|
تمخضت القمة العربية فولـدت عجزاً !! بقلم د/ طارق الزمر
لعله قد أتضح الآن أن المتابع المنصف للقمة العربية لم يكن له أن ينتظر منها شيئا ً يذكر سوى انكشاف حالة العجز العربي.. والبرهنة على أن قطار الزمن قد تجاوزهم.. وأن التحولات الدولية قد وضعتهم خارج حسابات العصر.
وأن السبب الرئيس في ذلك إنما يرجع للاختيارات والاستراتيجيات العربية.. وبالأخص ما جرى تدشينه منها خلال الثلاثين عاما ً الأخيرة.. وكذلك ما قامت به إسرائيل خلال ذات الفترة الزمنية.
فليس أدل على العجز العربي إلا تلك الفجوة الكبرى بينهم.. وبين دولة إسرائيل الناشئة.. سواء كانت هذه الفجوة في مجال الاختيارات السياسية أو القدرات العسكرية أو التفوق التقني أو الإرادة السياسية.. والرغبة في الفعل والحضور السياسي.
فإذا أردنا أن ندلل على ذلك من خلال قرارات القمة التي عقدت في ليبيا العروبية!! صاحبة الصوت الأعلى في محاربة إسرائيل!! لعلمنا أن العجز قد بلغ مداه.. وأن الانكشاف قد وصل إلى نهايته.
ففي الوقت الذي يدشن اليهود أمام كل العرب كنيس الخراب الذي لم يخف أنصاره أنه مقدمة لهدم المسجد الأقصى.. وفى الوقت الذي أعلن نتنياهو على العالم مشاريعه الاستيطانية في القدس.. وقال صراحة:
أنها مثل تل أبيب
وفى الوقت الذي أعلن بعض قادة الكيان الغاصب عن الاستعداد لاحتلال غزة مرة أخرى فضلا عن حالة الحصار والتجويع المفروضة على أهلنا فيها أمام كل هذه الإجراءات والتصريحات الإسرائيلية التي تمثل نقطة انطلاق كبرى جديدة في إطار المشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة.. لم نجد إلا قرارات عربية دراسية وإجراءات بحثية.
وكأن الجامعة العربية قد تحولت إلى مركز متأخر للدراسات السياسية.. لأن الأبحاث المزمعة قد سبقتهم فيها مراكز أبحاث كثيرة.
أما عن موضوعات الدراسة فإن لها دلالات أهم وأخطر.. لأنه إذا كانت أهم قرارات القمة هي دراسة خيارات بديلة للسلام.. ودراسة إنشاء رابطة إقليمية تضم إيران وتركيا فإننا نكون قد تأكدنا أن الجامعة العربية قد أعلنت إفلاسها.. وأن حنجرة الأمين العام ذات الخصائص الحربية لم تعد قادرة إلا على الأغنيات الرومانسية.
وبالطبع فإن هذه الدراسات المضنية ستستغرق وقتا طويلا حتى توفى حقها.. وهو ما تم تمديده لستة أشهر أي حتى سبتمبر القادم.. وهى المدة اللازمة لنتنياهو حتى ينفذ المشاريع التي أعلنها.. وربما ستكون لديه فسحة إضافية من الوقت ليعلن مشاريع أخرى تربك قمة سبتمبر وتنسيها قرارات قمة مارس أو حتى متابعة نتائجها .
وحتى إذا تأملنا في قرارات قمة مارس الدراسية فسنجدها تدل بوضوح على وصول الإرادة العربية إلى مستويات متدنية من الضعف.. فالبحث عن خيارات بديلة للسلام لن يفضى إلا إلى المزيد من خيارات السلام.. والبحث في إنشاء رابطة إقليمية لن يفضى بحال إلى إنشائها.
وإن دل فحسب على إفلاس المشروع العربي المتلفح بالجامعة العربية العلمانية وعجزه.. منفردا ً عن مجرد خدش حياء المشروع الإسرائيلي المتلفح بالصهيونية والأساطير العبرية.
عودة الى مقالات
|