصر أن الوقت ملائم للقيام بانقلاب عسكري في مارس 1952م.. ولكن القائم مقام رشاد مهنا صاحب الشعبية الجارفة بين الضباط رفض المشاركة في الانقلاب بحجة عدم ملائمة الوقت، فجاء عبد الناصر إلى حسن العشماوي غاضبا ً من موقف مهنا.. ولاسيما أنه على علاقة طيبة بالإخوان.
- فيقول العشماوي: "وبدأت أناقش في هدوء ودون دفاع عن وجهة نظر معينة مدى مناسبة الظروف محليا ً ودوليا ً للقيام بثورة عسكرية تكون تجهيزا ً لثورة شعب.. فلم يستطيع عبد الناصر أن يضبط نفسه ويقاطعني قائلا ً: لماذا إذن تكبدنا المتاعب والأخطار في سبيل إنزال قوات الجيش إلى شوارع القاهرة، لقد كاد الأمر أن يفلت من أيدينا.
- ويأتي حريق القاهرة بأخطر النتائج.. لكننا كسبنا نزول الجيش إلى الشوارع.. وهو يستطيع اليوم أن يستولى على الحكم في ساعة واحدة من ساعات الليل، وعرفت يومئذ أن عبد الناصر استفاد كثيرا ً من تلك الفترة التي كان يحمل فيها اسم "موريس" كإسم حركي في خلية شيوعية".
- ثم يكمل العشماوي تسلسل الأحداث فيقول: "وسارت الأيام وتغيرت الوزارات في مصر بسرعة غير عادية.. وأسرف رجال القصر الملكي في عبثهم".
- ثم يقول: "واستمر الإعداد للثورة العامة التي تبدأ بتحرك عسكري، فدعى ضباط الإخوان للمشاركة فيها.. ودعى عامة الشباب ليكونوا على أهبة الاستعداد لحماية الوضع الجديد، ولكننا اتفقنا على أن يبقى كل ذلك مكتوما ً فلم نعلن عنه حتى بعد نجاح الثورة".
- ثم يميط حسن العشماوي اللثام عن الاتفاق البيني بين الضباط والإخوان على أسلوب إدارة البلاد بعد الثورة واحتمالات الفشل والنجاح فيقول: "ونوقشت الأوضاع التالية للثورة واحتمالات الفشل والنجاح، أما الفشل فكان معناه أن تنضم الفئة الثائرة من الجيش إلى الشباب.. ويكون قتالا ً يؤدي إلى ما قد يؤدي إليه من أحداث.
- أما النجاح فكان يعقبه إسناد الحكم مؤقتا ً إلى الرئيس علي ماهر لتطمئن الهيئات المحلية والدول الأجنبية.. ثم تجري انتخابات سريعة يحكم البلد بعدها من يختاره الشعب في ظل الدستور الذي له السيادة وحده.. ويرجأ إلغاء الملكية إلى ما بعد الانتخابات".
- ثم يختم العشماوي هذا الفصل ويقول: "وحدد التوقيت.. ولكن الظروف قدمته أياما ً قلائل حين وصلت أنباؤه وأسماء بعض الضباط إلى أسماع الملك فاروق.. فكان التنفيذ وقامت الثورة يوم 23يوليه سنة1952م .. ولم يعلم بها قبل وقوعها إلا القليلون.
- وقعت الثورة وفرح بها الناس في دهشة.. وتهاوى أنصار الملك واضطربت تصرفاته.. وعين الرئيس على ماهر رئيساً للوزراء والرئيس محمد نجيب قائدا ً للجيش، وبعد ثلاثة أيام تنازل الملك عن العرش وغادر البلاد.. فأزاح بذلك حملا ً ثقيلا ً عن صدورنا".
- ويبدأ الفصل التالي بعنوان "السجين رقم 13" .. وهو من أهم فصول الكتاب.. إذ يبين فيه الكاتب كيفية تخلص الثورة من كل مخالفيها على حد سواء.. فهو في البداية يبرز الخلاف القائم بين على ماهر والضباط الأحرار فيقول: "حين تنازل فاروق عن العرش وغادر مصر، استمر الرئيس علي ماهر يحكم البلاد بوزارة هزيلة.. شكلت على عجل في ظروف استثنائية.. وظلت مجموعات الضباط تحاول أن تتدخل في شئون الحكم من مقرها بإدارة الجيش.
- ولكن الرئيس ماهر لم يكن خاضعا ً تماما ً لسيطرة الجيش، بل كان له رأيه المخالف صواباً أو خطأ، وبينما هو يحاول أن يبني مجداً أو دولة على طريقته الخاصة.. كان الضباط يهيئون بناء نظام حكم يتفق مع أفكارهم، وكان عبد الناصر يبني وحده في الخفاء مجده وإمبراطوريته الواسعة".
- ثم يبين كيفيه الإطاحة بحكم علي ماهر، إذ بعد أقل من شهر اعتبر الضباط الأحرار أن علي ماهر مخرب للحركة.. لأنه لا يهدف إلى إعادة الدستور بسرعة وإجراء انتخابات عامة في البلاد.. ولأنه يفرض ضرائب غير مباشرة على الشعب.. وقرروا على إثر ذلك تنحيته، ولعب عبد الناصر لعبة ماهرة ليتولى محمد نجيب الوزارة خلفا ً لعلي ماهر.
- ويذكر أن عبد الناصر لم يرشح نجيب مباشرة.. وإنما رشح الدكتور السنهوري رئيس مجلس الدولة آنذاك - وهو لا يرتضيه - ليكون رئيسا ً للوزراء.. وهو يعلم سلفا ً أن للدكتور السنهوري ماض سياسي حزبي لا ترتضيه الكثير من الهيئات الشعبية - فإذا رفض الرجل المدني وهو العالم الفاضل.. فليس أمام الهيئات المختلفة سوى اختيار عسكري يعاونه مدنيون .
- وليس بعد تعيين رشاد مهنا الأكثر شعبية – عضوا ً في مجلس الوصاية إلا الرئيس نجيب قائد الجيش وممثل حركته آنذاك.
- فيقول عشماوي: "وانطلت اللعبة الماهرة على الهيئات الشعبية وعلى المؤمنين بالدستور من رجال الجيش.. وعلى اللواء نجيب نفسه.. فعين رئيسا للوزراء يوم 7 سبتمبر سنه 1952 خلفا ً للرئيس ماهر الذي قبلت استقالته قبل أن يقدمها..".
- وفي نفس اليوم عرض عبد الناصر على حسن العشماوي اشتراك الإخوة في الوزارة على أن يكون العشماوي أحدهم.. وبدوره قام العشماوي بعرض الأمر على مكتب الإرشاد ولكنه رفض.. حتى أن المكتب فضل الشيخ الباقوري لاشتراكه في الوزارة آنذاك.. وبالقطع هذا الموقف في مكتب الإرشاد أغضب عبد الناصر إلى حد بعيد.
- وبتولي الرئيس نجيب الحكم صدر قانونان هامان.. هما قانون الإصلاح الزراعي.. وقانون خاص بتنظيم الأحزاب السياسية.. وقد كان الأخير خطوة هامة نحو إلغاء الأحزاب بالكلية.. ولكن عبد الناصر والعشماوي حرصوا معا على أن لا ينطبق هذا القانون على هيئة الإخوان المسلمين.
- ثم يوضح العشماوي الأثر السلبي لهذا القانون على الأحزاب القائمة بما فيها الإخوان المسلمين.. فيقول "وقد كان قانون تنظيم الأحزاب السياسية خطوة ذات أثر فعال في زعزعة الأحزاب القائمة.. حين طمع بعض الأعضاء في كل حزب حتى في الإخوان المسلمين أن يكونوا هم أصحابه وذوي المكانة فيه.. وإن اضطرهم هذا إلى الارتماء في أحضان الضباط الحاكمين.. وأدى هذا الطمع إلى صور من الخلاف المشين حطت من قدر الأحزاب ورجالها في نفوس كثير من المصريين"
- وبمجرد إلغاء الأحزاب القائمة أنشأ عبد الناصر حزبا أسماه "هيئة التحرير" أراد أن تكون هيئة التحرير هي الجناح المدني لحكمه بعد ضمانه لجناح الجيش.. ويتكلم الأستاذ العشماوي عن ذلك ويقول " وقد حاول عبد الناصر جاهدا أن يستعين في تنظيم هذا الحزب وعمل برامجه الأستاذ سيد قطب أحد كتاب الإسلام وأهل الرأي فيهم.. وكانت هيئة التحرير منذ إنشاءها نقطة خلاف رئيسية بين عبد الناصر والإخوان"
- ثم يتحدث عن كيفية تعامل عبد الناصر مع القائم مقام رشاد مهنا منذ البداية إذ كان يخشاه.. لأنه صاحب حظوة وشعبية عند الكثير من الضباط الأحرار.. فحرص منذ البداية على وضعه عضوا في مجلس الوصاية على العرش خلفا لأحمد فؤاد ابن الملك الأسبق.. وذلك يبعده عن لجنة الضباط الأحرار التي توجه مجلس الوزراء.. وليكون مكان الملك السابق.. فتنقطع صلته بزملائه.
- وبالفعل تم لعبد الناصر ما أراد.. فاصطدم مهنا بالرئيس نجيب.. ثم اصطدم بالضباط الأحرار حينما طالب أن يعامل كأحدهم.. وأن تعرض عليه الأمور ليناقشها قبل إقرارها.. ونسي أن عبد الناصر قد وضعه في هذا المكان ليجعله في منزله الملك.. وليس له أن يتدخل في شئون الحكم وإلا أعتبر معتديا على الدستور.
- وسرعان ما صدر قرار بإقالة رشاد مهنا من مجلس الوصاية.. ثم قبض عليه في يناير سنة 1953 .. وقضي عليه بالسجن المؤبد
- ثم ينتقل العشماوي إلى اتصال الثورة بالكويت.. وتستطيع أن تشم من خلال السطور مدى ثقة عبد الناصر في حسن العشماوي.. إذ أرسله مع الفضيل الورتلاني أحد رجال الثورة الجزائرية القدامى إلى الكويت من أجل الحصول على قرض بمبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني.. وطلب عبد الناصر من العشماوي تقدير الموقف بحسب ما رآه.. شريطة ألا يتورط في طلب قد يرفض.
- ويوضح العشماوي أثر الزيارة يقول "وقد أحسست أول الأمر أن فكرة القرض السخي كانت فرط خيال من الفضيل الورتلاني صادفت هوى في نفس عبد الناصر فلم أتحدث بها.. وقصرت حديثي على صلات الود بين البلدين"
- ثم يتكلم عن اللقاء الذي جمع الإنجليز بالإخوان.. وفيه التقى المستر إيفانز المستشار بالسفارة البريطانية بعضوين من مكتب الإرشاد هما منير دلة وصالح أبو رقيق.. وكان هذا اللقاء بموافقة المرشد العام وبمباركة عبد الناصر وعبد الحكيم عامر.
- ورأى فيه عبد الناصر أنه فرصة طيبة ليعلم الإنجليز مدى وقوف أكبر هيئة شعبية وراء مطالب الحكومة في الجلاء.. ثم التقى المستر إيفانز بالمرشد العام.. وبعدها التقى المرشد بجمال عبد الناصر وزملاءه لإطلاعهم على ما تم في لقاء مستر إيفانز
- ويقول العشماوي عن هذا اللقاء " وحضرت هذا الاجتماع الذي كان المرشد يشرح فيه وجهه نظره في وجوب التمسك بانتهاء معاهدة 1936.. وأن الأمر لا يحتاج إلى معاهدة جديدة مع بريطانيا.. لأننا نؤمن بموقف الحياد الذي نود أن نتخذه موقفا لنا في السياسة الدولية
- ولكن عبد الناصر الذي اشتهر فيما بعد بأحد أبطال الحياد كان يعارض هذه الفكرة.. ويؤكد وجوب الانحياز لأحد المعسكرين الغربي أو الشرقي.. وأنه شخصيا يرى السلامة في الانحياز إلى المعسكر الغربي
- وبرغم الخلاف في الرأي بين الإخوان من جهة وبين عبد الناصر وزملائه من جهة أخرى.. فقد أبدى عبد الناصر ارتياحه إلى موقف المرشد العام.. لأن تشدده في الحياد سيعطي الحكومة فرصة للتوصل إلى أحسن اتفاق مع بريطانيا في شأن السودان.. وفي شأن الجلاء عن قاعدة قناة السويس"
- وفي أوائل صيف 1953 تعثرت المفاوضات مع الإنجليز.. وطلب عبد الناصر من الإخوان القيام ببعض الأعمال الفدائية في القنال لتدعم موقفه في التفاوض.. ولكن الإخوان رفضوا.. لأنهم رأوا أنه يبيت لهم وللحياة الحرة في البلاد أمرا"
- ويتحدث العشماوي عن تفكير ناصر في حل جماعة الإخوان ويقول " وجلست مع عبد الناصر أكثر من مرة.. ولم يخف عني أنه يحس من الإخوان جفوة نحوه ونحو سياسته أو أنه ينوي حل الجماعة.. ودعاني أكثر من مرة إلى التعاون معه بعيدا عن نطاقها.. فلم يجد مني قبولا.. وكانت أحاديث طويلة وقف كل منا فيها موقفه.. ولم يبد أي تقارب بيننا في الأفكار.. هو ينوي استمرار الحكم العسكري.. ونحن نصر على عودة الحياة النيابية
- ثم يتحدث عن الشروخ التي أحدثها عبد الناصر في صفوف الإخوان فيقول "وقد نجح عبد الناصر في أكثر من مناسبة في هذه السنة1953 في أن يحدث خلافا خطيرا بين الإخوان.. فاستطاع أن يضم إلى صفه كثيرا مما لا أنكر إخلاص بعضهم وفضله.. ولكن الظروف كانت مواتيه لخروجهم عن وحدة الصف في الإخوان
- وبعد أن وصل ناصر والإخوان إلى طريق مسدود يقول العشماوي "وفي يوم 13 يناير 1954 كانت السيارات تقطع شوارع القاهرة.. تجمع الإخوان من بيوتهم.. وكانت القطارات قادمة من الأقاليم تحمل المعتقلين من الإخوان
- ولم يفت حسن العشماوي أن يروي لنا في مذكراته كيف وصل هو إلى السجن الحربي.. فقد حذره زملاءه تلفونيا فجر 13 يناير 1954 .. وأخبروه أن أوامر الاعتقال بالجملة.. وأن اسمه على رأس قائمة المطلوبين.. فقرر السفر إلى الإسكندرية على أن يعود في المساء
- فقول العشماوي"لم أستطع إلى المساء أن أعرف أسباب أوامر الاعتقال التي صدرت من غير مقدمات.. إلا إذا كانت الاضطرابات التي حدثت في الجامعة بالأمس تبرر الاعتقالات على هذا النطاق الواسع.. وظننت أن الاعتقال سيعقبه تحقيق يدور حول كلام كنت أقوله لعبد الناصر كرأي صريح في تصرفاته وأرائه.. فقررت أن أسلم نفسي.. لأنني وحدي الذي يستطيع بيان ما وجهه إلىّ عبد الناصر من نقد.. ولم أرد أن يتحمل غيري نتائج أرائي وتصرفاتي.
- وكذا سلم حسن العشماوي نفسه إلى رئيس المباحث العامة.. وبمجرد جلوسه في غرفته بوزارة الداخلية حتى اتصل رئيس المباحث بالوزير ..ثم توجه إلى العشماوي متسائلا.. هل تملك مزرعة في الشرقية؟
- وإلى هنا تنتهي حلقة اليوم
- أما عن تطور الأحداث بعد ذلك.. فهو موضوع الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
عودة الى كتب ودراسات
|