English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
الهدنة في غزة ؟
ستستمر
ستؤدي إلي حل شامل
ستنهار
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 29/8/2014
  • أخبار الحوادث ليوم29/8/2014
  • الذين سبقونا
  • أم خالد الإسلامبولي.. وداعا يا أم المجاهدين
  • صفحة من حياة ابن عباس
  • من التاريخ
  • رسالة قبل الاعتقال
  • رمز الجدية والرجولة
  • الطريق الى الله
  • يا للرجـــال بلا دِيــن
  • أين الصحوة الإسلامية؟
  • الطريق الى الله

    هذا ما يريده رمضان

    بقلم/ جلال عبد اللطيف

    قد أظلنا شهر كريم وهو شهر الرحمة والرضوان والمغفرة والعتق من النيران.

    شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين.

    شهر هو فعلا ً من أجل نعم الله على العبد المسلم.. والأحاديث والآثار في فضله كثيرة ومشهورة ومعروفة نسأل الله العظيم إلا يحرمنا من فضله العظيم.

    إن هذا الشهر الكريم ليدخل بيت المسلم فيحدث فيه تغييرا ً.. ولكن يختلف هذا التغيير من بيت لبيت.. ومن شخص لشخص.

    فمن الناس من يكون تغييره في شهر رمضان مقصور على تغيير نظام الأكل والشرب.. بمعنى بدلا من أن يأكل ثلاث وجبات يأكل وجبتين في أوقات مختلفة لا يعرف غير ذلك من الشهر الكريم.. ولا يراعى حرمته ولا يستفيد من روحانياته ولا يحقق الغاية من صيامه " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" وكأنه لم يقرأ حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".

    فالله عز وجل لا يحتاج إلى جوع أو إلى عطش أو إلى نحر أو غير ذلك إلا إذا تحققت التقوى" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ".

    فالتغيير في رمضان لابد أن يكون كاملا ً وشاملا ً.

    التدريب على الإخلاص

    فقبل رمضان وفي معظم العبادات قد يتطرق الرياء إلى نفس الإنسان فينال الإنسان حظا ً من مدح الناس إذا صلى أو تصدق أو حج لأنها عبادات ظاهرة.

    أما الصيام فإنه العبادة الوحيدة التي لا يتطرق إليها الرياء لأن العبد يستطيع أن يفطر ولا يراه أحد.

    ففي رمضان يعتاد الإنسان ويتدرب على الإخلاص حتى إذا خرج من رمضان خرج أنسانا تقيا ً مخلصا ً في كل أعماله.. لا يبتغى بها إلا وجه الله.. وهذا ما يريده رمضان.

    قطع العوائد

    فالكثير منا اعتاد على الإفطار ونادراً ما يفكر في صيام يوم في سبيل الله.. فالنفس تهاب الصيام وتتعلق بما اعتادت عليه فهي تحب أن ترتع في المأكل والمشرب والنوم وسائر المباحات.

    فيأتي رمضان ليكسر حاجز الهيبة من قطع العوائد..  فيتعلم المرء في رمضان  كيف يتحكم في نفسه ويقطع عوائدها في أي وقت شاء ليحقق معالي الأمور فيكون هو سائقا ً لنفسه لا تابعا ً لها.. وهذا ما يريده رمضان.

    وقف تيار المعاصي

    فرمضان فرصة عظيمة ودرسٌ عمليٌ ورياضةٌ فعلية تجعل العبد المسلم يمتنع عن الحلال.. ليصل إلى النتيجة المطلوبة وهي: "الامتناع عن الحرام".

    فوجودنا في الطاعة وامتناعنا عن المعصية هما أساس التقوى وهى الهدف الرئيسي من الصيام " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

    ومعلوم أن كل إضعاف للنفس الأمارة بالسوء، وامتناع عن أهوائها؛ فيه تقوية لجانب الروح النورانية، وإعلاء للمعاني الروحية التي تصل بالإنسان إلى مصاف الملائكة فيصبح بعد رمضان قادرا ً على صد تيار المعاصي.. لأنه استطاع أن يكبح جماح النفس الأمارة بالسوء.. التي تلح في جر المرء إلى الشهوات لينحط إلى دركات الهالكين فيسهل عليه منعها من الحرام بعد ذلك.. وهذا تغير عظيم لو حدث.. وهذا ما يريده رمضان .

    تغيير شامل في السلوك

    فقبل رمضان كثير منا يغضب ويعلو صوته على أتفه الأسباب.. وقد يسب ويلعن فإذا جاء رمضان وأصبح المرء صائماً فلابد أن يهذب أخلاقه فلا يصخب ولا يرفث ولا يغضب.. بل أن سابه أحد أو قاتله فلا يرد وليقل: "اللهم أني صائم".

    أذن فالصيام بمعناه الحقيقي أن يصوم اللسان فلا يرفث.. وأن تصوم العين فلا تنظر إلى حرام.. وأن تصوم اليد فلا تبطش.. وأن تصوم كل الجوارح فيتغير سلوك الإنسان تبعا ً لذلك فيصبح وكأنه إنسان آخر.. فإذا انقضى رمضان وصدق في نيته وأخذ بأسباب التغيير خرج من رمضان أنساناً آخر بسلوك مختلف لا صخاب ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء.. وهذا ما يريده رمضان.

    علو في الهمة والعزم

    فقبل رمضان يحلو النوم والكسل ونادرا ً ما يفكر المسلم في قيام ليلة أو قراءة جزء من القرآن.. فينسى شيئا ً اسمه قيام الليل ويصبح ممن هجر كتاب الله.. فترى المصحف - نسأل الله العافية - يعلوه التراب ويستخدم في تزيين السيارات وغرف استقبال الضيوف وهدايا المناسبات.

    فإذا جاء رمضان فيدعو العبد إلى صيام نهاره و قيام ليله.. كما يجعله عاكفا على كتاب الله يتلوه أناء الليل وأطراف النهار.. فيصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم  "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ".

    فلا وقت في رمضان للدعة والكسل والنوم والخمول فصيام بالنهار وقيام بالليل وتلاوة لكتاب الله إناء الليل وأطراف النهار.. فإذا انتهى رمضان استمر العبد في قيام الليل وصيام السنن وتلاوة القرآن.. وهذا ما يريده رمضان.

    الجد والجهاد والصبر والعطاء

    ما كان لرمضان أن يوقف عجلة الحياة بحجة الصيام والجوع والعطش.. بل كان رمضان شهر العطاء والجهاد والنصر والفتوحات.. فالمعارك الكبرى الفاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين حدثت كلها في رمضان، وكان النصر دائما ً حليف المسلمين في هذه المعارك "كبدر وفتح مكة وحطين وعين جالوت والعاشر من رمضان" وهذا أمر طبيعي، ففي رمضان تتجلى عوامل النصر وأسبابه .

    1. فالنصر يحتاج إلى جهاد مرير للنفس أولاً.

    2. ويحتاج ثانياً إلى صبر وثبات.

    3. ثم ثالثاً يحتاج إلى قرب من الله واستمداد للعون منه.. قال تعالى في سورة الأنفال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين* وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ".

    وكل هذه العوامل والأسباب تتحقق في رمضان، ففي رمضان نتعلم الصبر بما نؤديه من عبادة الصيام والقيام، نصبر فيهما على الحرمان من الطعام والشراب والشهوة وعلى القيام بين يدي الله مدة طويلة، فتغرس هاتين العبادتين فينا الصبر.. والقدرة على التحمل ومجاهدة النفس وشهواتها.

    ومعروف أن مجاهدة النفس هي أولى الخطوات لخوض المعارك ضد أعداء الله والأمة والدين، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: (ألا أخبركم بالمؤمن، من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب).

    وفى رمضان نتعلم الثبات بما نثبت فيه على طاعة شاقة على النفس مدة طويلة.

    وفى رمضان نحقق القرب من الله عز وجل وطاعة الله ورسوله، فتسمو الأرواح، وتتطهر من الآثام والذنوب المهلكة الطاردة من الرحمة والتوفيق والعون، فنستجلب بذلك العون من الله وتوفيقه.

    فإذا رفعنا أيدينا إلى السماء نطلب النصر استحققنا الإجابة من الله، لأننا نرفع أيدينا بالدعاء بقلوب طاهرة ونفوس ذليلة خاضعة وجلة مشفقة وهذه حالة العبد التي يريدها الله ليستجيب له دعاءه.

    ومن هنا ندرك حقيقة أن رمضان شهر الانتصارات.. وهذا ما يريده رمضان.

    إذن فرمضان يريد منا أن نجعله شهر التغيير الشامل لنفوسنا لنخرج من هذا الشهر الكريم مخلصين متقين قادرين على التحكم في أنفسنا نوقف تيار المعاصي وانهار الشهوات.

    نخرج من رمضان وقد تحسنت أخلاقنا مع أولادنا وأسرنا والناس أجمعين قائمين لليل صائمين للفرض و السنن قارئين لكتاب الله آناء الليل وأطراف النهار  عاملين به في كل أمورنا  صابرين مجاهدين في كل الميادين بما تحمل كلمة الجهاد من معاني وليس القتال فقط.

    أما من لم يفهم رمضان هكذا ويترك لنفسه المجال في القيل والقال وفعل المعاصي ما ظهر منها وما بطن فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ورب صائم لا يأخذ من صيامه إلا الجوع والعطش.

    تقبل الله منا ومنكم وكل عام وانتم بخير وبلغنا الله رمضان أعواماً عديدة

    اللهم آمين


    الإسم علىالدينارى
    عنوان التعليق جزاكم لله خيرا
    تذكرة جيدة واسلوب سلس


    عودة الى الطريق الى الله

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع