|
مصر أولا ً.. أيها الإسلاميون رؤية/ أحمد زكريا
لا يرى الناظر الآن في سماء مصر إلا الغيوم الملبدة.. ولا يدري أحد ماذا يسقط منها على أرض مصر الحبيبة.. فقد فتحت كل الاحتمالات وجاء الخطر من كل الاتجاهات.. واختلط الحابل بالنابل .. والله المرجو – سبحانه – أن يحمي مصر من حماقة بعض الأبناء والأصدقاء ومن كيد الأعداء المتربصين بمصر الدوائر.
لذلك لابد للحركة الإسلامية أن تتقدم للقيام بدورها في حماية الوطن دون نظر لمصلحة آنية لتنظيم معين أو فصيل بذاته.. فقد جد الجد وأصبحت حياض الوطن مهددة تهديدا ً حقيقيا ً.
وإذا وقعت مصر فلن يضار إلا أهلها الشرفاء المتمسكون بها.. والذين ليس لهم بعد الله إلا مصر.
ولذلك على العقلاء أن يحذروا وينصحوا ويبذلوا الجهود الصادقة لحماية وحدة الوطن وتفويت الفرصة على مخططي المؤامرات لتقسيم مصر كالسودان.. أو تحويلها إلى ليبيا جديدة.. أو اللعب على النعرات الطائفية لتحويلها إلى سوريا أخرى.
إن الأصابع التي كانت تلعب في الخفاء قديما لزعزعة استقرار مصر قد
|
لابد للحركة الإسلامية أن تتقدم للقيام
بدورها في حماية الوطن دون نظر
لمصلحة آنية لتنظيم معين أو فصيل
بذاته.. فقد جد الجد وأصبحت حياض
الوطن مهددة تهديدا ً حقيقيا ً. | كشرت عن أنيابها وأسفرت عن وجهها الكالح الأسود في بجاحة وصفاقة لتحقق أملها بزلزلة مصر وتقسيمها إلى دويلات صغيرة مستقلة.. لتحقيق الهدف القديم لإراحة الأعداء القريبين والبعيدين.
وعلى الحركة الإسلامية أن تقف بالمرصاد لرأب الصدع وتوعية الشعب.. حتى لا تتكرر مأساة السودان.
ينبغي على الحركة الإسلامية أن تنكر ذاتها.. وأن تضحي بالمصالح العاجلة الشخصية في سبيل تفويت الفرصة على المتربصين بنا.. وبأمننا واستقرارنا.
ينبغي أن يتغير الخطاب الدعوي والسياسي .. بحيث لا يصب إلا في مصلحة الإسلام والوطن.. وكل ما يؤثر في هذه المصلحة العليا .
ينبغي على الإسلاميين أن يتجنبوه.. ولو كان لهم فيه مصلحة آنية أو ذاتية.
لابد من تضافر الجهود بين الحركة الإسلامية وبين كل الشرفاء والمخلصين
|
على الحركة الإسلامية أن تقف
بالمرصاد لرأب الصدع وتوعية
الشعب.. حتى لا تتكرر مأساة السودان. | من كافة الاتجاهات والأطياف لكي تخرج مصر من أزمتها.. وتتجاوز عنق الزجاجة في أزمتها الحالية.
لابد لكل المخلصين من أن يتخندقوا للدفاع عن هذا البلد.. والإسلاميون هم رأس الحربة وعمود البيت.
ولا بد أن يتحملوا المسؤولية الشرعية والوطنية كاملة.. ولا يكتفوا بالمواقف السلبية،فقد ذهب أوان السلبية.
والأمر يحتاج إلى عدة خطوات عملية منها:
1 – وقف كل الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية لتفويت الفرصة على مثيري الفتن والشغب والقلائل حتى يتميز الصف.
2 – توعية أبناء الشعب المصري بخطورة المرحلة الراهنة .. استخدام الوسائل المتاحة من منابر إعلامية ودروس مسجدية .. وخطب ومقالات ومؤتمرات وفعاليات مختلفة.
3 – عدم رفع سقف المطالبات .. وعدم المزايدة في مقابلة العلمانيين.. فلا نستدرج لذلك.. بل نحدد ما نريده
|
لابد من تحديد الهدف الاستراتيجي الواضح
والذي يجمع ولا يفرق.. وليس فيه مغالبة
ولا إقصاء لأحد ويقوم على المنطق وهو
الحفاظ على المادة الثانية من الدستور
والذي يحفظ هوية هذا البلد دون
الانجراف للتصعيد بطلبات تعيق المسار
في هذه الآونة الحرجة. | بالضبط في هذه المرحلة وهو الحفاظ على وحدة واستقرار مصر.
4 – تحديد الهدف الاستراتيجي الواضح.. والذي يجمع ولا يفرق.. وليس فيه مغالبة ولا إقصاء لأحد.. ويقوم على المنطق والواقعية .. وهو الحفاظ على المادة الثانية من الدستور والذي يحفظ هوية هذا البلد دون الانجراف للتصعيد بطلبات تعيق المسار في هذه الآونة الحرجة.
5 – لابد من وجود حد أدنى للتوافق بين كل التيارات الإسلامية على أهداف المرحلة وآليات السعي لتطبيقها.. حتى لا يخرج فصيل يعكر صفو المشهد ويتحمل الإسلاميون تبعته.
هذه رؤية محب صادق لهذا البلد .. يرى خطرا ً محدقا ً يحيط به.. فأردت من خلال هذا المنبر الكريم أن أطرح رؤية لعلها تسهم في تجاوز تلك الظلمة الحالكة.
وأسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.. وأن يبرم لها أمر رشد يرفع به قدرها.. ويسد عنها أبواب الفتن.
الاثنين الموافق
20-10-1432هـ
19-9-2011
عودة الى قضايا معاصرة
|