English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
سيطرة الحوثيون على اليمن ؟
تكرار لسيطرة حزب الله اللبناني
تقسيم اليمن
نهاية الدولة اليمنية
بداية دولة الشيعة باليمن
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • أخبار الحوادث ليوم1/10/2014
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 1/10/2014
  • حديث وشرحه
  • إن من خياركم أحسنكم أخلاقا
  • رسالة إلى أهل البلاء
  • الأحكام
  • قواعد هامة في فقه الخلاف
  • الحج والعمرة.. بين سعة الشريعة وتضييق البشر
  • ديوان الشعر
  • ألم.. ألم للشاعر/ فاروق جويدة
  • مصر إنى أبكي من أجلك
  • أشركنا في مشكلتك

    الستار الحديدي

    الإسم:من القراء
    المشكلة:أكتب إليك راجية أن تهتم برسالتي، وأن تجد حلا لأزمتي، فلقد تعبت من البحث عن علاج لجراحي وتقاذفتني الأمواج، وأشعر بالخوف في كل لحظة، ولا أجد من يأخذ بيدي إلى بر النجاة، فأنا فتاة في الثانية والثلاثين من عمري، أحيا وحيدة بعد أن تخلى الجميع عني، وشغلتهم أطماعهم ونرجسيتهم التي لا حدود لها، ولكي تكتمل الصورة أعود إلى نقطة البداية فلقد نشأت في أسرة متوسطة، لأب طبيب وأم ربة منزل، وعشت سنوات طفولتي الأولى في العراق، حيث كان أبى يعمل في بغداد، وماتت أمي وهى في ريعان الشباب، وبكيتها كثيرا ً وحرمت من حنانها وعطفها علىّ، وحاصرتني الآلام والمتاعب منذ رحيلها، ولم يطل الوقت بأبي.. إذ سرعان ما تزوج من سيدة أخرى، أنجب منها أخي الأصغر، ودللاه كثيرا على حسابي، فلم أغضب، وقدرت لهما، أنهما رزقا به بعد موت ولدين متتاليين فور الولادة، وفارق السن بيني وبينه أربع سنوات، وبرغم طيبة قلبه بشكل عام، فإن الأنانية تسيطر على تصرفاته معي، فإذا لجأت إليه في أمر ما لا يهتم به، أما إذا طلب منى شيئا فإنني أسارع إلى تلبيته بقدر ما أستطيع، وعشت على أمل أن يتغير موقفه المعاند لي. وكبرت في هذا الجو المشحون بالتوتر، وكنا قد انتقلنا من العراق إلى إحدى دول الخليج، واستمررت بها حتى الصف الأول الثانوي، ثم عدنا إلى مصر وأكملت الثانوية العامة، والتحقت بكلية مرموقة، وركزت كل جهدي في الدراسة.. لا أكلم أحدا، أو أتعامل مع أي شخص، وسيطر علىّ الخوف من أبى وزوجته، فكنت ومازلت لا أستطيع الكلام معهما، ولا أجرؤ على إبداء رأيي لهما، وإذا بادر أبى بالحديث معي في أية مسألة فإنه يتكلم بعصبية، وإذا استشرته في موقف ما يرد بحدة «قولي لأمك» (يقصد زوجته) .. وعندما أقصدها لا تدعني أنطق بكلمة، وتبادرني قائلة «روحي لأبيك.. وقولى له يصرف شوية.. هو فالح في الشخط والزعيق بس».. وكلما سمعت هذا الكلام تقتلني الحسرة، وينتابني الضيق والتوتر، وانطوى على نفسي، ويزيد من ذلك أن أبى قطع علاقتي بعائلة أمي، فهو على عداء دائم مع أخوالي بسبب ميراث أمي الذي استولى عليه، ولم أنل أي نصيب منه حتى الآن.. وامتدت القطيعة إلى أمه وإخوته بسبب الميراث أيضا ً.. لدرجة أنه لم يحضر جنازة أمه، وأحد أعمامي ـ رحمهما الله وفوق كل ذلك فإنه يرفض أن يزورنا أحد من أقاربنا، وتأتى الأعياد والمناسبات.. وأسمع زميلاتي يتحدثن عن أقاربهن، فتقول إحداهن «إحنا فطرنا في رمضان عند خالي» وترد الأخرى «وإحنا رحنا عند عمى في العيد» وأنظر إلى حالي فأجدني مقطوعة من شجرة. وعندما انتقلنا إلى إحدى المدن الجديدة (الراقية) زادت عزلتنا، فالمنطقة شبه خالية من السكان، ولا نجد من يسير في الشوارع بعد آذان المغرب، فإذا أراد أحد الخروج لأي سبب طارئ، فإنه يجازف بحياته، وحتى الجيران المعدودون على أصابع اليد الواحدة يرفض أبى استقبالهم في بيتنا برغم أنه منزل رائع، وأثاثه جميل، وإذا اضطر لمقابلة أحدهم فإنه يلتقي به أمام المنزل، ولا يعزم عليه بالدخول!. أما عن علاقته بزملائه في العمل فإنها علاقة عابرة، فهو لا يعرف الصداقة، ويطبق ذلك علىّ، فإذا اتصلت بى زميلة في الدراسة، يغلق الهاتف في وجهها، وعندما تبلغني بما حدث منه أتصبب عرقا واحترق ألما، وأتذرع بأسباب واهية لتبرير موقفه، مثل أنه لا يعرفها، أو أنها اتصلت بعد معاكسة على الهاتف... إلى آخره لحفظ ماء وجهي أمامها!. ومرت الأيام بطيئة، وتخرجت في الجامعة، وبحثت على الفور عن عمل للخلاص من عذاب البيت، فوافق أبى بصعوبة على وظيفة التحقت بها، بشرط أن أسلمه راتبي أول كل شهر، فامتثلت لأوامره، وظهرت انطوائيتي لمن حولي، فتعاملوا معي على هذا الأساس، إلا اثنين من زملائي لاحقاني بنظرات الإعجاب، ثم حدثني كل منهما عن حبه لي، وفوجئت برئيسي في العمل يبدى لي رغبته في تزويجي لابنه، وسألني عن رأيي فلم أرد عليه وقتها، وأخبرت أبى فرحب به من حيث المبدأ، وجاء رئيسي وأسرته لـزيارتنا، ولكنه لم يتفق مع أبى على شيء، وفشل الموضوع، فلم أحزن لرفض أبى، ولكن خالطني إحساس بأن الأمور لن تسير على ما يرام، وأن في الأمر شيئا ما.. وبعدها فوجئت بزميلىّ ـ كل منها دون علم الآخر ـ يريدان خطبتي!. وكنت أميل لأحدهما، لكنى آثرت الابتعاد عنه، لأن زميلة لي أخبرتني أنها تحبه، وتتمناه زوجا لها وبعد تفكير طويل اخترت الثاني، فزارنا لكن أبى رفضه، كما فعل مع ابن رئيسي، ووجدتني في موقف صعب بالشركة التي أعمل بها، فتركتها وانطويت على نفسي، وكتمت أحزانى بعد فشلي في العمل والارتباط... وبحثت عن عمل آخر، وبعد صبر وجهد التحقت بوظيفة جديدة استرحت فيها، لكنى لم أستمر بها إلا شهرين فقط، إذ أنهت مديرة الشركة عملي بلا سبب واضح، وحاولت أن أعرف لماذا أخذت منى هذا الموقف الغريب، وعرفت أن خطيب ابنتها ذكرني أمامها بالخير، وأثنى على أخلاقي وتصرفاتي، فخشيت أن يفك ارتباطه بابنتها، ويخطبنى!!. وفى الوقت الذي اتخذ فيه أبى وزوجته موقفهما الرافض لزواجي، فإنهما كانا يجوبان البيوت بحثا عن عروس لأخي.. والأدهى من ذلك أنهما أخذا مدخراتي من راتبي، مع مدخرات أخي، ومساعدات أبى واشتريا شقة له في حين لم يهتم أبى بى، أو يودع مستحقاتي من مدخراتي، وميراثي عن أمي في البنك باسمي، فأنا لا شيء بالنسبة له!. ومرّت الأيام، وتقدم لي شاب من أبناء الجيران، فوافق عليه أبى، وتصورت أن الدنيا ابتسمت لي فلقد وجدت أنه الملاذ لي من جحيم أبى، ولكن سرعان ما تراجع أبى، وفسخ الخطبة، وأعاد لخطيبي شبكته، بحجة خلافه معه حول مصاريف ومستلزمات الزواج، فلما سألته عن مدخراتي لم يجب، واكتفى بقوله «كفاية مصاريف»!. وبالطبع، وكما قلت لك فإن كل شيء يدخرانه لأخي على حسابي ومن تعبي وعرقي!. وزادت نفسيتي سوء، وبدأت مشاجراتي مع أبى وزوجته، فكاد أن يطردني من البيت، ولم يقف أحد من أقاربنا بجانبي، فهم جميعا يتحاشون التعامل معه، وقالوا لي «أبوك وزوجته» من الممكن أن يتشاجرا معا، لو أصبحت حياتكم بلا مشكلات».. نعم هذه هي الحقيقة القاسية التي أعيشها، ولا أجد مخرجا منها. لقد كرهت كل شيء في الحياة، وقررت ألا أتعامل مع أحد، لكي لا أتعرض لصدمة جديدة، والتحقت بدورة تدريبية في مجال تخصصي من باب ملء الفراغ، واكتساب الخبرة، وفيها وجدت شابا ينظر إلىّ بإعجاب، ويحاول الحديث معي، فغيرت موعد الدورة لكي أتحاشى الكلام معه، فوجدته أمامي في الموعد الجديد، فأجلت الدورة كلها إلى وقت آخر، فإذا به يأخذ رقم هاتفى من (الكورس) ويتصل بى، ولم يدع لي فرصة الكلام، مؤكدا لي أنه يريدني، وسوف يفعل المستحيل من أجلى، فلان قلبي له، وأشفقت عليه من أبى الذي وافق كالعادة على مقابلته، ووجدت الأمر مختلفا هذه المرة، حيث وافق أبى على قراءة الفاتحة، واشتريت فستان الخطبة.. وبدأت الاستعداد للزواج، وتحدثت زوجة أبى عن المصاريف الكثيرة مع أنى لم أشتر شيئا يدعوها إلى ذلك.. ثم حانت لحظة الصدمة المعتادة، إذ رفض أبى إتمام هذه الزيجة!!.. وهنا صرخت من أعماق قلبي: «لا.. أنا عايزاه... حرام عليكم.. عايزة أفرح.. وكله من فلوسي» فقامت الدنيا، ولم تقعد، واتصل أبى به وأهانه بشدة بلا سبب، واتصلت بى والدته تسألني عما حدث، فلم أنطق بكلمة واحدة. لقد بلغت هذه السن، ولم أتزوج لتعنت أبى وزوجته، ولا ينقصني شيء، كما أنني جميلة ومحبوبة ومرغوبة من الكثيرين، وهكذا ثار بركان الغضب الذي اختزنته بداخلي طوال هذه السنوات، وبدأت المطالبة بحقوقي، لكن أبى يرفض بإصرار أن يعطيني ولو جزءا منها، وطلب منى فتاي أن أترك له كل شىء، قائلا إنه سيعوضني عن أي أموال، لكن أبى لم يوافق أيضا... وظللت عامين كاملين على هذه الحال.. ثم بدأ فتاى يتغير، ويبتعد عنى شيئا فشيئا، وأخيرا قال لي (مادام أنه لا أمل في زواجنا، فليذهب كل منا إلى حاله)! فبكيت كثيرا، ورجوته ألا يتركني، بعد أن صار هو كل شيء في حياتي. إنني تعرضت ومازالت أتعرض لظلم بين، ولم يعد عقلي قادرا على التفكير، أب لا يفهمني ويرفض الحوار معي، وتعنت معي لأقصى درجة، وأخذ مالي ومستحقاتي، وزوجته تحرضه ضدي، وليس لي أحد في الدنيا. لا قريب ولا أهل، ولا صديقة، ولا صديق، حتى الحبيب تخلى عنى بعد أن عرقل أبى زواجه منى، وأسودت الدنيا في وجهي، وأكاد أقدم على الانتحار أو أصاب بالجنون.. وأموت في اليوم ألف مرة... فماذا أفعل؟!.
    أجاب عنها:احمد البرى
    الإجابة:

    يرويها/ أحمد البري

    ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

    لو اقتصر رفض أبيك لمن يتقدمون للزواج منك علي واحد أو اثنين لأسباب يراها جوهرية ومهمة، لكان لزاما عليك أن تطيعي أمره، وتنزلي علي قراره لأنه بالتأكيد أكثر منك دراية وخبرة بمعادن الناس ومآربهم.

    أما مع تكرار رفضه الخطّاب الذين يرغبون في الزواج منك، بلا أسباب واضحة، فإنه لا يحل له ما فعل، وهو لم يعب علي أي منهم دينا ولا خلقا، وإنما وقف منك موقفا متعنتا يسقط ولايته عليك، وينقلها بالتالي إلي أحد أقاربك أو إلي القضاء امتثالا لقوله تعالي «فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف».. ولقد نهي الله عن «عضل» المرأة، أي منعها من الزواج بمن هو كفء لها إذا طلبت ذلك، ورغب كل منهما في الآخر.

    وفي هذا المجال يقول معقل بن يسار: «زوجت أختا لي من رجل، فطلقها حتى إذا انقضت عدتها، جاء يخطبها، فقلت له: زوّجتك، وأفرشتك، وأكرمتك، فطلقتها ثم جئت تخطبها.. لا والله.. لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به، وكانت أختي تريد العودة إليه، فأنزل الله هذه الآية، وقال لي رسول الله بعدها.. زوجها إياه» رواه البخاري

    إلي هذه الدرجة تكون الاستجابة لتزويج المرأة، نزولا علي رغبتها، مادام الأب أو ولي الأمر لا ينكر على من تقدم إليها دينه وخلقه.

    ووصف الفقهاء الولي الذي يرفض تزويج ابنته بمن هو أهل لها دون سبب واضح بالفاسق، وينبغي عليه أن يتقي الله فيها، وليعلم أبوك أنه أخطأ في حقك أخطاء فادحة بمحاولاته المتكررة منعك من الزواج أو حتى تزويجك وفقا لمزاجه وهواه، بغير احترام لمشاعرك، فأنت صاحبة القرار النهائي، وأري أنك سوف تصلين إلي مرادك حين يأذن الله، فعليك بتقواه عز وجل، فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، واحرصي علي طاعة أبيك والإحسان إليه، ولا تقابلي قسوته إلا بالصبر والاحتساب، وظني أنه يريد لك الخير، لكنه ضل الطريق، وأساء الحساب، وذلك بفرضه ستارا حديديا حولك، فمنعك من لقاء الآخرين أو التعامل مع الأقارب، وهو لم يفعل ما فعله معك وحدك، وإنما سلك هذا المنهج في حياته بشكل عام، إذ ليس له أصدقاء، ويقابل معارفه أمام المنزل، وأعتقد أنه بالطريقة نفسها يتعامل مع أقارب زوجته.

    وبالطبع فلا أحد يوافقه علي صنيعه هذا، ولكن في كل الأحوال لا يجوز أن نعالج أخطاءه بحماقة، أو بأخطاء أخري تضاعف الأزمة، فكرري عليه طلبك بإفساح المجال لك لاختيار من ترغبين في الارتباط به، عندما تشعرين بهدوئه واستعداده النفسي للاستماع إليك.

    وبالطبع يجب عليه أن يتبع معك سياسة «الاحتواء» التي يتصف بها كل أب تجاه أبنائه وبناته فيستمع إلي مشكلاتهم، ويلقي عليهم خبراته في الحياة، ويوجههم الوجهة الصحيحة في تعاملاتهم مع الآخرين، ويضع أقدامهم علي أول الطريق السليم، فأبوك يتحمل مسئولية الحالة النفسية المتردية التي وصلت إليها، وعليه أن يغير موقفه منك، ولا يستمع إلي دسائس زوجته، ويعلم أن الله يراقبه، وسوف يحاسبه علي ما اقترفه في حقك بمنعك من الزواج، وأخذه ميراثك من والدتك ومرتبك ومدخراتك، بل إن إقدامه علي ذلك يدخل في باب أكل مال اليتيم، وقد حذر الله تبارك وتعالي من المساس به فقال «أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا، وسيصلون سعيرا»، وإني أربأ به أن يأخذ شيئا من مستحقاتك ويصرفها لنفسه أو يعطيها لأخيك منه، ولو استمر في صنيعه هذا فسوف يحاسبه الله يوم القيامة حسابا عسيرا، وقد يعجل له الحساب في الدنيا.

    وأحذر زوجة أبيك من سوء معاملتك أو الوقوف ضد مصلحتك، فالله يمهل ولا يهمل، وسوف تتجرع الكأس نفسها، ولو بعد حين، ولعل أخاك يعود إلي رشده، ويرفض أن يأخذ من مالك أي مبلغ كبيرا أو صغيرا، بل ويجب عليه أن يكون عضدك في الحياة، ومساندك في الأزمات، فأنت أخته ولك حق عليه.

    وأما فتاك الأخير الذي ظل في انتظار موافقة أبيك عامين كاملين، فإنني أنصحه بأن يكرر المحاولة من جديد بصحبة أهله، وأرجو أن يغير أبوك موقفه منك، فيزيل الستار الحديدي الذي أقامه حولك ولا تجدين منه فكاكا، وأقول له:

    ماذا يجدي لو كسبت الدنيا كلها وخسرت ابنتك؟.

    عد إلي جادة الصواب، واحتو فلذة كبدك، وزوّجها بمن تراه مناسبا لها، فهي الأقدر علي اختيار من يصلح لها، حتى يسعد الجميع بإذن الله.

    الأحد الموافق

    28 شوال 1435 هـ

    24-8-2014


    عودة الى أشركنا في مشكلتك

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع