|
أحصاه الله ونسوه بقلم/ عبود الزمر
كل بني آدم خطّاء وخيرهم من تاب وأناب وعمل صالحاً ثم اهتدى.. والناظر في مسيرة الإنسان منذ بلوغه سن التكليف يجد أن له حسنات وسيئات ولكنه يُعظم ما يقدمه من حسنات وربما يحدث بها الناس.. في حين أنه يتغافل عن سيئاته وأخطائه فلا يكاد يذكرها أو يعتبر منها إلا من رحم ربي.
فأهل الغفلة إذا خطر على ذهنهم ما سبق وأن ارتكبوه من المعاصي بادروا إلى دفع الخاطرة وأسرعوا إلى الانشغال بأمور الدنيا واستحسنوا بعض حسناتهم.
أما أهل الذكرى فهم دائماً على وجل يراجعون ويدققون فهناك من المعاصي ما هو متعلق بحق الرب تبارك وتعالى فهم يتوبون منها على الفور ويستغفرون, ولقد كان سيد الخلق يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وهو من هو .
ولكن هناك من التجاوزات والأخطاء في حق العباد مالا تجدي معها التوبة , بل يلزم التحلل منها واسترضاء صاحب المظلمة حتى يرضى.. لأن من بغى على إنسان واعتدى عليه لابد وأن يعلم أنه معاقب في الدنيا قبل الآخرة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسرع ما يعاقب عليه العبد في الدنيا قبل الآخرة البغي وعقوق الوالدين".
وقد يظن البعض أنه غير مسئول عن أفعاله طالما أنه متبع لأوامر المسئول أو مطيع لأحد مدعي العلم فكل هذا لن ينفعه يوم القيامة ولن يفيده إلقاء التبعة على الآمر بالمعصية لأنه سيكون أول المتبرئين منه حين يرى العذاب وقد انقطعت به الأسباب وهذا يدعونا إلى مراجعة المواقف والأعمال واستفتاء أهل العلم الثقات الإثبات المشهود لهم بالفضل والتقوى والصلاح وعلينا أن نتنبه إلى أننا في عصر لا يكفي فيه الاعتماد على قول العالم الواحد بل لابد من إعمال دور المجامع الفقهية والتجمعات البحثية والعلمية المعروفة بالسمعة الطيبة وكلمة الحق الصريحة لأن الواقع السياسي معقد ومتشابك ويحتاج إلى فريق من أهل الاختصاص والنظر .
وأختم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".. فالكتاب لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أحصاها فكل عمل بني آدم مسجل عليه وسيواجهه الله تعالى به يوم القيامة "ولا يظلم ربك أحداً" فسبحان رب العزة الذي أحصى كل شيء عددا ً.. والله المستعان.
عودة الى الطريق الى الله
|