English
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  أشركنا في مشكلتك: انجب ابنه الوحيد وطلقني , واليوم لا أدري ماذا أصنع - دراسات أدبية ونقد: النشرة الثقافية (31) تحيا جمهورية إسرائيل الصهيونية! ذهب الذهب الأبيض وواقعية الفن الإسلامي - قصة قصيرة: القصة الفائزة بالمركز الرابع .. الذى يدوم ولا يدوم - قضايا معاصرة: يوميات مواطن عادي (101) الفستان الأسود - وراء الأحداث: إستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان هل يكتب لها النجاح؟! - قصة نجاح: د/ الغزلاني يقهر كل متاعبه وسجنه ويحصل علي الدكتوراة في الحقوق - الأسرة المسلمة: إلى ابنتي الحبيبة ..كيف تصنعين رجلا ً - دروس في الدعوة: وداعا للفوضوية.. نحو استثمار أمثل للجهود والطاقات ... - قصة نجاح: الشيخ/ محمد زكي : نحن في عالم حيران.. والحل هو.. واتبعوه لعلكم تهتدون - الأحكام: أحكام نقل وزراعة الأعضاء، ضوابط الجواز والمنع - اللقاء الأسبوعي: تحولات المبادرة.. وكيف تطلب العلم -ج2- من حوارنا مع الشيخ رجب حسن - الفتاوى: نذرت لله أن أكفل أطفال أيتام, فهل يجوز أنأكفل أبناء أخي؟ - الفتاوى: الاحتفال بشم النسيم - الفتاوى: الأعياد التي يجوز التهنئة فيها.. - الفتاوى: شروط الأضحية من حيث الشكل والحجم - دراسات أدبية ونقد: النشرة الثقافية -30- مثقفو مصر والأردن ضد التطبيع، فيلم علوم الإسلام الدفينة، البغاء الثقافي، وأوقفوا بيانات حقوق الإنسان - الفتاوى: حكم العمل في السياحة.. - الفتاوى: حكم التصرف في الفوائد الربوية.. - الفتاوى: حكم الاقتراض من البنوك الربوية من أجل الزواج.. - الفتاوى: حكم التأمين التعاوني والزكاة على مدخراته.. -  
الاستطــــلاع
معاناة الدكتور عمر عبد الرحمن سببها
تخاذل الاسلاميون عن نصرته
تعنت الادارة الأمريكية
مزايدات تنظيم القاعدة
كل ما سبق
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة اخبار مصر .. الثلاثاء 27 ابريل 2010
  • النشرة الاقتصادية.. الثلاثاء 27-04-2010
  • مقالات
  • أقوال الصحافة من القدس العربي.. حسنين كروم
  • تساؤلات.. العيب في الحمير.. لا عليك يا وطن
  • قصة قصيرة
  • القصة الفائزة بالمركز الخامس مكرر المهنة مراسل حربي
  • القصة الفائزة بالمركز الخامس .. اللّقيمات الحانية
  • الفتاوى
  • حكم خدمة المرأة لزوجها..
  • حكم قراءة القرآن للحائض..
  • اللقاء الأسبوعي

    رحلتي من أفغان للسودان واليمن ج5 والأخير من حوارنا مع الشيخ/ إسلام الغمري

    حاوره سمير العركي..

    كانت الفترة مابين إطلاق مبادرة منع العنف في عام 1997م.. وتفعيلها عام 2001م فترة مليئة بالترقب والانتظار.. بعد أن ظل الجميع في انتظار إعلان قادة الجماعة الإسلامية خارج مصر موقفهم النهائي من المبادرة.. والذي احتاج حوالي العامين ليتم إعلانه بصفة نهائية وواضحة وهى الموافقة والتأييد.

    تلك الفترة الطويلة نسبياً فتحت الباب حينها للقيل والقال، وأعطت الفرصة للعديد من المتواجدين في البلاد من إدارة معاركهم من خلف شاشات الكمبيوتر.. ومن خلال البيانات التي كانت تتوالى في الجماعة الإسلامية وقيادتها سباً وشتماً وانتقاصاً.. وكانت تقريباً تحمل لهجة واحدة.

    - وفى المقابل كانت الجماعة في تلك الأثناء مازالت في السجن.. مما أدى إلى غياب صوت الجماعة في الصخب الدائر آنذاك عن المبادرة وتداعياتها.

    وكان الشيخ/ إسلام الغمري في ذلك الوقت خارج البلاد قريباً من قادة الخارج.. لذا حرصت على سؤاله عن سبب التأخير في إعلان التأييد لقادة الجماعة في سجن ليمان طره في قرار المبادرة.

    - كما أنه تحدث عن السودان واليمن.. اللتين ذهب إليهما وقضى فيهما عدة سنوات مكنته من التعرف على طبيعة كل شعب منهما.. خاصة وأن البلدين على المحك الآن.

    فالسودان في طريقه للتفتيت.. وقد نستيقظ يوماً على سودان آخر غير الذي عرفناه وعهدناه سنوات عديدة.

    - واليمن دخل في أتون حرب أهلية غذتها أطراف إقليمية.. مما جعلته ينكفأ على نفسه ويحاول أن يحفظ وحدة أراضيه.. والتي تتجاذبها حرب في الشمال من الحوثيين، وحراك في الجنوب يبغى الانفصال ويسعى إليه بخطى حثيثة .

    ونتيجة لقرب الرجل من الشيخ/ محمد شوقي الإسلامبولي لسنوات طويلة في مصر وأفغانستان.. فقد كان من الطبيعي أن أسأله عن صحة ما ردده د/ أيمن الظواهري قبل حوالي سنتين من انضمام الشيخ/ محمد شوقي لتنظيم القاعدة.

    فجاءت إجابته واضحة وصريحة:

    - "معرفتي بالشيخ محمد شوقي الإسلامبولي أنه محب لإخوانه وجماعته، ولا يمكن أبداً في تصوري حدوث ذلك"

    كل هذا تعرفونه في الجزء الخامس والأخير من شهادة إسلام الغمري على تجربة الأفغان العرب في أفغانستان.

    والآن إلى الحوار..

    ذكرت في الجزء السابق تنظيم القاعدة وكيف بدأ.. فهل حاولت القاعدة ضم الجماعة الإسلامية إليها كما حدث مع تنظيم الجهاد؟.. وكيف تعاملتم مع هذا الموقف؟

    - الجماعة الإسلامية – ولله الحمد - أكبر من أن تنضوي  تحت جماعة من الجماعات أو تنظيم من التنظيمات ، فلها السبق والحمد لله في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، ونصرة قضايا الجهاد في أفغانستان، والشيشان، والبوسنة، وألبانيا.

    حقيقة عند تأسيس ما عرف بالقاعدة فترة الجهاد الأفغاني عرض على الجماعة الإسلامية أن تحتضن هذه الفكرة.. والتي لم يكن لها مشروع في حينها خارج أرض أفغانستان، وكان المطلب أن يخضع أبناء الجماعة الإسلامية فترة بقائهم في أفغانستان بالتبعية للشيخ أسامة بن لادن من حيث السمع والطاعة.

    وقد رفضت الجماعة الإسلامية على الفور أن يكون لأحد وصاية على أبنائها مهما كان المقابل، وفضلت أن تتحمل شظف العيش على أن ترهن إرادتها لأحد مهما كان اسمه.

    وكان الرد قاطعا بالرفض.. فالحمد لله الجماعة الإسلامية جماعة تعتز بدينها، وتثق في قيادتها.

    هل حاولت أطراف أخرى استخدام الجماعة لتحقيق أغراضها؟

    - كان رد الجماعة حازماً وقاطعا ً برفض التبعية لأي جهة سواء كانت جماعة أو دولة، خاصة أن العروض كانت كثيرة والإغراءات كانت كبيرة.

    ولكن الجماعة الإسلامية كانت ولازالت أكبر من أن تكون تبعا أو ذنبا لأحد.. كائنا من كان، وقد تحملت جراء مواقفها الصلبة الكثير من الشدائد والتعب.

    ولقد كان الشيخ رفاعي طه - فك الله أسره- صلب المراس في ذلك.

    وأنا أتذكر ذات مرة احتدم نقاشه مع أحد المسئولين الإيرانيين والذي حاول أن يربط تقديم العون لنا بأن نظهر التبعية لهم.. فقال الشيخ رفاعي:

    "إذا كنتم أنتم تمثلون الشيعة.. فنحن نمثل السنة.. ولا نقبل أقل من التعامل بندية، فنحن نرى أنفسنا لا نقل شأنا عنكم"

    وكذلك كان حاله مع أي مندوب عن أي جهة مهما علا شأنها.. فالجماعة الإسلامية رفضت الإذعان أو التبعية لأي جهة أو تنظيم أو جهات خارجية مهما كان قدرها، ومهما كلف ذلك الجماعة وقتها من شدة.. في ظروف كانت حالكة الصعوبة على الحركة الإسلامية عامة.. والجماعة الإسلامية بشكل خاص.

    متى فكرت الجماعة في ترك أفغانستان والبحث لها عن ملاذ آخر؟

    -كان هذا القرار عقب تقاتل المجاهدين الأفغان فيما بينهم، فرأت الجماعة أن أفضل حل لها هو الابتعاد عن هذه الفتنة، والبحث عن ظروف أفضل.

    والحمد لله الذي هيأ للجماعة عودتها إلى بلادها ودارها، ونرجو من الله يفسح للجماعة الإسلامية المجال لكي تشارك في تبليغ دعوة الله على بصيرة.

    فالحمد لله الجماعة لها باع طويل في هذا المجال وأرجوا أن لا تحرم بلادنا من هذا الخير، خاصة أن الشباب الصاعد يحتاج إلى  من يبصره بدينه الصحيح في ظل الإعلام المفتوح، والذي يحمل في طياته السم مع العسل ، مما يحتاج إلى دعاة متمرسين لكي يأخذوا بأيديهم إلى بر الأمان.

    والجماعة إذا أفسح لها المجال لن تدخر وسعا في بذل الخير لدينها ودولتها، وأمتها.

    كيف أثر تنظيم الجهاد المصري في تنظيم القاعدة؟

    - كان اثر تنظيم الجهاد ظاهر الأثر على القاعدة فعلى مستوى القيادة كان مجلس الشورى كله منهم باستثناء بن لادن، وكان فكر جماعة الجهاد هو الفكر المعتمد لدى القاعدة.. والوقع أنه كان لهم دور كبيير في التأثير على شخص أسامة بن لادن، فمن خلالهم كان يرى ويتحرك.

    هل اكتفى المجاهدون العرب في فترة حكم طالبان بإدارة الصراع مع دولهم من الأراضي الأفغانية.. دون العمل على بلورة إستراتيجية تنهى الأزمة بكاملها؟

    - فترة حكم طالبان كان السواد الأعظم للعرب المتواجدين في أفغانستان، تابعين للقاعدة ، باستثناء أفراد قلائل تابعين لجماعات أخرى أو أفراد بلا انتماء لأي جماعة تقطعت بهم السبل فلم يجدوا مكانا يؤمنون فيه على أنفسهم إلا في أرض أفغانستان.

    ولكن القاعدة أخذت قرارها بمفردها.. وكان ما كان.. ولم تترك مجالا لأحد لكي يضع هذه الإستراتيجية، وكانت هناك أصوات مدركة فاهمة، ولكن أنى لصوتها أن يصل في ظل هذا الجو المشحون والانفرادي.

    لماذا لم يحاول المجاهدون العرب كبح جماح تنظيم القاعدة ورده عن استفزاز أمريكا حفاظاً على الدولة الإسلامية الوليدة ، وحفاظاً على المكان الآمن الذي يؤويهم؟

    - كانت هناك محاولات فردية فقط لذلك.. ولعل أبرز من حاول في هذا الصدد هو أبو الوليد المصري (مصطفى حامد) (وأبو مصعب السوري).. ولكن صوتهم لم يسمع.. ولم يناقش.. أصواب هو أم خطأ ؟!!.

    أريد منك أن تنقل للقارئ الكريم صورة تفصيلية عن البدائل التي كانت مطروحة أمامكم (أعنى الجماعة الإسلامية) في ظل أوضاع صعبة في مصر للغاية بعد أن أصبح كل أبناء الجماعة تقريباً في السجون وآلاف الأسر تعيش أوضاعاً مأساوية، والرصاص يدوي في كل مكان وفي الصعيد بلا معنى.. والدعوة الإسلامية تكاد تكون اختفت..... الخ ما البدائل التي طرحت آنذاك للخروج من تلك الأزمة ؟ 

    - في تلك الظروف العصيبة، والتي كان الجميع يتمنى لتلك المحنة أن تنقضي، والتي شملت وعمت الجميع بدرجات متباينة.. فانشغل البعض في الخارج بعمل مراجعات فكرية أشكر الله إنني كنت واحدا منهم.. حيث كان برفقتي الأخ الصالح أبو عبد الرحمن (أحمد يس) فتعاونا سويا في مراجعة ما اعتمدت عليه الجماعة الإسلامية فترة المواجهة، والحمد لله وفقنا في الوصول للنتائج الفكرية التي وصلت لها الجماعة الإسلامية فيما عرف بفقه المراجعات.

    وقد حدث معنا ذالك توفيقا من عند الله ودون أن نعلم أن الجماعة على يد قيادتها التاريخية قد وصلت إلى نفس النتيجة.. فالحمد لله أولا وأخيرا ً.

    ذهبت إلى السودان عدة مرات.. فما طبيعة تلك الزيارات ؟

    - نعم.. بعد أن غادرنا أفغانستان، سافرت إلى اليمن ومكثت بها لمدة عام، ثم غادرت إلى السودان والتي كانت في حينها، لا تمانع من استضافة العرب الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني وتقطعت بهم السبل، والشعب السوداني بطبيعته مضياف، وكريم الطباع والخصال.

    أما عن طبيعة هذه الزيارات فهي كما ذكرت كانت من البلاد القليلة التي سمحت للعرب بالبقاء فيها.. وفى نفس التوقيت فتحت أوروبا باب اللجوء السياسي لمن كان خائفا من الرجوع إلى بلده.

    وكنت أنا من الذين يحبون الإقامة في البلاد العربية والإسلامية، ولم أكن أميل إلى السفر إلى أوروبا، ووجدت راحتي في كل من اليمن والسودان.

    ما مدى ارتباط الشعب السوداني بالإسلام شريعة وعقيدة؟

    - الشعب السوداني بطبيعيته شعب يحب الإسلام بفطرته، ومترابط بشكل مثالي فتراهم يجتمعون على الإفطار في رمضان، والمساجد تراها ممتلئة عن آخرها وقت الصلوات.

    وهو شعب يكفل بعضه بعضا.. فلو أن أحدهم سافر إلى دولة خارجية وبسط له في الرزق فإنه يكفل العديد من أقربائه، ويسعى إلى إيجاد فرصة عمل لمن يستطيع منهم.. وكان هناك مثلا ً شائعا ً في الخارج إذا وجد سوداني فرصة عمل في مكان أحضر سوداني آخر.

    وقد رأيت بنفسي شدة ترابطهم في الغربة، فكان من يعمل منهم يستضيف من ماله الخاص من يكون متواجدا ً معه في نفس الدولة، وإن بقى على هذا الحال أشهرا ً أو سنوات.

    هل تواجد معكم أحد من السودانيين في الجهاد الأفغاني؟

    - الشعب السوداني ذو عزة نفس كبيرة يأبى الذل أو الضيم.. ولعل ذلك يرجعنا إلى كلمة "زول" الشائعة عندما ينادى أحدهم على الآخر، "فالزول" معناها المقاتل الشجاع.. وكان منهم مجاهدون عظام معنا هناك.

    هل تذكر أحدا ً منهم؟

    - نعم.. أتذكر أحد الإخوة السودانيين والذي استشهد في  أفغانستان فترة الجهاد الأفغاني، وهذا الأخ كان ينادى بمصطفى السوداني فكان رحمه الله في خدمة إخوانه لا يكل ولا يمل، وكان في الشجاعة يعدل عددا ً من الرجال، وكان ملازما لإخوة الجماعة الإسلامية هناك عدة سنوات إلى أن استشهد.

    فكما هو معروف أن السودانيين  يستشعرون أنهم والمصريون شعبا واحدا ، وكما ينطقونه باللهجة السوداني (هتة واحة)، وعندما كانوا يغضبون يقولون من باب المزاح :

    (مصر والسودان مش هتة واحدة.. دا ميت هتة)

    هل تذكر بعض مواقفه؟

    - نعم.. من الطرائف التي حدثت مع الأخ مصطفى السوداني رحمه الله أنه كان لونه أسمر شديد السمرة.. فكان بعض الأفغان الذين لم يرو أحدا ً شديد السمرة طوال حياتهم يتخيلون أن هذه السمرة ناتجة عن قلة النظافة.. فكانوا يقولون يا أخ مصطفى أنت ليس عندك صابون حتى تنظف هذا اللون..  فكان يبتسم لهم ابتسامات عريضة ملؤها الحب، والقلب الكبير.

    هل هناك مواقف طريفة أخرى؟

    -  نعم.. بعض الأفغان أعجبه قوته فهو كان ذو قوة بدنية عالية فأراد أن يمتدحه فقال له: أنت يا أخ مصطفى ما شاء الله (حمار).

    أراد مدحه في القوة فلم يسعفه التشبيه إلا بالحمار فكان يبتسم لهم.. حتى ابتسمت له الشهادة في منطقة سروبى بمدينة جلال آباد.. فرحمه الله رحمة واسعة.

    هل استطاعت حكومة الإنقاذ برئاسة الرئيس البشير أن تحدث تغييراً في الشعب السوداني؟

    - بالنسبة للرئيس البشير، لم نلتق به شخصيا ً، ولم تربطنا به أي منفعة شخصية لا سابقا ولا لاحقا، ولكن من باب الإنصاف أود أن أسجل ملاحظاتي عن هذا الرجل السوداني طيب القلب.

    فالرئيس البشير كما هو مشهور عنه رجل شديد التواضع، شديد المحافظة على الصلاة وشعائر الإسلام.. سعى قدر جهده من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، مرتبط بالشعب ارتباطا ً كبيرا ً.

    وبالرغم من فقر السودان في تلك الأيام إضافة إلى الكلفة الباهظة التي كانوا يتحملونها فترة رد عدوان المتمردين الجنوبيين.. إلا أنك كنت تشاهد كل يوم طريق يرصف أو قناة مائية تشق.. وإلى ذلك من انجازات كثيرة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.

    فالرئيس السوداني رجل مسلم وطني محب لبلده ، ويتأثر عندما تصاب الأمة بأذى خاصة فلسطين.

    والشعب كان متناغما بشكل كبير من الروح الإسلامية التي جاءت بها حكومة الإنقاذ.

    ذهبت بعد ذلك إلى اليمن..  فكيف كانت الإقامة هناك.. وما رأيك في الشعب اليمني ؟

    - اليمن كما ذكرت كانت محطتي الثانية، بعد باكستان..  وذهبت منها للسودان ثم عدت إليها.

    واليمن بلد بسيط في كل شيء..  التواضع طبع الكبير والصغير في أهلها.

    فمن الممكن أن لا تفرق بين الغفير والوزير.. فقد تجلس مع وزير أو تصلى بجواره في المسجد أو تسكن بجوار منزله وكأنه شخص عادى.. وكذلك أعضاء مجلس الشعب وكأنهم من عامة الشعب.

    حقيقة أحببت اليمن حبا ً كبيرا ً .. فهي وطني الثاني بعد مصر .. خاصة أن ستة من أولادي ولدوا باليمن.. باستثناء إبراهيم ابني الذي ولد بالسودان..  وآخر العنقود سمية التي ولدت بمصر بعد رجوعي.. واكتمل بها عقد أولادي الثمانية.

    الشعب اليمنى معروف عنه أنه شعب محب للدين يحافظ على تعاليمه.. فكيف وجدت هذا الأمر فيه؟

    - الشعب اليمنى شعب خام على الفطرة، كريم الخصال، ويتسم بالطباع العربية الأصيلة كالكرم، والجود، والشجاعة.

    وهو يحفظ الكثير منهم القرآن الكريم، أصواتهم ندية وجميلة، حقا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم):

    "الإيمان يمان، والحكمة يمانية"

    عمل اليمن على احتواء العائدين من أفغانستان وذلك ضمن منظومة المجتمع.. فلماذا الصدام الدائر منذ فترة بين الإسلاميين والحكومة اليمنية؟

    - هذه حقيقة.. فقد كان اليمن من أفضل البلدان وأكثرها أمنا وأمانا ً، فمن كان يجلس هناك كان يتبوأ منها حيث يشاء.. ويستشعر بأنه في بلده الحقيقي، وأنه بين أهله.

    ولكن سامح الله من أقحم هذا البلد الآمن فيما حل به بعد ذلك من فتن، ومصائب، وحروب، خاصة أن الرئيس اليمنى كان رجلا طيبا وحكيما ً، يحب أن ينهى المشاكل بالسياسة.. إلى أن فرض عليه الحال الذي نراه، وأظنه في قرارة نفسه غير راض عما آلت إليه الأمور بينه وبين شعبه.

    في فترة وجودك في اليمن.. هل كانت توجد إرهاصات لمشكلة الحوثيين التي تفجرت الآن؟

    - نعم تنامي إلى سمعي قبل عودتي أن عددا قليلا من اليمنيين سافروا إلى إيران، واعتنقوا المذهب السائد في إيران الجعفري الاثنى عشري.

    ومن إيران رجعوا بالمذهب الجديد إضافة إلى الذهب والدولارات، فأسسوا حوزات علمية على غرار الموجودة في إيران فكانت واحدة في محافظة الجوف، وأخرى في مأرب وثالثة في صعدة.

    وفى نفس الوقت كانت إيران تدعم ما يعرف بحزب الحق.. والذي يطلق عليه بعض أهل السنة حزب الباطل.

    في النهاية كان ما كان.. وأكثر النار من مستصغر الشرر، فأشعل الحوثيون نار الفتنة الطائفية هداهم الله للرجوع إلى الحق، وأرشدهم إلى الطريق المستقيم.

    عندما قررت الجماعة الإسلامية مغادرة أفغانستان لماذا اتخذت هذا القرار؟

    -  نظرا لانتهاء المهمة التي ذهبوا من أجلها وهى نصرة الشعب الأفغاني، وما حدث من أمور يؤسف لها من الاقتتال الداخلي الذي دار بينهم.

    ما التحديات التي واجهتها عند تنفيذ قرار المغادرة؟

    - كانت عملية الانتقال في حد ذاتها تعتبر مخاطرة نظرا ً لأن ما كان يعرف بالأفغان العرب وقتها أصبح غير مرحب بهم في باكستان، وأصبح السفر محفوفا بالمخاطر، ولم تعد وقتها أماكن آمنة يمكنهم أن يأووا إليها إلا أوروبا التي فتحت أبوابها لمن يرغبون في اللجوء السياسي لديها، وكذلك اليمن والسودان غضتا الطرف عن من أراد أن يقيم فيهما.

    ألم تشعروا في وقت من الأوقات أن الأرض ضاقت عليكم بما رحبت؟

    - حقيقة حدث ذلك في مرات عديد، ولكن (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ).

    كيف استقبلتم قرار المبادرة عام 1997م ؟

    - وصلنا الخبر أول ما وصل عن طريق وسائل الإعلام نظرا ً لأن الاتصالات بالداخل كانت مقطوعة لاعتبارات أمنية وقتها، وتضاربت التكهنات وقتها بين مصدق وغير مصدق.

    حتى اتفقت قيادة الجماعة بالخارج على إصدار بيان تأييد في عام 1999، وبعد أن تأكدوا بالدليل الدامغ أن المبادرة صحيحة، وصادرة عن القيادة التاريخية للجماعة الإسلامية.

    لماذا تأخر قادة الجماعة في الخارج في إصدار تأييدهم للمبادرة إلى عام 1999م؟

    - حقيقة كما تعلم أن الجماعة قرارها جماعي، وبطبيعتها مجبولة على التماسك والترابط.. فقد تحدث اختلافات في وجهات النظر.. ولكن من غير انشقاقات ولا تجاوزات.

    فكما أخبرتك هناك من اقتنع للوهلة الأولى أن المبادرة صحيحة، وصادرة عن قيادة الجماعة بمصر وذلك من خلال القرائن التي كانت موجودة وقتها.

    وكنت أنا شخصيا مقتنع بذلك من الوهلة الأولى خاصة أنني بحكم قربى من القيادة كنت اعلم أن قيادة الجماعة في مصر كانت حريصة على المصالحة، وكانت هناك محاولات جادة من الشيخ كشك والشعراوي رحمهما الله وغيرهما بهذا الصدد.

    ولكن للأسف لم يكتب لها النجاح في وقتها، وكذلك كان كل الإخوة الموجودين في اليمن وقتها كانوا مقتنعين بصحة المبادرة.

    ولكن الجماعة لها ضوابطها التنظيمية، فنقلنا لقيادة الجماعة في الخارج في حينها موقف الإخوة الموجودين باليمن والداعم للمبادرة، وطالبناهم بشكل متكرر، وحرصا على المصلحة التعجيل بإصدار بيان تأييد مطلق للمبادرة، حتى تم ذلك فعلا وصدر.. وإن كان متأخرا ً بعض الشيء فهو الأفضل لأن الجماعة تعودت أن تعمل كتلة واحدة ولا يتجاوز أحد صلاحياته.. ولكنه ينصح بكل السبل المشروعة والمتاحة حتى تتحقق المصلحة وقد كان.

    لو لم يصدر قادة الجماعة قرار المبادرة الداعي إلى إنهاء أشكال العنف كافة.. ألم تكن حادثة الأقصر كفيلة بأن تسارعوا أنتم في الخارج إلى إصدار مثل هذا القرار؟

    - حقيقة كان حادث الأقصر حادثا مأساويا ً بكل ما تحمل الكلمة من معنى لأن السيطرة على الأفراد أصبحت غير موجودة.. وأصبح هناك انفلاتا أهوج ذكرنا وقتها بما كان يحدث في الجزائر.

    وتزداد الخطورة عندما يحمل شبابا صغارا السلاح، فيحدث منهم مثل ما تم في حادث الأقصر فيتسبب في خسارة مضاعفة بفقد الشباب المنفذ أعمارهم، ويضروا من حيث أرادوا أن ينفعوا.. نسأل الله أن يغفر لهم ويتجاوز عن سيئاتهم.

    وحقيقة هذا الحادث الأليم أحدث صدمة عند الكثيرين لبشاعته، وأشعر بأن الأوضاع قد تتجه إلى مستنقع صعب.. إلى أن يسر الله قرار المبادرة الرشيد على أيدي قادة الجماعة التاريخيين.

    هل كانت هناك محاولات من جانبكم في الخارج لإنهاء العنف في مصر والسعي لحل الأزمة المشتعلة آنذاك؟

    - حقيقة الرغبة كانت موجودة، ولكن لم يكن أحد يدرى ماذا يمكنه أن يفعل لحلها كنا نقول (لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) ولكن (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).

    والحمد لله الذي قيض الشيخ كرم ورفاقه الذين استطاعوا بفضل الله وتوفيقه أن يعدوا القاطرة إلى الطريق لكي تمارس الدعوة بالحسنى أسوة بالحبيب (صلى الله عليه وسلم).

    ألم يكن غريباً أن أول من يسارع إلى إصدار قرار التأييد هو الشيخ/ مصطفى حمزة الذي كان ينظر إليه على أنه مسئول الجناح العسكري في الخارج؟

    - الشيخ مصطفى حمزة رجل فاضل، وعاقل، وحكيم، وهو عندما أصدر البيان المؤيد كان ثمرة التشاور والتواصل.

    فالجماعة لا تعرف القرارات الانفرادية، إنما هي قيادة جماعية، تأخذ قراراتها بالأغلبية، فيحسب للشيخ مصطفى حمزة - حفظه الله وفرج كربه – أنه نجح بالتحاور والتشاور من إقناع الجميع بقيمة الاتحاد والجماعة، وضرورة تأييد المبادرة بشكل واضح وصريح فجزاه الله خيرا ً على  ما قدم من خير.

    وهو كثير الحب لإخوانه شديد الإخلاص لهم، يحب قيادة الجماعة التاريخية حبا جما، وكان يوصينا جميعا ً، عندما كان مسئولاً بالخارج أننا من غير قيادتنا التاريخية في الداخل لا نساوى شيئا ً، فغرس فيمن كان حوله حبهم والإخلاص لهم وعدم تجاوزهم.

    كيف أثرت مبادرة الجماعة على علاقتكم بالتيارات والحركات الأخرى خاصة تنظيم القاعدة؟

    - بعض هؤلاء كان يعتبر القبول بالمبادرة يعنى بمنزلة الاعتراف بالهزيمة، ولكننا في الجماعة تعودنا على أننا نسعى بأعمالنا لرضا الله لا لرضا الناس، فالتزمنا بما التزمت به الجماعة حتى انقضت المحنة، وجاء الله بالفرج والحمد لله رب العالمين.

    ما مدى صحة ما ردده د/ أيمن الظواهري عن انضمام الشيخ/ محمد شوقي الإسلامبولي إلى تنظيم القاعدة؟

    - معرفتي بالشيخ محمد شوقي الإسلامبولي أنه محب لإخوانه وجماعته، ولا يمكن أبدا في تصوري حدوث ذلك.

    وأنا على يقين أن الأيام القادمة بإذن الله ستثبت صحة ما أقول اسأل الله أن يحفظ الشيخ محمد شوقي الإسلامبولي، ويرده إلى أهله، وأمه، ووطنه سليما معافى، فلقد أحببناه في الله.

    ووالله ما نتمنى أن يصيبه مكروه.. يسر الله أمره وفرج كربه اللهم آمين.

    وهكذا ينتهي الجزء الأخير من حوارنا العميق جدا ً مع الشيخ/ إسلام الغمري صاحب التجارب الدعوية والإسلامية الكثيرة شاكرين له هذا الجهد الكبير الذي بذله معنا من أجل إتمام هذا الحوار على هذا النحو العميق والمفيد.

    السبت الموافق:

    10/5/1431هـ

    24/4/2010م


    الإسمالطامع فى عفو الله
    عنوان التعليق الشيخ اسلام الغمرى/قيمه تستحق التقدير
    بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل وجعل مسعاك لنصرة الدين فى ميزان حسناتك فقد كشفت لنا عن معدن جماعتنا النفيس ولما لا وقد تتلمذو على يد العالم المجاهد عمر عبد الرحمن فك الله اسره رحم الله شهداء الجماعه وبارك الله فى قادتها ولقائنا بمشيئة الله فى الفردوس الاعلى وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ سمير العركى والذى امتدحه احد المعلقين من قبل بان مقالاته ترتقى لان تنشر فى اخبار اليوم والاهرام وانا ارى ان هذه الصحف لا ترتقى لمقالات وحوارات الشيخ سمير .

    الإسمالسيد الغول
    عنوان التعليقإنما الحاضر أحلى00
    لاشك فى أننى إستمتعت بقراءة هذه المقطوعة من الحوار مع الاخ الكريم, فهو يسرد الماضى بروحانية ومصداقية متناهية 00فالحديث عن الماضى ومعانيه الجياشه هى ما تبقى لنا جميعا 00 إلا إننى كنت أتوق لقراءة نظرة الشيخ أسلام الغمرى للواقع وكيف نستثمر الماضى لزراعة المستقبل 0 كيف نأخذ من معانى الماضى تثبيت للحاضر وإنطلاقه للمستقبل 00 إلا إن المحاور جزاه الله خيرا قد إقتصر فى توجيه أسئلته عن ماض تولا لدثامة مادته وميول القراء له 00إلا أنى شخصيا لم أسأم الماضى بقدر توقى للبحث فى أوراق المستقبل 0 اتمنى من الاخوة المحاوريين ان يكون دأبهم الحديث عن المستقبل لانه هو ما يقلق الجميع 00لانه إن كان الماضى حلو فالحاضر أحلى 0وجهة نظر0

    الإسمسيدبدير
    عنوان التعليقوقيل للذين اتقواماذاأنزل ربكم قالوا خيرا
    لاتقلق أخى الحبيب على المستقبل 00 وهى فرصة طيبة أن نتأمل الماضى وأن نقف مع أنفسنا وقفات صادقة نسألها وتجيب عن نيتها فى المسير الى الله والدار الاخرة عن مدى صدقها مع كل من حولها 00 نعم لابد أن نهتم بالحاضر والمستقبل لانه لابد من مواصلة المسير ولكن القبادة التى طالما علمتنا حب هذا الدين العظيم والعيش له وبه جديرة أن نوليها كل الثقة وقد تأثرت جدا بكلام الشيخ اسلام واحسست انه يقطر اخلاصا وانكارا للذات وحبا للدين وكل المعانى الجميلة التى جسدها مشايخ الجماعة وابناؤها ونتمنى أن نتعلمها منهم000000

    الإسمالسيد الغول
    عنوان التعليقإلى الشيخ سيد بدير
    تعقيبا على تعليق الشيخ سيد بدير 0اننى عندما علقت على ضروررة الانشغال بالحاضر والمستقبل لم يكن ذلك تناقضا والثقة فى المشايخ ،لسبب قريب جدا هو أن الامور اليوم لم تعد تتوقف عند حاجز الثقة بالمعنى القريب 0 ما عنيته هو أننا ثملنا الماضى رغم إعتزازنا به ويجب أن نتحدث عن المستقبل 0ولا اريد أن أضغط المستقبل فى الايدلوجية الحركية للجماعة بقدر كيف لنا أن نصنع من روحانيات الماضى منطلق للمستقبل 0 أعتقد يا شيخ سيد اننى بهذا الكلام أعتذ بالماضى لاننى أريد أن أستثمره لا أريد أن أتشدق به ساعة دون أن أربط الماضى بالحاضر بالمستقبل0 وهذا من وجهة نظرى00

    الإسماحمدزكريا
    عنوان التعليقذكريات
    ما اوع الذكيات عندما تخرج من نفوس صادة مطمئنة فجزى الله الشيخ سمير والشيخ اسلام خير الجزاء


    عودة الى اللقاء الأسبوعي

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع