|
أمَّموا المساجد.. فجاءتهم الثورة من الفيس بوك
بقلم د/ عبد الآخر حماد
ظل الهم الأول للنظام المصري في عصر الرئيس مبارك هو محاصرة المد الإسلامي والتضييق عليه بشتى السبل.
ولا زلت أذكر تصريحاً له في ثمانينات القرن الماضي قال فيه:
"إن الجماعات الإسلامية مرض يجب القضاء عليه" .
ولقد قامت وزارة الأوقاف في مصر منذ تسعينيات القرن الماضي بدور خطير في تأميم المساجد .. ومنع الدعاة المخلصين من ارتيادها .. بل حتى الإمامة والأذان.
حتى إنني رأيت في بعض المساجد إعلاناً قد علق في مدخل المسجد يحذر أي شخص غير من عينتهم الأوقاف من الأذان .. أو التقدم لإمامة المصلين.. وأن ذلك بناء على تعليمات من مديرية الأوقاف ومديرية الأمن معاً .
وهكذا ظن القوم أن الثورة التي ستزلزل أركان حكمهم لن تأتي إلا من المساجد وأبناء الجماعات الإسلامية.. فكان همهم محاصرة المد الإسلامي والتضييق عليه " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " .
فإذا بالثورة تأتيهم من الفيس بوك والتويتر.. حيث لم يكن يخطر ببال أحد أن يسقط نظام من أعتى الأنظمة في المنطقة العربية على يد مجموعة من الشباب الذين كان ينظر إليهم على أنهم شبان لاهون عابثون لا يهتمون كثيراً بالسياسة .. خصوصاً وأنهم ليسوا من الطبقات الفقيرة المهمشة التي كان النظام المصري ومنظروه يظنون أن الثورة يمكن أن تأتي من قبلهم .
ولذلك كانوا كثيراً ما يُرجعون ظاهرة المد الإسلامي في مصر بأنها نوع من الاحتجاج على الفقر وسوء الأحوال المعيشية.. التي تدفع أولئك الشباب إلى كراهية النظام واللجوء للدين كحل يستريحون به من واقعهم الأليم .
إن الرئيس المصري السابق لم يكتف بمحاربة الإسلام في بلده.. بل راح يرسل مستشاريه وخبراءه ليعينوا الأنظمة الأخرى في قمع الإسلاميين .. وراح يوجه نصائحه لغيره من الحكام بمحاربة المد الإسلامي.
فنحن لا ننسى أنه طلب من الرئيس السوداني "جعفر النميري" وقف تطبيق الشريعة في بلاده في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي .
كما أننا نعلم أنه في أوائل التسعينيات فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر في الانتخابات النيابية .. وأراد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد أن يوفي بما وعد به من تسليم الوزارة لمن اختارهم الشعب.. ولكن تصدى له الغرب وقادة الجيش فمنعوه من تسليم الحكم للإسلاميين.
ولم يجد الرئيس الجزائري وسيلة يحترم بها نفسه .. إذ وجد نفسه غير قادر على تنفيذ ما وعد به.. إلا أن يترك الحكم ويعيش حياته كأي مواطن جزائري.
ويومها قال الرئيس السابق حسني مبارك متفاخراً:
" إنه قد نصح كلاً من الرئيس الجزائري والرئيس التونسي بقمع الإسلاميين ".
فعمل الرئيس التونسي بنصيحته فاستقر له حكمه .. ولم يأخذ رئيس الجزائر بنصيحته فحدث له ما حدث .
ولم يدر المسكين أن الرجل الذي احترم نفسه وترك الحكم .. لأنه لم يستطع الوفاء بتعهده مهما قيل في دوافعه ومنطلقاته .. ومهما اختلفنا معه في توجهاته السياسية .. هو خير ممن يقمع شعبه.. أو حتى جزء ً منه من أجل مصالحه الشخصية ومحافظته على كرسيه .
وقد كان قصار النظر وقتها يظنون صحة ما زعمه الرئيس المصري .. فقد استقرت الأمور له ولنظيره التونسي حيناً من الدهر .. ولم يكن أكثر الناس تفاؤلاً يظن أن الشعب التونسي سيأتي عليه يوم يكون هو القدوة لغيره في القيام على حاكمه وخلعه .
حتى إني أذكر أني كنت في بعض الأحيان أعرج في خطب الجمعة بألمانيا على بعض الأحوال في البلاد العربية وما يحدث فيها من ظلم وقهر.. وكنت حين أتعرض لشيء مما يفعله زين العابدين بشعبه أجد استنكاراً شديداً من الإخوة التوانسة الذين كانوا يمثلون شريحة كبيرة من رواد مسجدي.
والغريب في الأمر أنهم لم يكونوا يستاءون من نقدي لحاكمهم .. لأنهم يحبونه.. أو لعدم صحة ما أنسبه إليه من الظلم.
فأنا أعلم جيداً أنهم يبغضون رئيسهم.. وفي مجالسهم الخاصة ينتقدونه أشد النقد .
ولكنهم يستاءون من نقدي له خوفاً منه ومن نظامه .. فإنه وبحسب قولهم له عيون على كل التوانسة .. حتى الذين في المهجر.. وهم يخشون على أنفسهم أن يبطش بهم النظام عند عودتهم لبلادهم لكونهم يُصلون خلف إمام يهاجم رئيسهم.
إلى هذه الدرجة وصل الخوف بالشعب التونسي .. لكن أراد المولى عز وجل أن ينزع الخوف من قلوب رجال منهم .. فقاموا بثورتهم العظيمة التي جعلت الدكتاتور الذي حول تونس إلى عزبة خاصة له ولأسرته يولي هارباً .
وبعده بأسابيع مضى على دربه ذاك الذي نصحه.. فبئس الناصح والمنصوح .
أما الذي لم يستجب لنصحه وفضل أن ينسحب من الحياة السياسية في هدوء .. فهو يعيش في بلده آمناً مطمئناً .. وإذا خرج إلى الشارع فلقيه الناس رحبوا به وصفقوا له .
" َواللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "
| الإسم | مجدى عبد العزيز محمد |
| عنوان التعليق | الله اكبر |
| الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد بارك الله لنا فى علمك أخى الشيخ الجليل فهذه حقيقة من يهمل اسباب نصر الله تعالى للحق فهم أغلقوا علينا المساجد للصد عن سبيل الله لآتهم لايعلموا ان لله تعالى جنود لايعلمها الا هو فعندما يأتى التأييد من الله تعالى فلا حديث عن اسباب أو غيره ففى الحديث الذى روته أمنا عائشة رضى الله عنها0 قال صلى الله عليه وسلم سيؤيد الله هذا الدين بالرجل الفاجر وبأناس لاخلاق لهم 0 أى ان الله بارادته فوق كل شئ وظلوا كذلك يخططون ويمكرون 0 ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فمهما فعلوا فالله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون |
| الإسم | أحمد محمود بدير |
| عنوان التعليق | لمحات رائعة |
| عودى يارياح الخير بكلمات وخطب شيخنا الحبيب عبد الآخر على منبر الجمعية الشرعية ونسأل الله الذى لايعجزه شئ أن نسمعه يهز منبر الأقصى وجبل عرفات ... لقد أثرت لمحات رائعة فبارك الله فيك .... وعلى منوال التوانسة فى مسجدك بألمانيا سار بعض المصريين فى السعودية فبعد سقوط حسنى مبارك ذهبت الى المسجد لنبارك للمصريين هناك فوجدت من أبارك له والله وكأنه يتلفت يمينا ويسارا وكأن حسنى مبارك معنا يسمع ويرى .. فقد جعل من نفسه بجبروته إله يخشاه الناس من أهل بلده وهم فى دولة أخرى وبعد سقوطه المدوى فحسبنا الله ونعم الوكيل |
| الإسم | عبدالله عبد المنتقم عبدالجبار |
| عنوان التعليق | .للعظة للاخوة والتجمع |
| .يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين |
| الإسم | حسن ابو حجى |
| عنوان التعليق | حرمنا هذا الكلام الطيب |
| بارك الله فيك ياشيخ عبد الاخر والله انة لكلام طيب |
| الإسم | كمال ابوعاصم |
| عنوان التعليق | عودا حميدا وكلام خطير لابد لكل مصري ان يفهمة |
| سعدنا كثيرا جدا بهذا الكلام الذي اسردة فضيلة الشيخ القدير الحبيب لكي يعلم كل من يتعاطفون بمبارك ماهو مبارك فهو عميل كبير لكافة الانظمة العربية للمصالح الامريكية والصهيونية |
عودة الى دروس في الدعوة
|