|
الجماعات الإسلامية والعنف ...أسرار من داخل الجماعة الإسلامية عرض / منير أديب
ي حكي أسرار وتفاصيل "جديدة" عن العمليات المسلحة ودور التنظيمات الإسلامية وطريقة تجنيد "الإتباع.
يسرد أشكال العودة المتجددة للعنف من خلال خطاب التيارات الإسلامية بعد الثورة .
"الجماعات الإسلامية والعنف..العودة إلى العمل المسلح".. أحدث إصدارات الكاتب الصحفي والمتخصص في شئون الحركات الإسلامية منير أديب بعد كتابة "عنابر الموت قصص واقعية من داخل السجون المصرية".. والذي صدر قبل عام.. والذي يحكي فيه مآسي التعذيب الذي وقع على السجناء السياسيين طيلة ثلاثين عاماً وقدم من خلاله إحصائية هامة عن أعداد الذين قتلوا جراء التعذيب .. أو قتلوا بدم بارد .. أو جراء التصفية الجسدية.
يتناول الكاتب من خلال إصداره الجديد والصادر عن دار أوراق للنشر والتوزيع تاريخ الجماعات الإسلامية من السبعينات حتى قيام الثورة وما بعد الثورة.. وعلاقتها بالعنف بكافة أشكاله من خلال الصراع المسلح الذي قادته بعض التيارات الإسلامية مع الدولة .. سواء ضباط الشرطة أو المثقفين أو بعض التنفيذيين الذين كانوا على رأس السلطة وبعض من أسمتهم بالكفار والعلمانيين والأقباط.
يسرد الباحث في شئون الحركات الإسلامية الحديث عن أصول العنف.. كيف نشأ؟.. وكيف تطور؟.. والأسباب التي دعت التنظيمات الإسلامية إلى استخدامه؟ إلى من سالت دمائهم على الأرض فكانوا ضحايا وجناة في ذات الوقت.
راجيا ً أنّ يكون الكتَاب طاقة أمل جديدة نحو المعرفة والاستفادة من الماضي بكل آلامه ومآسيه.. خاصة وأنّ دواعي العنف مازالت تطل برأسها .
فالظروف التي نشأت فيها قديماً حسب رؤية الكاتب في تسعينات من القرن الماضي .. هي نفس الظروف التي نعيشها الآن.. ولذلك يتوقع الباحث عودة العنف مرة أخرى .. ولكنّ بصور مختلفة وربما أشد مما كان عليه في السابق.
يستهل المؤلف كتابه بالفتوى الشهيرة لأبن تيمية التي استندت عليها الحركة الإسلامية وفصائلها التي استخدمت العنف وفحواها
"أي من طائفة امتنعت عن تطبيق شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة والمتواترة قوتلت عليها.. والقتال لمجرد المنع لا على جحد الوجود".
وتناول الكتاب العلاقة الجدلية حول "العنف".. هل كان بمثابة رد فعل؟.. أمّ أنه كان الفعل بعينه كما يحاول بعض الجهاديين التبرؤ من ماضيه ومحاولة تصوير ذلك بأنّ العنف كان مجرد رد فعل ليس أكثر أو أقل.
وتناسى هؤلاء البحوث التي كتبتها الجماعة الإسلامية لتأصيل ذلك مثل بحث "الطائفة" وردود "الجماعة" على "الإخوان" في بحوث منفردة تؤصل للعنف وغيرها.
الكتاب يتكون من بابين الباب الأول يتحدث عن "العنف" .. بداية ونهاية .. ويتناول هذا الفصل بدايات العنف وعلى يد من نشأ؟.. ومن كان بمثابة الحاضن الحقيقي لهذا الفكر.. بدءً من التسعينات حتى هذه اللحظة.. ويتناول كل باب عدد من الفصول.
فالباب الأول يتناول أهم وأشهر المجموعات القتالية .. وبوادر العنف التي ظهرت على هذه التيارات.. ونشأة الأجنحة العسكرية للجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد الإسلامي وظروف نشأة كل جناح.. وما ترتب على ذلك من خطة السيطرة على مفاصل الدولة من خلال عمليات عسكرية مسلحة.
الباب الثاني للكتاب يتناول العمليات العسكرية ومبادرات وقف العنف من خلال سرد تفصيلات جديدة تنشر لأول مرة عن أهم وأشهر العمليات المسلحة.. والتي نفذت في التسعينات من القرن الماضي.. منها محاولات اغتيال وزيري الداخلية السابقين ذكي بدر وعبد الحليم موسى وعمليات أخرى.
كما تناول الفصل الثاني في الباب الثاني مبدأ التغيير بالقوة.. والتدريبات العسكرية.
كما يتناول الكتاب مبادرات وقف العنف كيف نشأت؟.. وإلى أين انتهت؟.. وما تأثيرها الحقيقي على من أعلن إيمانه بها ومن طلقها.
كما يتناول تجارب العديد من الإسلاميين الذين انضموا للجناح العسكري، كيف تم تجنيدهم .. وأشهر العمليات التي نفذوها؟.. ومن المسئول عن قرار القتل داخل التنظيمات المسلحة من أين كانت تحصل هذه الأجنحة على السلاح.
الجماعات الإسلامية والعنف قراءة للحركة الإسلامية التي استخدمت العنف في السابق وراهنت على عدم العودة إليه والتيارات الإسلامية التي نشأت عقب الثورة .. ولكنها جنحت لاستخدام العنف بدرجاته.
بفرض اعتقدنا أنّ العنف له أشكال مختلفة ويمكن استخدامه في صور أخرى غير الجنائي.. كما وجدنا في بعض ممارسات ما بعد الثورة.
الكتاب يقرأ العنف بصورة وأشكاله ورموزه .. سواء كان عنفا ً سياسيا ً.. أو لفظياً أو سلوكياً.
ويحاول الإجابة على سؤال مفاده العلاقة بين هذه الأشكال وبين العنف الجنائي أو الدموي الذي راح ضحيته الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية.. أو من الضحايا العاديين عندما سالت دمائهم على الأرض.
إما بفعل فتوى من عالم لا يراعي الله ورسوله أو بفعل رجل أمن لم يسعى لحقن الدماء وإنما سعى لإشعال الحرائق وصب مزيداً من البنزين على النار.
الكتاب يتناول كل جماعة وعلاقتها بالعنف.. بذور هذا العنف، مراحل نشأته، تكوينه، إمكانية استمراره، فرضية توقفه، احتمالية عودته بالنسبة للجماعات التي طلقت العنف فعلياً، أو الحديث عن التي مازالت تمارسه وإن كان بطريقه نظرية بسبب الظروف الأمنية القاهرة في الماضي.. والتي تغيرت في الوقت الحالي، وعن الأفكار التي تؤكد وجود بذور هذا العنف في المجتمع.
بالنسبة للجماعات التي استخدمت العنف فعلياً.. يتناول الكتاب الأجنحة المسلحة كيف نشأت؟.. وكيف تم حلها؟.. والأدوات التي كانت تستخدمها في ممارسة العنف.. وأشهر العمليات التي تم تنفيذها والطريقة التي كان يستخدمها كل تنظيم لاستهداف خصومة.
معلومات جديدة لم تذكر لأول مرة على لسان مسئولي العمل المسلح.. فضلا عن الطريقة التي كانت تستخدم في تنفيذ العمليات العسكرية .. والطريقة التي كان يتم تجنيد الأفراد عليها .. وأهم وأشهر التدريبات التي كانوا يتلقوها.
الكتاب يتناول كافة الجماعات المعاصرة التي يحتمل أن تعود للعنف إذا كانت قد استخدمته في الماضي .. أو لا يحتمل عودتها للعنف.. أو التي لم تمارس العنف من قبل من خلال قرأه تحليلية عميقة لشكل هذه التنظيمات في المستقبل وعلاقته بالعنف.
الكتاب قراءة استشرافية للعنف اللفظي والسياسي والسلوكي للحركات الإسلامية الذي قد تمارسه في المستقبل.. خاصة وأنها تتصدر المشهد السياسي المصري وربما العربي بعد ثورات الربيع العربي.
ويحاول الإجابة على سؤال مفاده:
هل يتطور هذا العنف في أشكاله المختلفة إلى عنف وصدام دموي وعسكري ومن ضحاياه هذه المرة إنّ حدث؟!!.
الخميس الموافق
12 ربيع الأول 1434هـ
24-1-2013
عودة الى كتب ودراسات
|