|
العرب واختبار استخلاص الدروس ,إيران تتحرك.. واحنا بنتفرج , أردوغان على خطى السلطان سليم الأول إعداد: عبد العزيز محمود
من الطبيعي, والحال هكذا, عندما يتناول الإعلام فكرة بحجم الرابطة الإقليمية بين جامعة العرب وجوارهم أن يختزل هذا الجوار في تركيا وإيران, ومعهما علي الأكثر تشاد. ولهذا الاختزال أساس موضوعي يعود إلي الأهمية الخاصة لهاتين الدولتين اللتين تملآن دنيا الشرق الأوسط حركة وحراكا وتشغلان الناس بسياساتهما ومبادراتهما علي اختلافها, بل تناقضها في بعض المجالات.عن فكرة رابطة الجوار كتب وحيد عبد المجيد في الأهرام .....وعن التحرك الإيراني والوعي الإيراني كتب عبد المنعم فوزي في الجمهورية ....وعن نفس الفكرة يكتب محمد السعيد إدريس في الأهرام عن العرب واختبار استخلاص الدروس..هل استخلص العرب أي نتيجة؟, وهل نتوقع تحركات عربية في أي اتجاه ما تنطلق من تلك النتائج المستخلصة؟, هل يدرك العرب أن نجاح الغرب, ومعها إسرائيل, في منع إيران من امتلاك برنامج نووي سلمي كامل سوف يتكرر مع العرب إذا ما حاولت أي دولة عربية أو عدد من الدول العربية امتلاك برنامج نووي كامل خاصة امتلاك القدرة العلمية والفنية علي إثراء( تخصيب) اليورانيوم بالقدرات الذاتية وإنتاج الوقود النووي محليا لمفاعلاتها دون اعتماد علي الخارج؟....وفي الجمهورية يطلق إبراهيم أبو كيلة صيحة إنذار أنقذوا المسجد الأقصى .. إن المسجد الأقصي حق المسلمين .. ولكن اليهود يحاولون طمس هذه الحقيقة وهم ماضون في مخططهم .. ولن يردعهم مناشدات وتنديدات .. ولابد من وقفة صارمة ضد هؤلاء الصهاينة و إلا سنقول انه كان هنا مكان الهيكل مسجد يدعي المسجد الأقصي مثلما تغير اسم فلسطين علي الخريطة وأصبح إسرائيل واعترف العالم كله بذلك .. فهبوا قبل ان يصبح الهيكل أمرا واقعا وساعتها لن نجد وليا ولا نصيرا....وإلى القدس العربي حيث يكتب جمال أبو ريدة أردوغان على خطى السلطان سليم الأول .. إن عودة تركيا للمنطقة العربية، وتحديدا في عهد أرودغان ينبغي أن تلقى آذانا صاغية من العرب جميعا، وذلك لخطورة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية وتحديدا الاحتلال الإسرائيلي، والذي لم يكتف باحتلال فلسطين، وإنما يرفض حتى التسويات السياسية الموقعة معه، والتي تعيد للفلسطينيين جزء من حقوقهم، كما أنه بات يهدد الأمن القومي العربي، فالاقتراب التركي- العربي يمكن أن يحقق إلى حد ما نوع من التوازن السياسي والعسكري في المنطقة العربية، يخدم مصالح الطرفين في مواجهة التغول المتزايد لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وإلى التفاصيل
فكرة رابطة الجوار.. ومصير العرب!
بقلم: د. وحيد عبد المجيد
جدل واسع أثارته كلمة الأمين العام لجامعة الدولة العربية السيد عمرو مرسي أمام قمة سرت يوم27 مارس الماضي. وهذه ظاهرة صحية لا شك فيها حتي إذا كان الجدل قد انصب علي جزء واحد في الكلمة.
وهو اقتراح إطلاق منطقة جوار عربي تضم الجامعة ودولا آسيوية وإفريقية مجاورة لبلاد عربية ذكر منها تسعا وتركها مفتوحة لدول إفريقية أخري فضلا عن دول جنوب أوروبا المتوسطية.
ويعرف من قرأ نص الكلمة, وليس ما نشره أو بثه الإعلام عنها, أن هذا الجزء هو واحد من13 جزءا مترابطة بحيث تصعب مناقشة أي منها بمعزل عن غيره, ناهيك عن أن ننزعه من سياق كلمة تقدم رؤية متكاملة تهدف إلي إنقاذ ما يمكن إنقاذه في وضع لا يرضي إلا أعداء العرب وخصومهم.
فقد نوقشت فكرة الرابطة الإقليمية بين الجامعة ومنطقة الجوار العربي كما لو أنها اقتراح عابر من تلك الاقتراحات التي يقدمها المتكلمة في وسائل إعلام وغير إعلام صارت هي صانعة جدول الأعمال العام في بلادنا العربية. ولكن الإعلام الحديث, كما يعرفه دارسوه والمعنيون به, يميل إلي اختزال الأمور ولا ينزع إلي تمحيصها, وخصوصا الإعلام المرئي الذي لا تنافسه إلا الشبكة العنكبوتية في تشكيل وعي الناس في زمننا الراهن.
ومن الطبيعي, والحال هكذا, عندما يتناول الإعلام فكرة بحجم الرابطة الإقليمية بين جامعة العرب وجوارهم أن يختزل هذا الجوار في تركيا وإيران, ومعهما علي الأكثر تشاد. ولهذا الاختزال أساس موضوعي يعود إلي الأهمية الخاصة لهاتين الدولتين اللتين تملآن دنيا الشرق الأوسط حركة وحراكا وتشغلان الناس بسياساتهما ومبادراتهما علي اختلافها, بل تناقضها في بعض المجالات. ولكن فكرة الرابط الإقليمية, كما طرحت في كلمة موسي, تشمل أيضا الجوار الإفريقي الذي تشتد حاجة العرب إلي التواصل معه في إثيوبيا وأريتريا وتشاد والسنغال ومالي وغينيا والنيجر. وهذه دول وردت الإشارة إلي كل منها بالاسم, وليس إليها بشكل مجمل, في كلمة موسي.
ولكن الأهم من ذلك هو أن فكرة الرابطة الإقليمية طرحت في هذه الكلمة ضم إطار أوسع يتعلق بالأمن الإقليمي والتهديدات المرحلية والاستراتيجية التي يتعرض لها العرب والتحولات التي خلقت تفاعلات جديدة في المنطقة تقوم فيها دول مجاورة بأدوار كبيرة, بما في ذلك ما أسماه موسي( تدخلات إقليمية طالت عددا من الدول العربية) وأخري( خارجية يزداد موقفها غموضا حين تطرح أمورا تتعلق بوحدة الأراضي واحتمالات تقسيم الدول).
ولذلك كان منطقيا أن تدعو الكلمة إلي بلورة موقف عربي واضح إزاء الأمن الإقليمي, وإلي تعديل هيكل مجلس السلم والأمن العربي الذي لم يعترف الأمين العام بعد بأنه ولد ميتا, ضمن رؤية متكاملة تشمل أيضا الرابطة الإقليمية التي ركز عليها الجدل.
وبالرغم من أن هذا الجدل يؤكد أهمية الفكرة التي تثير خلافا علي منافعها وأضرارها بالنسبة الي العرب, فقد ظهر واضحا مدي الخوف من إيران والحذر تجاه تركيا والميل إلي أن نبقي في مكاننا كما لو أننا ننتظر قدرنا. فقد لوحظ في ردود الفعل علي اقتراح موسي أن هناك شعورا متزايدا بالتوجس من أي تحرك كبير وفقدان الثقة في أنفسنا وقدرة شعوبنا إذا أتيحت لها الظروف الملائمة لكي تنفض الغبار الذي تراكم عليها خلال عدة عقود.
ولم تنجح محاولة الحد من خوف الخائفين عبر اقتراح مسار تدرجي لبناء الرابطة الإقليمية, بحيث تكون البداية مع تركيا وتشاد. ولم يدرك المتحفظون مغزي اختيار تشاد المجاورة للسودان الذي أصبح الحفاظ علي وحدته بالغ الصعوبة, علي نحو قد يجعل جنوبه دولة جوار اعتبارا من العام القادم. وإذا انقسم السودان, فالمسئولية الأولي تقع علي نظام الحكم الحالي والنظم التي سبقته. ولكن جزءا من هذه المسئولية يتحمله العرب العاجزون عن وضع حد لخوفهم من الانفتاح علي دول تربطها ببلادهم مصالح وتاريخ وجغرافيا.
كما ردع الخوف هؤلاء عن إدراك الأهمية القصوي للانفتاح العربي الجماعي علي تركيا, التي تلعب الآن في منطقة المشرق العربي علي نحو قد يغير المشهد الإقليمي في غضون سنوات قليلة. فقد وضعت تركيا أساسا قويا لتفاعلات تجارية واقتصادية متنامية مع هذا الجزء من العالم العربي, وخلقت رابطة تشبه شينجن بينها وبين سوريا ولبنان والأردن الي حد دفع كاتب السطور إلي التساؤل من قبل عما إذا كانت قادرة علي توحيد المشرق العربي فعليا. وتستهدف تركيا في الوقت نفسه لضم العراق إلي منطقة تفاعلاتها العربية المركزية, التي ستتسع لبعض دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة قصيرة علي نحو ربما يفرض التساؤل أيضا عن مستقبل هذا المجلس.
ولا يصح أن نغفل, هنا, نجاح تركيا في التحرك انطلاقا من المصالح المشتركة التي فشل العرب طول تاريخهم الحديث في العمل علي أساسها. وكلما تأخرنا في بناء علاقة جماعية مع تركيا الناهضة العائدة إلي أصولها, سيزداد التفاوت بين الدول العربية التي تتنامي علاقاتها معها, وتلك التي تقع بعيدا عن دائرة اهتمامها, أو لا تبدي استعدادا لمزيد من الانفتاح عليها. وعندئذ سيكون صعبا الإبقاء علي أمل التكامل الاقتصادي العربي حتي في حدود كونه حلما.
وفي مجال العلاقة مع تركيا, ربما تكون فكرة الرابطة الإقليمية حلا لمشكلة اختلاف العرب وانقسامهم لأن هذه العلاقة ستقوم عي الأساس الصلب الوحيد لأي تكامل وهو تدعيم الروابط التجارية والاقتصادية. ويعني ذلك أن الرابطة الإقليمية, في هذا الجانب, تقدم حلا لانقسام العرب الذي يرفضها بعضهم بسببه.
وإذا كان لهؤلاء الحق في القلق من تأثير هذا الانقسام علي الحوار مع إيران, فلا سبيل آخر أمامنا إلا هذا الحوار. والمفارقة, هنا, أن دولا عربية تتحفظ علي هذا الحوار, ولكنها تطالب أمريكا في الوقت نفسه بأن تكون حاضرة في حال إجراء أي حوار بين واشنطن, أو الغرب عموما, وطهران. وإذا كانت إيران تخترق الإقليم العربي وبعض دوله, فالامتناع عن الحوار لا يضع حدا لهذا الاختراق بل يوفر ذريعة لطهران للمضي فيه قدما.
فالحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة المشروع الإيراني حتي في ظل الانقسام العربي. والحوار هو أيضا السبيل للحد من هذا الانقسام المرشح للتراجع تدريجيا. وقد رأينا كيف توافقت سوريا ضمنيا مع دول عربية معتدلة علي موقف مشترك غير معلن تجاه الانتخابات العراقية الأخيرة عبر تفضيل قائمة إياد علاوي, في الوقت الذي دعمت إيران قائمة المالكي.
وهكذا تبدو فكرة الرابطة الإقليمية خيارا إيجابيا ـ في لحظة تندر فيها الخيارات العربية ـ إذا تخلصنا من الخوف الذي يسكننا, وتخلينا عن النزعة المحافظة التي تقعدنا عن الحركة في الوقت الذي تعج المنطقة بتحركات الآخرين.
إيران تتحرك.. واحنا بنتفرج
عبد المنعم فوزي من الجمهورية
عمرو موسي امين الجامعة العربية اللي ماحدش عرف عنه أي شطحات او تجاوزات. اقترح اقامة "رابطة للجوار العربي" وده كلام جميل ماحدش يقدر يقول حاجة عنه.
المشكلة أن الاقتراح مفاجيء وكل شيء مفاجيء وراءه قصة ما أوقضية طرحت بسرعة في اللحظات الأخيرة قبل قمة سرت خاصة انه طلب تفويضا بفتح حوار مع إيران للتوصل إلي حل وسط يسمح بدخولها في الرابطة.
المشكلة ان الزعماء العرب لم يكونوا علي علم بالاقتراح ولم ينسقوا فيما بينهم لدرجة ان البعض قال إن الاقتراح ولد ميتا بسبب معارضة أطراف عربية رئيسية.. ليه بقي؟ موسي ومن وراءه يطرحون مسألة غير قابلة للتحقيق لا من خلال الحوار ولا من خلال الصدام.
موسي نفسه قال "أعلم واتفهم مدي قلق البعض منا ازاء عدد من المواقف الإيرانية إلا أن هذا لاينفي بل ربما يؤكد ضرورة الحوار كمرحلة أساسية في تحديد العلاقات المستقبلية مع إيران التي نختلف معها في عدد من القضايا ولكنها تشاركنا في التاريخ وفي الجغرافيا ولنا معها مصالح مشتركة عديدة .
الغريب انه اول من يعرف ربما اكثر من غيره باستحالة هذا الاقتراح عمليا علي الاقل الآن.
السبب أن الحوار سيدخلنا في مساومة مع الدولة الايرانية اللي مش بس بتحتل أرضا عربية وجزرا ثلاثا منذ 31 عاما انما ترفض إعادة هذه الجزر وتحريرها. كمان بتلعب داخل العراق وداخل فلسطين وداخل لبنان وداخل اليمن وفي مناطق آخري بنفس فكرها القديم وهو تصدير الثورة اللي زهق منها الشعب الايراني نفسه ويعارضها ويطالب بالتغيير من الشرعية الثورية إلي الشرعية الدستورية يعني تبقي دولة طبيعية.
المشكلة انها بتنغلق علي نفسها طول الوقت ومش عايزة تتصالح مع جيرانها او العالم وتريد أن تقود مجابهة عالمية ضد الولايات المتحدة وأوروبا وربما الشرق والغرب.
النتيجة انها تتحول تدريجيا إلي دولة عسكرية صافية تخصص كل مواردها البشرية والطبيعية والثروات من اجل هذا الهدف وتفتش عن اي جديد من الاسلحة وتشتريها. آخر حكاويها ما كتبه جاي دينمور مراسل صحيفة الفاينانشيال تايمز الاسبوع الماضي انها حاولت شراء قارب فائق السرعة "بليد رانر 51" الذي استخدمه المغامر البريطاني الشهير نيل ماك جريجور عام 2005 ليحطم الرقم القياسي في سرعة الملاحة حول العالم بعد عرضه للبيع عام 2006 الا ان وزارة التجارة والصناعة البريطانية تدخلت واعترضت.. عملوا ايه؟ تعقبوا القارب الذي نقل إلي جنوب افريقيا وتقدمت احدي شركات الملاحة "التيتبحر" تحت علم هونج كونج لشرائه.
الولايات المتحدة عرفت ان الشركة مملوكة لإيران. طلبت من السلطات في جنوب افريقيا منع انتقال هذا القارب اليهم.. ولكن في النهاية "بليد رانر 51" سلم إلي الشركة الإيرانية.
السبب ان الفاكس الذي يحذر من انتقال القارب ارسل في عطلة نهاية الاسبوع واهمل. حاولت القوات الخاصة الامريكية اعتراض القارب الا ان العملية إلغيت.
طبعا مش عيب ان تسعي إيران لامتلاك احدث الاسلحة وامريكا واسرائيل تطنشان ولكن يجب ان نعرف الاسلحة دي موجهة ضد مين؟ تاريخيا إيران تتنافس علي العالم العربي وتخشي أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل والعرب إلي تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة.. تعمل ايه؟ تدعي إنها تدافع عن القضايا العربية والقضية الفلسطينية وإنها أكثر اهتماما من العرب.
المشكلة اننا لم نسمع يوماً ولو علي سبيل الدعاية او المناورة السياسية انها مستعدة للتخلي عن مشروعها النووي. اذا تم نزع السلاح النووي من منطقة الشرق الاوسط. او اذا انسحبت اسرائيل من اراضي المسلمين في فلسطين والقدس الشريف. وبلاد العرب التي تعرضت للاحتلال.
العرب واختبار استخلاص الدروس
بقلم: د. محمد السعيد إدريس من الأهرام
في عام1991 تابع الإيرانيون, عن كثب, مجريات وتفاعلات وتطورات حرب الخليج الثانية( حرب تحرير الكويت) خاصة أمرين: أولهما, كيف أن الأمريكيين كانوا منحازين مبكرا.
إلي الخيار العسكري ضد العراق, ومبكرا هذه تحمل المعني كاملا, حيث إن جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكية( وقتها) كان في موسكو, وفي لقائه مع نظيره السوفيتي إدوارد شيفارنادزه بعد ساعات قليلة من الغزو والاحتلال العراقي للكويت, وهناك عبر بوضوح شديد عن أهمية وضرورة الحل العسكري. وثانيهما, كيف تعمد الأمريكيون اللجوء إلي' القوة المفرطة' في التعامل مع القوات العراقية, وكيف أنهم كانوا يمعنون في التنكيل بهذه القوات, وليس مجرد القتل. وخرج الإيرانيون بدرسين شديدي الأهمية من هذه التجربة:
الدرس الأول يقول أن الولايات المتحدة لن تتردد لحظة في اللجوء إلي الخيار العسكري ضد إيران إذا ما تيسر لها ذلك, وإذا كانت حساباتها تقول إن ردود الفعل الإيرانية لن تكون مؤثرة وخطيرة للدرجة التي تجبر الأمريكيين علي التردد في استخدام القوة العسكرية ضد إيران. أما الدرس الثاني فيقول إن المخرج الوحيد أمام إيران لردع الأمريكيين عن الاعتداء عليها وتجنب المصير العراقي هو امتلاك القوة النووية علي الأقل عند مستوي ما قبل إنتاج القنبلة, بحيث تصبح إيران قوة نووية حقيقية مثلها مثل أكثر من عشر دول تملك قدرات نووية متقدمة إلي مرحلة ما قبل إنتاج القنبلة, ولا يفصل بينها وبين إنتاج القنبلة إلا القرار السياسي الذي يبرر ذلك علي غرار ألمانيا واليابان وكندا والبرازيل والمكسيك ودول أخري.
إيران استوعبت الدرس جيدا, وهي الآن تخوض بجدية شديدة معركة امتلاك القدرة علي الردع هروبا من مصير عراقي ينتظرها, وهي عندما تستطيع تحقيق ذلك, فإنها لن تستطيع فقط امتلاك القدرة علي الردع, وفرض معادلة توازن رعب متبادل مع إسرائيل, بل إنها ستحصل علي عشرات المكاسب الأخري من الوصول إلي هذا المستوي من القدرة لعل أهمها المكانة والعزة والاقتدار في تعامل القوي الإقليمية والدولية معها, ناهيك عن حصولها علي مكان ممكن في إدارة العلاقات الإقليمية والدولية.
وإذا كانت إيران قد راقبت وعايشت عن قرب ما حدث للعراق في حربي1991 و2003 واستخلصت الدروس وتحركت بقوة, فإن العرب يراقبون ويتابعون ما يحدث الآن لإيران ولمشروعها النووي وكيف أن إسرائيل والدول الغربية تتحرك بجنون لمنعها من امتلاك قدرات نووية سلمية كاملة, أي عند مستوي ما قبل إنتاج القنبلة. فهم يعاملون إيران علي أنها امتلكت فعلا أو هي في طريقها إلي امتلاك القنبلة, وعادوا للتلويح بالخيار العسكري, بل وبالخيار النووي حسب تصريحات أخيرة للرئيس الأمريكي وهو يستعرض الاستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة.
هل استخلص العرب أي نتيجة؟, وهل نتوقع تحركات عربية في أي اتجاه ما تنطلق من تلك النتائج المستخلصة؟, هل يدرك العرب أن نجاح الغرب, ومعها إسرائيل, في منع إيران من امتلاك برنامج نووي سلمي كامل سوف يتكرر مع العرب إذا ما حاولت أي دولة عربية أو عدد من الدول العربية امتلاك برنامج نووي كامل خاصة امتلاك القدرة العلمية والفنية علي إثراء( تخصيب) اليورانيوم بالقدرات الذاتية وإنتاج الوقود النووي محليا لمفاعلاتها دون اعتماد علي الخارج؟
وهل يدرك العرب أن نجاح إيران في كسب معركة الفوز ببرنامجها النووي سيكون سابقة للعرب كي يفوزوا هم, متي شاءوا, ببرنامج نووي حقيقي وليس مجرد محطات لا تدري من شأنها شيئا كما هي حالنا في استيراد واستهلاك كل شئ دون قدرة, ودون نية علي امتلاك القدرة لإنتاج ما نحتاج إليه من المعدات والآلات وغيرها؟
وهل يدرك العرب أن شن حرب أمريكية_ إسرائيلية علي المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها, سيفرض إسرائيل قوة إقليمية عظمي في المنطقة, وسيضع نهاية حاسمة لما يسمي بـ' عملية السلام' حسب تأكيدات بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية, بما يعني دخول العرب' العصر الإسرائيلي' مجبرين؟
هذه الأسئلة وغيرها باتت ضرورية في ظل كم هائل من التطورات المتسارعة الخاصة بالمسألة النووية التي يبدو أنها سوف تفرض نفسها كقضية مركزية في العالم وبالأخص في إقليم الشرق الأوسط. من بين هذه التطورات المهمة يأتي الإدراك العربي لفشل المجتمع الدولي ممثلا في القوي النووية الكبري الخمس, مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فرض إقليم الشرق الأوسط إقليما خاليا من الأسلحة النووية بإجبار إسرائيل علي الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية, وبإجبارها أيضا علي فتح كل منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إدراك العرب لهذا الفشل يفرض عليهم القيام بتحرك جماعي وجاد من أجل طرح مطالبهم خصوصا أن أمامهم فرصة مواتية لعرض قضيتهم علي المجتمع الدولي شرط أن يكون لديهم مشروع عربي يضمن إجراء محددا يظهر أنهم لن يبقوا علي سكوتهم وانصياعهم لما تريده الولايات المتحدة.
هذه الفرص موجودة في المؤتمرات النووية الثلاثة التي ستعقد هذا الشهر والشهر المقبل. فأمس واليوم تعقد في واشنطن القمة النووية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي يومي17 و18 من الشهر الحالي سيعقد في طهران مؤتمر آخر يبدو أنه للرد علي المؤتمر الأمريكي تحت عنوان' الطاقة النووية للجميع.. ولا للأسلحة النووية'. وفي مايو المقبل سيعقد' مؤتمر المراجعة' للمعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي, وهو المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات لمراجعة التطورات التي تحدث علي صعيد الانتشار النووي ومراجعة مدي سلامة وتماسك المعاهدة ومواقف الدول الموقعة عليها من كل هذه الأمور.
العرب مطالبون بحضور تلك المؤتمرات للتأكيد علي مطالبهم وللدفاع عن مصالحهم, فهم أولا أصحاب مصلحة حيوية في امتلاك برامج نووية حقيقية وامتلاك قاعدة علمية وصناعية نووية, وهم إذا كانوا أصحاب مصلحة فهم ثانيا أصحاب حقوق, ومعاهدة حظر الانتشار النووي تعطيهم هذه الحقوق, وهم ثالثا أصحاب مصلحة في نزع الأسلحة النووية الإسرائيلية, وتفعيل دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك, ومن ثم فإنهم إذا كانوا مطالبين باتخاذ مواقف جماعية في مؤتمري واشنطن وطهران, فإنهم مطالبون في مؤتمر المراجعة باتخاذ موقف حقيقي من الأسلحة النووية الإسرائيلية, موقف يتراوح بين التهديد بالانسحاب من معاهدة الحظر وبين التهديد برفض التوقيع علي بروتوكول التفتيش المباغت الذي سيجري التصويت عليه في مؤتمر المراجعة المقبل, لكن ما يجب شئ وما يحدث علي أرض الواقع للأسف أشياء أخري.
فمن أجل البحث في الخيارات العربية عقد كبار المسئولين بوزارات الخارجية العرب اجتماعا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية انتهي بإعلان مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بالجامعة نفي أي نية عربية للانسحاب أو للتهديد بالانسحاب من معاهدة الحظر والاكتفاء باللجوء إلي مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته وطرح عدد من الآليات لتنفيذها, ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته, مثل طلب عقد اجتماع دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لبدء التفاوض حول إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية, وأن ينشئ مجتمع المراجعة الثامن( مايو المقبل) لجنة دائمة لمراجعة معاهدة منع الانتشار تتولي تنفيذ قرارات المؤتمر لحين المؤتمر الذي سيعقد للمراجعة عام2015
هذا الموقف الهزيل الذي لا يرقي إلي مستوي التحديات التزمت به القمة العربية التي أنهت أعمالها يوم28 مارس الماضي في مدينة سرت الليبية. فقد اكتفي البيان الختامي بمطالبة مؤتمر المراجعة2010 باتخاذ قرارات واضحة وتبني خطوات عملية لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. وحذر إسرائيل من إصرارها علي رفض الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي, ورفضها إخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية.
وهكذا نستطيع أن نقول إن العرب أهدروا فرصة كانت مواتية لمواجهة كل المتخاذلين والمتواطئين وإسماع العالم, ولو لمرة واحدة لغة غير المناشدة والتحذير التي لم تعد تجد لها احتراما في عالم لا يحترم غير الأقوياء القادرين علي الدفاع عن حقوقهم.
انقذوا الاقصي قبل ان يصبح هيكلا
بقلم:ابراهيم ابوكيلة من الجمهورية
اذا كانت القدس عربية الأصل فإنها أيضا إسلامية الهوية منذ ان فتحها المسلمون سلما في السنة الخامسة عشرة للهجرة التي وافقت عام 636 ميلادية .. وأعطي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عرفت باسم العهدة العمرية .. وبعد ان تسلم عمر مفاتيح بيت المقدس من بطريرك الروم صفرنيوس خطب في أهل بيت المقدس قائلا "يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ماعلينا".. ثم توجه إلي منطقة الحرم الشريف التي كانت خرابا تاما في ذلك الوقت وزار موقع الصخرة المشرفة التي صعد منها رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم الي السماء في رحلة المعراج وأمر بتنظيف المكان وإقامة مسجد في الجهة الجنوبية .. ثم دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة .. فلبي دعوته وأدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلي البطريرك وقال له أين أصلي؟ فقال "مكانك صل" فقال ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلي عمر ويبنون عليها مسجدا .. وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلي .. وبعد ذلك نظم شئون المدينة فأنشأ الدواوين ونظم البريد وعين العيون وأقام يزيد بن ابي سفيان واليا وعيّن عبادة بن الصامت قاضياي فيها وعلي جند فلسطين .. ومنذ ذلك الوقت اصبحت القدس العربية الاصل اسلامية من الناحية السياسية ثم الاجتماعية والثقافية خاصة بعدما جاء الخلفاء الأمويون وشكلوا الوجه الحضاري الإسلامي لها .. وعمروا منطقة المسجد الأقصي المبارك تعميرا يتلاءم مع عظمة واستقرار ورخاء الدولة الإسلامية الناشئة خاصة في عهدي الخليفتين عبد الملك بن مروان وابنه الوليد .. الذي اشتمل علي بناء قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة في عهد الخليفة عبد الملك. وبناء المسجد الأقصي ودار الإمارة والأبواب وغيرها.
وجاء بعدهم الخلفاء العباسيون الذين وضعوا لمساتهم المعمارية علي المدينة ومقدساتها وجاء الخلفاء الفاطميون ليرمموا قبة الصخرة والمسجد الأقصي وقام الأيوبيون بعد تحرير صلاح الدين القدس بتطهير المسجد الأقصي من الصليبيين الذين عبثوا به وغيروا بعض ملامحه .. وأعادوه إلي ما كان عليه قبل الغزو الصليبي واصلحوه وعمروه واضافوا اليه بعض المنشآت.. وساهم المماليك في تشكيل الطابع المعماري الإسلامي للمسجد الأقصي المبارك .. ليستمر التطوير المعماري للمسجد الأقصي المبارك وتاكيد هويته الاسلامية عبر العصور ويرجع تقديس المسلمين للقدس منذ أن كان المسجد الأقصي قبلتهم الأولي فهو أولي القبلتين الذي صلي المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو 14 عاما قبل أن يتحولوا إلي الكعبة ويتخذوها قبلتهم .. وتوثق ارتباطهم به بعد معجزة الإسراء والمعراج .. تلك المعجزة الالهية التي اختص بها الله سبحانه وتعالي رسوله الكريم محمد صلي الله عليه وسلم .. حيث قال سبحانه وتعالي "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".. فقد أسري برسول الله عليه الصلاة والسلام ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي في بيت المقدس في السابع والعشرين من رجب قبل الهجرة بعام .. ومن بيت المقدس صعد النبي عليه السلام إلي السماء فكانت رحلة المعراج .. وقد ربط الرسول صلي الله عليه وسلم مكانة المسجد الأقصي بالمسجد الحرام ومسجده بالمدينة فقال "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد .. المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصي".. والمسجد الأقصي هو الاسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن .. لأنه أبعد هذه المساجد الثلاثة عن الحجاز وقد كان يطلق عليه مسجد إيليا وسمي ايضا بيت المقدس .. وبعد نزول اية "سبحان الذي أسري بعبده ليلاي من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي".. غلب عليه اسم الاقصي.
والمسجد الأقصي المبارك هو اسم يطلق علي كل ما دار حوله السور الواقع في أقصي الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة ويشمل كلا من مسجد قبة الصخرة المشرفة "ذي القبة الذهبية" والجامع القِبْلِي "ذي القبة الرصاصية السوداء" والمصلي المرواني بالاضافة الي نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود المسجد الأقصي. ما بين مساجد وقباب وأسبلة ومصاطب وأروقة ومدارس ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار ومكتبات ومبان أخري.. ولكن اليهود يبرزون لنا دائما صورة مسجد الصخرة ذي القبة الذهبية علي انه المسجد الاقصي وذلك للتمويه واخفاء ما يقومون به من حفريات واعمال تهدف الي هدم المسجد الاقصي لاقامة هيكلهم المزعوم وحائط مبكاهم الوهمي.
لقد ظل المسجد الاقصي ينعم بالسلام تحت راية الاسلام منذ الفتح العمري لبيت المقدس ما عدا 88 عاما هي الفترة التي احتل فيها الصليبيون القدس عام 1099 و حررها صلاح الدين الأيوبي منهم عام 1187م .. ولكن المسجد الأقصي المبارك يعاني منذ عام 1967م من الاحتلال الصهيوني الذي اعتدي علي حرمة المصلين داخله ومنع المسلمين من الاقتراب منه .. وأتاح لليهود المتطرفين دخوله. وأحرق جزءا منه وحاول تفجيره وتخريبه عدة مرات. . واستولي علي أجزاء منه وحفر الأنفاق تحت أساساته مما أدي إلي تصدع أجزاء منه.. ومنع محاولات ترميم ما تصدع منه.
ان المسجد الأقصي حق المسلمين .. ولكن اليهود يحاولون طمس هذه الحقيقة وهم ماضون في مخططهم .. ولن يردعهم مناشدات وتنديدات .. ولابد من وقفة صارمة ضد هؤلاء الصهاينة والا سنقول انه كان هنا مكان الهيكل مسجد يدعي المسجد الاقصي مثلما تغير اسم فلسطين علي الخريطة واصبح اسرائيل واعترف العالم كله بذلك .. فهبوا قبل ان يصبح الهيكل امرا واقعا وساعتها لن نجد وليا ولا نصيرا.
أردوغان على خطى السلطان سليم الأول
جمال أحمد أبو ريدة القدس العربي
تطلع العثمانيون لأول مرة في تاريخهم الحديث للمنطقة العربية في عهد السلطان سليم الأول وذلك في العام 1516م، ويتحدث المؤرخون عن أسباب عديدة دفعت السلطان المذكور للتطلع إلى المنطقة العربية أهمها
1 ـ انتهاء العثمانيين من فتح القارة الأوروبية.
2 ـ قطع الطريق على الإيرانيين من الوصول إلى المنطقة العربية في ظل التنافس المحموم الذي كان بين البلدين.
وسهلت الظروف السياسية التي كانت تمر بها المنطقة العربية في تحقيق العثمانيين لأحلامهم بالوصول إلى تطلعاتهم، كان أهمها تدهور أوضاع الدولة المملوكية في أواخر حكمها الذي استمر للمنطقة العربية ما يقارب الـ 300عام، وجاءت معركة مرج دابق بالقرب من مدينة حلب السورية والتي هزم فيها المماليك شر هزيمة أمام الأتراك في العام 1516م، إيذانا بانتهاء الحكم المملوكي للمنطقة العربية إلى الأبد.
وتتشابه الظروف السياسية للمنطقة العربية اليوم إلى حد كبير، مع الظروف السياسية التي مرت بها في العهد المملوكي، فالمنطقة العربية اليوم هي محط أطماع وتطلعات الكثير من الدول، وذلك نتيجة للفراغ السياسي الناتج عن التمزق السياسي للأمة العربية، فحال العرب اليوم كم أسلفنا يتشابه إلى حد ما مع حال المماليك في أواخر عهدهم حيث الانقسامات السياسية، والخلافات الداخلية، والصراع على السلطة والنفوذ، والقائمة في هذا المجال تطول، حيث أصبحت أي محاولة عملية للم الشمل العربي غير ممكنة إن لم تكن مستحيلة، مع أن الواقعية السياسية، والمصلحة العربية العليا تقتضي أن يتناسى العرب خلافاتهم الداخلية وأن يوحدوا كلمتهم، وذلك لعظم التحديات الخارجية التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم، ولعل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والأمريكي للعراق، يكفي لتوضيح حجم المخاطر الجمة التي تهدد الكيان السياسي العربي.
إن التوجه التركي للمنطقة العربية اليوم جاء بعدما غاب الأتراك عن المنطقة العربية ما يقارب المئة عام، وتحديدا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى في العام 1918م، وظلت الحكومات التركية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ وإلى وقت قريب، تلهث خلف الانضمام للاتحاد الأوروبي رغبة في تحقيق حلم كمال آتاتورك، بأن تكون تركيا دولة علمانية، وجزء من القارة الأوروبية، ولكن الأوروبيين رغم وعودهم بضم تركيا للاتحاد الأوروبي إلا أنهم لم ينسوا أن تركيا في يوم من الأيام كانت دار الخلافة الإسلامية، حيث تم رفض طلب تركيا في نهاية المطاف بالانضمام للإتحاد.
إن عودة تركيا للمنطقة العربية، وتحديدا في عهد أرودغان ينبغي أن تلقى آذانا صاغية من العرب جميعا، وذلك لخطورة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية وتحديدا الاحتلال الإسرائيلي، والذي لم يكتف باحتلال فلسطين، وإنما يرفض حتى التسويات السياسية الموقعة معه، والتي تعيد للفلسطينيين جزء من حقوقهم، كما أنه بات يهدد الأمن القومي العربي، فالاقتراب التركي- العربي يمكن أن يحقق إلى حد ما نوع من التوازن السياسي والعسكري في المنطقة العربية، يخدم مصالح الطرفين في مواجهة التغول المتزايد لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
إن تركيا بإمكاناتها السياسية والاقتصادية- حيث تحتل اليوم المرتبة 17 اقتصاديا في العالم- يمكن أن تغير كثيرا في توازنات القوى في المنطقة العربية، ويبدو بأن تركيا أكثر فهما لمستقبل وأهمية علاقاتها مع العرب من فهم العرب لتركيا، فالأخيرة اليوم تدافع عن القضايا السياسية العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية استشعارا بالدور الذي يريده الرأي العام العربي من تركيا، لتتأهل لقيادة العالم العربي والإسلامي، ولقد مهدت هذه المواقف القوية من القضية الفلسطينية الطريق أمام الأتراك ليكونوا أكثر قبولا في الشارع العربي أكثر من أي وقت مضى.
إن العرب جمعيا مطالبين بتسهيل عودة الدور التركي لمنطقة العربية، ومطالبين أيضا بعدم الوقوف موقف المتفرج من هدا التقارب، فاليد الواحدة لا تصفق، فمنظومة العلاقات السياسية تتميز أكثر ما تتميز بالتغير بحثا عن المصالح، فهل يدرك العرب طبيعة التغيرات السياسية التي تمر بهم؟
عودة الى مقالات
|