النشرة الثقافية – 65- حوارات في الدين والسياسة .. وبأي ذنب تقتله؟

أعدها/ هشام النجار

هذه النشرة الثقافية على موقع الجماعة الإسلامية .. تتابع المستجدات على الساحة الثقافية وتناقش القضايا الملحة والملفات الشائكة ، وتؤصل لرؤية إسلامية منفتحة لواقع الأمة الثقافي بمحاوره المختلفة .

نرحب دائما بإسهامات المتخصصين والقراء المهتمين بالشأن الثقافي ، ونتلقى المواد التي تناسب رسالة وهدف هذه النشرة من رؤى نقدية تشمل جميع الأعمال والإصدارات الأدبية والفنية ، ومن أطروحات وأفكار جديدة تسهم في إيصال صوت الثقافة الإسلامية الأصيلة إلى العالم كله .

والآن مع العدد الخامس والستين من النشرة:

أخبار ومتابعات

مؤتمر حاشد واحتفال صهيوني بالهيكل المزعوم:

المؤتمر نظمته جماعات ومنظمات يهودية متدينة تخللته محاضرات وعرض رسومات تجسد بناء الهيكل المزعوم.. إضافة إلى الدعوة لبنائه على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .

وذلك بحسب تقرير تحذيري لمؤسسة الأقصى التي أعربت عن خشيتها من أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وراء مثل هذه الدعوات..  خاصة أن جماعات يهودية أخرى طالبته في الأيام الأخيرة عبر وسائل إعلامها بالوفاء بوعده بإقرار وترتيب صلاة اليهود في المسجد الأقصى.

وذكرت أن تيارا دينيا يُطلق عليه اسم "الحريديم" بدأ ينشط بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة في نشاطات استهداف المسجد الأقصى وتدنيسه ومحاولة تهويده.

وقالت المؤسسة – بحسب الجزيرة نت -:

 " إن مواقع إلكترونية تابعة لليمين الإسرائيلي والتيار الديني اليهودي نشرت أخبارا ً وصورا ً تقول إنه في يوم الخميس عُقد مؤتمر كبير حضره الآلاف في "مباني الأمة" غربي القدس..  خصص لقضية الهيكل وحضره تيار "الحريديم"، وتمحور حول العمل من أجل تفعيل وتنشيط إقامة الهيكل المزعوم" .

وأضافت أن البرنامج تخلله عرض شرائح من أحد "الربانيم" تجسد إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.. خاصة في منطقة "الجامع القبلي المسقوف" "مسجد عمر" على حد قولهم.

إضافة إلى عرض شرائح وشروحات عن شعائر تقديم القرابين في مذبح الهيكل "كما سيكون قريبا".. المؤتمر نظم تحت رعاية قسم التربية التوراتية في البلدية العبرية بالقدس.

مناوشات وشتائم في الاحتفال بذكرى سقوط غرناطة:

 شهد الاحتفال بالذكرى الـ 519 لسقوط غرناطة الذي أقيم ببلدية المدينة مناوشات بين القوميين الأندلسيين.. وجماعات وصفت من قبل بعض وسائل الإعلام الأندلسية - بأنها "فاشية".. مما أدى لتدخل قوات الأمن الأسبانية للفصل بينهم .

المناوشات وصلت إلى حد تبادل الشتائم الحادة بين عشرات من المتهمين بـ "الفاشية" والقوميين الأندلسيين الذين عارضوا الاحتفال بذكرى سقوط غرناطة.

معتبرين أن "المبادرة تكرس الانشقاق وتدعم الأصولية".. وأن الذكرى تشكل احتفالا بإبادة من اعتبروهم "غرناطيين وليسوا عربا".

كذلك ردد أنصار القوميين الأندلسيين شعارات تعارض تكريس"الإبادة".. وتدعو إلى التعايش بين الأقليات المتحدرة من أصول إسلامية.

 يذكر أن غرناطة سقطت في الثاني من يناير عام 1492م.. بعد أن اضطر الملك أبو عبد الله محمد لتسليمها إلى الملكة إيزابيلا، بعد محصارتها مدة تسعة أشهر.

وانتهى الحصار بتوقيع اتفاقية تقضي بحفظ ممتلكات المسلمين، وضمان حرية معتقداتهم الدينية.. الأمر الذي لم يحدث على الإطلاق..  وقامت فترة عصيبة من محاكم التفتيش أدت لخروجهم مكرهين من البلاد بعد سفك دمائهم في هذه المحاكم.

كيف أفرجت أمريكا عن المنشد أبو راتب:

 كان الاتهام الموجه إلى المنشد السوري محمد مصطفى مسفقة "المعروف بأبو راتب" هو دعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من خلال التبرع بربع حفلاته الإنشادية لها.

وكانت السلطات الأمريكية قد اعتقلته بداية عام 2010م فور وصوله إلى أمريكا عائدا ً من كندا.. بدعوى تقديمه معلومات غير صحيحة عن عمله في مؤسسة "الأرض المقدسة للإغاثة والتطوير" المتهمة بالتبرع المالي لحماس المدرجة في دائرة الهجرة الأمريكية على قوائم الحركات الإرهابية.

أما كيف تمت عملية الإفراج عن المنشد السوري المعروف.. فإن لجنة من القانونيين – بحسب الجزيرة نت – مؤلفة من خمسة محامين بإشراف مؤسسة "ليغال فائد" وبدعم من الجالية الإسلامية في ولاية ميتشجين توصلت مع السلطات الأمريكية إلى الإفراج عن أبى راتب لقاء إقراره بالتهمة الموجهة إليه ومغادرة أمريكا طوعا ً على الرغم من أنه مقيم فيها بصورة قانونية .

على هيئة حشرات قذرة صور السلاطين العثمانيين وعلى أوراق القمار بيد رسام تركي:

 من المعتاد أن تحمل أوراق القمار صور القساوسة والرهبان المنتمين للعصور الوسطى في أوروبا..  وهو ما له دلالته الخاصة لدى المجتمع الأوروبي.. غير أن رساما تركيا يدعى "بهادر باروتر" صمم أوراق قمار تحمل صور السلاطين العثمانين..  وجعلهم على هيئة حشرات سامة قذرة.. وجعل أعين السلاطين العثمانين بلون الدماء.

وهو ما أثار ردود أفعال واسعة داخل المجتمع التركي الذي يحترم أجداده وحكامه العثمانيين.

 وعلى صفحات جريدة "راديكال" التركية دافع الرسام عن تصوره في لقاء صحفي بقوله:

"أن السلاطين العثمانيين قد فرضوا نفوذهم على الأمة..  وأنه تذكر الدماء التي كانت تحيط بفترات انتقال السلطة بين السلاطين.. ومدى الاستبداد الذي كان يهيمن على تلك الحقبة التاريخية.. ولذلك استلهم فكرته الفنية من ذلك التاريخ ووقائعه".

 وقد قوبلت هذه التصريحات – بحسب جريدة أخبار العالم - بردود فعل واسعة داخل المجتمع التركي على صفحات الجرائد والمجلات التركية.. ووصفوا الفنان التركي بالجهل والجحود لفضل أجداده العثمانيين .

زيدان يدعو لجمع المخطوطات التي توثق لعروبة القدس:

 دعا الدكتور/ يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية - في الندوة التي نظمتها المكتبة - لضرورة توثيق المخطوطات التي تتعلق بعروبة القدس وحفظها لدى المكتبة.

 مؤكدا أن مركز المخطوطات لديه خطة لجمع 100 ألف مخطوطة مصورة نادرة في العالم..  أنجز منها حتى الآن ما يقرب من 72 ألفا من دون أن تتحمل المكتبة أي نفقات أو أعباء مالية.

 وأشار زيدان إلى أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد مختارات نادرة معنية بالتراث والمخطوطات لعدد من العلماء في العالم.. من بينهم العالم العربي "جواد علي".

ويعمل مركز المخطوطات وفقاً لزيدان على جمع المخطوطات الأصلية النادرة المعنية بالتراث العربي.. وأنه واصل إنجازاته عبر قسمي الكيمياء والترميم بمعالجة العديد من المخطوطات القديمة.. من بينها مخطوطات تعود لهيئة قناة السويس المصرية، كذلك تبذل جهوداً في ترميم مخطوطات المتحف القبطي في القاهرة .

الأدباء والكتاب العرب يدينون انفجار الإسكندرية:

 أدان كل من الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين.. والاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين التفجيرات التي جرت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية..  في بيانين تلقاهما الكاتب/  محمد سلماوي بصفته رئيس اتحاد كُتاب وأدباء مصر.. والأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتاب العرب.. قالا فيه:

"  إن محاولات شقّ الصفّ الوطني في مصر الشقيقة ستسقط على صخرة وحدة أبناء مصر جميعًا مسلمين ومسيحيين.. وإن ما يحاك من مؤامرات على فلسطين ومصر والعراق ولبنان وغير مكان في هذا العالم دليل على أن "استطالات" الاحتلال الإسرائيلي ودوائر الاستعمار الإمبريالي ما زالت تعبث بروح الأمّة ووحدتها .. بهدف التمزيق والتشتيت وحرف البوصلة.. وإن المداخلة الثقافية تقتضي تعزيز جبهة المثقفين من المحيط إلى الخليج.. لفضح هذه المخططات الاستهدافية التي تنشب نار الحقد وناب الإجرام في جسد الأمة".

وأكدوا : "أن شعب مصر سيتجاوز الجراح.. ليؤكّد من جديد قدرته على الريادة والعطاء.. بما يعزّز عروبة مصر ودورها القومي الأكيد" .

 وذكر بيان اتحاد الكُتاب والأدباء السودانيين:

" إن هذا العمل الجبان مزروع من خارج مصر من الذين لا يريدون لها ولا لأمتنا خيرًا.. والذين يودون إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبنائها".

مجلس الأمة الجزائري يهدى مطبوعاته لمكتبة الإسكندرية:

 صرح خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية في بيان له:

" إن مجلس الأمة الجزائري أهدى مكتبة الإسكندرية "كافة مطبوعاته".. وتضم جميع أعداد مجلة "الفكر البرلماني" ومنشورات الندوات الفكرية والعلمية التي أقامها المجلس".

ويأتي هذا الإهداء – بحسب القدس العربي - في إطار التعاون والتبادل الثقافي بين الجانبين..  وهو ما يمثل إضافة كبيرة للمكتبة.. ويدعم التواصل بين المشرق والمغرب العربي.

يذكر أن مثقفي مصر قد قادوا حملة مؤخراً لجمع ألف كتاب تم مضاعفتها لإهدائها للشعب الجزائري.. حيث سيتم تقديمها للسفير الجزائري في القاهرة تزامنا مع الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا الشهر.

 وكانت الهيئة المصرية العامة للكتاب قد وافقت على طلب الجزائر المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين التي تنطلق في السادس والعشرين من شهر يناير الجاري في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

صحف إسرائيل تحتفل بمئوية نجيب محفوظ:

 امتلأت الملاحق الثقافية لكبرى الصحف الإسرائيلية وهي "إسرائيل اليوم" و"يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"هاآرتس" بالكثير من المقالات النقدية عن الأديب والروائي المصري نجيب محفوظ.. وذلك احتفالا ًبمناسبة حلول مئويته .

اللافت – بحسب بوابة الأهرام الاليكترونية - أن محفوظ يحظى بصورة عامة بمكانة كبيرة في قلوب غالبية الإسرائيليين الذين قرأوا أو تابعوا رواياته.. ولم يكن اهتمام الصحافة بذكرى ميلاده إلا تعبيرا ً عن قوة الاعتزاز والحب والتعلق به.

على سبيل المثال أشار التليفزيون في تقرير له بثه أخيرا ً إلى أن هناك ما يقرب من 120 رسالة دكتوراة وماجستير أجراها الباحثون والطلبة الإسرائيليون على أعمال محفوظ الأدبية..  خاصة الثلاثية التي يصفونها برائعة الأدب العربي.. لأنها تسرد أحد أهم وأبرز مراحل التاريخ المصري.

 من جانبها أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في ملف لها إلى:

 أن الثلاثية ليست وحدها مركز الإبداع الفكري لمحفوظ.. ولكن هناك الكثير من الأعمال الأخرى مثل اللص والكلاب.. أو أولاد حارتنا.. وثرثرة فوق النيل التي تم طرحها في أحد الأفلام الإسرائيلية.. بالإضافة إلى تمثيلها على أحد المسارح في حيفا .

الغريب أن الصحيفة أعربت عن أسفها الشديد من عدم زيارة محفوظ إلى إسرائيل.. معتبرة أن عدم حضوره إلى تل أبيب خسارة كبيرة.

 مؤكدة أن أملها في النهاية تحقيق التطبيع الثقافي والفكري بين الأدباء العرب وإسرائيل.. من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون والتعايش بين العرب وإسرائيل.

احتفالية:

 ملتقى القدس بساقية الصاوى

شارك أكثر من 37 فنانا ًمن مصر وفلسطين والأردن والسودان وتركيا وإنجلترا وفرنسا في "ملتقى القدس الأول للفنون التشكيلية" الذي افتتح بالقاهرة تحت عنوان "القدس آلام وآمال"..  قدموا ستين عملا ً فنيا في مجالات التصوير الزيتي والفوتوغرافي وفن الكاريكاتير والأفلام التسجيلية.

كما يشارك في الملتقى الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية بالقاهرة بالتعاون مع مركز ساقية الصاوي الثقافي..  ويستمر حتى التاسع من يناير الجاري فعاليات فنية متنوعة.. منها أعمال مسرحية وغنائية وإنشاد وفن الراب.

ويقدم فنانون من جيل الشباب ميلودراما تحت عنوان "ملحمة القدس" .. وسوف يعرض الملتقى فيلما ًتسجيليا ً للفنان أحمد نوار بعنوان "فلسطين.. 54 عاما من الاحتلال".

 وأكد مدير مركز ساقية الصاوي الثقافي محمد الصاوي بافتتاح الملتقى أن:

 "القدس لن تعود إلا بتوحيد الجهود وحشد الطاقات والاستعداد..  والعمل تحت راية واحدة..  تتجاوز كل هذا التشتت الذي يعانيه أبناء الأمة في تاريخها المعاصر.. وعلينا بذل الدماء والعرق على كل المستويات".

وأشاد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بجامعة الدول العربية محمد صبيح:

" بحرص الفنانين على دعم قضية القدس.. بقلوبهم وعيونهم وإبداعاتهم الفنية كأصحاب عقل وفكر ورؤية".

 وأكد على أهمية الدور المصري الداعم لقضية القدس حسب تعبيره.

 من جهته قال مدير مؤسسة القدس الدولية بالقاهرة د/  حمدي المرسي:

 "ضمير الفنان اليقظ هو المحرك لريشته وعدسته المعبرة عنه.. ودور الفن هو كشف المخاطر المحدقة بالقضايا المصيرية مثل قضية القدس".

واعتبر المرسي أن واجب الفنان والإعلامي والسينمائي والروائي والأكاديمي، كل في مجاله..  وكل الأطياف الثقافية المختلفة تجسيد القضية باعتبارها قضية تحرر مصيرية " فالاحتلال يدمر فلسطين" .

كما حذر من استمرار الصمت العربي والتجاهل الدولي لقضية القدس.. وهو ما دعاه إلى تنظيم الملتقى للتعريف بها، ولإدماج مجموعات جديدة من الفنانين في دائرة دعم وتجسيد معاناة مدينة القدس بطريقة تبسط الأمر بذهنية المتلقي.

كما انتقد مدير المؤسسة الدولية إهمال المسرح والسينما والدراما العربية لقضية القدس وفلسطين.. إلا بتلميحات هامشية وعلى خجل برغم فداحة ما يجري هناك..  باستثناء الدراما السورية واللبنانية لأنها على محك مباشر..  وما زالوا يحملون مشعل المقاومة وفق تعبيره.

أما فنان الكاريكاتير المصري "طوغان" فشدد – بحسب الجزيرة نت - على أن:

"  الفن الحقيقي هو المنشغل بقضايا وطنه وأمته.. وأضاف أن الأعمال المشاركة ممتازة وتدل على رقي ثقافة المشاركين.. داعيا ً إلى إصدارها في كتاب لاستمرار وتواصل الإبداع الفني تجاهها".

وفي السياق ذاته أشاد الفنان التشكيلي الفلسطيني "مصطفى جبريل" وهو من قطاع غزة ومقيم بالقاهرة..  بتجربة الملتقى خاصة مشاركة الأجانب التي تكثف الوعي بقضية القدس دوليا ً..  ويشارك بلوحة عنوانها "القدس والبرتقال" التي تميز مدينة يافا رمز الخصوبة والنماء.

وأعرب أستاذ فن الإبرو الفنان التركي "حياتي توسونر" عن سعادته بالمشاركة لأنه إنسان مسلم يدافع عن قضية القدس المصيرية بفعل إيجابي.

ودعا إلى مشاركة شعبية أوسع لدعم فلسطين لأنها :

"مسؤوليتنا جميعا كشعوب، وليس لنا عذر في التقصير".

 ويشارك بلوحة مركزها قبة الصخرة يحيطها طاقة نورانية ترتقي إلى السماء مثل الروح الطاهرة.

ويشارك الفنان الإنجليزي "عبد الله باتلر"  بجدارية طولها ثلاثة أمتار، تعبر عن معاناة مدينة القدس التي تبحث عن مخرج ونفق للنور .

كتاب جديد 

حوارات في الدين والسياسة

في حواراته مع الإعلامي أحمد المسلمانى يصحح المفكر الإسلامي د/ محمد سليم العوا بعض المفاهيم.. وينفى في المقدمة رغبته في إقامة دولة دينية يقوم على شئون الحكم فيها رجال الدين..  حيث أن لعلماء الدين دور تربوي وفكري وتثقيفي وروحي.. وليس دورهم تولى السلطة السياسية أو الهيمنة على قرارات الدولة.

الكتاب الصادر حديثا ًعن دار الشروق المصرية عبارة عن حوارات كان قد أجراها المسلمانى مع الدكتور/ العوا من خلال برنامجه "الطبعة الأولى" على فضائية دريم .. وتناول موضوعات شتى منها التاريخي والفكري والفقهي.. وتطرق إلى مناقشة بعض الأحداث المعاصرة ، وبعض قضايا الحركات الإسلامية .

إبداعات

بأي ذنب تقتله..  للشاعر أحمد فؤاد نجم

                              ينصر دينك يا بطـــــــــل                               قتلت ناس عُزًّل كتير                           

ستات.. شيوخ..  وكمان عيال                        أزحت عنا خطر كبير

دي ناس بتقول الله محـــــب                      المحبة دي شيء خطير

أقتل بطرس.. وأقتل مينا                      اللي أخواتهم ماتوا في سينا

واللي ولادهم رقصوا فـي فرحك                      واللي فـ ميّتم بيعزّينا

أقتل ماري وطنط تريزا                      دول ناس مافيهومشي ولا ميزه

دايمًا كده يبتسموا في وشك                      ويقولوا أهلا خطوه عزيزة

وأقتل برضه عمّك حنا                            في أي خناقه بيحوش عنّا

غاوي يصّلح بين الناس                           ولا يمكن يوّرد على جنّه

وأقتل سامي ناجي نجيب                         أصل الاسم صراحة مريب

يمكن يطلع واحد منهم                             أو داقق على أيده صليب

ولا أقولك...اضرب شبرا                        والكيت كات وميدان الأوبرا

فجّر واحده في كل مكان                          خلّي جيرانهم يصبحوا عبرا

لينا رب اسمه الكريم                                ها يجي يوم تعرض عليه

تقف إمامه ويسأل الشخص ده عملك إيه؟

بأي ذنب تقتله                                   وفين.. ومين.. وإزاي.. وليه؟

أبقى قول لي يا بطل                                 ها ترد يومها.. وتقول إيه؟.

قطوف

 أنا وجارتى القبطية

مقال لإيمان القدوسى نقلا عن جريدة الوسط:

كان زوجي معتقلا ً وكنت وحيدة مع أطفالي وقتها..  جاء المساء فتناولنا عشاءنا وأخذت أصغرهم في سريري ونمنا .

في جوف الليل شعرت بالصغير النائم بجواري يرتجف بشكل غير عادي.. حاولت أن أضمه وأطمئنه بلا جدوى.. أيقظته من نومه فازداد فزعي فقد فتح عينيه وكأنه لا يراني وكأنه ينظر عبري إلى شيء لا أراه.

 لم يكف عن الارتجاف والرعشة الشديدة دون أن ينطق أو يبكي أو يستجيب لتوسلاتي له أن يرد علي بقلب الأم وحده تصرفت .. فقد ارتديت ملابسي سريعا وحملته علي كتفي ونزلت السلم ، وصلت إلى البوابة الحديدية للبيت الذي نسكنه في شبرا فوجدتها مغلقة بالقفل.

كان صاحب المحل الموجود بأسفل العقار معتادا ً علي إغلاق البوابة مع المحل.. وكنت الوحيدة في السكان التي لا تمتلك مفتاحا ً ـ وهذا ما عرفته لاحقا ـ فأنا وأطفالي لا نخرج في أوقات متأخرة.

 ولكن لابد أن أخرج وأعثر علي طبيب لن أصبر حتى الصباح ، طرقت باب جارتي المسيحية في الدور الأرضي ـ الست عزيزة ـ فتحت لي وقد ارتسم الذهول علي وجهها وأنا أطلب منها مفتاح البوابة.

 بسرعة تفهمت الموقف وسألتني: إلى أين تذهبين في تلك الساعة ؟

أسقط في يدي.. فأنا فعلا لا أعرف إلى أين ؟

 قالت لي: انتظري لحظة .

 خرجت وقد ارتدت عباءتها السوداء وطرحتها الشيفون وأغلقت باب شقتها .. وقالت لي بحسم: سوف أخرج معك

ما إن فتحت البوابة ولفحني الهواء البارد لليل البهيم وسمعت نباح الكلاب ورأيت خلو الشارع من المارة .. حتى أدركت أبعاد الموقف بعقلي وليس بقلبي هذه المرة.

 قالت لي: هاتي الولد .. وحملته وأخذت تحاول أن تبث في الطمأنينة بكلمات قليلة.. ثم قالت:

 سوف نذهب للدكتور/ حسن في بيته في الشارع المجاور.

 أيقظنا الطبيب وزوجته من النوم وكشف علي الولد وقال لي:

 إنها مجرد حالة فزع ليلي شديد نتيجة كابوس تسبب فيه تناوله لوجبة ثقيلة من الكبدة قبل النوم.

 وعدنا للبيت ولم تتركن جارتي إلا بعد أن وضعت الطفل بنفسها في سريره واطمأنت عليه.

 في الصباح التالي كان الولد في حالة طيبة جدا ً.. ولا يتذكر مطلقا شيئا مما حدث.

تذكرت هذا الموقف حين روعتني أنباء الاعتداء الآثم علي كنيسة الإسكندرية لتزرع الفتنة وتروع الآمنين وتهدد استقرار البلاد..  إن أماني كمسلمة هو نفسه أمان جارتي المسيحية التي يغلق علينا كل ليلة بابا ً واحدا ً.

 وتذكرت موقفا ً آخر طريفا ً حين حدث في أسرتهم خلاف بين أخو زوجها وحماه في ليلة عرسه .. وأراد الأب التراجع في الزواج فلم يجد العريس مكانا آمنا يخفي فيه عروسه إلا عندنا ..فقد طرق الباب ودفع العروسة بفستانها وزينتها وهو يقول: هذه أمانة عندكم .

نحن شركاء في الوطن وزرع الفتنة عمل آثم لا يرضي الله ورسوله..  والفتنة إذا اشتعلت ـ لا قدر الله ـ لن تبقي ولن تذر ولن تفرق بين مسلم ومسيحي.

 إن الأمان هو احتياج إنساني فطري لابد منه لتستمر الحياة ولنتفرغ للعبادة وللعمل والإنتاج والرقي بالمجتمع لصالح الكل.. من دونه يرتد الناس وحوشا ًهمجا ً دمويين وتسقط كل مكتسبات الحضارة والمدنية.

السبت الموافق

3-2-1432هـ

8-1-2010م

عودة الى دراسات أدبية ونقد