English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - مقالات: الشعب 'لدع' - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال - دروس في الدعوة: بين مبارك والملك حسين - دروس في الدعوة: إصلاح المؤسسات بين الثورية والتدرج - الأسرة المسلمة: النشرة الطبية والصحية: 6 أطعمة تعرض المصريين لخطر الوفاة المبكرة - كتب ودراسات: الاستيطان الصهيوني أكبر جرائم التطهير العرقي في التاريخ - قضايا معاصرة: الدولة.. أم الثورة - قضايا معاصرة: وماذا بعد حوار الرئيس؟ - وراء الأحداث: المستشار زكريا عبد العزيز: 6 خطوات لإصلاح النظام القضائي -  
الاستطــــلاع
رد مصر علي سد النهضة ؟
عسكري
سياسي
استخباراتي
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم31-5-2013
  • رد مصر علي سد النهضة
  • دروس في الدعوة
  • تونس في عيون داعية
  • الإسلامى الذي نريده
  • الطريق الى الله
  • الإمام.. ودعاء الخباز
  • الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
  • الذين سبقونا
  • صلاح نهايتو في ذمة الله
  • ورحل الداعية البسام
  • الطريق الى الله

    رسالة محبّ

    بقلم/ الحبيب الجفرى

    الحمد لله.. إخوتي قادة العمل «الإسلامي» السياسي في مختلف الدول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد,,

    قبل الشروع في المقصود أُشهد الله على محبتكم والإشفاق عليكم من ساعة الوقوف بين يدي حكمٍ عدلٍ لا تخفى عليه خافية.. فإن صدقتُ في ذلك فهو ولىّ الصادقين، وإن كانت نفسي الأمّارة بالسوء قد لبّست علىّ الأمر فأسأله أن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه.. وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

    فاقبلوا من أخيكم الصغير هذه الكلمات التي سطّرها في المدينة المنورة ليخاطب بها من قلوبكم أوعية القرآن ومن أعماركم ليالي قضيتموها في تلاوته سُجّدا ً ورُكّعا ً.. وفى طلب نُصرته مسجونين ومضطهدين ومشردين.

    وتحمّلوا إخوتي ثِقَل صراحتها فإن ما تشهده الأعين وتسمعه الآذان وتفقهه القلوب والعقول من تتابع الأحداث مؤذِنٌ بخَطبٍ جلل ينزل بهذه الأمة فيصيب إيمان شبابها وثوابت ثقتهم في دينهم، وأخشى عليكم أن تكونوا من أسبابه:

    إخوتي.. نهاكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طلب الإمارة، بقوله فيما رواه البخاري ومسلم: «لا تسأل الإمارة، فإنّك إن أوتيتها عن مسألة وُكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أُعنت عليها».. فطلبتموها بل سعيتم إليها ونافستم عليها.

    وحذّركم من الحرص على الإمارة وأنذركم بأن أوّلها مَغنم وآخرها مَغرم.. بقوله فيما رواه البخاري:

    «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنِعْم المرضعة وبِئْست الفاطمة» .. فبذلتم لها الغالي والنفيس من الفكر والجهد والوقت والمال، بل من دماء شبابكم وغيرهم من شباب الأمة.. متوهمين أنها السبيل إلى تحكيم شرع الله والتحقق بالاستخلاف والتمكين.

    بينما جاء سياق الوعد صريحاً في «تكليفنا» بالإيمان والعمل الصالح، و«تكفّل» الله لنا بالاستخلاف والتمكين.. وذلك في قوله تعالى:

    "وعدَ اللهُ الَّذينَ آمنوا مِنكم وعملوا الصالحاتِ لَيستخلفنّهم في الأرضِ كما استخلفَ الذينَ من قبلهم وليُمكننّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم وليُبدلنّهم من بعدِ خوفهم أمنًا يعبدونني لا يشركونَ بى شيئًا ومن كفرَ بعد ذلكَ فأولئكَ هم الفاسِقُون".

    فتأملوا نسبة الإيمان والعمل الصالح إلينا ونسبة الاستخلاف والتمكين إليه، بل تأملوا ارتباط التمكين في الآية الكريمة بالدين وليس بالحكم.. لتدركوا مكمن القوة فيه ويتضح لكم كيف استمر انتشاره واتساعه قروناً بالرغم من سقوط الخلافة «الراشدة» بعد ثلاثين سنة من وفاة النبي وتحولها إلى الُملك العضوض كما وصفه في الحديث.

    إخوتي.. لقد أقسم النبي بالله (تعالى) أن شريعته تقتضى ألا يُعطى الإمارة من سألها، وذلك فيما رواه مسلم من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّا والله لا نولّى هذا العمل أحداً سأله، ولا أحداً حرص عليه».. فرددتم مستشهدين بقول سيدنا يوسف للمَلكِ: "اجْعَلْنى على خَزائِنِ الأَرْضِ".. غافلين عن كون الملك هو من استدعاه قائلاً: "ائْتُونِى بِهِ أسْتَخلِصْه لنفسي فلمّا كَلَّمَه قال إنّك اليوم لدينا مكينٌ أمين".

    ولعلكم نسيتم أيضاً أن يوسف (عليه السلام) نبىٌّ معصوم من أهواء النفوس وأطماعها التي حذّرنا منها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).

    وإن كان هناك من ملوك زماننا أو دُوَله مَن قد أستخلصكم لنفسه وعمل على تمكينكم أو وعدكم بذلك، فانظروا في قلوبكم بعد الأشهر القليلة التي مضت عليكم في هذا المخاض نظرة متفحِّص ناقد، وتفقّدوها هل عُصمَتْ بما عصم الله به نبيه يوسف أو أنها فُتنت بما حذّرنا منه خاتم النبيين؟

    نعم إخوتي.. أناشدكم الله أن يخلو كلٌ منكم بربّه في ساعة محاسبة قدسية صادقة ومساءلة جادّة للنفوس الأمّارة:

    كم مرة وجدتم أنفسكم تكذبون فبرّرَت لكم أنفسكم الكذب بأنه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات.. دون مراعاة للضابط الشرعي للضرورة ومشروعية التوسّع فيها؟

    وكم مرة وعدتم فوجدتم أنفسكم تخلفون وعودكم، وبرّرت لكم أنفسكم ذلك بأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المنافع، دون تحقق من صحة الاستشهاد وتعارضه مع المفسدة الأخلاقية للخُلف ونتائجه؟

    وكم مرة عاهدتم فيها غيركم فوجدتم أنفسكم تنكثون، وبرّرت لكم أنفسكم ذلك بأن الحرب خدعة، دون التزام بمصطلح الحرب في الشريعة ولا بتحريمها نقض العهود ولو كانت مع الكافر الحربي؟

    وكم من بريء اتهمتم وأنتم تعلمون براءته؟

    وكم من صادق كذّبتم وأنتم تعلمون صدقه؟.

    وأما هذه فقد عجزتُ عن الوصول إلى الأساس الذي اعتمدت عليه أنفسكم في تبريرها.

    إخوتي.. وكم من كُفء عن المناصب أقصيتم وضعيفٍ من أتباعكم ولّيتم، ومعياركم في ذلك هو مدى الانتماء إليكم والولاء لكم؟

    فهل لبّست عليكم أنفسكم أمر الولاء لكم بالولاء للدين؟

    وهل كان إيمان سيدنا أبى ذر (رضي الله عنه) ضعيفاً أو كان ولاؤه للنبي مشكوكاً فيه حين رفض النبي أن يُعطيه إمارة سألها.. قائلا ً له:

    «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها»؟

    أوَلا تخشون إخوتي الوعيد الشديد فيما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس، علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل، فقد غش الله ورسوله وغش جماعة المسلمين».

    إخوتي.. وكم من دمٍ معصومٍ مُعظّم الحرمة عند الله من شبابكم وشباب مخالفيكم تسببتم في سفكه بغير مُسوّغ سوى أن أنفسكم تُمنيكم أن هذا في سبيل الله، والله يعلم أن طلب التمكين من الإمارة ليس مما يُعد القتال فيه جهاداً في سبيل الله؟

    وكيف يُعد جهاداً في سبيل الله وهو مخالفة صريحة لهدى النبي؟

    وآه ثم أواه إخوتي.. فكم من شاب فُتن في دينه بسبب توهمه أن ما تقولونه وتفعلونه هو الإسلام بعد أن استشهدتم على ذلك بآيات من كتاب الله وكلام حبيبه ومصطفاه بغير وجهٍ معتبَر، فلم يستسغ عقله ولم يقبل قلبه أن يبقى على دين يُبرر الكذب والخُلف والغدر والقتل!

    أما تخشون إخوتي أن يتحقق فيكم الوعيد الشديد الوارد في قوله (تعالى): "إنَّ الذين فَتَنُوا المؤمنينَ والمؤمناتِ ثم لمْ يتوبوا فلهم عذابُ جهنّمَ ولهم عذابُ الحريق"؟

    أما ترتعد فرائصكم وتجفل قلوبكم من التفكير في احتمال أن تكونوا من الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً؟

    وما الذي يعصمنا من الوقوع في ذلك؟

    أوَلم يكن أُولئك القوم أهل دين مثلنا ثم غلبت عليهم أطماع نفوسهم في السلطة والمال فحرفّوا الكلم عن مواضعه؟

    وأخيرا ً..

    أُذكّركم إخوتي بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك، إلا أتى اللهَ مغلولة يده إلى عنقه فكّهُ بِرّهُ، أو أوثقه إثمُهُ». حديث صحيح رواه أحمد.

    وبقوله نفسي له الفداء:

    «ألا أُخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم؟.. خيارهم الذين تُحبّونهم ويُحبّونكم وتَدْعون لهم ويَدْعون لكم، وشرار أُمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم». رواه أحمد ومسلم والترمذي واللفظ له.

    أسأل الله ألا يحجب نقصُ الصدق عندي نورَ الحقيقة المودعة في هذه النصوص الشريفة عن قلوبكم.. وأُعيذكم بالله من أن تكونوا من المُستدرَجين.

    وأسأله ألا يَكِلكم إلى أنفسكم طرفة عين فتخدعكم بالمسارعة إلى التذرّع بأن الآخرين أيضاً فعلوا وفعلوا، أو بالمبادرة إلى رفض ما في هذه السطور والتحوّل عنه إلى استعراض عيوب كاتبها ونقائصه، وهى والله جد كثيرة.

    بل أسأله بنور وجهه الذي أشرقت له الظلمات أن يُبصّركم بحقيقة أن إساءة غيركم لا تصلح أن تكون عذراً لإساءتكم حين يسألكم الله عنها يوم يقف كل منّا بين يديه فقيراً ذليلاً عارياً.. فإنّ وبال إساءة غيرنا عائد عليه.. وإن سؤال الله لمن وقّعوا على أقوالهم وأفعالهم باسمه تعالى أشد وأعظم.

    "يا أيُّها الذينَ آمَنوا كُونوا قَوّامينَ بالقِسطِ شُهداءَ للهِ ولوْ على أنفُسِكُم أو الوالدَينِ والأقرَبِينَ إن يكُنْ غنيًّا أو فقيرًا فاللهُ أوْلى بِهما فلا تتَّبعوا الهوى أن تَعدِلوا وإنْ تَلوُوا أو تُعرِضُوا فإنَّ اللهَ كانَ بما تعملون خبيرًا".

    اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها.. وأيقظنا من الغفلة قبل فوات الـمُهلة..  يا رؤوفاً بالعباد.

    الأربعاء الموافق

    13 جمادي الآخر 1434هـ

    24-4-2013م


    الإسمعلى
    عنوان التعليققال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –
    قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في فوائد قوله تعالى عن سليمان – عليه السلام - ( وهب لي ملكا ) :اختلف أهل العلم في جواز سؤال الإمارة، هل يجوز للإنسان أن يسأل الإمارة أو القضاء أو ما أشبهها من الولايات؟! منهم من قال: إن ذلك جائز، ومنهم من قال: إنه محرم، ومنهم من فصَّل. أما من قال إنه جائز، فاستدلوا بقصة يوسف،عليه السلام (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) 55] فسأل الولاية، وشرعُ من قبلنا شرعٌ لنا، ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه. ـ كما استدلوا بحديث عثمان بن أبي العاص حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم : اجلعني إمام قومي، قال: "أنت إمامهم". أما من منع ذلك، فاستدل بحديث عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها، وإن أُعطيتها من غير مسألة، أُعنت عليها". فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الإمارة، وبين له السبب، أن من أعطيها عن مسألة، وُكل الله إليها، ولم يعنه عليها، ومن أتته من دون مسألة، أعانه الله عليها. واستدلوا أيضاً بأن رجلاً طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون عاملاً، فقال: "إنا لا نولي هذا الأمر أحداً سأله"، وهذا يدل على أنه لا يُسأل، وأن من سأل، فليس أهلاً لأن يولى. وفصَّل آخرون، فقالوا: إن سألها لإصلاح ما فسد منها، فإن ذلك جائز، إذا علم من نفسه القدرة، وإلا فلا يجوز، لأن السلامة للإنسان أسلم. وهذا القول التفصيلي هو الصحيح، لأن به تجتمع الأدلة، فإن الإنسان مثلاً، إذا رأى ولاية قام عليها شخص ليس أهلاً لها، إما في دينه، أو أمانته، وتصرفه، وهو يعلم من نفسه القدرة على القيام بها على أحسن حال، أو على الأقل بوجه أحسن مما كانت عليه، فلا بأس أن يسألها، لأن غرضه بذلك غرضٌ عملي وإصلاحي ، وليس غرضه شخصياً.أما إذا لم يكن هنالك سبب، أو يعرف الإنسان من نفسه أنه ضعيف لا يستطيع القيام به، فلا يسأل، ولا يجوز أن يسأل ) أ.هـ تفسير سورة ص ، ص 175-

    الإسمعلى
    عنوان التعليقمع حديث إن كان فى الساقة كان فى الساقة روى
    مع حديث إن كان فى الساقة كان فى الساقة روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، وإن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع) قال ابن حجر فى كتابه " فتح البارى شرح صحيح البخارى " باب "الحراسة فى الغزو فى سبيل الله " ما مختصره : قوله : ( تعس ) بفتح أوله وكسر المهملة ويجوز فتحها وهو ضد سَعِد ، تقول تعس فلان أي شقي ، وقيل معنى التعس الكب على الوجه ، قال الخليل: التعس أن يعثر فلا يفيق من عثرته ، وقيل التعس الشر ، وقيل البعد ، وقيل الهلاك ، وقيل التعس أن يخر على وجهه والنكس أن يخر على رأسه ، وقيل تعس أخطأ حجته وبغيته . وقوله " وانتكس " أي عاوده المرض ، وقيل إذا سقط اشتغل بسقطته حتى يسقط أخرى قوله : ( وإذا شيك فلاانتقش ( والمعنى إذا أصابته الشوكة فلا وجد من يخرجها منه بالمنقاش ، تقول نقشت الشوك إذا استخرجته ، وفي الدعاء بذلك إشارة إلى عكس مقصوده لأن من عثر فدخلت في رجله الشوكة فلم يجد من يخرجها يصير عاجزا عن الحركة والسعي في تحصيل الدنيا . وفي قوله : طوبى لعبد إلخ " إشارة إلى الحض على العمل بما يحصل به خير الدنيا والآخرة . قوله : ( إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة( التقدير : إن كان المهم في الحراسة كان فيها ، وقيل معنى " فهو في الحراسة " أي فهو في ثواب الحراسة ، وقيل هو للتعظيم أي إن كان في الحراسة فهو في أمر عظيم ، والمراد منه لازمه أي فعليه أن يأتي بلوازمه ويكون مشتغلا بخويصة عمله . وقال ابن الجوزي : المعنى أنه خامل الذكر لا يقصد السمو ، فإن اتفق له السير سار ; فكأنه قال : إن كان في الحراسة استمر فيها ، وإن كان في الساقة استمر فيها . قوله : ( إن استأذن لم يؤذن له (وإن شفع لم يشفع ) فيه ترك حب الرياسة والشهرة وفضل الخمول والتواضع ، المراد الدعاء له بالجنة ، لأن طوبى أشهر شجرها وأطيبه ، فدعا له أن ينالها ،

    الإسمعلى الدينارى
    عنوان التعليق الوقفة ا بين المرء وقلبه
    الوقفة ا بين المرء وقلبه بهذه المقابلة بين الأحاديث يوجب الشرع الحنيف على الإنسان المؤمن أن يقف متجردا لله محايداً بين شهوته وهواه وبين مالله تعالى من أمر يحبه فى هذا الموقع من الإحسان فيه والعمل فيه بما يحب الله عز وجل ويرضى. فإذاكان البعض يُقبل عليها ويحرص ويتكالب شهوةً ورعونةً مع عدم تقدير جيد للمسؤولية ! وآخرون يفرون منها ليس ورعاً وإنما طلباً للراحة وتهرباً من مسؤولية قد تكون واجبة عليهم! فإن التقوى بل الإيمان ليس فى هذا ؛ كما يرفض ذاك . بل يجب أن يكون الأمر لله وحده قال السلف : رحم الله عبدا وقف قبل هَمّه .. فإن كان لله مضى ، وإن كان لغيرالله توقف . وكل إنسان أدرى بقلبه وبمايقوم فيه من نية وعمل قلبى . وقد قال ابن القيم : البصير من أبصر داءه ودواءه فابتعد عن دائه ولزم دواءه . وعلى ذلك فإن المؤمن لايتهافت على الإمارة ولايحرص عليها ؛ فإنماهى حمل وأمانة ومسؤولية وابتلاء . فإن رأى أنه باب من أبواب التقرب إلى الله تعالى وهوقادرعليه ولو تركه لغيره سيفسد فيه استعان بالله استعانة المبتلى على المكروه والبلاء وإن صرفها الله عنه حمد الله تعالى حمد عبدٍ صُرف عنه البلاء وابتلى به غيره خصوصا إذاكان من سيتولى هذا المكان لن يفسد فيه . عن عامر بن سعد بن أبى وقاص أن أباه سعدا كان فى غنم له فجاء ابنه عمر فلما رآه قال :أعوذ بالله من شر هذا الراكب . فلما انتهى إليه قال : يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيا فى غنمك والناس يتنازعون الملك بالمدينة ؟ فضرب صدر ابنه عمر وقال : أسكت فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يحب العبد التقى الغنى الخفى ) رواه مسلم قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ، الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه، ولا يهتم أن يظهر عند الناس، أو يشار إليه بالبنان، أو يتحدث الناس عنه، ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علماً أن يتقوقع في بيته ولا يُعلم الناس، هذا يعارض التقى، فتعليمه الناس خيرٌ من كونه يقبع في بيته ولا ينفع الناس بعلمه، أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله ) أ.هـ ولعل الله قد ادخر جهدعبده المؤمن لميدان آخر يُرضى الله فيه أويعلم الله أن ماهوفيه خيرله مماتقدم إليه (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)..صدق الله العظيم إن الله تعالى قد يصرف عن عبده عملا هو يريده ؛ ولكن الله يعلم أنه إن عمله أبعده عن الله مسافات ، فليست العبرة بالعمل وإنما بالقلب الذى ينبع منه العمل أولاً ، والقصد الذى قصده ، والنية التى عقدها ، والثواب الذى أمله ورجاءه ، وبنتيجة هذا العمل هل يقربه إلى الله أم يباعده عنه ؟ ثم بقبول العمل فى النهاية . وكل هذه أمور الله أعلم بها من عبده . قال السلف : إن الله تعالى يغار على قلب عبده أن يسكنه غيره وقالوا : إن الله ليحمى عبده من الدنيا أكثر مما يحمى أحدنا وجهه عن الزنابير . وإن العمل الواحد ليختلف من قلب إلى آخر حسب ما فى كل منهما من نية وصدق وإخلاص ومحبة لله وتوكل على الله تعالى هذافى العبادات فمابالك بغيرها ؟ لقد تولى كثيرون ولايات فأحسنوا فيها أعظم إحسان وكتب الله لهم فيهاكل نية ،وكل نَفَس ، وكل خطوة ، وعمل وكلمة ؛ وقد جعل الله على كل كلمة من كلماتهم نوراً ،وعلى كل عمل نوراً وأثرا مباركاً فى كل مكان حتى رحلوا من الدنيا وبقى نورهم فى آثارهم . والعكس صحيح ؛ فكثيرون كانوا فى عافية وستر لك فتنتهم الإمارة ، وملكتهم شهوة السلطة فلما تولوا كان هوى النفس ، ونفخ الشيطان معهم فى كل نية وفى كل خطوة وعمل فخذلهم الله تعالى ( نسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19 ) الحشر فكانوا هم الصنف الذين قال الله عنه (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة إن من توفيق الله تعالى أن يرزق العبد البصيرة فى الإقدام والإحجام فيقدم حيث يحب الله الإقدام ويحجم فى غيره نسأل الله تعالى أن يوفقنا ويسددنا ويستعملنا لدينه ولا يستبدلنا ونسأله تعالى أن يرزقنا وإخواننا البصيرة عند ورود الشبهات وقوة القلب عند ورود الشهوات . آمين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم


    عودة الى الطريق الى الله

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع