English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: ثورة 1952 .. وبداية الانهيار - من التاريخ: كيف باع أمير قطر يسرى فودة للأمريكان - وراء الأحداث: التحكيم الدولي: الحكومة تفشل.. والشعب يدفع الثمن - اللقاء الأسبوعي: فضيلة الشيخ د/ أحمد الطيب: إذا فتحنا باب التكفير فلن ينجو أحد.. الجزء الأول - الطريق الى الله: سيدي.. لقد أحييت أجيلا من العدم - الطريق الى الله: رائعة من روائع عيسى عليه السلام - قضايا معاصرة: في ما جرى فى باريس .. محاولة للفهم تتجاوز الإدانة - قضايا معاصرة: حقنا في أن نغضب - الطريق الى الله: رائع حلم معاوية - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قصة قصيرة: خطوط الجدار - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم -  
الاستطــــلاع
قرار الحكومة بتأجيل الدورى الممتاز بعد أحداث إستاد الدفاع الجوى؟
صائب
غير صائب
لا أهتم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • السيسي وبوتين يتفقان على مواجهة "الإرهاب"
  • أيهما أسرع التهاما للطعام.. الرجل أم المرأة؟
  • الدفاع عن الإسلام
  • بئس للظالمين بدلاً
  • ديـن الرحمـة والسـلام
  • السيرة النبوية
  • غزوة الأحزاب , وبدائل حل الأزمة
  • الهجرة ..والنصر الحقيقي
  • أشركنا في ...
  • الجوهرة الحزينة
  • الرد القاسي
  • مقالات

    بين المحاولة والحل

    بقلم د/ محمد على يوسف

    من أكثر الأشياء التي تحبط أصحاب الهمة العالية والهمّ الصادق ذلك الخلط بين مفهوم الحل ومفهوم الواجب.. كثيرا ً ما تجد صاحب الهمة أو الهم ّإذا عجز يوما عن إيجاد حل عاجل وجامع لمعضلات واقعه، ظن أنه بذلك قد سقط عنه التكليف، ومن ثم هوى فى دركات الإحباط واليأس، ونسى أنه ثمة فارق مهم وجذري بين الحل والواجب، يتضح هذا الفارق حين يجيد المرء توصيف واقعه ليفاجأ أحيانا بقسوة وضعه أو صعوبة ابتلاءاته، فلا يجد حلًّا عاجلًا يستطيع أن يجزم من خلاله بالإجابة الصحيحة التي من خلالها تفك طلاسم تلك المعضلات الآنية والمعادلات الصفرية التى يعيشها، لكنه مع ذلك.

    ينبغي أن يدرك أنه على الرغم من تلك الصعوبات والمعضلات فإنه لم يزل مكلفًا بواجب مهم: واجب الإعذار إلى الله.

    «قالوا مَعذرةً إلى ربِّكُمْ ولعلَّهمْ يَتقون» (سورة الأعراف).. تلك العبارة الجامعة التي قالها الناصحون من أصحاب القرية التي اعتدت فى السبت وعصت الله فاصطادت فى اليوم الذي نهاها الله عن الصيد فيه إلا أولئك الناصحين لم يصطادوا معهم ونصحوا لهم ونهوهم عن ذلك الفعل، فلما حاول المثبطون تخذيلهم وإبطاء حركتهم الدعوية الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، فكان الرد بتلك العبارة «معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.. لعلهم.. ربما.

    فليس شرطا دائما أن يكون ما يجب عليك عمله يحمل الحل لجميع مشكلاتك أو مشكلات واقعك على الأقل على المستوى العاجل الآنى، ومع ذلك عليك أن تفعله، عليك أن تفعله لأنه هو الصواب، وإن لم يكن يحمل كل الحلول.

    والتكليف ابتداءً ليس بالحل وإنما بالمحاولة، ولو أن كل فاضلٍ عبر العصور أحبط ويأس وركن إلى الكسل حين أُغلقت طرق الحل العاجل فى وجهه أو تعقد واقعه فلم يشهد فتحا فى حياته، ولم ير نصراً آنيا ناتجا عن سعيه؛ لما أُحق حقٌ ولا صدع به صادع، ولما أُبطل باطل ولركن الخلق للشرّ ولاندثرت المفاهيم وغابت الأصول.

    لكن أفاضل الخلق على مر العصور فهموا حقيقة الأمر، واستعانوا بربهم ولم يعجزوا وساروا فى طرائق الحل وسلكوا سبل المحاولة، وإن لم يروا فى حياتهم عاجل الثمرة، وإن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان فقط هم من آمنوا به بل ومنهم من يأتي ليس معه أحد ولا يشترط أن يكون الحل الذي وصلت إليه هو الحل الكامل والتصور الجامع المانع. لو أنك تواضعت قليلا ورأيت احتمالية أن تكون جزءاً من الحل أو تعزيزا وتعضيدا لحلول غيرك؛ لكان خيرا لك.

    لقد أرسل الله إلى قرية رسولين فلما كذبوهما عزز الله بثالث «إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ « تأمل مرة أخرى اللفظ القرآني «فَعَزَّزْنَا» عادى جدا وما فيهاش حاجة خالص ولا ينقص من قدرك ولا من قدر من تحب أن تكونوا فقط تعزيزات أن تكون جزءاً من الحل. والحلول قد تتنوع.. وإن الاجتهاد الذي وصلت أنت من خلاله إلى حل لا يشترط أن يكون هو الحل الوحيد والحق الحصرى الذي لا ينبغي لأحد أن يخرج عنه، ولا يجرؤ على مخالفته مخلوق من الممكن جدا أن يصل غيرك إلى حلول أفضل، وأن يفهم ما لم تفهمه وهذا لا يقلل من شأنك كما لم يقلل من شأن نبي الله داوود عليه السلام، أن فهم ولده نبي الله سليمان فهما أصح من فهمه «فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا»، فإن اجتهد إنسان لوضع تصور كامل لحل عاجل جامع فهذا حسن ومطلوب، لكن إن لم يستطع إدراك ذلك التصور الجامع والحل العاجل، فالصواب ألا يركن لذلك ويظن أنه ليس مكلفا بشيء، عليه أن يفعل ما يجب عليه فعله أن يسعى وأن يحاول.. فالمحاولة هي التكليف وإن لم تكن هي دائما الحل.



    عودة الى مقالات

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع