|
ذكريات لا تنسي .. يحكيها سيد الحداد من قفص الزوجية حاوره/ حمدي الصادق وحمدي عبد العليم
الشيخ سيد عبد الغنى يفتح قلبه لنا ، ويقلب معنا خلال هذا الحوار صفحات المحنة سريعا ويذكرنا ببعض مواقفها ، لنصل سويا إلى لحظات الفرح والاستقرار والسعادة بعد نيل الحرية .
وهكذا عهدنا ودأبنا مع إخواننا وأحبائنا فى هذا الباب الجميل ، الذى نسعد فيه بصحبتهم فى مناسباتهم السعيدة وأيامهم الهانئة ، نرصد فرحتهم ، ونتعرف على تفاصيل أيامهم الحلوة التي عوضهم الله " عز وجل " بها عن أيام الشدة والمحنة .
نسأل الله تعالى أن يديم أيام فرحنا وسعادتنا ، وأن يُتم علينا نعمه ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .. فإلي حوارنا مع الأخ الحبيب أ/ سيد عبد الغنى :
الشيخ / سيد .. نرحب بك علي موقع الجماعة الإسلامية بين إخوانك من القراء .. كما نهنئكم في هذه المناسبة السعيدة " مناسبة الزفاف " ونرجو أن تعرف نفسك لإخوانك القراء بالموقع ؟
الحمد لله .. والصلاة والسلام علي رسول " صلي الله عليه وسلم " وبعد .
بداية أشكركم وأشكر إخواني بالموقع .. وشيوخي الكرام جميعا ً لإتاحة هذه الفرصة في هذا الموقع الطيب .
الاسم: سيد عبد الغني الحداد .. عمري 42 عاما ً .
المؤهل: حاصل علي ليسانس الحقوق .. وأعمل محاميا ً حرا ً .
الأسرة: تتكون من والدتي وشقيقتين .. حيث والدي توفي رحمه الله مبكرا ً .
هل يمكننا التعرف علي طفولتك ونشأتك ؟ وما هي الصفات التي اكتسبتها من أسرتك ؟
نشأت في أسرة بسيطة لها تقاليد أصيلة .. فلقد كان والدي " رحمه الله " من سوهاج من جرجا .. وكذلك والدتي حفظها الله .. وكان لهما أخلاق أهل الصعيد الطيبة .
فلقد شهد لوالدي ممن رآه من إخواني وكذلك الشيخ أبو عاصم ود/ ناجح قد شهدوا لوالدي بذكائه الاجتماعي .. وأن له وعي بالحياة والمحيطين له .. فكان ينزل الناس منازلهم .. ولقد تأثرت بآرائه السديدة في الحياة .. وحكمته علي رغم عدم تعليمه .
كذلك والدتي حفظها الله تعلمت منها كثيرا ً من حب الناس وحب الآخرين والعطف علي الجار والكرام .
كيف تم اختيار الزوجة .. وما هي الاشتراطات التي كنت تريدها ؟
كان لي ثلاثة شروط أساسية :- أولهما الدين .
الثاني : فهمها لواقعي.. وخاصة ظروف اعتقالي السابق .
الثالث : أن يكون لها أشقاء – وذلك لأنني ليس لي إخوة .. فأحببت أن يكون لابني أخوال .. حيث أنه ليس لديه أعمام .
وأخيرا ً : أن تسرني إذا نظرت إليها .
هل حدث القبول بينكم .. أم وجدت عقبات تم تذليلها ؟
الحمد لله قد حدث قبول من أول وهلة .. وذلك بعد أن استخارت واستشارت .. وتم الاتفاق علي كل شيء .
ومما يحمد لها أنها كانت تذلل العقبات إن وجدت .. فعلي سبيل المثال كان الاتفاق بيننا علي كم معين من الذهب ولم أستطع إكماله .. فرضيت بالقليل ولم تشعر أحدا ً بنا .. فجزاها الله خيرا ً.
هل كانت لديك مواصفات محددة في اختيارك شريكة حياتك ؟
نعم.. كان أول شرط في زوجتي التي أبحث عنها هو الدين والأخلاق .. يعني الحد الأدنى علي الأقل تقيم الصلاة .. وتصوم رمضان .. وتلبس الحجاب الشرعي بغض النظر عن النقاب .. ولو كانت تغطي الوجه والكفين فذلك أفضل.
وأيضا ً كنت أرجو أن يكون لديها أشقاء بنين .. حيث أنني وحيد عائلتي فأردت أن يكون لأولادي أخوال .. لأنه ليس لديهم أعمام .
كذلك من مواصفات زوجتي أن تتفهم واقعي وظروفي كفترة الاعتقال وخلافه .. ثم من ّ الله علي ّ بالعافية .
هل وجدت في زوجتك ما أردت من شروط ؟ وكيف تم التعارف ؟
نعم : فلقد تم ذلك عن طريق أحد الإخوة المجاورين لي بالمنزل .. حيث أنني كنت قد طلبت من كثير من الإخوة .. ثم جلست في بيت هذا الجار وحضرت زوجتي ووالدتها وتمت الرؤية .. وحدث القبول والحمد لله من أول وهلة .
ثم شعرت بأن الله أكرمني بهذه الأسرة .
كيف تم تفهم زوجتك لواقعك وظروف اعتقالك ؟
الحمد لله في أول جلسة اكتفينا فقط بالقبول المبدئي .. ثم توالت الجلسات .. وتم توضيح كل ظروفنا .
ويحضرني هنا قصة حدثت مع سيدنا بلال " رضي الله عنه " عند تقدمه لخطبة إحدى النساء .. وكان معه رجل فقام الرجل يوضح أن هذا هو بلال .. وهو الذي صبر علي أذي المشركين .. وكان يفعلون معه كذا وكذا ....
لكن سيدنا بلال لم يبالغ في الوصف وقال : أنا بلال مؤذن رسول الله " صلي الله عليه وسلم " فإن تقبلوا فالحمد لله .. وإن ترفضوا فسبحان الله .
بما تنصح إخوانك الذين لم يتيسر لهم الزواج بعد ؟
أقول لهم بأن يتوكلوا علي الله .. ويسعوا في أمرين هما : السكن ولو متواضعا ً .. وعملا ًُ يتكسب منه ولو قليلا ً ليطعم به أهله ويؤويهم .
فبدون هذين الشرطين أنصحه بألا يتقدم لهذا الأمر حتي يتمهما ( أي الأمرين)
في هذه المناسبة السعيدة .. تريد أن تري حولك أحبابك .. ليشاركوك الفرحة .. فمن يا تري تتمني حضورهم ؟
أتمني حضور الجميع من أحبابي ومشايخي من أسوان إلي مطروح .. وخاصة كلا ً من الشيخين عبود/ وطارق الزمر .. لما رأيت فيهما من التواضع الشديد والزهد والاحترام الفائق والنباهة .
أيضا ً كنت أتمني أن يحضر الشيخ ضياء فاروق .. لما أحببت فيه من تعبده وحلمه الشديد .. وحرصه علي إخوانه .. وأيضا ً الشيخ صبري المنسي وجميع إخوانه .
كما يشرفني أن يحضر الحفل الشيخ المحلاوي .. الذي اعتذر لظروفه الصحية ودعا لنا بالخير والبركة في هذا الزواج .
كيف تتمني أن تكون الحياة بينكما ؟
أن تكون علي أساس المعاشرة بالمعروف .. وأن يرزقنا الله حسن النصيحة .. وصبر كل منا علي الآخر .
رسالة إلي إخوانك في الأسر ترسلها لهم في هذه المناسبة ؟
أتمني أن يفك الله أسركم .. ويفرج كربكم .. وأن تعودوا إلينا سالمين غانمين معافين .. وأن نلقاكم علي خير إن شاء الله .
هل يمكن أن نتعرف علي كيفية دخولك إلي الحركة الإسلامية ؟
تم ذلك منذ فترة طويلة .. بدأت بدعوة أحد الإخوة لنا للاستقامة علي أمر الله .. وتوجهنا إلي اللقاء الأسبوعي مع الشباب ، شباب الإخوان .. والتف حولنا الإخوة .. وكان شيئا ً ملفتا ً أن يقول الأخ / أخوك في الله فلان .. ثم قضينا بالمسجد وبالمدارس العلمية طيلة أربع سنوات .. بعدها قرأت حوارا للدكتور / عمر عبد الرحمن فرج الله كربه في جريدة النور التي كان يرأس تحريرها الحمزه دعبس .
ثم بدأت في قراءة كتب د/ عمر عبد الرحمن مثل : كتاب كلمة حق .. وقرأت في غلاف الكتب بنود ميثاق العمل الإسلامي .. وأكثر ما لفت نظري هو بند " فهمنا للإسلام بشموله " .
كيف تنظر إلي انقضاء السنين العجاف وتوالي أيام السعادة والإفراج ؟
هي محض رحمات الله في انتهاء ليل المحنة الطويلة وتبدل الأحوال إلي الأفضل .. فعلي المستوي الشخصي تجد أنني قد خرجت من الاعتقال بكرامة .. وانتهيت من الحصول علي المؤهل الجامعي .. ثم التحاقي بوظيفة المحاماة .. ثم حصولي علي ميراثي لأملك شقة .. ثم زوجة والحمد لله .
هناك مواقف عجيبة وغريبة أثناء فترة الاعتقال .. هل تذكر لنا شيئا ً منها ؟
رأينا الكثير من المواقف العجيبة التي قد لا أتصور أنها تحدث أو تتكرر .. فمنها مثلا ً : كانت بالغرف فتحة صغيرة علي الباب لا تتجاوز الــ 15 سم .. وكان يتم خلالها تبادل الأشياء الممنوعة في حينها مثل الكتب والأقلام .
وكان علي الأخ أن يلقي حبلا ً للغرفة المقابلة .. ثم يربط في الطرف الآخر الأشياء المراد توصيلها لكي يلتقطها الأخ الآخر في الغرفة المواجهة أو الجانبية .. حيث أن الباب يظل مغلقا ً بصفة مستمرة .. وهذا الأمر يتم في فترات المساء التي تغلق فيها أبواب الطرقات .. ويكون الحارس خارج الطرقات .
فقد يحدث أحيانا ً أن يسقط الكتاب من الحبل أثناء توصيله .. وهذا يعتبر مشكلة كبيرة في اليوم التالي .. وعند وصول الحراس ليجدوا في الطرقة هذا الكتاب .. وسيكون لذلك تبعات جسيمة مثل الضرب وخلافه من حملات التأديب والتفتيش .
فمن العجيب أن الأخ يحاول التقاط الكتاب بالحبل بحيث لا يجده الحارس في الصباح .. فيقوم بعمل عقدة بالحبل ثم يحاول اصطياد الكتاب من الأرض .. وهذا أمر شاق جدا ً يستحيل حدوثه .. ولكن كان يتم فلا ندري كيف حدث .. فهذه قدرة الله التي صنعته .. وجعلته سبباً في نجاتنا من عقاب جماعي .
هل تذكر لنا موقفا ً آخر ؟
نعم : أثناء الاعتقال حدث أن تألمت من الرطوبة بشدة بإحدى جنبي ّ .. فأرسل لي أحد الإخوة زجاجة بها ماء ساخن فوضعتها علي الألم فسكن بعد دقائق والحمد لله .
مع أنني أول أمس من هذا الحوار شعرت بنفس الألم الذي كنت أشعر به من قبل وأنا بداخل المعتقل .. فلما جئت بهذه الوصفة السحرية وهي الماء الدافئ حتي أضعه علي الألم فلم يحدث أي تغيير .. ولم ينته الألم إلا بعد ذهابي للمستشفي وأخذت بعض الأدوية .. ثم زال بعد ساعتين .. فسبحان الله .
أصعب موقف مر عليك في هذه المحنة ؟
أشد لحظة علي ّ هي وفاة والدي " رحمه الله " حيث أخبرني د . ناجح والشيخ أبو عاصم عن تأخر حالة والدي الصحية .. فقمت بكتابة طلب لزيارته منزليا ً .. وقام الشيخ كرم حفظه الله بمتابعة الطلب .. وكان هناك تعاونا ً في هذا الأمر كبير جدا ً .. ولكن لحين صدور الموافقة تمت وفاة والدي فقمت بزيارة العائلة للتعزية .. وتخفيف عنهم شدة الكرب .
في نهاية حوارانا نتقدم للشيخ سيد بتهنئته بالخروج إلي العافية .. وكذلك بزواجه المبارك .. سائلين الله عز وجل أن يجعل أيامه كلها سعادة وتوفيق .
| الإسم | داحمدعبده سليم |
| عنوان التعليق | بارك اله لكماوبارك عليكماوجمع بينكمافى الخير |
| الف مبروك للاخ سيد وعقبال الذرية الصالحة فهواخ فاضل ويستحق كل خير وندعوالله ان يؤتيه وسائراخوانناالذين قضوازهرة شبابهم خلف الاسوار ان يؤتيهم الله خيراممااخذمنهم ويغفرلهم فهوسبحانه جوادكريم وسلامى لكل اخوانناالافاضل فى اسكندرية |
عودة الى متنوعات
|