English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  قضايا معاصرة: الثورة المباركة.. دروس وعبر - دروس في الدعوة: معمر القذافى.. من جنون العظمة إلى مزبلة التاريخ - ديوان الشعر: رسالة إلى 'قصر العروبة'.. للشاعر/ هشام فتحى - وراء الأحداث: ليبيا.. الموضوع في الشعب - متنوعات: وعلي خطي الانتصارات .. الجماعة الإسلامية بالإسكندرية .. عود حميد - أشركنا في مشكلتك: الحوار بيني وبين ابني الوحيد مفقود, فما الحل؟ - قضايا معاصرة: يوميات مواطن عادي(172) .. عبد الله بن عفيف - قضايا معاصرة: الإعلام المصري.. وصفر المونديال - الأسرة المسلمة: يوم النصر.. ووقفة نصارح فيها أنفسنا - الطريق الى الله: ثورة الضمير.. ودعوة للتنحي - قضايا معاصرة: القذافى ينتحر - الدفاع عن الإسلام: التحرش بلجنة الدستور والمادة الثانية - بيانات: ادانة واجبة - قضايا معاصرة: يوميات مواطن عادي (171) .. الوفاء - متنوعات: مؤتمر جماهيري بأسوان احتفالا ً بالنصر - متنوعات: الموقع يتابع وقفة أسر المعتقلين السياسيين أمام القضاء العالي - متنوعات: مصر.. وقفات وإضرابات - دروس في الدعوة: أمَّموا المساجد.. فجاءتهم الثورة من الفيس بوك - اللقاء الأسبوعي: 'رحيق العمر' ج1 من الحوار مع المستشار طارق البشري - كتب ودراسات: د/ ناجح لبى. بى. سى العربية: ينبغي الإفراج عن د/ عمر وآل الزمر -  
الاستطــــلاع
ما رأيك بالتعديلات الدستورية الأخيرة
حققت طموحاتى
غير كافية
خطوة على الطريق
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة اخبار مصر ... الثلاثاء 1 مارس 2011
  • أخبار مصر الاقتصادية ألثلاثاء 1 مارس 2011م
  • مقالات
  • الملفات العاجلة, بعد شهر من الثورة, الثورة المضادة: كيف المواجهة
  • أقوال الصحافة من القدس العربي.. حسنين كروم
  • أشركنا في ...
  • الحوار بيني وبين ابني الوحيد مفقود, فما الحل؟
  • سافرت للخارج ولا أستطيع العيش بدون أولادي.. فماذا أفعل؟
  • الدفاع عن الإسلام
  • التحرش بلجنة الدستور والمادة الثانية
  • قراءة في أسباب سحب كتاب د. عمارة "تقرير علمي"

  • "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"

    بقلم أ. حسين الغريب

    - سافرت من الإسكندرية إلى القاهرة في الصباح الباكر بالطريق الصحراوي.. ويبدو أننى لم أعد شاباً كما كنت في أيام مضت.. كنت أستمتع فيها بالسفر أيما استمتاع، وأحرص كل الحرص ألا يغلبني النوم لحظة حتى لا يفوتني مشاهدة أى منظر يمكن رؤيته خلال سفري.

    -  أما الآن.. وأنا أقترب من منتصف العقد السادس من عمري، فلم يعد في السفر هذه المتعة ولا اللذة التي كنت أتابع بها مشاهد الطريق.. وإنما أصبحت تقريباً استغرق مدة السفر كلها في النوم، أو في مراجعة شئ من القرآن الكريم. 

    - مرت ساعة تقريباً منذ غادرنا الإسكندرية، وقد أفقت من نومي على رغبة شديدة في قضاء الحاجة.. ولكن كيف ذلك والسيارة تنهب الأرض نهباً.. حاولت أن أتناسى الأمر كما فعلت من قبل مراراً حتى أصل إلى نهاية الرحلة.. ولكن الألم يزداد حدة حتى شعرت أن مثانتي تكاد تنفجر.. هل أطلب من السائق أن يتوقف جانبا حتى أقضى حاجتي؟!!.. لست أدرى ما الذي منعني من ذلك ساعتها..  هل شئ من الحياء تملكني؟!!.. أم أننى خشيت أن يغضب بقية الركاب؟!!، ومن المؤكد أن كلا منهم له غايته من سفره في هذا الوقت المبكر.

    - ولكن شاء الله تعالى أن يرحمني من هذا الألم عندما سمعت أحد الركاب يستأذن السائق في التوقف جانباً لدقائق.. واستجاب السائق على الفور.. ونزلنا من السيارة لحظات قلائل شعرت بعدها براحة لا حدود لها.. وسعادة لا نهاية لها.. وكأنني قد ولدت من جديد.. أو كأنني أشعر بهذه الراحة والانشراح لأول مرة في حياتي.. ورحت وأنا أردد كلمات الحمد لله رب العالمين أفكر في عشرات أو مئات بل ألوف من النعم لا يحصيها العد، ولا يكاد الإنسان يشعر بوجودها رغم أن تأثيرها في حياته عظيم.. عظيم.

    - وتذكرت عندها قول الحق سبحانه : "سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" .. فجعلت أجول سائحاً بتفكيري في هذه المعجزة الإلهية التي نعيش بها ومعها كل لحظات حياتنا.. لا نستشعر قدر نعمة المنعم سبحانه.. ولا نؤدي لهذه النعم جزءاً من شكرها.

    - بل إن الكثيرين منا يكاد لا يشعر بوجودها من الأصل.. وكان أول ما ذهب إليه تفكيري ما مر بى من لحظات.. وهذا السائل العجيب.. بل قل هذا السم الناقع.. أو ذلك الحمض الذي يذيب الحديد، ومع ذلك احتمله الجسد البشرى عبر مشوار طويل.

    - ففي الكلية ذلك المرشح العجيب الذي يخلص الجسم من سموم لا يحتمل الإنسان زيادة نسبتها في جسده ولو بنسبة بسيطة، وإلا تكونت الحصوات، وارتفعت نسبة البولينا وحمض البوليك.

    - وصار المغص الكلوي بآلامه التي لا تطاق زائراً دائماً للإنسان حتى جعله لا يشعر بشئ من راحة أو لذة في طعام أو شراب أو نوم.. أو حتى في لذة الجماع التي هي قمة اللذات والشهوات الحسية.. ويا لها من مشكلة ويا لها من خسارة لو تعطلت أحدى الكليتين عن العمل فيما يسمى بالفشل الكلوي.

    - أسأل الله تعالى أن يعافى كل مسلم ومسلمة من كل داء وأذى.. وسألت عند ذلك نفسي: ترى كم مرة حمدت الله تعالى على هذه النعمة؟.. وكم مرة تذكرتها أصلا ؟.. كم مرة ملأ الامتنان قلبي، وجري على لساني الحمد والشكر والثناء علي المنعم سبحانه وتعالي لأجل هذه النعمة؟.. وكم مرة تذكرتها أصلاً وأحسست بوجودها في حياتي؟.

    -  حقا.. "إن الإنسان لربه لكنود"، جاحد للنعمة وإن نال منها ما نال.. وتذكرت عندها قصة ذلك الملك الذي تكبر بغير الحق، فسأله أحد العلماء: أرأيت لو أنك في الصحراء فاحتجت إلى شربة ماء فعزت عليك، ألا تدفع نصف ملكك لتحصل عليها ؟ قال : بلى أفعل.. فسأله: أرأيت إذا حضر ذاك الماء في جسدك فلم تقدر على التخلص منه.. ألست تدفع نصف ملكك الآخر لتتخلص من بولك؟.

    -  قال : بلى أفعل.. فقال العالم : أفٍ لملك لا يساوى شربة وبولة..  

    - وانساح تفكيري طيلة مدة السفر إلى كل ما هو غير مرئي لنا وإن كان عظيم الأثر في حياتنا (هذا بخلاف المرئي والمحسوس من النعم الظاهرة).. فجعلت أتخيل مصنع الهضم العظيم.. ذاك الجهاز المدهش الذي يعمل مع سائر أجزاء الجهاز الهضمي في تناسق عجيب ونظام غاية في الدقة والاتقان لتعود كل مكونات الغذاء إلى موادها الأولية.. فالدهون تعود إلى مكوناتها الأصلية من الأحماض الدهنية ولا تمتص إلا على هذه الصورة.. والبروتينات تصير إلى أحماض أمينية ومحال أن يستفيد الجسم منها إلا في هذا الشكل.

    - وكل هذا تقوم به المعدة وجزء من الأمعاء.. وتأمل معي الإعجاز.. فالمعدة لا بد لها من وسط حمضي لهضم الطعام فتقوم غدد خاصة بإفراز حمض الهيدروكلوريك.. ومع ذلك لا تتأثر المعدة لوجود الغشاء المبطن لها، وكأنه خط دفاعي أقوي من خط ماجينيو أو خط بارليف.. أو كأنه سد منيع أشد من السد العالي.. ومن عجب أن الحمض يفرز بقدر كمية الطعام الداخل إلى المعدة.. وكذا العصارات  الهاضمة والإنزيمات المنشطة لعمليات الهضم كلها تفرز بحسب نوع وكمية وحالة الغذاء الداخل.. أى مصنع صنعها وبأي آلية تعمل.. ومن يحسب ذلك الحساب الدقيق لما يفرز منها.

    - ومن يراقب معي هذا اللغز العجيب.. غدد من اللحم تفرز عصارة تهضم اللحم ومع ذلك لا تنهضم هذه الغدد لماذا؟. لأن الخالق العظيم سبحانه والقادر المقتدر جل شأنه شاء وأصدر أمراً لكل هذه العصارات في أجساد جميع البشر - حتى من كفر به أو جحد وجوده - أن تكون خاملة عند إفرزاها.. ولا تنشط إلا ساعة عملها على الغذاء الداخل إلى الجسد.

    - فإذا هضم الطعام كان لا بد أن يمتص إلى الدم ليوزع على سائر الجسد.. ويتم ذلك عبر جهاز عجيب هو الخملات التي توجد في جدار الأمعاء الدقيقة.. وهي أكثر منها صغراً ودقة.. ومع ذلك في تمام وكمال الإتقان بعملها.. فتنقل الغذاء التام الهضم إلى الدم الذي يوصله بدوره إلى ذلك الملك العادل والحاكم المقسط.. أقصد القلب.. الذي يتولى توزيع الطعام المهضوم على كل أجزاء الجسد كل بقدر حاجته.. فلا ينسى شعرة في حاجة إلى غذاء، ولا خلية في أقصى أطراف الجسد.. ولا يخطئ في ذلك أبداً.. ولا يتوقف لحظة عن العمل وإلا توقفت الحياة.. وأعلن موت الإنسان.. فقلت : سبحان الله.. من يقول إنه يشكر الله على أنعامه الكثيرة فقد كذب.. فالنعم أكبر و أكثر من حصرنا، وأعظم من شكرنا.

    - ثم لاحت أمامي صورة أخرى لأعجب سوائل الكون – الدم - ذاك السائل الذي يجمع كل أسباب الحياة، فهو المنفذ الأمين لأوامر الملك العادل في نقل الطعام التام الهضم والأكسجين الضروري لكل العمليات الحيوية داخل الجسد.. فيعطي كل ذي حق حقه في رحلة تتكرر ملايين المرات في كل يوم لتتم جميع عمليات الحياة داخل الجسد على وجهها الأمثل والأكمل داخل الجسد الذي قد لا يشعر صاحبهً بما يدور داخله.. ولا بما أنعم الله تعالى عليه به.. وفي نفس الرحلات المكوكية للدم يكون جيش الدفاع الجسدي.. أقصد كرات الدم البيضاء.. متربصاً بكل عدو ميكروبي أو فيروس لا تراه الأعين يفكر في الإضرار بالجسد بمرض من الأمراض أو صنف من صنوف الأذى.

    - السيارة تقطع الطريق خلال رحلتي.. وأنا أتنقل عبر المعجزات الربانية في الجسد البشري.. فمن الدم إلى الكبد الذي يحجز كل مادة سامة تضر بصحة أو حياة الإنسان.. إلى الجلد مركز الإحساس ومحل إخراج كثير من المواد الضارة بالإنسان.. ثم إلى العقل والإمكانيات الهائلة التي استودعها الله إياه.. ثم المخ.. الذي قال عن يوماً أحد علماء جراحة المخ والأعصاب :ً لو أردنا أن نصنع جهازا يقوم بوظائف المخ لاحتجنا إلى جهاز في ضعف حجم الكرة الأرضية.. فسبحان الذي خلق فسوى.. ثم إلى.. ثم إلى.. إلى سائر أجزاء البدن.

    - وعندها ـ  للحق ـ  قلت : إن الإنسان ينبغي عليه أن يحمد الله على كل لحظة ألم قبل كل لحظة راحة.

    -  أتدري لم أخي الحبيب ؟.. لأنه لما امتلأت مثانتي واحتجت إلى الخلاص من هذا الألم تذكرت نعمة الله في هذا الأمر.. وعندما قضيت الليل مرة أعض الأرض من المغص الكلوي تذكرت نعمة الله بعد أن صرف عني الألم، وأسكن الراحة في بدني، فجرى لساني بالحمد وامتلأ قلبي بالشكر لواهب النعم سبحانه.. اللهم أعنى وأعن كل مسلم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    خواطر أسير في كتاب الله -2- "لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ً"


    الإسممحمد صفوت سعودي كيلاني
    عنوان التعليقسبحان الله
    سبحااااااااااااااااااااااااان الله


    عودة الى الطريق الى الله

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع