|
أجاب عنها الشيخ/ عبد العزيز محمود..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية ومن عند الله مباركة طيبة وبعد,,
أيتها الأخت الفاضلة..
الزواج من الأشياء القدرية في حياة الإنسان.. وكما يقولون أنه نصيب بحت.
ولكن الشرع الحنيف دلنا على الشروط عند الخطوبة لينجح الزواج.. ومنها من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. وعلى حد كلامك أظنك فعلت ذلك بشروطك التي وضعتيها.
لكن كان ينبغي على الأهل أولا ً أن يتحققوا من أن هذه الشروط متوفرة في هذا الزوج.. بأن يسألوا عنه ويتحروا من جيرانه ومن زملاءه في العمل.. وألا يكتفوا بما أدعاه هو فقط.
فالبيوت لابد أن تبنى على أساس سليم ومتين.. فهو اللبنة الأولى في بناء المجتمع الصالح.. ولكن للأسف أن الأهل في هذا الزمان إلا ما رحم ربي بمجرد البنت ما تصل إلى الثانوية أو حتى قبل ذلك ينتظرون العريس ويستعجلونه لما يمر به المجتمع من حالات عنوسة كثيرة.
فأرى الأهل قد صروا في هذا الأمر.. وكان ينبغي أن يبذلوا جهدا ً أكبر في السؤال عن الزوج أو الشاب المتقدم لخطبة بنتهم.. فالعواقب وخيمة لو لم يحسنوا الاختيار.
أما بالنسبة لك أنت أراك اكتفيت بوضع الشروط دون التأكد الكامل من تحققها.. فأكيد خرجتم معا ً أو تكلمتم معا ً أو تناقشتم معا ً.. وأنت خريجة الجامعة.. ومثل هذه الأمور لا تخفى بسهولة.
فنصيحتي لكل أخت أو ابنة أن تدقق وتحقق من أخلاق من يتقدم لخطبتها.. والتحقق من صحة أخلاقه.. ففترة الخطوبة مليئة بالأشياء التي تظهر مثل هذه الأخلاق كتأسيس المنزل وكيفية إتمام الزواج.. فإن كان ملتزما ً بحق فلن يوافق على المنكرات التي تحدث في الزواج في هذه الأيام.. وإن كان غير ذلك فسوف يسعي هو وزملاءه للفرح بالأشياء المنكرة.
أشياء كثيرة وكثيرة لن يستطيع أن يخفيها.. يغض الطرف عنها أحياناً ظنا ً أن الحال سوف ينصلح بعد الزواج ولا داعي للتشدد والتضييق في هذا.. هو حد لاقي حد يتقدم للزواج منه.
حتى أننا أصبحنا نسمع عن عدم التكافؤ في كثير من الحالات.. خاصة في ناحية التعليم.. وما إلى ذلك.
أما بالنسبة لهذه المشكلة بالتحديد أراكِ لم تقولي لنا هل لديك أطفال أو حتى حمل.. وهذا ييسر الأمر قليلا ً.. وليس معني ذلك أني أوفق على طلب الطلاق.. فالأمر مختلف بعد الزواج.
وكما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم إن أبغض الحلال عند الله الطلاق.. فالقرار قرارك بالدرجة الأولى.. ولو الأمر وقف عند التدخين أو حتى الحشيش فمن الممكن عن طريق تدخل الأهل والأحباب يقلع عن هذا الأمر.
أما ما يحتاج لقرارك هو ما أشرت إليه ويحدث في غرفة النوم وبينك وبينه فقط وما يريده منك.. فإن كان مصرا ً على هذا الأمر.. ففي هذه الحالة أرى أن الاستمرار في الزواج فيه خطورة عليك.. خاصة لو ضعفت ووافقتيه.
في هذه الحالة أرى أن تصري علي الطلاق والانفصال.. فهذه كبيرة من الكبائر نهي الشرع الحنيف عنها.. وأظن أن القانون يتفق مع الشرع ويفرق بين الزوجين في هذه الحالة.
وفي النهاية..
اعلمي أن الحياة مليئة بالاختبارات والبلاء الذي ينبغي أن نصبر عليه.. ونعلم أن السعادة في رضي الله سبحانه وطاعته مهما كان الأمر.
فأنا أتفهم أن المجتمع يلفظ المطلقة.. ولكن رضى الله فوق ذلك.. ومن يدري ماذا يخبئ لك القدر.. لعل الله يخلف عليك بخير منه.. والله الموفق لكل ما يحب ويرضى .
الأربعاء الموافق:
29-12-1433هـ
14-11-2012م |