|
خواطر رمضانية بقلم/ محمود جاد الكريم
مع إقبال الشهر الكريم.. أشعـر وكأن غائباً عزيزاً على القلب قد رجع من غيبته.. وقد كان القلب يتألم لفراقه.. فلما اقبل استراح القلب وسكنت النفس.
يقبل شهر رمضان فيقبل الناس على طاعة ربهم.. ويحاول المسلم أن يعود إلى ربه.. ويريد أن يرتاح من ألم غربته عن دينه.. فبعض المسلمين يكون رمضان هو أول طريقه إلى المسجد.. وإلى سماع آيات القرآن العظيم.. وكأن هاتفاً في قلبه يقول له:
أين كنت أيها الحبيب الغالي؟!
وهل يصح أن تبتعد كل هذا البعد.. وأنت ليس لك إلا الله؟
ولن تستقيم لك دنيا ولا أخرى إلا بطاعته ومحبته.
أين كنت وفى كل الأوقات كان يناديك دينك اقبل على ربك.. ارفع يديك طالبا العون والنجاة.. اقبل على ربك ليأخذ بيديك إلى بر الأمان.
وأنا أرى وجوهاً لم أكن أراها قبل رمضان.. واشعر نحوها بحب يتدفق في القلب.. وأقول في نفسي:
هذا أخي قد اقبل على ربه.. وجاء إلى المسجد.. يلهج بالذكر والدعاء والاستغفار.
يقف في صلاة التراويح وقوفاً طويلاً.. يستمع إلى الذكر الحكيم بنفس مختلفة عن تلك التي كانت قبل رمضان.. نفس محبة للصلاة وللمصلين.. حانية على الضعفاء وكبار السن.
تجده يأخذ بيد هذا ليعينه على الوقوف.. وتجده يقوم على سقاية المصلين بين الركعات.. فإذا قرأ الإمام وجاءت آية عذاب أثناء الصلاة، اغرورقت عيناه بالدموع، وارتجف فؤاده واقشعر جلده.
آه .. كام كان محبا ً لربه وهو لا يدرى.. وكم هو خائف من الملك العظيم وهو لا يصدق عمله ذلك.
لقد فرحت بإقبال عباد الله على ربهم.. وعودتهم إلى طاعته.. فرحا ً عظيما ً أردت معه أن اسلم عليهم واحدا ً واحدا ُ.. وأقول لهم:
عودا ً حميدا ً إن شاء الله
وتذكرت حديث توبة العبد وفرح الكريم العظيم بتوبة عبده.. وذلك المثل الرائع الذي ضربه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه
"الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة.. فانفلتت منه.. وعليها طعامه وشرابه.. فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح-" (متفق عليه).
وتمنيت ألا تكون هذه العودة مؤقتة تنتهي بانتهاء رمضان.. أو تفتر بعد أيام من بدايته.
وأن تدوم تلك الهمة.. وأن تقوى تلك العزيمة.
فإن العبد لا يدري متى يلاقى ربه.. وأفضل لقاء ذلك اللقاء الذي يكون العبد فيه مقبلاً على ربه.. تائباً من كل ذنب منيبا ً عازما ً على الطاعة مسارعا ً إلى الخيرات بإذن الله.
الأحد الموافق:
3-9- 1433 هـ
22-7-2012م
عودة الى الطريق الى الله
|