|
يوميات مواطن عادي (88) الشموع السوداء
بقلم أ/ صلاح إبراهيم
عنوان يذكرنا بالمايسترو صالح سليم رحمه الله.. ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تأليف هذا العنوان المعبر.. فإنه يظل رغم كل شئ صالحاً وسليماً على الأقل ليكون عنواناً مناسباً لهذا المقال.
فالحديث ذي شجون بعد أن تركت جريدة الأهرام العريقة كل شئ ذا بال.. وتفرغ بعض كتابها للهجوم على الدين الإسلامي وكل ما هو إسلامي في بلادنا العظيمة.
وهي حملة شعواء بدأتها د/ ليلى تكلا يوم الاثنين الموافق 1/3 .. تلاها مقال الدكتور رفعت السعيد والذي قمنا بالرد عليه.. ثم نشر يوم الأربعاء الموافق 3/3 مقال بعنوان "تديين التعليم" للشاعر/ أحمد عبد المعطي حجازي.
نحن إذن أمام حملة منظمة مبرمجة تضرب على وتر واحد.. يصدر نغمة كلها نشـاز تحرض على الإسلام وأهله وقيمه وشعائره.
فإذا اعتبرنا أن الست ليلى صاحبة قضية.. سواء كانت عادلة أو جائرة.. فما بال هؤلاء القوم؟
يقول المثل البلدي:
" البقرة بتولد.. العجل بيجعر ليه.. قالوا: تحميل جمايل"
والموضوع جعر في جعر.. ولا يستحق المناقشة.. ولكنا سوف نناقشه بهدوء بالحجة والموعظة الحسنة.
فالشاعر المعروف والذي دأب في الأيام الأخيرة على دس أنفه في أمور لا يفقه فيها شيئا ً هو بالمناسبة رئيس مجلة "إبداع".. والتي مولها الشعب المسلم من نقوده وعلى أرضه.. ليؤجرها المذكور مفروشة لكل قادح في الدين متطاول على الذات العلية حتى أغلقت هذه المجلة بحكم قضائي من القضاء المصري العظيم.
فالرجل لم يراع أبسط القواعد الإدارية والتي تقول: "من يدفع يراقب ويحاسب".. فاعتبر المجلة جزءً من عزبة أبيه.. والذي لم يملك حتى محل فول حراتي.
وإليك عزيزي القارئ قبل أن ندخل في الموضوع بعضاً من شعره السقيم الذي لا معنى له:
"شمسك يا مدينتي قاسية عليَّ وحدي"
تتعبني أني ذهبت
تأكل ثوبي، وتعري سوأتي
أهرب منها أين يا مدينتي
وهي تنام تحت جلدي
لا الليل يحميني ولا ستائر الحجرة
من هذه الشمس اللعينة
ومن يد تقبض صدري
يا ترى هو الأسى؟
فكيف لا ينزل دمعي؟ يا ترى هي الضغينة
فكيف لا أقتل نفسي؟
إنها العورة
ثم يقول في شعر آخر أتفه منه:
عار أنا.. ليس كما ولدت.. لا
بل مثل جثة تنوشها الصقور
عار يلذ لي العبور
بين علامات المرور
أخرج للشرطي لساني، وأفر راكضاً
فيكتم الضحكة في الوجه الوقور
تشيح عني أوجه النسوة خوفاً، وأنا
أنظر من طرف خفي للظهور والصدور
إذن ما هي القضية التي يريد هذا الشاعر العاري صاحب العورة العارية والتي تجمع حولها الذباب وأضحكت شرطي المرور الوقور؟
القضية هي أنه عثر على سر التطرف في مصر.. وهو كتاب الوزارة المقرر والذي يحكي بعضاً من جهاد عقبه بن نافع.
فالكتاب من وجهة نظره يعزز أن الإسلام انتشر بالسيف.. وهذا لا يجوز من وجهة نظره.. رغم أنه يعود فيؤكد ذلك بين ثنايا المقال.
وهو كرجل لا يفهم شيئاً من أمور التعليم.. يخاطب أناساً ليسوا متخصصين في التعليم أيضاً.. فيلبس عليهم أمرهم.
وقد حكي قديماً أن رجلاً جعل يخط على ورقة معه فسأله ابنه:
ماذا تفعل يا أبتاه ؟
قال الرجل: أكتب خطاباً لعمك
قال الابن: أنك أمي يا أبي لا تكتب
قال الأب:
إن عمك أيضاً لا يعرف القراءة
ألا يدرس 8 مليون مسلم يعيشون في فرنسا تاريخ نابليون.. رغم أنه دخل الجامع الأزهر بخيله وقتل آلاف المسلمين في مصر.. لماذا لم يتألم لهم الشاعر العاري أو يتوجع لمأساتهم.. وهم يدرسون تاريخ رجل غير مسلم غزا بلاد المسلمين وداس حضارتهم وسرق آثارهم؟!!
والمعروف أن الكتاب سابق الذكر هو جزء من مقرر اللغة العربية.. أي أن ما يخص هذا الكتاب لا يزيد عن ثلاث حصص كل شهر مقابل أقل من ثلاث درجات.. هذا إذا كان هناك الاهتمام بهذه القصة وأنها تدرس فعلا ً بدقة.. وكأن المدارس أصبحت عندنا مراكز أبحاث.. لا هم لها إلا التعليم.. والتعليم فقط.
إذن الموضوع كله يخدم الهدف المعلن من قبل غربان المهجر وهو هجر كل ما يمت للتاريخ الإسلامي بصلة وهو تاريخنا وليس تاريخ غيرنا.. تمهيداً للقضاء على الإسلام كله في الجولة القادمة.
توقيت الحملة مغرض..
حيث أن جموع مليار ومائتي مليون مسلم مهتمون بما يجري للمسجد الأقصى والأرواح بلغت الحلقوم.
والفرصة موجودة للضرب على الوتر ونزع قوس الصبر وتفجير الوضع.. وقد بلينا بشلة القمني البلبوص وهذا العاري والدكتور المتصابي.
فماذا نفعل يا رب؟!!
أنهم يصدون عن سبيلك ويبغونها عوجا.
كل آياتك يا ربي تحض على الجدال بالتي هي أحسن.. ولكنهم احتلوا أعلى المنابر.. إنه يتكلم عن البربر وأنهم قهروا على الإسلام.. ويتكلم عن دخول الإسلام أسبانيا.
وكيف يسمى المسلمون دخول الإسلام فتحاً.. وخروجه منها غزوا ً نصرانياً؟
والمعروف أن الأسبان هم من استعانوا بالمسلمين لتخليصهم من المظالم التي أثقلت كاهلهم.. ولم يجبر المسلمون أحداً على الدخول في دينهم.
وبقوا حتى محنة الخروج منها يعيش النصارى بين ظهرانيهم معيشة كريمة.
وارتقى اليهود في عهدهم وملكوا الضياع والعبيد.. وكان هناك فيلق في كل الجيوش الإسلامي الأسبانية يسمى بالنصارى المعاهدين.. تدربت فيه كل جيوش أوروبا على القتال.. وكان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.
لقد صنع العرب في أسبانيا مجتمعا ً حضاريا ً بكل المقاييس وجميع المنصفين من مؤرخي الغرب أجمعوا على أن الغزو النصراني للغرب عطل الحضارة الأوربية عدة قرون.
والذي تناساه الشاعر العاري أن الأمازيغ أو البربر الذي نسب إلى عقبة أنه قهرهم على الإسلام هم من قاموا بفتح أسبانيا على يد طارق بن زياد.. ودخل العرب أسبانيا في الموجة التالية بقيادة موسى بن نصير.
فكيف ينشر البربر دينا ً أكرهوا على دخوله؟
منتهى التغابي أو قل الوباء الذي اجتاح هذه الأنفس التي تكره كل ما هو يمت للإسلام بصلة.
إن كل ما كان يوفره أي فتح إسلامي هو توفير الضمانات العادلة للناس ليختاروا بين الإسلام وغيره.
فمن كفر فعليه كفره.. ومن أسلم فلنفسه.
والدليل على ذلك بقاء النصارى في كافة البلاد الإسلامية بأملاكهم وكنائسهم إلى يومنا هذا وسط كثرة إسلامية كاسحة وقوة خارقة.
أما فناء الإسلام في أسبانيا تماما ً بفضل القهر والسيف ومحاكم التفتيش بعد دخول الجيوش الستة إليها فشئ لا يقلقه .. رغم التعهدات المواثيق بترك حرية العقيدة سارية المفعول.
وما إحراق خمينث لجميع الكتب الإسلامية في عموم أسبانيا منا ببعيد.
ولننظر إلى حال أسبانيا كجزء من أوربا البائسة قبل دخول المسلمين من خلال شرح أحوال الناس في فرنسا بقلم الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز والذي يحكيها في روايته الرائعة حكاية مدنيين:
"لقد أهلكت الضرائب الفادحة القرية.. ضريبة الدولة وضريبة الكنيسة وضريبة الأرض والضريبة المحلية والضريبة العامة.. لقد كان عجيبا ً أن يبقى أي بشر في القرية على الإطلاق".
لاحظ أن تشارلز ديكنز كان رجلاً مسيحيا ً
ويفتري العاري على عظماء الفاتحين والذين تدرس فتوحاتهم في أعرق الكليات العسكرية بأنهم كانوا طلاب مغانم.
والمعروف أنه لم تكن هناك رواتب للجند إلا من هذه الغنائم وكانت الدولة لا تمول الحروب.. بل يخرج الرجل من ماله وبفرسه وسيفه ورمحه.
فلمن يترك نصيبه من الغنائم إذن؟!!
ولماذا يتهم الإسلام فقط دون غيره بالاستيلاء على الغنائم بعد الانتصار.. والمعروف أن الاستيلاء على غنائم المهزومين كان عرفاً مصانا في العالم القديم كله.. ولا زال سارياً عمليا ً إلى اليوم.. وآخر الغنائم ما غنمه الأمريكيون من الجيش العراقي وسرقتهم لبترول العراق حتى الآثار العظيمة للعراق سرقوها وهربوها كلها إلى أمريكا كما فعل الاحتلال البريطاني مع الآثار المصرية.
والمعروف أن الإمبراطورية الرومانية كانت وثنية وعندها أشبعت أتباع المسيح (عليه السلام) قتلا ً ولكن عندما آمن الإمبراطور قسطنطين بالمسيحية فرضها على أتباع الإمبراطورية بنفس السيف الذي قتل به مئات الآلاف من المسيحيين.. بل إنه وأتباعه وخلفاءه بدأوا يلقون مخالفي مذهب الإمبراطورية المسيحية أيضا ً إلى السباع والنمور أحياء.
فهل كان الرجل يدرس كتاب عقبة بن نافع حتى يصيبه كل هذا التطرف؟
وهل درس ستالين وهتلر وموسوليني والخمير الحمر وخمنيث كتاب عقبة أيضا ً؟
يا أيها الشاعر العاري كم واجه الإسلام حروبا ًعاتية بالسيف من الطغاة.. وبالفكر من الزنادقة والملحدين والمنافقين فخرج منها جميعا ً منتصرا ً موفورا ً عزيزا ً.. كما خلقه الله عزيزا ً ليخرج العباد من عبادة العباد لعبادة الله الواحد القهار.
وكم أخزى الله الشيوعية والشيوعيين وأمات دولتهم في عقر دارها رغم امتلاكها أسلحة نووية تهلك الأرض وما عليها عدة مرات.
والذي عراك بقلمك في الدنيا أتمنى عليه أن يرزقك التوبة حتى يكسوك من حلل الفخار يوم القيامة.. فلا استطيع أن أتمنى لأي إنسان غير ذلك.
وأود أن أسأل الشاعر العاري حبيب أدونيس:
كيف انتشر الإسلام في لاوس وكمبوديا والصين والفلبين وروسيا؟
بل وكيف أسلم التتار أصحاب أكبر قوة في التاريخ.. وهي القوة التي أسقطت الخلافة الإسلامية نفسها؟
وكيف أسلم ويسلم الآلاف في أمريكا وأوروبا إلى الآن يوميا ً؟ وهو ما يذهب بنفسك ومحبيك حسرات؟
ولم لم تذكر أن الإرهاب والتطرف اللذان يعاني منهما المسلمون اليوم قبل غيرهم صناعة أمريكية وإنجليزية وإسرائيلية؟
ولم لم تذكر التطرف المسيحي.. أم أنهم ملائكة ونحن شياطين؟
وهل ترك المدرسون العلوم والحساب والدراسات الاجتماعية والفنون والموسيقى والمجالات الزراعية والصناعية واللغات بأنواعها وتفرغوا لتدريس كتاب عقبة بن نافع؟
ووالله لو كان عندنا أمثال عقبة بن نافع وجنوده ما استطاعت إسرائيل أن تعربد في كل مكان وتضم مقدسات المسلمين إلى الآثار اليهودية وتكون يد الموساد هي الطولى في كل بلاد العرب.
إن صولة أو جولة من عقبة بن نافع لهي خير من كل هؤلاء جميعا ً الذين لم ينفعوا البلاد ولا العباد بشيء.
ألا شاهت الوجوه؟!!
| الإسم | ابو عمر |
| عنوان التعليق | احسنت |
| احسنت استاذنا الكريم وفتح الله لك وقيض الله امثالك للنضح والرد علي اعداء الدين |
| الإسم | حمادة نصار أحمد |
| عنوان التعليق | بوركت يداك |
| لا فض فوك ..هذا هو الحق الأبلج فاقذف به على الباطل فيدمغة..قل ياسيدى ..فإن الذبد سيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ..بارك الله فى أمثالك من المجاهدين المرابطين على ثغور أمتنا الثقافية. |
| الإسم | المنياوي |
| عنوان التعليق | ألا أصلح الله الكم ومآلكم |
| عفوا استاذنا، ألا أصلح الله حال الجميع ، بدلا من الأخيرة.
أما هم فلا يضيق صدرك ، فبماذا ذهب اساتذتهم وأعلامهم ، لم ينالوا من الاسلام بشيء، ولليعمن غدا من العز ومن الأذل. |
عودة الى قضايا معاصرة
|