English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
قرار زيادة أسعار الوقود؟
خاطيء وسيزيد حالة الإحتقان
صحيح وسيفيد الإقتصاد القومي
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم15/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم15/7/2014
  • ديوان الشعر
  • العيدُ عيدُك.. للأديبة زاهية بنت البحر
  • وطن كداب
  • الذين سبقونا
  • أبي .. كما عرفته
  • أمي.. رحيل البهجة
  • أشركنا في ...
  • كيف أكفر عن أخطاء الماضي
  • أنا مدمن.. ومن أسرة صالحة.. فماذا أصنع؟
  • الأسرة المسلمة

    اختيار شريك الحياة .

    بقلم هشام النجار

    الزواج من سنن الله العظيمة ، وهو نعمة أنعم بها على خلقه وأية كبرى دالة على وحدانيته وعظمته وقدرته ورحمته بالناس ان خلق لهم من جنسهم أزواجا

    " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".

    فجعل الله بقدرته ورحمته بين الأزواج هذه السكينة والمحبة والألفة التي لم تكن بينهم قبل ذلك إنما حدث ذلك بالزواج الذي يصفه المولى عز وجل بهذا الوصف الدقيق البليغ المهذب في سورة البقرة فيقول " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، ففي هذا التعبير القرأنى المحكم ما فيه من أدب ولطف وسمو في المعنى والتصوير لما بين الزوجين من شدة اتصال وقرب واستتار كل واحد منهما بالأخر ...

    ويحث جل في علاه على الزواج كما في سورة النور " وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ... والايامى جمع أيم  وهو كل من ليس له زوج من رجال أو نساء ثيبات وأبكارا يقول ابن عباس رضي الله عنه في التعليق على هذه الآية الكريمة " الله عز وجل رغبهم في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه بالغنى...

    والزواج هو سنة الأنبياء والمرسلين " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " ، وهو سنة خاتم الأنبياء  وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم  كما ورد في الأثر " وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى "

    ...، وقد توفرت الأدلة وأثبتت التجارب وخبرات السنين – عكس ما يذهب إليه بعض كتابنا - بان الزواج هو طريق السعادة الحقيقة وبه تتحقق راحة الإنسان وطمأنينته  واستقراره فهو أقرب السبل وأنجح وأقصر وأطهر الطرق لحفظ الفروج وغض الأبصار وحرث الذرية الأبرار ، وبالزواج حمى الله  عز وجل النسل من الضياع والتشتت ، وصان الرجل والمر أه من الانحراف والتبذل ، ووضع الأساس المتين للأسرة الصالحة السعيدة وللمجتمع المتقدم النظيف ...

    والزواج من المنظور الاسلامى ليس مجرد علاقة جسدية مادية بين رجل وامرأة ، وهدفه في الإسلام يختلف  تماما عن الأهداف التي تداعب خيال  الشباب، والغاية منه تسمو فوق مجرد كونه تكوين أسره ، وسعى على الرزق وتربية الأولاد وغير ذلك بل الزواج في الإسلام وسيلة من أعظم وسائل الدعوة إلى الله وكان سببا رئيسيا في انتشاره في العهد الأول وقد استغله إمام الدعاة  ومن بعده سلفنا الصالح لتقريب القلوب والالتحام مع الخصوم والأصدقاء وتوطيد العلاقات وتقوية الأواصر ، والتاريخ شاهد أن الزوجة المسلمة لعبت إلى جانب زوجها دورا رئيسيا وهاما في نشر دعوة الإسلام.

    يظهر ذلك واضحا في تحملها الأذى والتعذيب وفي الهجرة إلي الحبشة وألي المدينة المنورة , ويكفي أن يذكر لنا التاريخ الإسلامي أن أول الناس إسلاما كانت امرأة , وأول دم أريق في الإسلام كان دم امرأة ,... فالمرآة الزوجة والأخت والأم والابنة شاركت بإيجابية إلي جانب الرجل في نشر الدعوة, وتلقت ببطولة وصبر ورضا آلام العذاب والتضحية في سبيل الله .... , ولما كان الزواج بهذه الأهمية .. تحوطه هذه القداسة , وله هذه الأهداف والغايات لم يتركنا ديننا يسير كل واحد منا وراء طموحاته وتصوراته وأحلامه الشخصية في اختيار شريك الحياة فقد وجهنا ديننا التوجيه السليم وأرشدنا ربنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم  إلى الخطة المثلي في اختيار الزوج والزوجة يقول المولى جل في علاه في سورة النساء يحث الشباب الراغب في الزواج على اختيار المر أه الصالحة القانتة العابدة:" فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ".. بل جعل الإسلام  خير متاع الدنيا ينبغي التطلع إليه والحرص عليه والاجتهاد في تحصيله الزوجة الصالحة كما في سنن ابن ماجه يقول صلى الله عليه وسلم  " الدنيا متاع وخير متاعها المرأه الصالحة "، ويبين لنا صلى الله عليه وسلم   مواصفات المر أه الصالحة في قوله : " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحه ، إن أمرها أطاعته ، وان نظر إليها سرته ، وان اقسم عليها أبرته وان غاب عنها حفظته في دينها وماله ".

    ومن سنة النبي المطهرة فيما رواه الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه يضع لنا النبي صلى الله عليه وسلم  الأسس التي ينبني عليها اختيار شريكة الحياة فيقول

     " تنكح المر أه لأربع  ... لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".. وذات الدين هي صاحبة الأدب والأخلاق والعفة ، وفى حديث أخر رواه عبد الله بن عمر عن النبي  صلى الله عليه وسلم  يشرح لنا رسولنا الأسباب التي من اجلها وضع أساس الدين والأخلاق في المرتبة الأولى عند الاختيار فيقول صلى الله عليه وسلم  " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يؤذيهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن يطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولا امرأة جذماء سوداء ذات دين أفضل".. فلا يختار الشاب على أساس الجمال فقط فالمرأة الجميلة إن لم تكن منضبطة بالدين والأخلاق والعفة

     " فعسى حسنهن أن يؤديهن "... ، ولا يختار على أساس المال فصاحبة المال إن لم تراعى حق الله فسيؤدى بها مالها إلى الطغيان والتمرد " فعسى أموالهن أن يطغيهن ". .

    فليغض شبابنا وفتياتنا الطرف عن القشور ، والمظاهر والمناظر الخادعة ، والمتاع ،والأموال ، والاراضى ، والعقارات والسيارات فقد يكون الرجل فقيرا بسيطا متواضع الحال ، وليس من أصحاب المناصب ولكن في قلبه إيمان وهمه تعلى شأنه فوق ملايين الأغنياء وكراسي أصحاب المناصب .

    ولنا القدوة والأسوة في قصة زواج أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها  من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقد تقدم للزواج منها بعد موت زوجها الثاني سادة وأغنياء مكة وكبراؤها إلا أنها فضلت عليهم جميعا شابا فقيرا بسيطا،ولكنه كان عندها بأخلاقه أرجح من الغنى والرئاسة والملك والجاه .. يقول عمه أبو طالب في خطبة الزواج : " الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بيتا محجوجا وبلد حراما وجعلنا الحكام على الناس أما بعد فان محمد ابن عبد الله ابن آخى لا يوزن به فتى من  قريش إلا رجح به برا وفضلا وكرما وعقلا ومجدا ونبلا ، وان كان في المال قله  فالمال ظل زائل وعارية مسترجعه ، وان لمحمد رغبة في خديجة ولها فيه مثل ذلك وما طلبتم من الصداق فعلي " ...، وباختيار السيدة خديجة لمحمد صلى الله عليه وسلم  ليكون شريك حياتها، مفضلة إياه على أصحاب الأموال والمناصب، صارت رضي الله عنها زوجة لخير من أقلته الأرض وأظلته السماء ، واقترن اسمها باسم أعظم شخصية عرفها التاريخ على الإطلاق ..

    ...فلنغض الطرف إذا عن القشور والمظاهر ، ولنرتقي إلى الأفق الواسع الذي أتاحه لنا ديننا ، وليكن اختيارنا لشريك حياتنا بناءا على الأسس التي  وضعها لنا رسولنا وسار عليها سلفنا وليكن هدفنا من الزواج هو إشاعة المودة والرحمة والحب ونشر دعوة الإسلام ولنعلم أن الدين والخلق الكريم هما الباقيان وان العيش في طاعة الله وفى كنفه ورعايته وبالقرب منه هو الحبل المتين الذي يربط الزوجين برباط وثيق يجعلهما يعيشان في ألفه حانية ومحبة  صادقة ... لا تفرقهما الأهواء ، ولا ينزغ بينهما الشيطان.

     



    عودة الى الأسرة المسلمة

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع