|
نصارى الشام يحتجون وبشدة على أقباط المهجر بقلم/ تراجي الجنزوري
إن من ذاق رحمة الإسلام وعدل أهله وعفو أمرائه لم يكن بالسهل يوما أن يتنكر لهذا الفضل أو يجحد هذه المنة .
فالشريعة رحمة كلها.. عدل كلها.. مصالح كلها.. حكم كلها
فإذا انتقل أمر من الرحمة إلى ضدها فليس من الشريعة.
وإذا انتقل أمر من العدل إلى الجور فليس من الشريعة.
وإذا انتقلت مسألة من الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة.
وإذا انتقلت مسألة من المصلحة إلى المفسدة فليست من الشريعة.. فمحمد وشرعته أتيا لمصلحة العباد في العاجل والآجل .
نصارى الشام يحتجون وبشدة على أقباط المهجر
أدرك نصارى الشام رحمة الإسلام وعاشوا عدله.. فقد رأوا تسامحا ً منقطع النظير.. مما بهر عقولهم وأخذ بألبابهم .. وكأني بهم وقد سمعوا تلك الإساءة لرسول الله ولدينه ولحزبه من أقباط المهجر ومن بعض متطرفي فرنسا.
فانتفضوا قائلين:
ويحكم .. بئس القول قولكم.. وبئس الصنيع صنيعكم.. لقد جئتم منكرا ً من القول وزورا ً .. كبرت كلمة تخرج من أفواهكم.. إن تقولون إلا كذبا .. وبهتانا ً وزورا.
هذا كتابنا إلى أبي عبيدة بن الجراح حجة عليكم لا لكم:
" يا معشر المسلمين..أنتم أحب إلينا من الروم.. وإن كانوا على ديننا.. أنتم أوفى لنا.. وأرأف بنا.. وأكف عن ظلمنا.. وأحسن ولاية علينا "
يا أقباط المهجر.. شلت أيديكم.. وخرست ألسنتكم .
استنكار بالغ من أهل سمرقند لأقباط المهجر
وكأني بهم وهم يلقمون أقباط المهجر حجرا في أفواههم .
فقد أورد البلاذري في فتوح البلدان أن وفدا من أهل سمرقند وفدوا على عمر بن عبد العزيز قائلين له:
" يا أمير المؤمنين إن قائدك قتيبة بن مسلم هاجم مدينتنا على غدر وبدون سابق إنذار وأسكنها المسلمين".
فكتب عمر إلى عامله يأمره أن ينصب لهم قاضيا ً .. ينظر فيما ذكروا.. فلإن قضى بإخراج المسلمين أخرجوا.. فنصب لهم جميع بن حاضر الباجي قاضيا للمسألة.. فحكم بإخراج المسلمين على أن ينابذوهم على سواء..لأن الفتح كان غدرا.. ولأنه خالف قواعد الإسلام في الحرب.. ولم يملك الجيش إلا الانقياد لهذا الحكم الغريب جدا ً ..والموغل في المثالية إلى أسمى مراتبها.. وشرع الجيش في الانسحاب وإخلاء سمرقند.
فعندها قام أهل سمرقند عن بكرة أبيهم الذين شدتهم هذه العدالة الإسلامية المطلقة.. والذين ذاقوا الحكم الإسلامي في هذه السنين.. عادوا إلى الخليفة يطلبون طائعين مختارين البقاء تحت راية الإسلام .
يا أقباط المهجر..شلت يد الجاني وشاه المعتدي .
يا أقباط المهجر هذا دين نبينا
صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه وأرضاه.. يرسل طبيبه ليعالج ريتشارد قلب الأسد وكانت المعارك على أشدها .. حتى إن رجال وحاشية ريتشارد أوجسوا خيفة من الطبيب.. فلما تبين الطبيب في عيونهم الحذر.. قال لهم :
" إن المسلمين لا يطعنون من الخلف.. ولا يستخدمون الغدر..حتى لو كان لهم في ذلك فائدة كبرى.. فكيف وموت ملككم مسموما لا يجلب لصلاح الدين أي مجد".. فتناول ريتشار الدواء.. وكان شفاؤه على يد هذا الطبيب بإذن الله .
قمة المثالية
يذكر أن أحد أمراء المدن جاء معتذرا ً لأمير المؤمنين .. على ألا يعمل تحت يديه على ولاية بعد اليوم.. ويصير فردا ً عاديا ًلا واليا .
فيسأله أمير المؤمنين: ما السبب..وما العلة ؟
شيء عجيب.. ذكر له أن السبب: "مقولته لرجل نصراني أخزاك الله.. وهذه ليست أخلاقنا".
فقال الأمير: نسترضيه..ونعوضه .
فقال: نعم نسترضيه ونعوضه..ولا أعود إلى الولاية أبدا .
فيا أقباط المهجر..هذا ديننا ينطق عليكم بالحق .
دين رحمة.. دين عدل.. دين عفو.. دين صفح.. دين عفة.. دين طهارة.. دين مروءة.. دين رجولة.. دين وفاء بالعهود.. دين إنفاذ للوعود.. ليس فيه غدر ولا طعن من الخلف .
الاثنين الموافق:
8-11-1433هـ
24-9-2012م
عودة الى الطريق الى الله
|