|
حديث النفس نم يا حبيبى نم بقلم أ/ سيد الطماوى
هم فلان أن يقوم لصلاة الفجر يوما ً.. وكان محافظا ً عليها دوما ً.. وفى هذا اليوم هم أن يقوم .. فلم يستطع أن يقوم.. وأحس أن شيئا ً ما يجذبه إلى الفراش.. وبدأ جسمه في الارتعاش.. استجمع كل قوته وضرب الغطاء.. ورفع جسمه واستنشق بعض الهواء.. وأوشك على النهوض والقيام.
ولكن كأن جسمه كان موثقا ً بالحبال في المنام.. وعاد إلى نومته مرة أخرى.. وكأن فوق صدره حجرا ً أو صخرا ً .. وسمع مناديا ينادى.. فالتفت لينظر من المنادى
النفس: أنت اليوم متعب.. يا صاح نم واستلق حتى ترتاح
فلان: ولكن الصلاة علينا مفروضة.. والجنة علينا معروضة
النفس: ربك يغفر الذنوب ويستر العيوب.. نم اليوم وغدا تتوب
فلان: ولكن تارك الصلاة جائر واختلف فيه.. هل هو مسلم أم كافرِ
النفس: أنت لن تتركها على الدوام.. ولكن هذه المرة حتى تستريح وتنام
فلان: أعوذ بالله رب الناس .. من شر هذا الوسواس الخناس
النفس: نم يا حبيبى .. واسترح حتى تهدأ وتنشرح .. تمدد وانطرح
فلان: أوشكت الصلاة أن تقام.. فكفى عن هذى الأوهام
النفس: الليلة مطيرة شاتية.. والبرودة شديدة قاسية.. والرياح هائجة وعاتية
فلان: ولكن الأجر عظيم والثواب نعيم.. والعذاب هو نار الجحيم
النفس: الله يحب أن تؤتى رخصه.. كما يحب أن تؤتى عزائمه
فلان: ولكن الرخصة عند الضرورة.. وليست في هذه الصورة
النفس: ستصاب بالبرد والزكام وستنام في السرير الأيام.. نم وليس عليك ملام
فلان: أنا قائم لطاعة ولن أجعل البرد شماعة.. بالله عليكِ دعيني هذه الساعة
النفس: صلها في البيت اليوم.. ولن يكون عليك لوم فأنت مشتاق للنوم
فلان: صلاة الجماعة بسبع وعشرين.. والله قال: " وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ"
النفس : هذا الأمر لمريم البتول.. فافهم يا صاحبى ماذا تقول
فلان: لو ترك الناس المساجد لن يكون فيها راكع أو ساجد
النفس: صلاة الجماعة فرض كفاية.. وقد جاءت بذاك رواية
فلان: هذا ليس جائز.. فرض الكفاية في الجنائز.. والرخصة للمرضى والعجائز
النفس: أنت إنسان متشدد.. أرح جسمك وتمدد .. نم ولا تتردد
فلان: إن جئت للصراحة ليس في الحياة راحة.. ولكن الصلاة راحة
النفس: ولكن الجسم له حقوق وإرهاقه عقوق.. نم حتى تهدأ وتروق
فلان: والله له حقوق.. وحقه أولى الحقوق.. وأولى من أي مخلوق
النفس: لكن ساعة وساعة .. ساعة مرح.. وساعة طاعة
فلان: الطاعة راحة للقلوب .. والمعصية مهلكة للقلوب
النفس: إذن انتظر حتى تقام الصلاة.. فما أجمل النوم وما أحلاه
فلان: أخشى أن يأخذني النوم ..وتفوتني الصلاة مع القوم
النفس: توكل على الله.. ونم ولا تحمل لذلك هم .. وأنا أوقظك يا عم
فلان : أنام وتوقظيني عند الإقامة.. وإلا ستكون عليك الملامة
النفس: نم يا صديقي العزيز.. فالنوم جميل ولذيذ
فلان راح في النوم وفى الأحلام
واستسلم للنفس ومعها الأوهام
ولم يستيقظ إلا والشمس تلقى عليه السلام
الثلاثاء الموافق:
13/5/1431هـ
27/4/2010م
| الإسم | احمد علي |
| عنوان التعليق | حوار واقعي ظريف |
| اخي الخبيب ابو باسم كلما قرأت لك مقامة أول مقالة عدت بذاكرتي الي ايام التقينا فيها في سجن بورسعيد وقد كنت من احب الناس الي قلبي وكنت تتحفنا بمثل هذه المقامات الخفيفة والمقالات السريعة تمنيت لو تيسرت ظروف لقاء في عافية وهناء والي ان يتم ذلك لا اجد سوي موقعنا المفضل ادخل فيه والتقيك واليوم جمعت اسرتي وخاصة ابني وابنتي اللذين يعانيان مما عاني منه صاحبك في تلك المقامة الحوارية الممتعة وأخذت في قراءتها لهم قد ضحكوا منها كثيرا ولعلها تكون احد الامور المعينة لي في تثبيت استيقاظهم لصلاة الفجر التي اعاني الامرين منهم ليواظبوا في المداومه عليها والتغلب علي اهواء النفس ووساوس الشيطان فجزاك الله خيرا اخي الحبيب علي هذا الانتاج المتميز اللذيذ |
عودة الى الطريق الى الله
|