|
لنجعل الدين نقطة لقاء مع الغرب لا نقطة خلاف , اختبار الأمة فى امتحان القمة , اليوم.. أول أبريل إعداد عبد العزيز محمود
لا أحد يستطيع أن ينكر أن اردوغان استطاع يوجد لتركيا مساحة كبيرة على مستوى البلاد والأفراد العربية والإسلامية وذالك من خلال مواقفه الجريئة من هنا كان تتبع أخباره والحرص على كل جديد يخص اردوغان أو تركيا ففي الشرق الأوسط تنشر حوار لأردوغان ......وعن اختبار الأمة في امتحان القمة يكتب فهمي هويدى في الشروق .. لم يعد أحد يتطلع فى الوقت الراهن إلى تحرير فلسطين، وإنما أصبح الرجاء ألا يتم تضييع فلسطين بتوقيع عربى. وأزعم فى هذا الصدد أن عمليات المقاومة التي تمت إلى الآن لم يفكر قادتها في أنها ستؤدى إلى تحقيق التحرير، بقدر ما أراد بها إشعار الإسرائيليين بأن الاحتلال له تكلفته، وإنهم لن يظلوا في أمان وهم محتلون للأرض،......وفي الجمهورية يقول حسن صبرا لنجعل الدين نقطة لقاء مع الغرب لا نقطة خلاف ......وفي الحياة يكتب محمد صلاح عن القذافي والقمم العربية والشو الإعلامي....ومن الجمهورية يكتب جلاء جاب الله عن أول أبريل .. اليوم أول أبريل.. كل عام وكل يوم وأنتم بخير.. طبعاً أول أبريل يعني كذبة أبريل لدي الكثيرين فلا تصدقوا أكاذيب وخداع الكاذبين والمخادعين اليوم وكل يوم.. ولكن ما رأيكم في أن نحلم معاً.. لا أقول نكذب علي أنفسنا.. فالكذب كله حرام شرعاً.. وظلم اجتماعي.. وظلام نفسي.. لكن الحلم والطموح ليس كذباً بل هو أمر مشروع وإلى التفاصيل
أردوغان: ما نحتاجه مع إيران هو الدبلوماسية.. وأي شيء آخر سيهدد السلام العالمي
رئيس الوزراء التركي: نريد عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي وهذا يجعلنا بمثابة جسر بين الغرب و1.4 مليار مسلم
جانييل ستنفورث وبرنهارد زاند*
رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يجب اعتماد الدبلوماسية مع إيران، محذرا من أن استعمال القوة ضد طهران سيكون بمثابة تهديد للسلام العالمي. وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، تنشرها «الشرق الأوسط»، ناقش أردوغان، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، وتطرق للجدل حول وقوع إبادة جماعية ضد الأرمن، ودوره كوسيط في النزاع بشأن السياسة النووية لإيران. وهنا نص الحديث:
* سيادة رئيس الوزراء، تعطي شخصيتكم الآن انطباعا محيرا. فهي أكثر حداثة وانفتاحا مما كانت عليه قبل أن تتولى منصبك، إلا أنها أيضا أكثر تدينا وانتماء للإسلام. إلى أين تقود تركيا: تجاه الغرب، أم تجاه أوروبا أم تجاه الشرق؟
- لقد تغيرت تركيا كثيرا ومرت بمرحلة تحديث وتطوير خلال السبع سنوات ونصف الماضية. وعلى خلاف الحكومات السابقة، إننا نعتقد أن مؤسس الجمهورية (مصطفى كمال أتاتورك) كان صادقا فيما قاله، ونحاول أن نطور البلاد لتصل إلى مستوى الحضارة المعاصرة. وفي سياق تحقيق ذلك، ننظر إلى جميع الاتجاهات. لا نحول وجهنا عن الشرق في الوقت الذي ننظر فيه إلى الغرب. وننظر إلى ذلك على أنه عملية طبيعية.
* الشيء الأول الذي تقع عليه عين أي زائر بعد فحص جواز السفر الخاص به في المطار في إسطنبول هو عرض ضخم لقسم الكحوليات في السوق الحرة، وملصق يعلن عن معرض للأعمال العارية للفنان الراحل بيكاسو. وعلى الجانب الآخر في مدينة ألانيا التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، يوجد فنادق تحتوي على شواطئ منفصلة للرجال والنساء، وهو الشيء الذي لم يكن ممكنا قبل سنوات قليلة.
- ما تراه لدى وصولك إلى المطار هو تعبير لطيف عن الحرية. وما تراه في ألانيا هو شيء أسمع عنه للمرة الأولى. ولكن إذا صح ما تقول، فذلك أيضا أحد مظاهر الحرية. فمالك مثل هذا الفندق والنزلاء به يمارسون حقا يجب علينا احترامه.
* في الأسبوع الحالي، ستستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب. ماذا ستقول لها؟
- تقدمت تركيا بطلب من أجل الانضمام كعضو منتسب للسوق الاقتصادية الأوروبية المشتركة عام 1959. كان ذلك قبل 51 عاما. لم تخضع أي دولة أخرى إلى مثل هذا الإجراء، ولكننا صبرنا على ذلك. إلا أننا في هذه الأيام لم نعد دولة تسعى فقط للحصول على العضوية في الاتحاد الأوروبي، بل إننا نتفاوض بالفعل من أجل الحصول على العضوية الكاملة. وإذا تم تقديم اقتراحات لنا اليوم تخالف الإطار المتفق عليه لهذه المفاوضات...
* هل تشير إلى «الشراكة المميزة» التي تفضلها المستشارة ميركل عن العضوية الكاملة بالنسبة لتركيا؟
-... فإن ذلك يعد شيئا غريبا، مثلما يقوم شخص ما بتغيير قاعدة ركلات الترجيح في منتصف مباراة لكرة القدم.
* تحاول حكومتكم تهيئة تركيا لتصبح قوة إقليمية جديدة. لماذا تحتاج إذن إلى أوروبا؟
- الأمر ليس متعلقا بما نحتاجه نحن، لكن يتعلق بحاجة متبادلة. تركيا لا تمثل عبئا بالنسبة لأوروبا. وعلى النقيض، فهي تحمل عبئا عن الاتحاد الأوروبي. بالتعاون مع إسبانيا، نقوم بإدارة مبادرة تحالف الحضارات التي أطلقتها الأمم المتحدة ضد التطرف، والتي تستفيد منها أوروبا. لقد كنا عضوا في اتحاد الجمارك منذ عام 1996، ونفي بالمعايير السياسية التي جرى إرساؤها في كوبنهاغن. في الحقيقة، إننا أكثر قربا من تحقيق معايير ماسترخت الاقتصادية بالمقارنة مع بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ثم إن هناك الحقيقة التي تقول إننا نعد عضوا مؤسسا في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وعضوا في حلف الناتو منذ عام 1952. وهذا يجعلنا بمثابة جسر بين الغرب و1.4 مليار مسلم.
* أصبحت تركيا على ثقة كبيرة من نفسها، وتعتبر أنت أحد أكثر القادة تأثيرا في البلاد منذ عهد أتاتورك. هل ترى نفسك في دور «السلطان»، كما يصفك بعض الأنصار وأيضا بعض الناقدين؟
- أنا رئيس أحد الأحزاب الكبرى التي أسسها الشعب. لذا، لن أقارن نفسي أبدا بأتاتورك، وهو الرجل الذي أسس الجمهورية. ليس لدي أي نية لأن أصبح باديشا، أو السلطان. يكفيني أن يقول الشعب عني كلاما طيبا.
مذابح الأرمن: «سنكون مستعدين لقبول تاريخنا»
* لماذا لا تعترف تركيا الحديثة بالإبادة الجماعية التي قامت بها الإمبراطورية العثمانية ضد الأرمن؟ صادقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي على قرار إبادة جماعية ضد الأرمن...
- عندما يستخدم أحد الصحافيين كلمة إبادة جماعية، ينبغي عليه أن يلقي نظرة فاحصة على هذه القضية في بادئ الأمر. قد لا يكون هناك أي حديث عن وقوع إبادة جماعية ضد الأرمن. الإبادة الجماعية مصطلح قانوني. في عام 2005، كتبت خطابا إلى الرئيس الأرميني آنذاك روبرت كوتشاريان، وأخبرته أن هذه مسألة ليست متعلقة بالسياسيين أمثالنا، بل مسألة تحتاج إلى دراسة من جانب مؤرخين. يوجد في الوقت الحالي ملايين الوثائق حول هذا الموضوع في الأرشيف التركي، جرى بحث أكثر من مليون وثيقة منها منذ أن كتبت هذا الخطاب إلى كوتشاريان. وقلت له إذا كان هناك أرشيفات في دولتكم دعها إذن متاحة أمام الجميع. وإذا كان المؤرخون لا يقدرون على توضيح هذا الموضوع على نحو كاف، فدع المحامين وعلماء السياسة وعلماء الآثار إذن يشاركون في هذا الجهد.
* يقول الأرمن إن تشكيل لجان من المؤرخين أفضل الطرق لإرجاء مثل هذا النوع من النزاع إلى أجل غير مسمى. وإننا لا نوافق على الفكرة التي تقول إن السياسيين لا ينبغي عليهم الحديث بشأن وقوع إبادة جماعية. أحد الأشخاص الذين استخدموا هذه الكلمة هو الرئيس الحالي لأرمينيا.
- إذا استخدم هذه الكلمة، فسيكون فعل ذلك عن خطأ. لا تكتسب الكلمة مزيدا من المصداقية لأن أحد الرؤساء يستخدمها. وإضافة إلى ذلك، لا تعد الولايات المتحدة طرفا في هذه المسألة. فأميركا، شأنها شأن غيرها من الدول، مجرد مشاهد هنا. نحن والأرمن المشاركون الوحيدون. فهذا هو تاريخنا. لم تكن الجمهورية التركية قد تأسست عام 1915. كانت تلك هي حقبة الإمبراطورية العثمانية، التي كانت متحالفة مع ألمانيا في ذلك الوقت.
* ألا تعد الجمهورية الوريث القانوني للإمبراطورية العثمانية؟
- مما لا شك فيه أن تركيا قامت على ما تبقى من الإمبراطورية العثمانية. ولا تستطيع أي دولة إنكار أصلها. وأي فرد ينكر أصله يرتكب خطيئة. وإذا خرج شيء خطير إلى النور بعد بحث تاريخي في الماضي، سنكون مستعدين لقبول تاريخنا. لكن من المهم أن يكون الأرمن مستعدين كذلك لقبول تاريخهم.
* ما هو التاريخ الذي ينبغي على الأرمن قبوله في هذا الصدد؟
- لم يكن هذا قتلا جماعيا ارتكبه طرف ضد الآخر، لكن كان معركة أسفرت عن مصرع الكثير من الأتراك والأرمن، الذين كانوا مواطنين موالين للإمبراطورية العثمانية. إلا أن بعضهم وقع بعد ذلك تحت سيطرة قوى خارجية، وانتفضوا في تمرد مسلح. يجب دراسة ذلك بعناية فائقة.
* لماذا قمت بزيادة تصعيد نقاش صعب بالفعل عن طريق ذكرك لاحتمالية ترحيل جميع الأرمن العاملين بشكل غير قانوني في تركيا؟
- إنه ليحزنني أن تفهم ذلك بهذه الطريقة. لقد تحدثت عن ما يمكننا القيام به. لقد تسامحنا لمدة أعوام مع الأرمن الموجودين في البلاد بدون تصاريح إقامة. وكل ما قلته هو أن ذلك لا يجب أن يكون دوما هو الأصل. جرى مناقشة مشكلة العمال غير القانونيين بصراحة في جميع أنحاء العالم، لكن عندما يدلي أي فرد في تركيا بمثل هذا التصريح، يشعر الناس بالقلق. لماذا؟
* لماذا ترغب في معاقبة الأرمن في تركيا بشأن القرارات المتعلقة بالمذبحة والتي تم تبنيها بالخارج، مثل تلك القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة، ثم أخيرا السويد؟
- من الذي قال إننا نحمل الأرمن مسؤولية ذلك؟ أنا لم أقل ذلك أبدا. فقد بدأنا عملية للتقارب بين تركيا وأرمينيا قبل عام. ونرغب في تطبيع العلاقات بين البلدين. ثم تبنت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، بناء على طلب أرمن الشتات، قرارا يصنف الأحداث التي وقعت في عام 1915 بأنها مذبحة. ولم يكن ذلك مفيدا. ثم نعود إلى قضية أرمن الشتات وهذه الدول التي تدعمهم: فهناك أرمن يحملون الجنسية التركية داخل تركيا وهناك أرمن يعيشون في بلادنا بطريقة غير شرعية. وحتى الآن، لم نفكر في مسألة الترحيل، ولكن إذا استمر أرمن الشتات في ممارسة الضغوط، فربما نفكر في ذلك.
* لقد رفضت قبول مصطلح المذبحة، على الرغم من أنك تستخدمه باستمرار. فعلى سبيل المثال، اتهمت إسرائيل بارتكاب مذبحة جماعية في قطاع غزة. ومن جهة أخرى، دافعت عن الرئيس السوداني عمر البشير من خلال القول بأن المسلمين لا يمكن أن يقترفوا مذابح جماعية. فهل المسلمون، على نحو ما، أفضل من اليهود أو المسيحيين؟
- أنت تجتزئ كلماتي من سياقها، ولكنني لن أقع في ذلك الفخ. فقد قلت تحديدا إن المرء يمكنه، على نحو ما، وصف الأحداث في غزة بالمذبحة: لأن هناك 1400 شخص قد قتلوا هناك، كثير منهم بالذخيرة الفسفورية، كما جرح أكثر من 5000 شخص وتشردت نحو 5000 أسرة.
* وماذا عن السودان؟
- في تلك الحالة، كنت أتحدث عن المبدأ. فأنا مسلم. ولكنني لم أقارن أبدا بين ديني والأديان الأخرى. فقد قلت إن المسلم لا يمكنه ارتكاب مذابح جماعية بالطريقة التي تصفها الأمم المتحدة. فالإسلام دين سلام. كما يؤمن المسلمون بأن من يقتل شخصا بغير إثم فإنه كمن قتل الناس جميعا.
* تركيا في الوقت الراهن هي عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما ينظر حاليا في ما إذا كانت ستصبح هي الدولة التي سيتم على أرضها مبادلة اليورانيوم المخصب بالوقود النووي. فهل تؤيد فرض عقوبات على إيران؟ في إطار أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها شكوك حول الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.
- ذلك خاطئ. فالوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تصل أبدا لمثل تلك النتائج.
* في أحدث تقاريرها، قالت الوكالة بوضوح إن طهران لم تتعاون بفعالية لوقف الاستخدامات غير السلمية.
- أنظر للأمر من زاوية مختلفة. فإيران عرضت أن تنقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى، كما يرغب الإيرانيون في الحصول على الوقود النووي في المقابل. وبالتالي فإن السؤال الآن هو أين ستتم تلك المبادلة. وكان محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد اقترح أن يتم ذلك التبادل في تركيا. وفي البداية أبدى الأميركيون اعتراضهم، ثم وافقوا. ونحن الآن في انتظار جواب إيران. وكان يبدو أن إيران تبحث المسألة ولكن الاتصالات قد توقفت.
* إذا رفضت إيران، فهل تساند فرض العقوبات؟
- في البداية يجب أن نحاول إيجاد حل دبلوماسي لتلك المشكلة. فالعقوبات فرضت على إيران عدة مرات. فما كانت النتيجة؟ ألا تصل البضائع الأميركية والألمانية إلى إيران؟ إنها تصل على نحو غير مباشر. فمما لا شك فيه أن هناك سيارات مرسيدس في إيران، وبيجو كذلك. وأنا أحب أن أتحدث بصراحة. فأنا لا أحب إخفاء الأشياء في السياسة. فما نحتاجه هو الدبلوماسية، الدبلوماسية، الدبلوماسية. وأي شيء آخر لن يسفر عن أي شيء سوى تهديد السلام العالمي. وأليس هؤلاء الذين يمارسون ضغوطا على إيران يمتلكون سلاحا نوويا؟ إن تركيا ليست قوة نووية، ولكن هناك دولة واحدة في تلك المنطقة لديها أسلحة نووية.
* تعني إسرائيل.
- إيران ليس لديها أسلحة نووية الآن، ليس على أي مستوى. ونحن نقول بوضوح: إننا لا نرغب في أن تكون هناك أي أسلحة نووية في المنطقة.
* هل تحدثت عن ذلك بمثل الوضوح نفسه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد؟
- بالطبع. أنا أتحدث معه بالصراحة نفسها التي أتحدث بها معك. فنحن لا نريد أن تكون هناك أي أسلحة نووية بالمنطقة.
اختبار الأمة فى امتحان القمة
بقلم : فهمي هويدى
عندما قال رئيس الوزراء التركى أمام القمة العربية إن مصير استانبول مرتبط بمصير القدس. وإن مصير تركيا مرتبط بمصير العالم العربى، فإنه بدا وكأنه يغرد خارج السرب، لأن أغلب سامعيه من القادة العرب يبدو وكأن لهم رأيا آخر فى المسألة.
فاجأنا السيد رجب طيب أردوغان وذكرنا بحقيقة استراتيجية نسيها كثيرون وتجاهلها الباقون، وهى أن نجاح إسرائيل فى تهويد القدس واقتلاع الفلسطينيين منها يعد تتويجا لانتصارها وتمكينا يطلق يدها فى المنطقة بأسرها، ليس فقط باعتبارها مشروعا توسعيا واستيطانيا، ولكن أيضا بحسبانها رأس حربة لمشروع الهيمنة الغربية، الراعى الحقيقى للدولة العبرية، وأمام ذلك التمكين فإن أحدا لن يكون بمنأى عن الخطر. ليس فى العالم العربى وحده، وإنما أيضا فى تركيا وإيران تحديدا، ذلك أن القدس من هذه الزاوية ليست مدينة فلسطينية عادية يتم تهويدها وابتلاعها، ولكنها رمز للعالم الإسلامى كله.
لقد وصف أردوغان ما تفعله إسرائيل فى القدس بأنه ضرب من الجنون. وتلك قراءة صحيحة من المنظور الاستراتيجى. لذلك فإن الاستمرار فى ممارسة ذلك الجنون، ومن ثم تحويل اللامعقول إلى معقول وترجمة العربدة الهوجاء إلى واقع يفرض نفسه بالقوة على الآخرين، يطرح معادلة جديدة تماما فى المنطقة، تقلب موازينها وتهدد مستقبلها وتفتح شهية «المجانين» للإقدام على مزيد من التغول والاستقواء.
هذا الذى أدركه رئيس الوزراء التركى، تتعامل معه العواصم العربية بقدر مدهش من التراخى واللامبالاة، يختزل رد الفعل فى بيانات للتنديد فقدت معناها وجدواها، وقرارات حذرة ليست فى مستوى التحدى أو الخطر، تراوحت بين إنشاء مفوضية للقدس، وإعانة أهلها بخمسمائة مليون دولار، والاستغاثة بمحكمة العدل الدولية، التى سبق لها أن أدانت إقامة السور، ولكن إسرائيل قابلت قرارها بازدراء واستهتار مشهودين، ونفذت مخططها كاملا، بمباركة ورعاية من جانب أركان الهيمنة الغربية، ممثلة فى الولايات المتحدة والرباعية الدولية.
2ـ حين انعقدت القمة فى «سرت» كان التحدى صارخا ومحرجا للقادة العرب. فالسيد نتنياهو أعلن صراحة فى واشنطون ــ فى عقر دار الراعى الأمريكى ــ أن القدس خارج المناقشة، وأن عملية تهويدها واقتلاع الفلسطينيين منها لن تتوقف. ولم يكذب رئيس بلدية المدينة خبرا، فلم يتوقف لحظة عن عملية الهدم والبناء سواء فى الأحياء العربية أو بجوار المسجد الأقصى وتحته. حتى أصبح انهياره مسألة وقت لا أكثر. وهو جهد توازى مع استمرار محاولات اقتحام المسجد الأقصى من جانب مستوطنين وتحت رعاية الشرطة. فى الوقت ذاته فإن حملة بناء الوحدات الاستيطانية تشهد اندفاعة قوية فى الضفة الغربية وغور الأردن والجولان.
بل ذهبت إسرائيل فى تحديها وتوحشها إلى حد الاستيلاء على المساجد القديمة، وتحويلها إلى آثار يهودية. كما حدث مع المسجد الإبراهيمى فى الخليل ومسجد بلال بن رباح فى بيت لحم.
لقد نجح نتنياهو فى إجهاض الوعود التى أطلقها الرئيس أوباما فى بداية العام بخصوص القضية الفلسطينية، التى كان وقف الاستيطان (مؤقتا بطبيعة الحال) مدخلا لإطلاق مفاوضات تمهد لإقامة حلم الدولة الفلسطينية، بل إنه تحدى نائب الرئيس الأمريكى، حين أعلن عن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة أثناء زيارة السيد بايدن لإسرائيل. وهو ما سبب للرجل حرجا قيل إنه أحدث أزمة فى العلاقات مع الولايات المتحدة، وأيا كان عمق هذه الأزمة، فإنها كانت من ذلك النوع الذى يحدث داخل أى بيت، ويظل مجرد سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، بجهود بقية أركان «الأسرة»، التى فى المقدمة منها أغلبية أعضاء مجلس الكونجرس والشيوخ، والمنظمات الصهيونية الموالية هناك، وإيباك على رأسها.
حكومة نتنياهو فعلت ذلك كله قبل انعقاد القمة العربية، ومن الواضح أنها لم تكن قلقة من أى رد فعل عربى، ومطمئنة إلى أن القمة لا تزال عاجزة عن أى فعل، بل عاجزة عن اتخاذ أى قرار سياسى جرىء (سحب المبادرة العربية مثلا أو قطع العلاقات واستخدام ورقة المصالح التجارية).
جدير بالذكر أن إسرائيل لم تكترث بالقمة وحولت انعقادها فى ليبيا إلى مادة للسخرية عبر عنها بعض المعلقين فى صحفها، إلا أن قلقها كان أكبر من ردود الأفعال الغربية على تزوير بعض جوازات سفر مواطنيها واستخدامها فى جريمة قتل محمود المبحوح قيادى حركة حماس فى دبى، ذلك أن قرار بريطانيا طرد أحد رجال الموساد فى السفارة الإسرائيلية بلندن بسبب اتهامه بالتواطؤ فى العملية آثار القلق فى تل أبيب من احتمال لجوء دول أخرى استخدمت جوازات سفرها إلى اتحاد إجراء مماثل. وحذرت الصحف الإسرائيلية من أن تحذو كل من أيرلندا واستراليا وفرنسا وألمانيا حذو بريطانيا، بعدما ثبت أن جوازات سفر مواطنيها استخدمت أيضا فى العملية.
المشهد من هذه الزاوية مسكون بمفارقة مخزية فإسرائيل لم تبد أى قلق من جانب العالم العربى وهى تفتك بالقدس وتطلق مشروعاتها الاستيطانية الوحشية فى الضفة، لكنها عبرت عن قلقها من ردود الأفعال الأوروبية على تزوير جوازات سفر مواطنيها واستخدامها فى جريمة قتل المبحوح.
3ــ قراءة إسرائيل للموقف العربى لم تكن خاطئة، فقد ذكرت التقارير الصحفية التى خرجت من اجتماعات سرت أن مصر والأردن اعترضتا على استخدام القمة كورقة ضغط على إسرائيل، وهو ما تم أثناء اجتماعات وزراء الخارجية أعضاء لجنة مبادرة السلام. إذ عارض وزيرا خارجية البلدين اتخاذ أى قرارات تتعلق بإلغاء أو تجميد المبادرة العربية، بحجة أنها تشكل أساسا «لتسويق» الموقف العربى ومما له دلالته الرمزية فى هذا السياق أن المندوب السورى اقترح أن يطلق على اجتماع القادة قمة «التحدى»، ولكن وزير الخارجية المصرى استثقل الكلمة باعتبار أنها ليست واردة فى قاموس «الاعتدال»، فاقترح تسميتها قمة القدس وهو عنوان أكثر حيادا أخذ به.
لم يكن مفاجئا الإبقاء على المبادرة العربية، التى كان العاهل السعودى قد أعلن فى قمة الكويت الاقتصادية التى عقدت أوائل العام الماضى أنها لن تبقى طويلا على الطاولة.. ورغم مضى ثمانى سنوات على إطلاقها فإنها مازالت فوق الطاولة، ولم يملك القادة العرب شجاعة سحبها أو حتى تجميدها ــ ولأنها لم تحقق شيئا حتى الآن سوى مساندة الادعاء بإبراء الذمة العربية، فإنه بات يحق لنا أن نعتبرها حيلة للتسويف وليست ورقة للتسويق. أما الطاولة فلم تعد كذلك، ولكنها تحولت إلى مشجب علق عليه القادة المبادرة ثم انصرفوا.
أى متابع لمؤشرات العلاقات العربية ــ الإسرائيلية لا يفاجأ بحدود السقف الذى حكم موقف القمة وأداءها. ذلك أنه قبل عقد المؤتمر بأيام قليلة «فى 24/3» نشرت صحيفة «الشروق» المصرية أن اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة وجه التحية إلى مصر، لقيامها ببناء السور الفولاذى العازل بين سيناء وغزة. فى هذا الصدد تحدث روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ممتدحا موقف مصر الذى اعتبره «ناضجا وشجاعا»، «لأنها أوشكت على الانتهاء من آخر مراحل الحاجز «السور» الذى يضيق الخناق على حماس، الأمر الذى يشكل خطوة مهمة نحو أحداث تغيير داخل غزة». وقد استقبلت كلمته بتصفيق شديد من جانب الحضور، كما ذكر مراسل الجريدة فى واشنطن.
وقبل ذلك بأيام قليلة «فى 19/3» نشرت صحيفة «المصرى اليوم» أن وفدا عسكريا أمريكيا قام بزيارة منطقة الحدود المصرية مع القطاع لتفقد المرحلة الأخيرة من الجدار الفولاذى والاطمئنان إلى حسن سير العمل فى المشروع.
فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية عن مخططات التوسع الاستيطانى واستمرار عمليات تهويد القدس، نشرت صحيفة الشرق الأوسط عدد 23/3» تقريرا عن تقدم خطوات التطبيع بين إسرائيل والمغرب (التى ترأس لجنة القدس!)، التى تمثلت فى عقد سلسلة من المؤتمرات التى شارك فيها الإسرائيليون، منها ندوة عن تاريخ هجرات اليهود من منطقة المغرب العربى عقدت بمدينة الصويرة، وقبلها عقد الملتقى الدولى الثانى لليهود المغاربة فى مراكش، وشاركت فيه 17 شخصية من إسرائيل، وفى الرباط عقدت ندوة عن المحرقة التى تعرض لها اليهود. وقبل هذا كله شهدت تسيبى ليفنى وزيرة خارجية إسرائيل السابقة أحد المنتديات السياسية التى عقدت فى مدينة طنجة.
الحاصل فى المغرب يتكرر بصورة أكثر حذرا فى منطقة الخليج، التى استقبلت أحد الوزراء الإسرائيليين بحجة مشاركته فى أحد المؤتمرات الدولية، وقام أحد الوزراء الخليجيين أكثر من مرة بزيارة رام الله بتأشيرة إسرائيلية، كما عقد بعض المسئولين الأمنيين اجتماعات تنسيقية اشترك فيها نظراء لهم من مصر والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. ولأول مرة هذا العام وجهت إدارة مهرجان الجنادرية فى المملكة السعودية دعوات المشاركة لعدد من دعاة التطبيع العلنى مع إسرائيل، الذين ترددوا عليها أكثر من مرة.
أما فى الضفة الغربية فإن الأجهزة الأمنية تحكم قمع الجماهير وتكبيلها لكى تتجنب احتمال انفجار الغضب الفلسطينى واندلاع شرارة انتفاضة ثالثة. وهو ما أعلنه حاتم عبدالقادر وزير شئون القدس فى حكومة سلام فياض السابقة، إذ نشرت له صحيفة الشرق الأوسط فى 17/3 حوارا قال فيه إن حكومة فياض الراهنة تمنع إطلاق يد الفلسطينيين فى الضفة الغربية للقيام بأى أعمال من شأنها أن تؤدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، وأضاف أن ما تقوم به الحكومة بمثابة إجراءات غير مسبوقة لم يعهدها الفلسطينيون أدت إلى كبت الشارع وعدم السماح له بالتعبير عن غضبه وسخطه إزاء الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة.
4ـ ـفى كل مرة ينتقد الاستسلام العربى المهين أمام إسرائيل يتم إسكات الأصوات الناقدة بدعوى أن الخيار الآخر هو الحرب، ورغم أن إسرائيل لم تستبعد ذلك الخيار، ولا تزال تخوض تلك الحرب بين الحين والآخر، إلا أن الطموح فى العالم العربى أصبح أكثر تواضعا.
إذ لم يعد أحد يتطلع فى الوقت الراهن إلى تحرير فلسطين، وإنما أصبح الرجاء ألا يتم تضييع فلسطين بتوقيع عربى. وأزعم فى هذا الصدد أن عمليات المقاومة التى تمت إلى الآن لم يفكر قادتها فى أنها ستؤدى إلى تحقيق التحرير، بقدر ما أراد بها إشعار الإسرائيليين بأن الاحتلال له تكلفته، وإنهم لن يظلوا فى أمان وهم محتلون للأرض، وهذه التكلفة العالية هى التى دفعت إسرائيل إلى الانسحاب من غزة والخلاص من «همِّها». ورغم أن أحدا لا يستطيع أن يدعى بأن حكومة حماس هناك أنجزت شيئا على صعيد التحرير المنشود، إلا أن أحدا لا يشك فى أن وجودها عطل مسيرة بيع فلسطين والتفريط فى ثوابتها، وما محاولات تركيعها والإصرار على توقيعها على ورقة المصالحة إلا خطوة للخلاص منها وإزالة تلك العقبة التى وقفت فى طريق تصفية القضية. من ثم فتصوير الانقسام الحاصل بحسبانه صراعا على السلطة بين فتح وحماس هو تبسيط لا يخلو من تدليس، لأنه فى جوهره خلاف حول أسلوب التعامل مع الملف، وهل الممانعة والمقاومة هما الحل، أم أن الحل فى التسليم والدوران فى دوامة المفاوضات التى لم تثمر شيئا طوال التسعة عشر عاما الماضية؟.
قبل أيام قلية (فى ٢٥/٣) نشرت صحيفة الحياة اللندنية حوارا مع السيد رمضان شلح الابن العام لحركة الجهاد الإسلامى، سئل فيه عن بدائل العرب وخياراتهم فى التعامل مع إسرائيل، فكان رده أنه ليس مطلوبا من الدول العربية فى الوقت الراهن أن تستسلم أو تخوض حربا، وإنما غاية المراد منها أن تلتزم بحدود اللاحرب واللاسلم، وأن تترك الفلسطينيين بعد ذلك يتدبرون أمورهم مع الإسرائيليين. حتى هذا المطب صار عسيرا لأن القرار العربى لم يعد مستقلا، وما عاد بمقدور القادة العرب أن يتولوا لا لولاة الأمر فى واشنطن.
لنجعل الدين نقطة لقاء مع الغرب لا نقطة خلاف
بقلم : حسن صبرا من الجمهورية
ما هو رأيكم: لو أن العرب والمسلمين معهم من جهة والغرب من جهة أخري التقوا علي كلمة سواء تجاه الدين. وهو رسالة الله خالق البشرية كلها لها كي يعيدوا الاعتبار لمفهوم الدين. وطبيعة مهمته ورسالته. مستلهمين كل علي طريقته الإيمان بالله الذي خلقهم وسواهم وجعلهم أحرارا ليرثوا الأرض وما عليها؟
نحن هنا نريد أن نرد علي الذين يزعمون أن أهم عوائق العلاقات الجيدة بين العرب والغرب هو الدين.
ذلك ان هناك اعتقادا لدي كثيرين بأن أوسع اشكاليات الابتعاد والشك والتحفظ بين العرب ومعهم المسلمون والغرب قادم من الفهم الخاص بكل منهما للدين.
الغرب في نظر كثيرين تمسك بجوهر الدين حتي وهو مختلف مع الكنيسة بشكل عام والعرب ومعهم المسلمون تمسكوا بطقوس الدين وهم جعلوا المؤسسات الدينية قبلتهم بل قل واسطتهم عند الله خالق السماوات والأرض. والبعض يري: لا بل ان المؤسسات الدينية ورجالها هم الذين جعلوا الدين محصورا في الطقوس أو هم جعلوها تستنزف الوقت الأطول. والجهد الأعظم بدل صرف الجهد من أجل القيم وروحية الدين.
وأصحاب هذا الرأي يقولون إن انصراف المؤسسات الدينية الإسلامية ورجالها إلي الطقوس والعبادات دون جهد كبير في القيم والمسئوليات المترتبة علي من يملك التوجيه. هي الثغرة التي توسعت مع الزمان كي ينفذ منها اصحاب الدعوات المتطرفة والانحراف عن الدين. والبحث عما يتناسب مع مشاعر الشباب الفائرة بالحماس كي يمسكوا بنواصي عقولهم وأفئدتهم لاستخدامهم ضد الدين. ضد مؤسساته ورجاله. ليطيعوا اصحاب هذه الدعوات في تحريف صريح لقول الله تعالي: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". تحت زعم وقف اطاعة أولي الأمر ذات التأثير الحاسم في ثقافة وبنية وسلوك المؤسسات الدينية هذه.. يتوقف اصحاب الدعوات المتطرفة عن إطاعة الله نفسه ورسوله.. فضلا عن أولي الأمر طبعا.. ليطيعوا أمراء الحرب والجهاد المزعوم.
لم يعن وقف تبعية الناس للكنيسة ورجال الدين في أوروبا مثلا أن يتوقف الناس عن اتباع تعاليم الله في مضمون دعوته: إنما المؤمنون اخوه. فتراهم في أوروبا يطبقون روح الدين في نظام التكافل الاجتماعي. وهو أحد أهم وأبرز أهداف الزكاة. فنجد ال Chammageفي فرنسا يكفل اعطاء من يطرد من وظيفته نسبة 75% في العام الأول لبطالته. ثم 50% في العام التالي وبعدها يحال إلي المساعدات الاجتماعية. وهذا ما يفسر ارتفاع الضرائب علي الاغنياء في فرنسا. لأن هؤلاء بدفعهم الضرائب للدولة يكفلون ملايين أو آلاف العاطلين عن العمل دون قدرة علي التهرب منها. وقياسا بأوضاعنا. فإن معظم أغنياء أوطاننا يتهربون أو قل لا يدفعون نصيبهم وهو واجبهم الحقيقي من الضرائب لأنهم لا يعترفون بأرباحهم الحقيقية. وهذا أحد زعماء لبنان وليد جنبلاط يقول في حديث اعلامي صريح وهو المشهود له بالصراحة ان كل تاجر لبناني لديه حسابان: الأول يظهر فيه خسارته يقدمه للدولة حتي لا يدفع الضريبة. والآخر يخبئه في خزانته ليعرف كم أرباحه سنويا.
وفي بلاد عربية وإسلامية يتم اعتماد التقدير الجزافي للضريبة عبر تخمين يحتمل كل امكانات التلاعب في اعتراف رسمي بأن تجار هذه البلدان يتهربون من الضرائب. في أوروبا تمنع تهمة التهرب من الضريبة صاحبها من الترشح لأي منصب سياسي. وفي بعض دولنا العربية والإسلامية يعتبر التهرب من الضريبة شطارة تؤهل صاحبها لتأدية دور سياسي فيجئ نائبا أو وزيرا أو يصبح ذا وجاهة في مجتمعه أو قبيلته أو عشيرته. وقد تزود المتهربون من الضريبة في بلاد عربية وإسلامية بمزاعم يسندونها إلي الشرع وبعضها إلي الدين. كي يهربوا منها تحت غطاء شرعي بوصفهم السلطات في بلادهم بأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية. وبالتالي لا يحق بل لا يجوز لها أن تحصل الضريبة. في أوروبا يدفعون ضرائبهم ولا يسمونها زكاة. في بلادنا يصفون الضريبة في الشريعة بأنها غير شرعية حتي لا يدفعوا الزكاة.
في الغرب لا يدخلون كثيرا إلي الكنائس ولا يستمعون كثيرا إلي عظات الآحاد.. لكنهم كثيرو الاحترام لبعضهم شديدو التعلق بالقانون وبالنظام ولا يسمح لواقف في طابور أن يتجاوز غيره تحت أي ظرف حتي لو كان في مستشفي أو سينما أو أمام فرن أو مطعم..في بلادنا يتم توسيع المساجد وفنائها وجدرانها كي تكون قادرة علي استيعاب الآلاف المؤلفة خاصة أيام الجمعة حيث يتقاطر الآلاف للاستماع إلي خطب ائمتها.. ولكننا ما زلنا نعاني من قلة احترام حقوق بعضنا البعض ونتدافع في كل مكان لأخذ مكان غيرنا سواء كان عجوزا أو صبيا أو مريضا أو طفلا.. وفي كل مكان لماذا؟
هذه محاولة متواضعة لبعض الإجابة.. مع رجاء المعذرة.
المبدأ الأول: إننا ومنذ قرون ما زلنا ننظر إلي الغرب نظرة البائع كي نشتري منه كل شيء من دواء البنسلين والصداع إلي الطائرة والصاروخ والهاتف والحاسوب. بينما اعتمد الغرب مبدأ التعليم: وأول ما تعلم كان من عندنا سواء فيما قرأه من القرآن الكريم في نظرية التكافل أو حتي المرأة المرضعة في الراحة أو في كتبنا ورجالاتنا وعلمائنا الحقيقيين.
هل تعلمون أيها السادة ان من حق المرأة بعد الولادة في الغرب أن تحصل علي إجازة أمومة لمدة ستة أشهر إلزامية بعد الوضع. وثمانية عشر شهرا اختيارية "هذا القانون معمول به في ألمانيا مثلا" فهل قرأ الألمان من القرآن الكريم الآية التي تتحدث عن حق المرأة في الارضاع والفصل في عامين.. وعدلوها لحساباتهم؟
نحن نقول عن رجال الدين عندنا علماء اعتمادا علي ما ورد في القرآن الكريم إنما يخشي الله من عباده العلماء والعالم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم هو العالم الواحد بالدين والطب والفيزياء والكيمياء والفلك والعلوم الطبيعية والإنسانية.. فمن هو عالم الدين المسلم في عصرنا العارف بالطب والفيزياء والكيمياء والفلك والعلوم الطبيعية والإنسانية.. هذا ليس انتقاصا من أحد ولا احتجاجا علي استخدام كلمة عالم لرجل الدين. بل هي محاولة قول بأن الغرب لم يفرق يوما بين مكانة الدين ورجاله في مجتمعنا وبين ما يحملونه من عمل تشمل جوانبه كل نواحي الحياة.. بل لعله عندما وجد أن رجال الكنيسة في مجتمعه لا يفقهون أمور الحياة والعلوم كما يفقهون في الدين المسيحي.. راح يعزز وجود العلم عن طريق رجال آخرين يملأون البشرية والكون الآن بمنجزاتهم التي نغرف منها نحن كشارين فقط.
فقد انتقلنا من موقع البائع سابقا إلي موقع الشاري بينما نجح الغرب في أن يتعلم. وأن يقلد وأن ينقل التجربة إلي مجتمعاته وقد نجح.
المبدأ الثاني: نحن أمة هجرة منذ هجرة الحبشة إلي هجرة المدينة إلي الفتوحات العظيمة. إلي الوصول إلي أقصي الغرب القديم "اسبانيا" وأقصي الشرق القديم اندونيسيا ويبدو ان الهجرة مازالت احدي أهم قيمنا مع تبدل طبيعتها: فقد هاجرت منا الأدمغة منذ عقود ولما تعد. وهاجرت منا الطيور الباحثة عن الحرية. وهاجرت منا الملايين الباحثة عن عمل. وهاجرت منا الآلاف الهاربة من ظلم الانظمة. وهاجر الآلاف للدرس والتعلم وما يتفوق منها يبقي في أوروبا وأمريكا لانه لن يجد عملا يليق به في وطنه ان عاد.
انظروا إلي أوروبا
هاجرت منها العصابات في بداية الأمر إلي أمريكا فعمرت أمريكا. وتركت أوروبا شبه نظيفة بعدها. فكسب الاثنان ليبدآ مرحلة جديدة في تاريخ البشرية مشتركين. وتهاجر من بلادنا هذه السنوات مجموعات تنام في أحضان المدن الأوروبية لتستفيق علي مهمات ما يسمي بالخلايا النائمة لتؤذي المسلمين الآمنين في هذه الديار المهاجرين للأسباب التي تحدثنا عنها..البعض من مهاجرينا يأكل من مساعدات جمعيات مسيحية نهارا ويشتمهم ليلا لأنهم في زعمه بلاد كفرة.
البعض يتعلم في جامعات أوروبا والغرب كيف يصبح عالما ليركب قنابل يستخدمها لتدمير الجامعة التي يدرس فيها. أو المستشفي الذي تدرب فيه أو محطة المترو الذي يتنقل فيه أو الشارع الذي يستقبل تأوهاته وزفرات الحقد علي مجتمعه ونظامه الذي لم يسمح له بالعيش في وطنه.
والبعض الآخر يعود متفوقا في دراسته في الغرب فيعود مزهوا بما انجز ليصاب بالاحباط في بلادنا العربية والإسلامية فيؤثر الهجرة الأبدية إلي حيث تعلم ويقدرون العلم.
المبدأ الثالث: القيم: نحن نقرأ في قرآننا الكريم اعظم القيم الإنسانية في السلوك والحرية ومعظمنا لا يمارسها فنتآخر ويمارسها الغرب فيتقدم.
هم متمسكون بها جديا: فالصدق عندهم عادة. والصدق عندنا مصادفة. الحرية عندهم عبادة. والحرية عندنا استعباد. النظافة عندهم قيمة راسخة منذ الولادة. والنظافة عندنا من الإيمان في الملصقات وفي الكتب وفي خطب الجمعة.
ثم انظروا إلي شوارعنا وشوارعهم. كيف نرمي اعقاب السجائر والقاذورات وما نحمله من السيارات. في كل مكان وأي زمان. وانظروا كيف يتعلم الطفل عندهم في المدرسة وفي المنزل وفي الشارع ان يكون نظيفا ومحترما ومحافظا علي نظافة مكانه.
الله خصنا بالقول: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
ولن استفز احدا منكم الآن أو أرش الملح علي جرحه في تذكيره بمن اساء الأمانة معه. كما لن استفز أي نظام عندنا إذا سألته هل تحكم بين الناس بالعدل كما أمرك الله. هذه القيمة العظيمة من الله عز وجل معتمدة في الغرب علي الأقل بأفضل مما هي معتمدة بين الشعوب العربية والإسلامية التي خصها القرآن الكريم بقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
المبدأ الرابع: في الاحترام المتبادل أو الميزان المعدول الغربي بعد كل ما تقدم يري في الشرقي عموما انسانا سلعيا أي باحثا عن السلعة لكسله وجهله لأننا نحن الذين قدمنا له المثل السييء. بينما سدنا العالم عندما تمسكنا بسلوك الرسول العربي محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
غير ان أهم ما نحتاجه هو الحرية. فالحرية هي طريق المعرفة. والمعرفة طريق التقدم. بل هما في علاقتهما الجدلية وجهان لعملة واحدة. لأن العلم والتقدم أيضا وجهان لعملة واحدة. والعلم يؤدي إلي الحكم الصحيح والحكم الصحيح يؤدي إلي قبول الآخر العلم في الغرب جاء بالثروة. والثروة افسحت المجال للتوسع بالعلوم وتطبيقها. فكانت الثورة الصناعية التي جاءت بالانتاج الواسع ففكر بالتصريف والتسويق فكان الاستعمار "وهو نتيجة سلبية بلا شك مع النتائج الأخري الايجابية للتصنيع التي أفادت البشرية".
رسولنا العربي هو القائل "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه". فقارنوا بين جودة اعمالهم واتقانهم وبين مثيلاتها عندنا.. انهم يطبقون قول الرسول حتي لو لم يدخلوا المساجد أو الكنائس ودون أن يطلقوا اللحي ويقصروا الأثواب. ويرددوا ليل نهار قال الله وقال الرسول "انهم يفعلون ما أمرنا الله ان نفعله". ونحن نكرره ولا نفعل مثله.
نردد كلام الله: "يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم منكم درجات"... ولا نلتزم به. والغرب يمارس دعوة الله حتي لو لم يقرأ النوافل ولا يقيم صلاة التراويح ولا يقوم الفجر.
إذن.
تعالوا نلتزم تعاليم القرآن الكريم.. روحياتها. مضامينها. القيم العظيمة التي تسود فيها.. وبذا نزيل ابرز عوائق العلاقات مع الدنيا.. ومع الغرب.
ايها السادة
انها ليست دعوة لأن نقلد الغرب. بل هي دعوة لأن ندرك اسباب تقدم الغرب.. فهو وجد فأبرز ميزات الغرب انه تعلم. تعلم منا. ونحن يبدو اننا صدرنا كل قيم التقدم العظيمة المستمدة من القرآن الكريم.. ثم لم يبق لنا منها إلا النزر اليسير.
انها ليست دعوة لتجاهل سوء سياسات الغرب. بل ونحن نذكر هذه السيئات. فلنبحث لماذا تمكن منا الغرب في الاستعمار وفي الاستغلال. وفي استمرار حياتنا كمستهلكين لما ينتجه. دون أن نجعل الحرية بدل الاستعمار. والعدالة بدل الاستغلال والانتاج بدل الاستهلاك.
عيب فيه في التحلل الخلقي وفي بعض قيمه التي لا تناسب قيمنا؟
هذا صحيح.
نحن متقدمون عنه في التماسك الأسري مقابل تفككه العائلي.
هذا صحيح.
نحن نسبقه في حفظ الود والوفاء واعلاء القيم الروحية.
هذا صحيح ايضا.
نحن اصحاب الرسالات في شرقنا وعروبتنا.
كله صحيح.
فلنبحث إذن عن أسباب تراجعنا رغم كل ما نملك. ولنسأل انفسنا لماذا تقدم الغرب ويتقدم ولا نقف نحن عند حد معروف للتراجع.
الأخ قائد الثورة
محمد صلاح من الحياة
انتهى موسم «اللطم على الخدود» والبكاء على اللبن العربي المسكوب، وعاد زعماء ورؤساء الوفود العربية الذين شاركوا في القمة، التي احتضنتها مدينة سرت الليبية، إلى بلادهم، وكادت وسائل الإعلام والصحف العربية تبحث عن ملف آخر لتنشغل به، أو تشغل به الناس، بعدما أدت مهمتها في السخرية من القمة وقراراتها، وإطلاق النكات على بعض المواقف التي جرت فيها بالتوازي مع ابتكار عبارات الأسى والحزن على التضامن العربي الذي ضاع، والموقف العربي الذي انهار، والقضايا العربية التي لم يعد العرب قادرين على حلها، والخلافات حول بعض البنود، والتي رحّلت إلى قمة استثنائية تعقد قبل نهاية العام الحالي للبحث فيها، وكذلك بالطبع بعض العبارات الحادة ضد هذا الزعيم أو ذاك أو هذه الدولة أو تلك. لكن بقي السؤال يدور في الأذهان: كيف عقدت القمة وانتهت من دون أن تكون للزعيم الليبي معمر القذافي مفاجأة تجذب الأضواء والمصابيح وتركز عليها العدسات؟ المتابعون لمسيرة القمم العربية من السياسيين والإعلاميين ألفوا خلال السنوات الأخيرة طباع «الأخ العقيد» وصاروا دائماً ينتظرون مفاجآته التي تأتيهم في موسم كل قمة عربية. في المقابل، لا يخفي بعض السياسيين العرب مخاوفه من أن تتسبب واحدة من تلك المفاجآت في «ضرب» قمة أو إغضاب دولة أو انسحاب زعيم. وعادة ما يكون المكان الذي يقيم فيه «الأخ العقيد» أثناء القمة مزدحماً بعشرات الصحافيين والمصورين المتلهفين إلى مادة يسخّنون بها صحفهم أو نشراتهم أو برامجهم. والحق أن الرجل لم يخذلهم وقدم لهم في كل قمة ما يتمنونه، كما أنه كان حريصاً دائماً على التنويع «من باب التغيير» فلا يكرر ما يقوله أو يفعله. والوقائع في القمم السابقة تتحدث عن نفسها ولا يمكن نسيانها. فلماذا كان في قمة سرت هادئاً؟ وكيف بدا راضياً وليس غاضباً كما كان حاله في كل القمم السابقة؟
عودنا «الأخ العقيد» على أن يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية المعلنة وهو دائماً يصر على ذلك ويرفض أن يتحدث في الجلسات المغلقة، وكثيراً ما أطال وزاد وعاد وشرح وفسر رؤاه وآراءه ونظرياته، ما كان سبباً دائماً في أن تطول الجلسة الافتتاحية، ويؤثر في «الوقت الثمين» للزعماء. في سرت لم يتحدث «الأخ العقيد» غير دقائق معدودة في بداية الجلسة الافتتاحية برغم أنه رئيس القمة وصاحب الأرض التي عقدت عليها. هل انشغل بأمور أخرى؟ أم إنه حرص على عدم إغضاب أي من الحضور؟ لم يبدُ الأخ العقيد مشغولاً بالترتيبات أو التجهيزات، فأماكن إقامة الوفود الرسمية كانت على أحسن حال، أما الصحافيون والإعلاميون فسلّموا أمرهم لله، بعضهم أقام في بواخر، وآخرون في شقق، وعدد منهم فشلوا حتى في الوصول إلى سرت، وغطوا القمة من طرابلس، ولم يشعروا أن شيئاً فاتهم. كما أن الأمور البروتوكولية سارت من دون معوقات. على الجانب الآخر إذا كان رئيس القمة يعرف أن كلامه في القمم السابقة يغضب «إخوانه» وفضل هذه المرة ألا يغضب أحداً منهم فلماذا كان يغضبهم أصلاً في القمم التي عقدت في عواصم أو مدن أخرى؟ عموماً سيظل الأخ «قائد الثورة» وهو اللقب الذي يحب أن ينادى به، إضافة إلى لقبي: ملك ملوك أفريقيا وعميد الزعماء العرب، رئيساً للقمة العربية سنة كاملة، وهو سيترأس قمتين سيشارك فيهما «إخوانه» من القادة العرب، الأولى هي القمة العربية الأفريقية والتي ستحتضنها مدينة سرت أيضاً في أيلول (سبتمبر) المقبل، والأخرى قمة عربية استثنائية اتفق على عقدها لحل قضيتي «رابطة الجوار» وإعادة هيكلة الجامعة العربية، بعدما فضل القادة العرب ترحيل القضيتين إلى قمة استثنائية. وإذا لم تعقد تلك القمة على هامش القمة الأفريقية العربية فعلى الأرجح أن تعقد في مصر باعتبارها الدولة التي تحتضن مقر الجامعة العربية، وعندها سيكون الأخ قائد الثورة رئيساً للقمة من دون قيود تتعلق بحرجه من انتقاد الزعماء الآخرين أو سياسات الدول العربية. عندها بكل تأكيد سيعود الأخ قائد الثورة إلى عادته، وسيجد الصحافيون والإعلاميون ما افتقدوه في سرت، وستعود إلى القمة العربية.. مفاجآتها.
اليوم.. أول أبريل
بقلم: جلاء جاب الله من الجمهورية
اليوم أول أبريل.. كل عام وكل يوم وأنتم بخير.. طبعاً أول أبريل يعني كذبة أبريل لدي الكثيرين فلا تصدقوا أكاذيب وخداع الكاذبين والمخادعين اليوم وكل يوم.. ولكن ما رأيكم في أن نحلم معاً.. لا أقول نكذب علي أنفسنا.. فالكذب كله حرام شرعاً.. وظلم اجتماعي.. وظلام نفسي.. لكن الحلم والطموح ليس كذباً بل هو أمر مشروع.. فلماذا لا نحلم..؟ ولماذا لا نملك الطموح.. ونحول كذبة أبريل إلي حلم وطموح أبريل حتي لو كنا نخدع أنفسنا بالأمل "الطموح جداً".. ولا أقول الأمل "الكاذب" تعالوا نحلم مثلاً بأن حكومتنا الذكية اجتمعت وأصدرت بياناً بأنها تعترف بأخطائها الكثيرة في حق "الغلابة" وأنها اهتمت جداً في الفترة الأخيرة برجال الأعمال والأغنياء ومنحتهم كل الامتيازات وقدمت لهم كل التسهيلات.. وأحاطتهم بالرعاية والاهتمام بل والحماية الكاملة.. لكن رجال الأعمال معظمهم طبعاً لم يراعوا الواجب الاجتماعي عليهم.. وبعضهم "هبر" أموال البنوك وهرب.. "واضح طبعاً الصلة بين "هبر و"هرب"" ويؤكد بيان الحكومة علي أن الاعتراف بالذنب لا يعفيها من المسئولية السياسية والإنسانية لذلك فإنها تقدم استقالتها أمام الرئيس مبارك وتعتذر لجموع الشعب عن هذه الأخطاء غير المقصودة والتي كان الهدف منها هو خلق حالة من الانتعاش الاقتصادي تعود علي الشعب كله بالفائدة.. لكن التجربة فشلت وأكد رجال الأعمال معظمهم فقط علي أن مصالحهم الشخصية هي الأهم.. وأن مصالح الناس لا تأتي في قائمة اهتماماتهم..!!
وماذا لو نحلم معاً أيضاً بأن اجتماعاً مشتركاً لمجلسي الشعب والشوري بحضور مجلس الوزراء قد عقد بشفافية كبيرة لتقويم تجربة الخصخصة ونتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية علي الوطن وقدم الاجتماع المشترك دراسات واقعية حقيقية بشفافية ونزاهة.. بعد إجراء دراسات اقتصادية علي حال الشركات التي تم خصخصتها.. وحال العاملين الذين أحيلوا للمعاش المبكر وكيف أن نسبة 90% منهم قد تحولوا من خانة "موظف محترم" إلي "فقير معدم" يتسول حاجته وحاجة أسرته.. وكيف أن الشركات المنتجة والتي بيعت لكي تزداد إنتاجاً ويستفيد الاقتصاد الوطني من ضخ استثمارات جديدة فيها قد تم تحويلها إلي خردة وخرابات ثم بيعت أراضيها بأسعار تفوق سعر شراء المنشأة نفسها؟
ما رأيكم في أن نحلم بأن البنوك المصرية قد قررت الدخول باستثمارات حقيقية بعد دراسات جادة وحقيقية لإقالة عثرات بعض هذه الشركات.. حتي لو كان المقابل أن تؤول ملكية هذه الشركات إلي البنوك.. فعلي الأقل منا وإلينا.. وليس لصالح البعض علي حساب الشعب.. وأن تقوم البنوك الوطنية بالتدخل السريع لإنقاذ بعض الشركات وضخ استثمارات فيها من المؤكد أنها ستعود بفائدة مضاعفة عليها خاصة أن الأسواق تحتاجها فعلاً مثل شركات الغزل والنسيج المتعثرة ولها أسواق خارجية وأسماء تصديرية معروفة..!!
هل يمكن أن يستمر الحلم والطموح ونحلم بأشياء أخري بسيطة جداً.. مثلاً هل يمكن أن نحلم بأن يعود النظام وتطبيق القانون علي الجميع دون وساطة أو استثناء أو معاملة خاصة لأحد علي حساب الحق.. هل يمكن أن نحلم بأن نجد سيارات الميكروباص مثلاً يسير في حارة مخصصة لها هي والأتوبيسات بلا تجاوزات ودون قلة ذوق مع السيارات الأخري وتجاوزها بشكل خطير.. مع بعض الكلمات الخارجة التي تنطلق من هنا أو هناك.. وهل يمكن أن نري رجال المرور وهم يتعاملون مع المخطئ والمتسيب بحسم وشفافية وعقوبة فورية تردع كل من تسول له نفسه بالمخالفة والإساءة للآخرين في الطريق.
هل يمكن أن نحلم ولا أقول نكذب علي أنفسنا بعودة المعاملة الطيبة والروح المصرية الأصيلة للشارع.. وعودة صلة الأرحام والتواد والتراحم والمودة والمروءة التي أصبحت غائبة عن شارعنا المصري؟
هل يمكن أن نحلم بعودة روح التكافل والتراحم والتواصل.. وأن نجد أهل الشارع أو المنطقة وقد وقفوا إلي جوار أخيهم في حالة الفرح أو الحزن برجولة وشهامة ومروءة دون انتظار لأجر أو حساب إلا من الله؟
هل يمكن أن نحلم بعودة المصري إلي أصله ونفسه بعد أن دهسته "سيارات العولمة" في الشارع وهو مستسلم بل وسعيد؟
هل يمكن أن نحلم عودة الشخصية المصرية الغائبة وألا تكون هذه العودة مجرد "كذبة" بل واقع نتحدي به أنفسنا ونتحدي به العولمة التي نريد أن تطيح بنا وبقيمنا.. هل يمكن أن نحلم بعودة اللغة العربية إلي مكانها ومكانتها وألا نري أن لدينا بعض الشباب الذي حرص أهله علي أن يتعلم الإنجليزية أو الفرنسية علي حساب لغته لدرجة أنهم يتحدثون في بيوتهم بهذه اللغات الأجنبية المطعمة ببعض مرادفات عربية قد يكون بعضها مكسوراً؟ هل يمكن أن تستعيد لغتها مكانتها بيننا وأن نحرص علي أن يكون الاهتمام باللغة العربية هو نفسه الاهتمام باللغات الأجنبية؟
هل يمكن أن يصدر قرار بعدم السماح لأي محل أو شركة أو هيئة أن تعلن عن نفسها باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وأن تكون اللغة العربية وحدها هي اللغة المسموح بها لتسجيل الشركات والمحلات والهيئات مع السماح بالإعلان عن توكيلات أجنبية لمن يحملها؟
هل يمكن أن نحلم بأن تعود إلينا كرامتنا وإلي لغتنا مكانتها وإلي قيمنا قيمتها وإلي عاداتنا حقيقتها؟
هل يمكن أن نحلم بأن نعود مصريين حقيقيين بلا مسخ أو تشويه أو الرقص علي السلالم فلم نعد مصريين أو عرباً أو أجانب بل مسخ في هذا وذاك بلا معني؟
هل يمكن أن نحلم بأن يعود الأزهر الشريف إلي مكانته التي كانت وأن يعيد الاهتمام باللغة العربية وحفظ القرآن والحفاظ علي الوسطية المعتدلة دون إرهاب أو ترهيب وبلا تهوين أو تهويل.. وبلا إفراط أو تفريط؟
هل يمكن أن يعود للأزهر الشريف مكانته في العالم الإسلامي بداية من مصر إلي غيرها وأن يستعيد الناس ثقتهم بالأزهر وما يصدر عنه وأن يكون الأزهر هو المنبر الذي تلتقي حوله العيون والعقول والأذان وأن تكون كلمته هي الحاسمة والفيصل في كل خلاف أو اختلاف؟
هل يمكن أن تعود "الكتاتيب" لتحفيظ القرآن بشكل عصري حتي لو اعتمدت علي الكمبيوتر والموبايل وأحدث الأجهزة العلمية.. المهم أن تعود روح الكتاتيب لتحفيظ القرآن لأن الله سيحفظه وهو الذي أكد ذلك في كتابه الكريم.. فهل يمكن أن يقر الأزهر مشروعاً لعودة الكتاتيب في القري والمدن والأحياء وجميع المساجد لحفظ القرآن وتحفيظه وحماية النشء من التغريب والعولمة الكاذبة وما يريده بنا الغرب؟
هل يمكن أن نكون نحن الناس البسطاء الغلابة صادقين مع أنفسنا صرحاء مع غيرنا بوضوح وبدون لف أو دوران ونحن نعلم يقيناً أن الأعمار بيد الله وحده وأن الأرزاق في يد الله وحده ولم يترك الله أعمارنا أو أرزاقنا في يد غيره ليحمينا من أنفسنا ومن الكذب والنفاق ومن أن يضل بعضنا البعض؟
هل يمكن أن يبدأ كل إنسان بنفسه فيقرر عدم الكذب وعدم النفاق بداية بنفسه وأسرته الصغيرة ومكان عمله وفي الشارع الذي يسكن فيه؟
هل يمكن أن نحلم بأن نجعل أول أبريل يوماً للحلم والطموح ونكرم فيه من يحقق الحلم الذي تمناه والطموح الذي سعي إليه والوعد الذي قطعه علي نفسه.. إذا جاء أبريل التالي وحقق ذلك؟
هل يمكن أن نجعل من أول أبريل يوماً للأحلام بدلاً من يوم للأكاذيب؟
ولكن هل تعرفون لماذا كان أول أبريل هو يوم الكذب العالمي؟
بعض الآراء وأنا أميل لتصديقه نسبياً يري أن الغرب احتفل بهذا اليوم "أول أبريل" يوماً للخداع بعد أن نجح في خداع المسلمين بإسبانيا "الأندلس" حتي طردهم منها.
يقولون والعهدة علي الراوي أن حكام الغرب رفضوا وجود دولة قوية بجوارهم في الأندلس خاصة أنهم حاولوا بشتي الطرق هزيمتهم ففشلوا واستمرت دولة الأندلس الأقوي لسنوات حتي تفتق ذهن أهل الغرب علي وسيلة لهزيمة هذه الدولة وتفككها فدرسوا أولاً ما هي عناصر القوة الحقيقية في هذه الدولة؟
ووجدوا أن "التقوي" هو عنصر القوة الحقيقية وأن الشعب في هذه الدولة والحكام ملتزمون بشرائع الله.. فلا يزنون ولا يشربون الخمر ولا يسرقون ولا يكذبون.. فحاروا ماذا يفعلون بهم؟
وكانت البداية في إرسال الخمر والمخدرات إليهم مجاناً ثم بدأوا في نشر الرقص والفواحش وما إن انتشرت أماكن الرقص والزنا والمخدرات والخمور.. حتي صفق الشباب.. وتكاسلت الأمة.. وتفرقت شيعاً وأحزاباً وأصبح الهم الأول للزعماء أن يكون كل منهم هو الأقوي والأفضل فانقسمت الدولة إلي دويلات وإمارات كان من السهل الانقضاض عليها بعد أن تقطعت أوصال وحدتها وانغمس شبابها في المعاصي والمخدرات والنساء مجاناً.. وهنا انهزمت هذه الدولة وخسرت.. وانتهت وأصبحت الأندلس مجرد تاريخ كان نبكي عليه.. وكانت نهايتهم في أول أبريل فاحتفل به الغرب باعتباره يوم الخداع الأكبر وتحولت كلمة خديعة إلي كذبة مع مرور الزمن..!!
قد يكذب البعض هذا التفسير ومعه ألف حق لأنه لا يوجد دليل علمي وتاريخي علي صدقه لكن المغزي الأهم هو ما حدث فعلاً عندما نجحت أوروبا في اختراق هذه الدولة بالخمور والمخدرات والنساء مجاناً.. فانغمس الشباب وتناحر الزعماء.. وانغمست الدولة إلي دويلات ألا ترون أن هذا هو ما يحدث الآن في الوطن العربي مع فارق واحد أن الغرب أو الصهاينة لا يحتاجون أي جهد لتقسيم الوطن إلي دويلات فالانقسام واضح وموجود علي أرض الواقع ومازالت هناك في المستقبل انقسامات أخري قادمة ولله الأمر من قبل ومن بعد..!!
أعرف أن هناك تفسيرات أخري لنشأة يوم أول أبريل كيوم للكذب ففي فرنسا يسمونه يوم الخداع لأن التقويم السنوي كان يبدأ به ثم تحول إلي أول يناير وظل البعض مخدوعاً بأن بداية العام مازالت في أبريل فكانوا يتندرون بهؤلاء المخدوعين.. والبعض يفسره بأنه كان يوماً لجميع المجانين أسوة بيوم جميع القديسين.. خاصة في رومانيا.. لكن الغريب أن أهل إسبانيا وأهل ألمانيا بالذات لا يحتفلون بهذا اليوم أول أبريل كيوم للكذب فهل تعرفون لماذا؟
لأنهم في إسبانيا يعتبرونه يوماً مقدساً وهذا ما يؤكد الرواية الأولي عن تحطيم الأندلس وفي ألمانيا يحتفلون فيه بيوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف "بسمارك".. لذلك يرفضون الكذب في هذا اليوم.. ونحن عندنا قرآن يتلي وأحاديث نبوية تنهي.. وكلها تؤكد حرمة الكذب وأنه من الكبائر.. ومع ذلك.. فنحن نحتفل بالكذب يومياً وليس فقط أول أبريل ألا يكفي ذلك كله لأن نجعل منه يوماً للأحلام والطموح؟
همس الروح
أحبك.. فالحب حياة وأنا مازلت أحيا وأعيش.
أحبك.. فالحب هو أنت.. وأنا.
أحبك.. فدمائي تتكون من حب وصدق ووفاء قبل البلازما وكرات الدم الحمراء والبيضاء.
أحبك.. لأنك جزء من كياني.. ومن دقات قلبي ونور عيني.. وخلجات نفسي.
أحبك.. لأنني يوم أن يتوقف حبك في قلبي هو نفسه اليوم الذي أفارق فيه الحياة.
أحبك.. ولو أخبروك بغير ذلك فصدقي قلبك واعترفي بأنهم كاذبون.
لوغاريتمات مصرية
خربوش وشباب الأحزاب
الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب رجل أكاديمي.. وسياسي.. ويمتلك عقلية متميزة في الحوار مع الشباب والاقتراب منهم.. وفي المؤتمر الذي نظمه المجلس بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية لشباب الأحزاب في بورسعيد كانت التجربة العملية علي كيفية التحاور مع الشباب.. وكيفية التجاوز عن تجاوزات الشباب المعارض.
ولأن الشباب ثورة متدفقة.. ويميل الي المعارضة بطبعه وحيويته فإن شباب أحزاب المعارضة حاولوا الخروج عن مسار المؤتمر باحداث مشاكل فرعية حاولوا بها ومن خلالها التأثير علي مسار ومحاور المؤتمر المهم.. وطبعا لجأ شباب أحزاب المعارضة لبعض الأساليب التي لم تعد جديدة مثل الاصابة بالتسمم الغذائي برغم أن معسكرات الشباب بالذات مشهود لها بالنظافة الغذائية والإقامة الطيبة.
المهم أنني اعتقد أن ما حدث أمر طبيعي وأن أسلوب ونجاح الدكتور خربوش في احتواء الموقف.. ونجاحه في الخروج بالمؤتمر الي حيز النجاح يؤكد ضرورة تكرار هذه المؤتمرات بل ومضاعفتها لأنها تعبير حي عن الشباب.. وتجسيد للتيارات الشبابية التي يجب أن تعبر عن نفسها بوسائل صحيحة وخاطئة لأننا يجب أن نترك للشباب حرية الاختيار والتعامل حتي ينضج فكريا.. وإلا لن نجد غدا شبابا يقود الوطن.
يامحافظ الدقهلية :
لم يعد هناك مفر من أن نخاطب محافظ الدقهلية بعد أن يئسنا من امكانية اصلاح موقف عبود الذي يبدو أنه سيستمر علي هذا الحال من الفساد والافساد.. المهم عدد من سائقي سيارات الأجرة في مراكز المنزلة والجمالية والمطرية وميت سلسيل يطالبون بأن تتم معاملتهم بالمساواة وأن يتم تحميل السيارات جميعها في المنصورة حسب أسبقية الوصول.. المشكلة لاتخص السائقين وحدهم بل تخص الركاب خاصة الطلاب أيام الأجازات مما يعرضهم للمشاكل والتأخير يامحافظ الدقهلية اعرف أن المحافظة كبيرة ومشاكلها اكبر وقد تكون هناك مشاكل أهم من مشكلة موقف فرعي أو رئيسي لكن مشاكل الجماهير هي التي يشعر بها الناس.. وكفاهم مشاكل المياه والبوتاجاز وأسعار اللحوم.. وغيرها وهي مشاكل عامة في كل محافظات مصر المهم أن تكون هناك زيارات مفاجئة للمراكز والأحياء فالفساد أصبح جهارا عيانا..!
يا وزير التعليم
الزيارات المفاجئة لوزير التعليم رائعة.. وليت كل المسئولين يحذون حذوه.. فلو أن مسئولا واحداً زار الأحياء وشاهد المخالفات والفساد.. ولو أن وزير التعليم زار كل محافظات مصر وشاهد الحالة التعليمية المزرية ولو أن وزير الصحة عاد لزياراته السابقة ولو.. ولو.. لكان حالنا أفضل نسبيا.
وزير التعليم د.أحمد زكي بدر أعاد الأمل لنفوسنا في امكانية الاصلاح بعد أن فقدنا الأمل في اصلاح التعليم الذي وصل الي درجة لايمكن تصورها.
القتل.. والضرب حتي الموت.. والايذاء النفسي والبدني.. وإثارة الفتنة سمات أساسية في المدارس.. وعندما تكون هذه الزيارات التي ننتظر منها المزيد فحتما ستتغير كثير من الأمور وتتحسن كثير من المفاسد.
عودة الى مقالات
|