|
مصر العظيمة.. تحتاج إلى ثقة بقلم/ خالد الشريف
مصر بعد الثورة تعود بقوة إلى المشهد الدولي والإقليمي.. لأنَّها دولة عظيمة بشعبها وتراثها وعلمائها.. فهي قاطرة الأمة العربية، ورائدة العالم الإسلامي.. وما قزم مصر وهَمّش دورها سوى الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي جعل منها شرطيًّا لإسرائيل وخادمًا أمينًا لأمريكا بلا ثمن.
أما بعد الثورة فقد أُزِيل العار الذي لَحِق بجبين مصر.. وها هي اليوم على يد الرئيس مرسي المنتخَب تستعيد دورها الرِّيادي في المنطقة.. وتسعى لعلاقات نِدِّيّة مع أمريكا بعد عقود من التبعيَّة والإذلال على يد مبارك.
نقول ذلك في ضوء مشاركة الرئيس مرسي في الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ولقاءاته مع المسئولين الأمريكان بعد عاصفة الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم).. الذي فجَّر براكين الغضب في دول الربيع العربِي.. وجعل من السفارات الأمريكية هدفًا للمحتجين والغاضبين.
فالكثيرون يعتقدون أنَّ أمريكا بيئة حاضنة للعنصرية والطائفية وعداوة العرب.. وأنَّ الفيلم المسيء للنبي الذي نسَجَته حفنة ضالّة من أقباط المهجر من وحي خيالِها المريض جاء نتاجًا لتلك البيئة العنصرية والعدوانية للعرب والمسلمين.. لذلك إذا أرادت أمريكا سلامًا وعلاقات طيبة مع الشرق الإسلامي فعليها أولاً أن تقضي على هذه البيئة العنصرية والمعادية.. وترفع رعايتها وعنايتها عن المتطرفين من أقباط المهجر أو الحاقدين على الإسلام.. ولا تتشدق بحرية التعبير.. لأنها حرية مُغْرِضة هدفها تشويه الإسلام والمسلمين.
وأمريكا تقوم ولا تقعد غضبًا إذا تم المساس بالآباء المؤسسين لها بسوء.. رغم أن المآخذ على أمريكا كثيرة منذ نشأتها العنصرية وإبادتها للهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين.
فأمريكا دولة غاصبة للأرض مثلها مثل إسرائيل تمامًا.. ومع ذلك هذا ليس شأننا الآن.. نحن نقول بمسئولية أمريكا الكاملة عن الإساءات التي تجري على أراضيها ضد الإسلام ونبيِّه.. فإذا أرادت مصالحة مع المسلمين فعليها بمنع تلك الإساءات ومعاقبة من يقوم بها.
الأمر الآخر رفع الوصاية عن دول العالم الإسلامي والانسحاب الكامل من أفغانستان البلد الفقير الذي دمَّره الأمريكان دون مبرّر.. بل نطالب الإدارة الأمريكية بدفع التعويضات للأفغان عن تلك الحقبة الاستعمارية لبلادهم وما لحقها من مآسٍ.
وهذا أمر منطقي كيف يحب المسلمون أمريكا وهي تحتل بلدًا إسلاميًا عزيزًا.. وتفرض وصاية على العراق رغم الانسحاب الوهمي من أراضيه ولا زالت تنهب وتخرِّب في أرض الرافدين.
أيضًا ضرورة إغلاق معتقل جوانتانامو السيئ السمعة وإطلاق سراح باقي المعتقلين.. والاعتذار عن وسائل التعذيب والسجن الذي تعرض له المعتقلون الإسلاميون.. والذي أعاد البشرية لحقبة العصور الوسطى من تعذيب بشع وانتهاكات صارخة لحقوق البشر.
أنا أتمنى من الرئيس مرسي الرجل الشجاع الذي تعهَّد بردّ المظالم عن كل مصري وعودة د/ عمر عبد الرحمن أن يعلِّق اجتماعاته ومباحثاته بأي مسئول أمريكي.. إلا بعد الإفراج الفوري عن السجناء المصريين بأمريكا والمحبوسين ظلمًا وعدوانًا.. وعلى رأسهم الدكتور عمر عبد الرحمن وسيد نصير وأبو حليمة.
أمريكا لا تعرف سوى لغة المصالح ويهمّها أن تظل مصر دولة حليفة أو على الأقل دولة غير معادية.. فإذا رأت أن مصر حريصة كل الحرص على علمائها وأبنائها فلن تتوانَى عن الاستجابة لمطالبها.. فالأقوياء لا يحترمون سوى القوة.. وعلينا أن نثق بقوتنا وعظمة شعبنا الذي قهر الظلم والطغيان وصار مثلاً في الحرية والنضال.
الخميس الموافق:
11-11-1433هـ
27-9-2012م
عودة الى مقالات
|