|
|
|
ما مدى تاثير أعمال السحر والحسد على حياه البشر .
| المشكلة: | السلام عليكم مشكلتي في حماتي فهي مثل والدتي - رحمها الله - تعيش حماتي مع ابنها الأصغر وزوجته ودائما تشتكي منها وكانت تشتكي من قلبها ولكن الدكتور قال لها ليس بك شيء وقال لها حاولي أن تغيري جو وتغيري المكان.. والآن لجأت إلى من يقوم بفك الأعمال اعتقادا منها بأن زوجة ابنها تعمل لها أعمال بالمرض ومغادرة المنزل فهل هذه الأعمال موجودة فعلا وممكن آن تؤثر على حياة الإنسان, وهل الذهاب إلى هؤلاء الناس هم ما قال عنهم الرسول علية الصلاة والسلام هم الكهنة, أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله كل الخير. |
| أجاب عنها: | الدكتور / ناجح إبراهيم |
| الإجابة: | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وتحية من عند الله مباركة طيبة وسلاماً عاطراً أرق من نسيم الصباح.. وبعد..
من مشاكل الأمة المسلمة المستعصية أن كثيراً من المسلمين يظنون أن كل مرض أو همّ أو مصيبة من المصائب أو فشل شخصي أو أسري يصيبهم مرده إلى الجن أو الحسد.. والجن حق وموجود ولكنه ليس سبباً فى كل ما يصيب العبد.. (والعين حق), كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها ليست فى كل ما يصيب العبد من مصائب.. فكل شيء يرجعه البعض إلى الجن وأعمال السحر.. فإذا لم تنجب امرأة لسبب طبي معروف قال لها بعض المدّعين للعلم المكتسبين لآلاف الجنيهات من وراء البسطاء: إن هناك جناً يأكل البويضة بعد خروجها.. وإذا أصيبت امرأة لصداع نصفي معروف قالوا لها الجن.. وإذا أصيبت باكتئاب نفسي قالوا لها الجن وهكذا, وكأن أمة محمد من دون الأمم كلها قد أصابها الجن جميعاً.. وركبها الجن جميعاً.. ويريد الجن أن يتزوج منها من دون الأمم.. وللأسف أكثر زبائن هؤلاء من النساء والبنات.. فالجن موجود وذكره القرآن ولكنه ليس هو السبب فى كل ذلك.. وكذلك العين.. فإذا فشل طالب فى الدراسة ورسب منها قالوا الجن والحسد رغم معرفة الجميع أنه لم يكن يذاكر ولم يكن مجتهداً وفشل فى الإجابة لأسباب موضوعية تتعلق به.. إننا لا نريد أن نعلّق فشلنا على الجن والحسد.. ولكن نريد أن ندرس كل حالة دراسة موضوعية صادقة.. علينا أن نتبع الأسلوب القرآني فى دراسة أسباب النجاح والفشل والنصر والهزيمة.. ونقرأ قول الله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ), فلم يتبع القرآن نظرية المؤامرة رغم وجودها ولم يتبع نظرية الجن أو غيره كسبب من أسباب هزيمة أحد.. ولكنه أرجع السبب إلى تقصير الصحابة رضوان الله عليهم ومعصيتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.. (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ), إن الذين يرجعون معظم أمراضنا البدنية والنفسية وتقصيرنا فى حياتنا وفشلنا فيها إلى الجن والحسد فحسب يخطئون خطاً استراتجياً فى حق هذه الأمة.. وبعضهم يريد من ذلك الكسب المادي على حساب الإسلام والمسلمين.. إن الذي يقول إن هذا المرض ونحوه هو من الجن أو الحسد هو الطبيب المسلم الثقة الذى يجمع بين علمي الدين والطب.. ولا يتاجر بهما من أجل دنيا فانية وكسب رخيص.. إن السبب الحقيقي في المشكلة بين حماتك وزوجة ابنها هو التنافس المعروف على الرجل الذي هو ابن الحماة وزوج الزوجة.. إنه سوء المعاملة بينهما.. وعدم فهم كل منهما لدورها فى الحياة عموماً وحياة ابنها خصوصاً.. فالحماة تريد أن تسيطر على ابنها وعلى بيته وكذلك الزوجة تريد السيطرة كذلك.. ولو أنهما تعاونا وتشاركا وتفاهما وتحابا وتوادا لما صارت هناك مشكلة.. فالمشكلة ليست فى الجن ولكن فينا نحن: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ), ولكم جميعاً تحياتي ودعواتي؛
د. /ناجح إبراهيم |
| الإسم | أبو خليفة |
| عنوان التعليق | جزاكم الله خيراً دكتورنا الحبيب |
| اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها |
|
عودة الى أشركنا في مشكلتك
|
|