|
ملعون أبو الترامادول بقلم/ سمير العركي
يبدو أن "الترامادول" لم يلحس دماغ كثير من شباب مصر فقط.. بل ساهم أيضاً بنصيب وافر في "لحس" دماغ كثير من السياسيين والنخب ومدعي الثقافة.. بحيث باتت كمية الهذيان واللامعقول التي نسمعها أكبر بكثير من حيز المعقول والمفهوم.
فقد طالبنا حزب "الحرية والعدالة" وجماعة الإخوان بحزمة من الإجراءات العملية.. نحو مشاركة جميع القوى الوطنية في عملية صنع القرار.. وتحمل مسؤولية الحكم في مصر في الفترة القادمة.. تحقيقاً للاصطفاف الوطني خلف مرشح الثورة "د/ مرسي" في مواجهة مرشح النظام البائد والحلف "الصهيو – أمريكي" المصري .
وخرجت كل الأصوات الشريفة الوطنية تؤكد عقب نتائج الجولة الأولى أنه لم يعد ثم خيار.. فإما أن نمضى إلى الأمام بخطوات متسارعة لتحقيق دولة الحريات والعدالة وسيادة القانون.. وإما أن ننتكس انتكاسة قد لا تقوم منها الدولة المصرية لسنوات طويلة.. وأنه مهما اختلفنا مع "بعض" ممارسات جماعة الإخوان إلا أن "د/ مرسي" يبقى هو المرشح الثوري الوحيد الآن.
ولكن ماذا نفعل في "الترامادول" الذي تسبب في موجة من الهذيان والابتزاز من مجموعة من القوى السياسية.. التي أرادت التكسب على حساب مصالح الوطن العليا والمتاجرة بدماء الشهداء.. وتحولت المطالبات بضمانات "مشروعة" من جماعة الإخوان إلى حالة من "الابتزاز" الرخيص.. الذي أراد أن يسلب الرئيس القادم كل قدرة على الحركة والتصرف.. ويحوله إلى "طرطور".. بناء على سيل المبادرات الذي فوجئنا به على مدار الأيام الماضية صباحاً ومساءً.. منها ما هو مقبول.. ومنها ما يشعرك أن صاحبها "زودها" شوية فى كمية الترامادول.
خذ عندك مثلاً إحدى هذه المبادرات التي تريد أن تلزم المرشح الإخوان حال فوزه بأن يعين نائبين له.. ولا يصح له أن يصدر أي قرار إلا بموافقتهما !!.. وأن تكون الحكومة القادمة ائتلافية ترأسها شخصية لا تنتمي لحزب الحرية والعدالة.. وأن يكون وزراء الداخلية والخارجية والعدل والدفاع من خارج الأحزاب القائمة.. أما وزيرا التعليم والمالية فلا يتم تعيينهما إلا بالتشاور مع الأحزاب.
وبعد كل هذه الإملاءات والاشتراطات يفعل "الترامادول" فعلته في العقول.. ونقرأ أن موافقة المرشح الرئاسي علي هذه الإملاءات لا تعني تأييده في الانتخابات!!
ومثل هذا الهذيان جاء كنتيجة طبيعية لما تعرضت له هذه النخب السياسية والثقافية على مدار ثلاثين عاماً من نظام مبارك الذي مارس معها سياسة "الاستربتيز".. فأرغمها على خلع ملابسها قطعة قطعة حتى تركها عارية أمام الجماهير.. فلا موقف معارض حقيقي يستر عورتها.. ولا ثبات على المبادئ يدارى سوأتها.
بل وصل الأمر أن رأينا رؤساء أحزاب (وللأسف مازالت موجودة) تريق ماء وجهها الحزبي وتغتال "شرفها السياسي" من أجل مقعد في مجلس نيابي "مزور".. بل وتمادت في غيها فلعبت دور "القواد" لحساب الحزب الوطني المنحل.. وكم رأينا من شخصيات كنا نظن بها خيرا ً تلقى بنفسها في أحضان الحزب الوطني بلا حياء أو خجل.
هذا التاريخ المخزي لا يمكن فصله عن جملة المقترحات التي تقدم الآن والغرض منها "شل" يد "د/ محمد مرسي" حال فوزه.. وتحويل مؤسسة الرئاسة إلى جثة هامدة لا قيمة لها.
كما أنها تريد معاقبة حزب الحرية والعدالة على حصوله على الأكثرية تحت قبة البرلمان وحرمانه من حقه الطبيعي من ترجمة هذا الفوز إلى قيادة حكومة (التزم الحزب أنها ستكون ائتلافية).. تعمل على تنفيذ برنامجه الذي بمقتضاه منحه الناخبون أصواتهم.. هذا ما يحدث في الديمقراطيات العريقة.. أما في بلادنا فساستنا لهم رأي آخر..
ملعون أبو الترامادول
[email protected]
السبت الموافق:
18-7-1433هـ
9-6-2012م
| الإسم | د احمد شاكر على |
| عنوان التعليق | الترامادول برىء |
| اعلم ان الاخ لا يقصد اتهام الترامادول حقيقة
والا وانا من اهل الصيدله فالترامادول دواء مسكن من عائلة المورفينات ويساء استخدامه لاغراض غير طبيه وقد يسبب الادمان - وهو برىء مما ذكر الاخ
والسبب الحقيقى قد يكون غيياب المرجعيه الصحيحه رغم ان الجميع مسلمون والمرجعيه " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه الى الله " المرجعيه اتباع سبيل المؤمنين فى وجوب تطبيق الشرع - المرجعيه فى الصدق وايثار ما عند الله ؟؟ |
عودة الى قضايا معاصرة
|