English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
قرار زيادة أسعار الوقود؟
خاطيء وسيزيد حالة الإحتقان
صحيح وسيفيد الإقتصاد القومي
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 9/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم 9/7/2014
  • الطريق الى الله
  • يا للرجـــال بلا دِيــن
  • مع أي فريق سأكون؟
  • من علوم القرأن
  • حفظ القرآن الكريم ـ الجزء الثاني.
  • أقرضوا الله قرضاً حسنا..
  • فقه السنة
  • التذكرة النبوية للصائمين...
  • النية هى تمييز العبادات عن العادات
  • مقالات

    إدارة الموارد التاريخية أفريقيا مثالا ً

    بقلم د/ عبد الله السناوي

    فى العلاقات بين الدول فإن حسابات المصالح تفوق ذكريات التاريخ والحقائق الجديدة تغلب ما عادها.

    ومشكلة مصر فى إدارة أزماتها الأفريقية أنها تتذكر التاريخ فى غير موضعه وتؤسس عليه بغير أساس.

    فلا القادة الأفريقيون الحاليون من طراز قادة التحرير الوطني ولا مصر بقت على حالها.

    الرجال اختلفوا والسياسات تناقضت والقارة كلها فى أوضاع جديدة.

    التاريخ حاضر فى الذاكرة العامة.. فالأفريقي يعتد بمعاركه للانعتاق من التمييز العنصري ويعتز بأبطاله التاريخيين من أمثال «عبد الناصر» و«نكروما» و«لومومبا» و«نيريرى» حتى أسطورة «مانديلا» لكنه لا يعيش فى الماضي.

    لديه كوابيسه وأحلامه وتساؤلات عن مستقبله.

    ينظر على الخريطة فيجد مصر فى موقعها لكنه لا يشعر بأثر وجودها.

    لا ينكر قيمتها التاريخية لكنه يدرك أن وفرة القضايا المشتركة والمعارك الملهمة فى الماضي لا تصلح عنوانا أبديا لعلاقات الدول.

    موارد التاريخ ضرورية بقدر ما تبنى على ما بنيت وأن تكون حاضرا ًومؤثرا ً ومستجيبا لتحديات عصرك.

    وهذا ما أهدرته مصر بفداحة على مدى أربعة عقود وما تحتاج أن تصححه الآن وهى تتطلع لفتح صفحة جديدة مع قارتها الأفريقية.

    إن لم نتصارح بالحقائق فالخطايا مرشحة للتكرار والتوغل فيها.

    فإلى أي حد تدرك مصر أنها قد أخطأت فى التنكر للقارة الأفريقية؟

    من حق الرئيس فى إطلالته الأولى على القارة الأفريقية أن يستشعر هيبة التاريخ وهو يقول: «مصر تعود إليكم اليوم».

    لكل حرف فى هذه الجملة المقتضبة وقع على الضمير الأفريقي لكن هل عادت حقا؟

    إذا كان المقصود رفع تعليق عضويتها فى الاتحاد الأفريقي قبل أيام من قمة «مالابو» فمصر قد عادت ورئيسها قد شارك.

    وإذا كان المقصود أنها نجحت فى تخفيض مستويات الاحتقان مع دول القارة وحلحلة أزماتها فهذا صحيح لكنها لم تفتح صفحة جديدة بعد.

    هناك فارق أن تتصرف تحت وطأة الأزمات لتفادى أخطارها التي تداهمك وبين أن تكون لك سياسة واضحة تعرف أين مواضع أقدامها وكيف تدير المصالح الاستراتيجية لبلادك.

    سؤال الأزمات دعا إلى إعادة اكتشاف أفريقيا من جديد كأنها قارة مجهولة فى القاموس السياسي.

    السياسة المصرية سعت إلى القارة تحت وطأة أزمتين خطيرتين لا عن تصور أكثر اتساعا ً ورؤية أعمق للعلاقات مع القارة.

    فى الأولى خطر داهم من احتمالات نقص حصة مصر من مياه النيل بأثر بناء سد النهضة الإثيوبي، وهذه أزمة وجودية جرى التعاطي معها باستهتار على عهد «حسنى مبارك» وخفة على عهد «محمد مرسى»، وفى المرتين جرى التعالي على الحق الإثيوبي فى توليد الكهرباء والتصنيع ومواجهة الفقر المزمن دون جور على النصيب المصري فى المياه.

    وفى الثانية خطر داهم آخر من احتمالات عزلة دولية تستحكم حلقاتها واحدة إثر أخرى بعد تعليق العضوية المصرية فى الاتحاد الأفريقي، ورغم أن قرار التعليق إجرائي ومؤقت إلا أنه أنذر بعواقب وخيمة على مستقبل نظام ما بعد (٣٠) يونيو.

    فى الأزمتين حاولت مصر أن تقترب من القارة لدرء المخاطر أكثر من أن يكون سعيا لجلب المنافع. حاولت أن توظف مواردها التاريخية بقدر ما تستطيع فى بناء جسور ثقة جديدة، وهذا حقها فقد دفعت ثمنا باهظا لمواقفها فى احتضان حركات التحرير وقادتها، أمدتها بالمال والسلاح ونسقت بينها ووظفت قدراتها الإعلامية عبر الإذاعات الموجهة فى تعبئة الشعوب الأفريقية وكانت عاصمتها القاهرة عاصمة القارة كلها و«جمال عبد الناصر» بتعبير «نيلسون مانديلا» «زعيم زعمائها».

    موارد التاريخ تفسح المجال لكنها ليست هي المجال ذاته.

    هناك مصالح ورهانات سياسية واقتصادية واستراتيجية ينبغي البناء عليها وأحاديث التاريخ توفر أجواء مودة وثقة.

    ربما لم يلتفت المسئولون والدبلوماسيون المصريون الذين زاروا بلدانا أفريقية فى الشهور الأخيرة سعيا لحلحلة الأزمات أن أفضل ما ساعدهم فى مهمتهم الصعبة أنهم أدوها بلا تعال على أحد.

    لا تحدثوا بعجرفة ولا مارسوا آفة التعالي التي استبدت بالسلطات المصرية على مدى عقود. وبصورة أو أخرى فإن العجرفة والتعالي من علامات العجز والتدهور.

    ويلفت الانتباه أن كبار المسئولين المصريين الذين لعبوا أدوارا محورية فى القارة يستهجنون هذه اللغة وأصحابها.

    وفيما يبدو أن الدولة ترسخت لديها فى سنوات قوتها أن تكون أكثر انضباطا فى استخدام اللغة.

    أثناء الأزمة المصرية الجزائرية على خلفية مباراة كرة قدم لفت مؤسس «صوت العرب» «أحمد سعيد» إلى ضرورة توخى دقة العبارة وحساسيتها عند الحديث عن الدور المصري فى تحرير الجزائر حتى لا تكون مَنا على الأشقاء.

    فالجزائري يقدر الدور لكنه يكره المن عليه فقد دفع ثمنا هائلا ليكتسب حقه فى التحرر، مليون ونصف المليون شهيد.

    «عبد الناصر» نفسه فى خطابه المقتضب عند زيارتها بعد تحريرها لم يشر لا من قريب أو من بعيد للدور المصري قائلا ً: «الحمد لله الذي أحيانا حتى نرى الجزائر عربية».

    كانت الجزائر تعرف دوره الحاسم وتقدره وخرجت الملايين تستقبله فى واحد من أروع مشاهد تاريخها الحديث لكنه أعاد الفضل إلى تضحيات الجزائريين وحدهم، والشيء نفسه صنعه فى أفريقيا لا زعم لنفسه قيادة حركات تحريرها ولا من على قادتها بالأدوار المصرية وترك التاريخ وحدة يتحدث.

    من سمات الصعود التاريخي والقدرة على الفعل والتأثير عدم التعالي وتقدير مواقف الشركاء الآخرين ومن سمات التراجع التنكر لتاريخك ومعايرة الآخرين به.

    بقدر ما وقفت مصر مع الجزائر لتحريرها وقفت بجوارنا بعد نكسة (١٩٦٧) لإعادة تسليح القوات المسلحة وحاربت قواتها معنا فى حرب (١٩٧٣).

    القارة كلها قطعت علاقاتها بإسرائيل فى هذه السنوات الصعبة.

    المثير أن صانع القرار لم يكن معنيا بالقارة وانسحب من مسارحها واقتصر دورنا على إتباع الاستراتيجيات والمصالح الأمريكية وتورطنا فى شراكات استخباراتية مع دول غربية وإقليمية لتعقب مواقع الصداع فى القارة ضد الزحف الأمريكي الجديد بحسب وثائق منشورة.

    أخلينا مواقعنا عن استهتار بالغ بالمصالح المصرية العليا وزحف آخرون على المواقع التي أخليت.

    لم يكن ذلك سوء تقدير سيأسى بقدر ما كان منهجا ًجديدا ً فى الحكم، فقد تزامن فى وقت واحد تفكيك مقومات الاقتصاد الوطني والقرار الوطني ورهن البلد كله لخيار وحيد وضع (٩٩٪) من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة.

    استهترنا بالقارة فاستهترت بنا.

    وقبل أن نبدأ صفحة جديدة فإننا بحاجة إلى مراجعات جدية للأسباب التي أدت إلى الانكفاء والتهميش.

    بإرث التاريخ من حق الرئيس المصري الجديد أن يعاتب قمة «مالابو» «الشعب فى بلادي تألم عندما رأى الاتحاد الأفريقي يتخذ موقفا مغايرا لإرادته» لكنه وهو يبدأ عهده عليه أن يتذكر أن الأفارقة بدورهم تألموا عندما اتخذت مصر موقفا مغايرا لأدوارها وتخلت وتنكرت وتعالت على قضاياها وأزماتها.

    الأحد الموافق

    1- رمضان 1435

    29-6-2014

     

     



    عودة الى مقالات

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع