English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  اللقاء الأسبوعي: قصة الشهيد أبو بكر عقيدة ترويها عائلته .. ج2 مع أم منتصر الشنتلي - وراء الأحداث: أخبار منياوية (3) .. لم يكتمل لممدوح مؤتمر.. وأصبحنا في زمن اللعب بالسلاح - الدفاع عن الإسلام: قلدس جرجس يا غبي - قضايا معاصرة: مصر على مفترق الطرق - قضايا معاصرة: الكنيسة المصرية .. والثورة المضادة - من التاريخ: مقال جريدة أهل مصر .. نكسة يونيه ونصر أكتوبر في عقول الأجيال - متنوعات: التغيير يقطع الملل.. لذلك نحن نحب ونتطلع إلى التغيير - ديوان الشعر: 'رن الجرس.. صورة زفاف' - من التاريخ: مأساة 54 البداية والنهاية .. الحلقة الأولى - دروس في الدعوة: رسالة إلي المشير طنطاوي في ذكرى أكتوبر.. مقال الدستور - دراسات أدبية ونقد: النشرة الثقافية (93) .. الفصحى إجبارية بالأزهر .. والثائر المنتظر.. وامرأة من فلسطين - متنوعات: ألاء الطفلة بالأمس.. عروس اليوم.. حفل زواج كريمة الشيخ/ محمود رمزي - متنوعات: الفضائيات في أسبوع (2) .. شهادة المشير وإضراب المعلمين وإساءة ممدوح - اللقاء الأسبوعي: صديق الإسلامبولي يحكي عملية المنصة ..حوار هام مع أ/ سلام عباس - وراء الأحداث: الكنيسة وتسييس الدين .. شاهد عيان - الطريق الى الله: كرم زهدي.. ناجح إبراهيم.. هذا قدركما لا تترددا - الأسرة المسلمة: شباب الفيسبوك: اخترناك اخترناك .. والفرنجة قادمون.. وفتشني فتش - مقالات: دعوى استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية - الطريق الى الله: ممدوح إسماعيل.. قد أعظمت الفرية - دروس في الدعوة: الإسلام والفن .. رؤية عامة معاصرة .. اليوم السابع -  
الاستطــــلاع
سبب اعتداء الأقباط على الجيش المصري:
التطرف الكنسي
تهاون الدولة
مظالم يتعرض لها الأقباط
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
مقالات
  • المجلس العسكري يصالح شباب الثورة ,جيهان السادات تتهم سوزان بالعمل لتوريث جمال
  • قبطيان في مزبلة التاريخ! وما أدراك ما الطوارئ؟ استقيموا يرحمكم الله
  • اللقاء الأسبوعي
  • د/ ناجح للمساء : معظم اليساريين لم يتحرك لهم جفن إزاء - بلاوي - مبارك
  • د/ نادية مصطفى في ج2: علينا الإسراع بالانتخابات في أقرب وقت ممكن
  • بيانات
  • تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.. إدانة واجبة لجريمة آثمة
  • معاً ضد الفتنة الطائفية
  • دروس في الدعوة
  • مقال د/ ناجح باليوم السابع .. أزمة الأجيال والفكر بين الثائر ورجل الدولة
  • ثنائية العدل والإحسان.. وأثرها في بناء المجتمع في وقت الأزمات .. المصري اليوم
  • اللقاء الأسبوعي

    تعلقت مع أ.د/ سالم نجم على مواسير الصرف .. وعملنا سويا ً عمال تراحيل ج6 من حوارنا مع د/ محمود جامع

    حاوره د/ ناجح إبراهيم

    كان د/ محمود جامع من أنشط دعاة الإخوان في كلية الطب وخارجها في الأربعينات وبداية الخمسينات.. ولكنه فوجئ بفصله من الإخوان  لمجرد أنه قدم اقتراحا ً بلقاء الرئيس عبد الناصر سنة 1954م  مع تسعة آخرين من شباب الإخوان.

     ورغم أنه قدم الاقتراح لقيادته والتزام برأيها إلا أن الشك في علاقته القوية بالسادات عضو مجلس قيادة الثورة وقتها رجح قرار فصله من الإخوان.

    * وبعدها شعر الرجل بغربة كبيرة.. ورغم ذلك لم يسلم من القبض عليه مع الآلاف الذين قبض عليهم بعد حادث المنشية الشهير.. والذي تعرض فيه الرئيس /  عبد الناصر لإطلاق رصاص عليه وهو يخطب في المنشية بالإسكندرية.

    وقد تعرض الرجل لما تعرض له الآخرون وقتها من ويلات وأهوال يشيب لها الولدان.. ولكن رحمة الله أدركته.. وذلك بعد أن توسط السادات للإفراج عنه لدى الرئيس ناصر.

    * وبعدها استقطبه السادات للعمل معه في الاتحاد الاشتراكي.. ثم تم ضمه إلى التنظيم الطليعي.. ورغم ذلك كله فقد ظلت أشواقه للحياة الإسلامية تشده إليها وتجعله لا ينسى واجبه نحو أسر الإخوان التي اعتقل عائلوها في محنتي سنة 1954م وسنة 1965م.

    * إنها قصة عجيبة وغريبة بل غاية في الغرابة:

    * فكيف فصل؟

    * وكيف هرب؟

    * وكيف قبض عليه دون صديقه الحميم  أ.د/ سالم نجم؟

    * وكيف أصبح عضوا ً بارزا ً في الاتحاد الاشتراكي العدو اللدود للإخوان؟

    * كيف حدثت كل هذه المفارقات العجيبة؟!!.

    * هذا ما سنعرفه في هذا الجزء الإنساني الشيق والعميق.. والمملوء باللحظات المؤلمة والسعيدة في الوقت نفسه..  فإلي اللقاء مع الموسوعة التاريخية د/ محمود جامع......

    مرحبا ً بكم مجددا ً.. ونعتذر أولا ً للدكتور سالم نجم عن الخطأ الغير مقصود الذي وقع في بعض الأجزاء حيث كتب أمام اسمه المرحوم أ.د/ سالم نجم.. فقرأها وهو في السعودية وطلب منك تصحيح المعلومة.. وياريت نستطيع عمل حوار  معه قريبا ً إ شاء الله؟

    * مرحبا ً بكم.. وجزاكم الله خيرا ً على إيصال رسالتي إلى الناس بطريقة جيدة وسأبلغ سلامكم للأستاذ الدكتور/ سالم نجم الذي يعيش في السعودية منذ سنوات طويلة جدا ً.. بل إن معظم حياته عاشها خارج مصر.. وذلك منذ هروبه في الخمسينات.. واسأل الله أن يرده إلى وطنه دائماً سالما ً غانما ً.

    كيف ولماذا فصلت من الإخوان ؟

    * في يوليه سنة 1954 كنت في بكالوريوس الطب.. وكان لي نشاط واسع في الكلية.. وفي اتحاد الطلاب والمعسكرات الإسلامية.. وكانت علاقتي طيبه بكل التنظيمات السياسية الموجودة على الساحة.. حتى الشيوعيين منهم.. وكانت بوادر أزمة عنيفة بين الإخوان وعبد الناصر تلوح في الأفق.

    وكان عندنا في هذا الوقت في الكلية round  باطنه أي سكشن باطنة.. يدرسنا فيه أ.د/ مصطفى قناوي أستاذ الباطنة .. وكان هو الطبيب الخاص لعبد الناصر.. وكان يعرف أنني ود/ سالم نجم من الإخوان.

    فقال لنا: انتظروني بعد الراوند أي الحلقة .

    وما علاقة هذا بقصة فصلك من الجماعة والتنظيم الخاص.. وماذا قال لكما أ.د/ مصطفى قناوي؟

    * قال لنا في مكتبه: يا أولاد أنتوا ناس كويسين وشباب ممتاز.. وأنا كنت عند عبد الناصر ووجدته ناقم نقمه شديدة على الإخوان.

    وقال لي: أنا سأذبحهم كلهم.. وشتم على الهضيبي بالذات.

    فقلت له: يا ريس عندي منهم شباب ممتاز.. وراجعته فيما قال.

    فقال لي عبد الناصر: أنا معنديش مانع أجلس مع عشرة منهم لنتفق على أمرين محددين هما:-

    حل التنظيمات السرية المسلحة لدى الإخوان.. وتسليم الأسلحة التي لديهم.

    خلع الهضيبي..  وتعيين بديل له.

    وماذا فعلتما في اقتراح أ.د/ مصطفى قناوي ؟

    * جلست مع صديقي أ.د/ سالم نجم

    وقلت له: أذهب يا سالم وأستأذن من المرشد لعمل هذه المقابلة.

    فقال لي أ.د/ سالم نجم: لا.. أذهب أنت.. لأنك شاطر وسلكاوي.. وتحسن التصرف عني.

    فوافقت على ذلك.. وذهبت فعلا وحدي إلى المركز العام للإخوان المسلمين فلم أجد المرشد.. ولكنني وجدت نائبه المرحوم/ خميس حميدة (صهر الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الاسبق , حيث ان نجدة خميس حميدة هى زوجة د. عاطف عبيد ) وشرحت له الموضوع.. ووعدني بالاتصال بالمرشد والرد عليَّ في أقرب فرصة.

    وماذا كانت إجابة المرشد الهضيبي الأب على هذا الاقتراح؟

    * أبلغني بعد أيام المرحوم/ خميس حميدة بالرد كالأتي:-

    (لا تتدخل أنت في هذا الموضوع على الإطلاق.. وأول ضحية لعبد الناصر سيكون هؤلاء العشرة الذين سيجلسون معه).

    وماذا قلت للدكتور/ قناوي ؟

    * قلت له: إنهم رفضوا هذا العرض.. ونحن لا نحمل إلا كل حب لعبد الناصر.. ونحن ليس لدينا أسلحة.. والهضيبي الآن بعيد عن الساحة.

    ولماذا كان الهضيبي الأب رحمه الله بعيدا عن الساحة؟

    * لأنه خرجت إشاعات كثيرة تقول أن عبد الناصر يريد قتل الهضيبي.. فاقترح عليه المرحوم/ حسن العشماوي أن يتول تهريبه في مكان سري في الإسكندرية.. وهذا ما تم فعلا .

    وماذا كان تعليق أ.د/ قناوي على ردك على عرض عبد الناصر؟

    * قال لي متأثراً: يا محمود إني بحبكم جداً.. وهناك خطر حقيقي وخطير عليكم.. وأنا أعلم الناس بعبد الناصر.

    وماذا حدث بعد ذلك ؟

    فوجئت بالمسئول عني في النظام الخاص المرحوم/ كمال السنانيري رحمه الله يبلغني أنه تم فصلي من النظام والجماعة معاً.. وذلك لاتصالي بالسلطة.

    كما أنهم شكوا  في ّ لأن لأسرتي علاقة قوية بالسادات قبل وبعد الثورة.. فقد كان جدي عمدة القرية التي كانت تعيش فيها أسرة السادات.. وكان كريماً معهم.. كما أنه آوى السادات أثناء فترة هروبه.

    وماذا صنعت بعد ذلك ؟

    * قالوا لي: سلم كل متعلقاتك.. فسلمتها.

     ثم أصبحت كالمنبوذ تماماً..  لا سلام ولا كلام.. يقابلني  الإخوة .. فبعضهم لا يسلم عليّ.. والبعض يسلم عليّ حياءً مني.. والبعض كان يقول لي أنت وضعك كده أحسن.

    يبدو أن عام 1954كان متوتراً للغاية.. وكان مليئاً بالإحداث الحساسة في تاريخ مصر الحديث  ؟

    * نعم.. فقد كانت هذه الأيام غاية في التوتر.. وكان جمال عبد الناصر استطاع اختراق النظام الخاص تماماً.. واستطاع استقطاب عبد الرحمن السندي إلى جواره وخاصة بعد أن فصله المستشار الهضيبي الأب من قيادة النظام الخاص .. وكان عبد الناصر  يكره الهضيبي .

    ووصل التوتر غايته أنه في نفس يوم حادثة المنشية في الظهر وفي ميدان الدقي وقبل وقوع الحادث وجدت مجموعة من الإخوان .. وأحدهم قال لي: واحد من الإخوان سيضرب عبد الناصر اليوم.

    وفوجئت بعدها بعدة ساعات بحادث المنشية .

    وما رأيك في حادث المنشية..  هل صنعه الإخوان؟..  أم هو من تدبير عبد الناصر لضرب الإخوان ؟

    * أرجح أنه من تدبير عبد الناصر وذلك لأن القبض على المئات والآلاف  تم فوراً وبسرعة وشموليه غريبة  بعد الحادث مباشرة.

    كما أن المرشد السابق أ/ مهدي عاكف.. وم/حلمي عبد المجيد كان قد قبض عليهم قبل الحادث بفترة وحكوا لي بعدها أنهم وجدوا شاويشية السجن الحربي ينظفون السجن ويرتبوه.. فلما سألوهم عن السر.. قالوا: سيقبض قريباً على آلاف الإخوان ويأتوا إلى هنا.. وهذا ما حدث بالفعل.

    وما موقفك أنت بعد حادث المنشية ؟

    * أنا كنت محتاراً جداً وسألت نفسي: أنا موقفي أيه بالضبط؟

    وبماذا ستصنفني الحكومة الآن ؟

    وخاصة أنني كنت تابعاً لشعبة مصر القديمة.. وهذه الشعبة حدث حريق كبير فيها منذ فترة.. واحترقت كل وثائقها.. فقلت أهيم على وجهي وربنا يسترها.

    لكن.. ماذا فعلت تحديداً؟

    * لقد فوجئت بالأسوأ والأخطر الذي لم أتوقعه ..  لقد وجدت أن بعض  الهاربين من القبض عليهم يأتون إليَّ في غرفتي.. والداهية الأكبر إنهم يعطون عنوان هذه الغرفة للآخرين.. وأنا لا أستطيع أن أرد أحداً منهم.. وكان بعضهم حسن التصرف ولديه حاسة أمنية جيدة .. والآخر لا يمتلك ذلك .

    ومرت الأمور بسلام عدة أيام حتى جاءني أخ اسمه/ عبد الغني أبو دومه.. ولم يكن لديه أية حاسة أمنية فسار المخبر خلفه حتى عرف عنوان غرفتي.. ثم حدث ما لا تحمد عقباه.

    ما الذي حدث شوقتني؟

    * في الساعة 2 صباحاً فوجئت بالباب يدق من المخبرين وقالوا : هل لديكم عبد الغني أبو دومة؟

    فقلت له:  لا يوجد عندنا أحد بهذا الاسم..  وأنا صاحب الغرفة.. فأخذوني إلى قسم فم الخليج.. وضربوني ثم تركوني صباحاً.. وشعرت أنني مراقب من يومها .

    فماذا فعلت ؟

    * لم تكن أمامي خيارات كثيرة.. خاصة أنني وجدت صديقي وأخي الأثير أ.د/سالم نجم يبحث عن مأوى ولا يجده حتى أعياه البحث .

     فقلت له: تعالى عندي في غرفتي..  وربنا يسترها علينا.

    فلما جاءت الساعة الثانية بعد منتصف الليل طرق الباب من الشرطة.. فقفزت أنا وسالم من الشباك وتعلقنا بمواسير الصرف الصحي.. فدخلوا وفتشوا ولم يجدوا أحد فانصرفوا.

    وماذا فعلتما وأنتما على المواسير في هذا الوضع الخطير جدا ً؟

    * لقد كان أصعب موقف مر بنا.. فقد طال بحثهم في الغرفة وأنا يدي نملت ولم تقو على التحمل..  وأنا أدعو وأدعو .. لأن البديل هو السقوط والموت..  ولكن الله سلم.. ونجونا بأعجوبة بعد انصرافهم.

    وماذا فعلتما بعد ذلك ؟

    * خلاص المشكلة تعقدت وعلمت أنه مطلوب القبض علينا.. وليس أمامنا سوى الهروب.. فذهبنا للعمل كعمال بناء وتراحيل للإنفاق على أنفسنا ولنجد مكاناً نبيت فيه.

     وكنت أخذ كل يوم ريال وكذلك د/ سالم.. وكنا نشيل القصعه (أو القروانه).. ونأكل كل يوم فول وكشري.

    فكيف إذا تم القبض عليك ؟

    * لقد تم القبض عليَّ بأعجوبة قد لا تتكرر أيضا ً.. ففي إحدى الليالي ونحن نيام في موقع العمل مرت فرقة مكافحة النشل للتدقيق في بطاقات العمال.. وكنت أحمل بطاقة مسيحي اسمه حنا غبريال جرجس.. وأنا أتذكر اسمه إلي اليوم ..  ومن الغريب أنني فجأة وجدت أمامي مباشرة ضابط كان معي في الثانوية.. فنظر في بطاقتي مستغربا ً:

     ألست أنت محمود  جامع.. اللي من الإخوان؟.. أنت كنت معي في الثانوية

    فلم أجد مفرا ً سوى أن أقول: نعم.

     فقال فلماذا هذه البطاقة؟

    فقلت له الظروف حكمت بذلك.

    فقال لي: خلاص خليك مفيش مشكلة.

    ولكن رئيسه الأعلى  قال: لا.. هذا من الإخوان وإحنا عايزينه كذلك.

    فقبض عليَّ.. ونجا د/ سالم بأعجوبة.. وهكذا أنقذ من السجن طوال عمره وكتبت له العافية.

    وماذا فعلوا بك بعد القبض عليك؟

    * قبل أن يأتي دوري في التحقيق وجدت د/ أحمد العسال نازل متشرح وجهه كله.. والأخ فوزي فارس به إصابات شديدة من الضرب.

     فقلت: الجواب باين من عنوانه.

    فذهبت إلى المحقق وخلعوني ملابس وعلقوني من رجلي وضربوني بالكرابيج ضربا ً شديدا ً.. مع فاصل من الشتائم المحترمة.. فأحسست بأول كرباج.. أما الثاني فحدث تنميل شديد في جسمي.. أما الثالث ففقدت معه الوعي تماما ً.

    فأنزلوني وسألوا الشاويش: هو مات.

    قال: لا يافندم .. لسه ماماتش.

    وماذا حدث بعد ذلك في هذه المأساة التي لم تكن تخطر لك على بال؟

    * أدخلوني على ضابط صوته أجش فقال: تعال يا ابن كذا.. وكذا.. مع فاصل متنوع من الشتائم.

    فقلت له: يا فندم أنا باقي لي 3 شهور وأتخرج دكتور وأنفع البلد.. وأنا ما عملتش حاجة.

    فقال: أنت ستكون عرة الدكاترة.

    ثم قال لي: لو ضحينا بنصف الشعب المصري من أجل الثورة وفي سبيل النظام ليستريح النصف الآخر لفعلنا.

    وكيف نجوت من هذه المحنة الشديدة؟

    * أمي ذهبت للسادات في البيت .. فكلم مدير المخابرات وقتها محي الدين أبو العز.. ولكنه لم يستطع إخراجي فشفع فيَّ عند الرئيس جمال عبد الناصر فقبل شفاعته وخرجت من السجن الحربي.

    عرفت أنك قابلت هذا الضابط الذي حقق معك بعد أن أصبحت لك سطوة ونفوذ في عهد السادات؟

    * نعم.. وقد جاء ذلك بأعجوبة  فعلا ً.. ففي سنة  1976 كنت جالسا ً في عيادتي فوجدت  اللواء/ محمد حسن طنطاوي مفتش طنطا وقتها والذي أصبح بعد ذلك محافظا ً لعدة محافظات.. وكان رجلا ً مهذبا ً راقيا ً وجدته يكلمني في التليفون قائلاً:

    أنا عندي ضيف هنا  وهو أستاذي ومعلمي وهو الآن على المعاش وهو يعلم  مكانتك عند وزير الداخلية ممدوح سالم..  ويريد منك أن تتوسط  لديه لتعيين ابنه في  مكان ما .. وقد حاول مقابلة الوزير فلم يستطع رغم أنه دفعته..  وقد وجدك حينما تأتي إلى ممدوح سالم  تدخل عيه مباشرة دون انتظار  مع ترحاب كبير.

    فقلت له: أهلا ً وسهلاً أنا تحت أمرك وأمره.

    ثم جاءني إلى العيادة ومعه زوجته وابنه وزوج ابنته.. وحياني أعظم تحية.. ورحبت بهم.. فلما نظرت في وجهه عرفته ولكنه لم يعرفني.

    فقلت له: ألا تعرفني.

    فقال: لا والله.. لم يحدث لي هذا الشرف العظيم.

    فأخذت أذكره بغيري وهو  يتذكر.

    فقلت له: كان فيه ولد في كلية الطب.. وكان قصيرا ً وجسمه قليل.. ألا تتذكره.

    فقال: فعلا ً أنا الولد ده لا أدري أين ذهب.. لقد اختفى تماما ً..  فلم يعدم أو يحكم عليه .. أو تخرج أخباره في الصحف.. هو فعلا ً كان واد جسمه صغير.

    فقلت له: أنا هو.

    وأخذت أذكره بما صنع معي وزوجته تعتذر.

    فقلت له ولها: أنا سامحته بعدها مباشرة .. وليس في قلبي شيء من ذلك بعد هذه السنوات الطويلة.

    وهل قضيت له مصلحته؟

    * نعم.. قضيتها له وهو جالس أمامي.. حيث حدثت اللواء/ ممدوح سالم تليفونيا ً.. وحقق له طلبه على الفور.

    هذه قصة أغرب من الخيال؟

    * نعم.. لأن في حياتي غرائب شديدة جدا ً.. بل معظمها يعد من العجائب.

    كنت تعرف اللواء ممدوح سالم وزير الداخلية في عهد الرئيس السادات فما رأيك في هذا الرجل.. حيث سمعت الكثيرين ممن عاصروه يمدحون نزاهته ؟

    * اللواء/ ممدوح سالم هو أول رجل شرطة في مصر يصل إلى منصب رئيس وزراء مصر.. وقد وصل إلى هذا المنصب عن جدارة واستحقاق.. فقد كان رجلا ً قليل الكلام كثير العمل.. وفي غاية الجدية.

    ولي تجربة حية معه فقد كنت مشرفا ً على الانتخابات في  طنطا كلها في عهده .. وكانت هذه الانتخابات هي أنظف انتخابات رأيتها في حياتي.. وقد جمع كل المسئولين عن الانتخابات وحذرهم من التزوير.. وأن من يفعل ذلك سيعاقب أشد العقاب.

    وأنا أرى أن  أفضل حسناته على الإطلاق هي أنه قاد أنظف انتخابات في تاريخ مصر الحديث بعد الثورة.. وأنا شاهد عيان على ذلك.        

    نعود إلى موضوعنا.. ماذا فعلت بعد خروجك من السجن؟

    * ذهبت وشكرت السادات رحمه الله ثم تخرجت من الكلية.. واستدعاني السادات بعد ذلك وقال لي:

    يا محمود نحن سننشأ الاتحاد الاشتراكي وأنا عايزك معانا فيه.. وأنت كفاءة جيدة.. ووافقته على ذلك.

     ودخلت من وقتها الاتحاد الاشتراكي ثم أخذوني في التنظيم الطليعي.. وتحدثت مرات كثيرة أمام عبد الناصر وكنت بليغا ً مفوها ً فأعجبته خطبي ونشاطي.

    وكان يقول لي: أنت محيرنا..  هل أنت من طنطا أم من المنوفية؟

    *  وذلك لأنني أصلا ً من المنوفية وأقيم في طنطا.

    وهكذا ينتهي الجزء السادس من حوارنا مع الموسوعة التاريخية ليسدل الستار على حياته مع الإخوان ويبدأ عهدا ً جديدا ً مع الاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي الذي أدخل  فيه عددا ً من الإخوان الذين لم يقبض عليهم أو خرجوا مبكرا ً من السجن.. ويظل كذلك حتى وفاة الرئيس عبد الناصر ليبدأ عهدا ً جديدا ً مختلفا ً مع الرئيس السادات.

    وهذا ما سنعرفه لاحقاً إن شاء الله

    الأربعاء الموافق

    29/4/1431 هـ

    14/4/2010م 


    الإسمصلاح الدين
    عنوان التعليققفشة
    قابلك رجل من الاخوان وقال ان عبد الناصر هينضرب النهارة بالرصاص ثم تقول ان حادث المنشية رتبه عبد الناصر .. هل رتب عبد الناص الحادث مع الاخوان

    الإسمEng. Antar Mohamed
    عنوان التعليقلماذا فكر الاتهام بالعمالة؟!
    إن الاتهام بالعمالة مع النظام هو فكر سائد عند الإخوان وهذا ليس تجني على الإخوان بل هوموجود في كل مكان به إخوان وتيارات منافسة إذ أن التهمة الجاهزة لأي منافس لهم هي العمالة للشرطة .لقد كنا في قريتنا ندعو الى الله لكن لم نكن معهم فاتهمونا بالعمالة ولما تم القبض علينا واعتقالنا قالو تكفير اذ ان الاعتقال بطولة في تصورهم اذ لايجوز أن يوصف به أحد ليس إخوانيا ولما خرجنا من المعتقل بعد حقبة من الزمان قالوا ما خرجوا إلا لأنهم وافقو على العمالة مع النظام والعجيب أن اتباعهم يصدقون كل هذا ولايجوز أن يشكك أحد يسمع هذا الكلام المتناقض سواء بالسلب أو الايجاب حتى ولو في آن واحد . ياشباب الاخوان الشرطة الان تتدخل في كل شئ وجل المصالح لاتتم الا من خلالهم فلا يجوز اتهام أحد لمجرد انه يقف مع ضابط أو يدخل قسم شرطة أو لأنه صديق لضابط أمن دولة أو حتى مخبر فجميعنا في هذا المجتمع مرتبطين بعلاقات خاصة كزمالة دراسة مثلا أو صداقة قديمة أو قرابة فاتقو الله عباد الله ولاترمو الناس بالتهم دون تبين وتثبت

    الإسمسيدبدير
    عنوان التعليقنقرأ لنتعلم
    قرأت هذه الحلقة من الحوارالجميل وأعجبتنى كالعادة فمثل د0 محمود موسوعة حقا وكنزعظيم بارك الله فى عمره واولاده وسائرأهله ود0ناجح حفظه الله خبيرفى استخراج الدررمن مكامنها ولى تعليق بسيط ارجو ان يتسع له صدرالاخ الكريم الذى علق قبلى بعنوان قفشة وهواننى شعرت انه دقق فى قراءته ولم يخرج الابهذه القفشة صحيح ممكن يكون اعجب بالحواروخرج منه باشياءكتير بس لبس بسيط كان ممكن يشيراليه باستفسار استفهامى خاصة ان الدكتورالفاضل قال فى تدبير ناصر للعملية انه يرجح ولم يجزم كمان لازم نتكلم مع وعن هؤلاء الافاضل بتقديريليق بهم وأعتذر للاخ الكريم صاحب التعليق وياريت مايزعلش منى

    الإسممهندس/هانى كدوانى
    عنوان التعليقالبقاء لله
    انا لله وانا اليه راجعون رحمة الله على كل ابائنا وامهاتنا الذين ابرونا ونحن داخل المعتقلات والسجون فى وقت لم يسئل علينا بشر مهما تكلمنا لن نوفيكم حقوقكم علينا اخوة الجماعه لاتنسو فضل ابائكم عليكم


    عودة الى اللقاء الأسبوعي

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع