|
نصرناهم بالمقال .. ولم ننصرهم بالفعال
بقلم أ. محمد عمر
على أنغام أنشودة جميلة الكلمات يقع في القلب تأثيرها ويري على الوجه ثمرة سماعها استمعت إليها على احدي القنوات الإسلامية والتي تقول
أنا الشعب الفلسطيني *** نيران البغي تدميني
أنا المحروم من وطني *** وفي وطني شراييني
برغم الجرح لكنــــــي *** جذور العز تروينــــــي
أري بحرا قد انتفـــض *** أري شمسا تواسيني
سأثار ممن اغتالــــوا *** حمي الزيتون والديـن
ورصدت رسائل المحمول المرسلة على الشريط الإخباري لهذه القناة وما فيها من انفعالات وتأثير من المشاهدين لما يحدث لإخوانهم في غزة وهو أمر محمود لأصحاب هذه الرسائل وشعور بالمسئولية محققين قول النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ : (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
إضافة إلي غزة يري الكثير من أهل القبلة أنها هي بوصلة الإسلام وفرس الرهان الذي يدفع به المسلمين للوقوف في وجه الحرب الصليبية الجديدة على أهل الإسلام .. وإنها أخر ثغر من ثغور الإسلام يقف الإسلام خلقها .. كيف لا ؟ وهم الآن حملة ميراث الإسلام في الجهاد ولهم شرف الرباط في سبيل الله .. وأنهم حملوا أختام الدفاع عن أولي القبلتين وثالث الحرمين وأرض الرسالات ومهد الأنبياء، وهي صحوتنا الكبرى، يحمل أهلها لنا بشري النصر بإذن الله بصبرهم وجهادهم، وهي نور لنا تجلي، ومن قلوب المسلمين قريبة وللنفوس حبيبة لا نملك لها إلا الدعاء؛لما يجري لأهلها من مجازر وتقتيل لا يعرف التاريخ له مثيل تحت سمع وبصر المنظمات الدولية التي أصبحت دكاكين يهودية تمكر على المسلمين ليل نهار .
وحسنا فعلت القناة .. إذ منعت نشر الرسائل السياسية والتي تخرج عن انفعال لحظي من أصاحبها مع اتهام صريح لحكام العرب والمسلمين بأنهم أصحاب يد في هذه المذبحة، وأن مثلث المذبحة هو اليهود والأمريكان وحكام العرب ظنا منهم أنهم بذلك دفعوا عن أنفسهم المساءلة من الله وأسقطوا عن كواهلهم لوم الله ومؤاخذته ونفضوا عن أيديهم دماء المسلمين في غزة وغيرها.
ونسي أصحاب هذه الرسائل أن الجميع لطخت أيديهم بدماء المسلمين في غزة بلا استثناء .. سوف تظل سنن الله في الأمة باقية لا تتغير .. فما نزل بهذه الأمة بلاء إلا بذنوب أبنائها وما رفع الله عنهم البلاء إلا بالتوبة والعودة إلي الله وإلي رحاب دينه العظيم لأن رجال الإسلام الأوائل كانت رسائلهم لجنودهم" إنا لا نقاتل عدونا بعتاد ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أعزنا الله به ولا نخاف عليكم إلا من ذنوبكم فإذا استوينا في الذنوب هزمنا بعدتهم .. وأننا أمة مرحومة من الله ولكن عذابها بأيدي أبنائها وعلى قدر تفريطهم في دين الله وأوامره يكون البلاء عليهم مع عفو الله الكبير لهم (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير) ".
ووالله لكأنى بالله في عرصات القيامة يسأل شهداء غزة (فيما قتلتم) وهو ـ سبحانه وتعالي ـ أعلم .
ونسمع الإجابة التي تفتل المسلم في نفسه وتدميه في عينه وتذهب بسمعه وبصره وتسقط أمام الله لحم وجهه خزياً من الله .
قتلني اليهودي الظالم المغتصب بسلاحه .
وقتلني المسلم بذنوبه وعدم نصرته لي بالتوبة إليك ولم يحقق قول الله عز وجل (إن تنصروا الله ينصركم) .
وقتلني الحكام بتخاذلهم وشتاتهم وعدم توحدهم على كلمة سواء ومعاملتهم لليهود تحت مبادئ القومية والوطنية والعروبة والتي كادت ـ لولا رحمة الله ـ أن تذهب بما تبقي لنا من ديننا ، وطلبهم النصرة لنا من أبواب البيت الأبيض والأسود والأحمر ومنظمات لا يعرف عنها يوما صدقاً أو عدلاً إلا لغير اليهود وأهل الصليب الجدد ونسوا نصرة الله لهم وأنه هو وحده الذي يأتي بالنصر من عنده دون غيره (وما النصر إلا من عند الله) .
وقتلت يوم أن تخلي أولياء أمور المسلمين عن تحقيق التوحيد الخالص لشعوبٍهم وفتحوا أبواب الشرك لهم وأصبح الطائفون والعاكفون حول الأضرحة المتمسحين بأتربة القبور أكثر من حجاج بيت الله الحرام .
وقتلت يوم وضع أهل الحل والعقد في أمتي أيديهم في أيدي اليهود وأمنوا مكرهم رغم تحذير الرسول لهم ( ما خلا يهودي بمسلم إلا وحدثته نفسه بقتله) .. ولم يلتفتوا إلي قول الله عز وجل (ولن ترضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) في الوقت الذي أصابهم القلق والريبة من الصالحين من بني جلدتهم فكمموا أفواههم وحرموهم من أداء رسالتهم في أسلمة المجتمع ونفوهم رغم حاجة المجتمعات العربية والإسلامية إليهم .
وقتلت يوم فتحت بلاد المسلمين أراضيها لحملة الصليب يضربون بطائرتهم بني جلدتنا في كل مكان تحت مظلة دولية تحمل شعار الصليب بداعي عودة الحق ونصرة الضعيف .
وقتلت بأفعال أخي المسلم الذي دخل في حرب خاسرة مع الله وتعامل بالربا، وآيات الله تنادي (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) .
وقتلت بما يفعله بنات أمة الإسلام من سيقان عارية ونهود متدلية وقرأن الله يتلي عليهم ليل نهار (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي) .
وقتلت يوم استبيحت حرمات الله وأوامره، وشرع ضدها؛ فأباحوا المعازف والحرير والزنا والخنا والخمور والفجور بداعي الحضارة ومسايرة العصر ومتطلباته .
وفتلت يوم قدم إعلامنا القدوة لشبابنا من مطربين مخنثين وفنانات تافهات كاسيات عاريات وتركوا قدوتهم وأسوتهم ـ رسول الله ـ (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر) .
وقتلت يوم وقف علماء الأمة المنوط إليهم نصح الأولياء والشد على أيديهم والتحريض لله ولرسوله موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد .
فلا يحسبن أحد أنه ببعيد عن المساءلة من الله عندما يرمي بالتبعية على ما يجري في غزة من تخاذل الحكام وركونهم إلي عروشهم وتشبثهم بكراسيهم والحرص على الجلوس عليها أكثر من حرصهم على نصرة الدين والمقدسات .
أما بقية الرسائل فلا تخرج عن عدة أمور :
أولاً: الآيات القرآنية التي سطرها ـ الله عز وجل ـ في كتابه العزيز عن غدر اليهود ونقضهم للعهود ووجوب قتالهم وأن الله ـ عز وجل ـ قد أوقف نصره على مجرد القتال وأنه قرين له والذي بدأت بشائره مع تدفق دماء الشهداء.
ثانياً: الأحاديث التي تبشر بالخير الذي فيه أهل غزة من أنهم الطائفة المنصورة الظاهرين على الحق إلي يوم القيام ة.
ثالثاً: الدعوة إلي استعمال سلاح الأنبياء الذين انتصروا به وهو سلاح الدعاء لأنها سهام الليل التي لا تخطئ وأنها ترفع فوق الغمام، وهي التي أقسم الله لها "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ".
رابعاً: طلب التعبد لله وقيام الليل والاجتهاد في قراءة سورة الأنفال.
خامسا:ً رسائل لها دلالات ومعاني وتحمل بين كلماتها القليلة الكثير والكثير من المعاني أسوق إليكم بعضاً منها ؛لعل الله يحملها إلي قلوب أهل غزة بإخلاص أصحابها فتكون لهم زادا ومدداً من الله العلي القدير (لن تركع أمة قائدها محمــــــــد).
(لن نركع وفي بطون نسائنا في غزة جنين يتحرك وعلى صدورهن طفل يرضع) .
يا غزة عذراً ومثلي ليس يعتذر *** عار على السمع والبصر
(أين أنت يا صلاح الدين) .
(يا مسلمون الموت بعزة أشرف من العيش بمذلة) .
(يا أهل غزة قلوب المصريين كلها معكم) التوقيع محاصرون .
حرائر غزة تناديكم فأين النخوة وأين الشوارب.
لا تحزني يا غزة فقد رأينا آيات الله في شارون وسوف نراها بإذن الله في باراك .
والله يا أهل غزة أنتم محظوظون وأنا المحروم .
يا أهل غزة هنيئاً لكم الشهادة فإن الجنة اشتاقت إليكم .
الذي خرب المساجد في العراق هو الذي يهدمها في غزة .
غزة في قلوبنا في دمنا في حياتنا في ثقافتنا في تربية أولادنا في خاطرنا .
خمسمائة شهيد في غزة أحيوا مليار مسلم على حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله .
قذف الحذاء في وجه سفاح فصار مجرماً وقذف القنابل على أهل غزة عمل بطولي .
يا أهل غزة لا تحزنوا (فالحرب في حق لديك شريعة & ومن السموم الناقعات دواء) .
دقيقة حداد بدعة وموالاة اليهود والنصارى مسألة فيها نظر .
والله مقهور كيف يطيب لي عيش وأنا أري ما يفعله اليهود بإخواني في غزة .
يا من جعلت النار بردا وسلاماً على إبراهيم اجعل نيران اليهود على إخواننا في غزة بردا وسلام .
أما رسالتي التي أختم بها حديثي لأهلي في غزة والمرابطين على أعظم ثغر من ثغور الإسلام أقول لكم : جزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً .. والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقنا لكم والحول بين ما نشتهي لنصرتكم بسواعدنا لمحزونون .. وإن النصيحة منا ليست في موضعها فلسنا أهل لنصيحتكم .. فأنتم أكبر من أن تأتيكم النصيحة من متخلف ولكن عذره أنه يتوق إلي السير إليكم ودفع الضر عنكم بروحه ودمه .. فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .. واعلموا أن النصر صبر ساعة مضي منها الكثير .. والله لكأنى أري من بطولاتكم وتضحياتكم ودمائكم بشائر النصر بدأت في الأفق القريب .. فهنيئاً لشهدائكم جنان الخلد .. وهنيئاً لكم الدفاع عن ميراث عمر بن الخطاب في الأرض التي بارك الله فيها وحولها، واعلموا أن الله سيجعل لكم بعد العسر يسرا، وأنه مع الضيق مخرجاً ومع الهم فرجا، ومع تدفق الدماء نصرا، وكفاكم فخراُ أن الله مولاكم ولا مولي لهم وأن الله ناصركم ولا ناصر لهم فإن اليهود موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
| الإسم | المعتزة بحجابها |
| عنوان التعليق | ان كنت لاتخشي |
| ان كنت لاتخشي علي نفسك من عواقب ذنوبك فارحم من حولك فقد عذبت بني اسرائيل بذنب اذنبه رجل منهم |
| الإسم | besbes_naw |
| عنوان التعليق | لا فض فوك |
| صدقت أخي الحبيب ....
فماأكثر"الرسائل" وماأندر"الوسائل",
فوالله كلما رأيت صور المجازر والمآسي و"المخازي" التي تجري في غزة الصامدة الصابرة تواريت خجلا وحياء ازاء كلمات الأرامل والثكالى والأطفال تنطق بالصمود والتحدي والاباء والعزة ، وبصراحة تامة لأول مرة في حياتي كلها( أستحيي) لأنني مصري |
| الإسم | كمال قنصوة |
| عنوان التعليق | لكى الله |
| لكى الله يا غزة يا أرض المسلمين يا أرض التضحيات والبطولات يا أرض صلاح الدين محرر القدس غزة تنادى أين صلاح الدين لحطين اليهود الاوغاد؟!!! وسلامى الى ابطال الجماعة الاسلاميةوجزاكم الله خيراعلي هذا المنبر الدعوى اسال الله ان يبارك لكم و فيكم |
عودة الى الطريق الى الله
|