|
المُعارَضة.. وصناعَة الاستبداد
بقلم/ صالح أبو العباس
دعا الإسلام إلي المعارضة والأخذ علي يد الظالم.. بل أوجبها علي المُستطيع ونهي عن السكوت والخنوع.
ولعنَ الله بني إسرائيل في القرآن لأنهم " كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ " .. فلم يُربي محمد (صلي الله عليه وسلم) أتباعه علي متابعة الأحداث فقط .. بل دعاهم إلي تغيير مَجري الحياة بردها إلي الخير ما استطاعوا إلي ذلك سبيلاً.. فقال (صلي الله عليه وسلم):
"من رأي منكم منكراً فليغيره بيده .. فإن لم يستطع فبلسانه.. فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ".
بل جعلَ المُعارضَ النزيه الشريف مثالاً يُحتذي به فقال (صلي الله عليه وسلم): " سيد الشهداء حمزة .. ورجل قام عند إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله " .
وتربي أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مدرسة النبوة.. فكان رضي الله عنه أول من سن سنة الإلحاح علي الرعية في مراقبة الحاكم ومحاسبته ومعارضته .. حيث قال في أول بيان له بعد تولية إمارة المسلمين:
"إني قد وُليت عليكم ولسْتُ بخيركم .. فإن أحسنتُ فأعينوني.. وإن أسأت فقوموني"
يري كثير من الباحثين أن المنافقين والمبرراتية والمؤيدين هم الذين يصنعون المُستبد .. ولكن أثبتتْ التجربة المصرية الحديثة بعد ثورة 25يناير أن هناك صنفا ً آخر يصنع المستبد .. بل يضطره إلي ذلك .. يتمثلُ في المعارضة التي تعارض من أجل المعارضة.. والتي تريد أن تحرق الأرض تحت الآخر المخالف دون مُراعاة لمصالح الوطن .
أرى وكأن بعض المعارضة المصرية اتفقت علي السيناريو التالي:
1- التشكيك في شرعية الرئيس (الانتخابات مزورة.. جاء الاتفاق مع المجلس العسكري أيام شهر العسل.. جاء الاتفاق مع أمريكا)
2- التشكيك في كل قراراته .. سواء صائبة أو خاطئة (مكتب الإرشاد يحركه لا يمتلك إرادته وقراره)
3- مخالفة الرئيس في كل ما يقول (تطالبه بعودة المجلس العسكري إلي ثكناته والإطاحة بالنائب العام .. وحين يطيح بالنائب العام تعطيه درساً في القانون والانقلاب علي الشرعية الدستورية)
والنتيجة مبروك .. لديكم مُستبد يُحصن قراراته !!
بالطبع لم نتوقع يوماً من رئيس جاء بالإرادة الشعبية بعد ثورة أن يفعل ذلك ولو لمدة قصيرة مُحددة .
لكن أنتم الذين اضطررتموه إلي هذه القرارات الاستثنائية.. فبدا الرجل أمام البعض كديكتاتور.. لكنه في الحقيقة يحمى الشرعية والمسار الديمقراطي ومكتسبات الثورة منكم .
لقد كفرتم بالديمقراطية التي صدعتم بها رؤوسنا وأثبتم أنها غير مُجدية معكم.. وكم حذر رئيس الجمهورية من غضب الحليم.. وقال مرارا ً وتكراراً لكم: "لا يغرنكم حلم الحليم ".
لكنكم استمرأتم العناد ولم تُرضكم ديمقراطيته وسماحته وعفوه وظننتموه ضعيفاً فحاولتم الانقلاب عليه.. فما كان منه إلا أن اضطر إضرارا لتلك الإجراءات الاستثنائية من موقف المُدافع.. لا من موقف المُهاجم.. لأنه لم يبادر بالإعلان الدستوري إلا بعد أن استشعر بالخطر الماحق .
فلا تلوموه ولوموا أنفسكم .. وعودوا لرشدكم وعارضوا من أجل الوطن لا من أجل المعارضة .. أو لتحقيق مصالح شخصية.. أو تقديماً للمصالح الحزبية على مصلحة الوطن.. أو تنفيذاً لمؤامرات وخطط خارجية أو داخلية .. حتى لا ينهار الوطن ونبكي جميع علي الأطلال.
الثلاثاء الموافق
20-1-1434
4-12-2012
| الإسم | أبو الحسن |
| عنوان التعليق | الدعوة الى الله |
| لم أنسى أبدا ليلة أن أعلن المهندس /عاصم عبد الماجد عن جمعة تطهير الميدان فرحت أكتب تعليقات على هذا الموقع لمحاولة شرح ما يجول بخاطرى من أن المجلس العسكرى يزج بالجماعة الأسلامية فى مواجهة الثوار للقضاء عليهم معا وقدر الله لنا شر الفتنة وعاد الاخوة الى الحق وبعد ذلك محاولة الوقيعة بين الجماعة والاخوان وبين السلفيين والنصارى وبين وبين وبين وما يؤرق عينى أنه لم تستغل فرص التقارب مع شباب الثورة للخروج من عبادة العباد الى عبادة رب العباد بمعنى (الأحتواء) |
عودة الى دروس في الدعوة
|