|
هكذا علمتني الحرارة في ظل السيرة هكذا علمتني الحرارة في ظل السيرة
بقلم/ تراجي الجنزوري
§ ها هي الحرارة في هذه الأيام بلغت ذروتها.. لا تطاق بحال من الأحوال.. تكاد تذهب بالأخضر واليابس.. الكل يتفنن في اتقائها.. هذا أتى بمكيف.. الثاني اقتنى مروحة.. الثالث لا يغادر الظل.. وآخر يتبرد بالماء البارد
§ عندها تذكرت: العظيم محمد r ذلك الرجل الذي سأظل مدينا له طوال حياتي
§ في مواقف ثلاثة:-
§ رحلة الطائف.. يوم أن أغلقت مكة أبوابها.. وسدت منافذها أمام دعوة الحبيب r فلجأ المصطفى لإيجاد قاعدة بديلة للدعوة.. فوقع اختياره على الطائف حيث أنه تضاهي مكة في كثير من الأمور
§ وصف الرحلة:-
§ درجة الحرارة/ 50 درجة مئوية
§ المسافة/ حوالي 90 كم
§ طبيعة الطريق/ وعرة لا تصلح للسير
§ وسيلة المواصلات/ انتعل الحصى وتظلل بحر الشمس
§ الرفقة/ زيد بن حارثة
§ الزاد/ همة وشعور بالمسئولية
§ الباعث/ يقين استقر في القلب انعكس على الفور أعمالا على الجوارح
§ الهدف/ هداية الخلائق
§ وانطلقت الرحلة في هذا الحر الشديد.. ما من باب إلا وطرقه.. وما من طريق إلا وسلكه.. قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.. كلمة تملك بها العرب وتدين لكم بها العجم.
§ لنعلم أن لهذا الدين رجالا هم حاملوه.. ودعاة هم مبلغوه .
§ فيطوف عليهم بيتا بيتا.. يدعو.. يبلغ.. يهدي.. ينشر
§ أين هممنا ؟!
§ والواحد فينا اليوم بالرغم من وجود المواصلات.. وتوافر وسائل الراحة.. ما بلغ آية.. ما نشر حديثا.. ما جبر كسرا.. ما رقع خرقا!
§ أين الدعوة والدعاة؟
§ أين التربية والمربون ؟!
الهجرة المباركة
§ وبعد الطائف يعود إلى مكة.. فتضيق عليه الخناق.. وتضرب حوله حربا ًاقتصادية.. يحاولون بكل الطرق " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ "
§ ويخرج مهاجرا إلى ربه.. تاركا البلد الذي هو من أحب البلاد إلى الله ..خرج ليوجد مكانا وقاعدة جديدة للدعوة.. للهداية.. للتربية.. ويقع الاختيار على المدينة .
§ أياما بليالهن سيرا على الأقدام.. يبلغ الحر منتهاه.. والمسافة تعد بمئات الكيلو مترات.
§ الطريق محفوفة بالمخاطر..والعدو يلاحقه يريد بلاغ الرسالة وأداء الأمانة.. بالرغم من تلك الصعاب التي تواجهه
§ فأين نحن من بلاغ الرسالة وأداء الأمانة ؟
§ ولا شيء يحول بيننا وبين الدعوة الآن ..إلا أنه ليست هناك همة.. وليس هناك شعور بالمسئولية.. متى سنقوم.. متى سنتحرك ؟
§ ليرى الناس رجمة مجمد وشفقة أبي بكر وعدل عمر وحياء عثمان وشجاعة خالد وصبر بلال وحلم أشج .
§ وقالوا لا تنفروا في الحر
§ الموقف الثالث للعظيم محمد r يوم تبوك.. يوم العسرة.. يوم أن تخلف المتخلفون..وقعد القاعدون .. وقالوا لا تنفروا في الحر .
§ لنرى كم ضحى الأولون.. وكم بذلوا.. وكم أعطوا في سبيل أن يصلنا هذا الدين غضا طريا .
§ عشرات الأيام سيرا على الأقدام.. درجة الحرارة كانت تذيب رأس الضب إن خرج من جحره.. الطريق وعرة غير ممهدة نفد الماء في هذا الحر..وقلت الراحلة قل بالله عليك ولو كنت هناك..ماذا أنت فاعل ؟
§ أنهم رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
§ وانطلقوا في هذا الجو الصعب العصيب.. لتهيأة الزمان والمكان لاستقبال الرحمة والعدل والحكمة والشفقة واليسر .
§ وفي النهاية:-
§ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ"
§ انفروا إلى الدعوة
§ انفروا إلى الهداية
§ انفروا إلى التربية
§ انفروا إلى التزكية
§ " فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ "
§
الأحد الموافق
3شعبان 1435 هـ
1-6-2014
عودة الى الطريق الى الله
|