English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
أحكام قضية خلية ماريوت ؟
ستضر العلاقات المصرية الغربية
لن تؤثر
ستضر القضاء المصري
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشره المال والاقتصاد ليوم25/6/2014
  • الخرطوم تعيد اعتقال المرأة المرتدة
  • دروس في الدعوة
  • يوم في حياة الرسول
  • الكراهية التي تحرق الدعوة والدعاة
  • قصة آية
  • وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
  • " وقولوا للناس حسناً "
  • الأحكام
  • على هامش الحج
  • دروس في فقه البيوع .. بيع المعاطاة3
  • دروس في الدعوة

    يوم في حياة الرسول

    بقلم د/ ناجح إبراهيم

    حاصر جيش الرسول صلى الله عليه وسلم مكة من كل الجهات.. هتف سعد بن عبادة: اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحل الحرمة.. رد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم سريعا ً مصححا ً ومعلما ً "اليوم يوم المرحمة اليوم تعظم الكعبة".. عزل الرسول سعدا ً لكنه لم ينس فضله وسبقه .. داوى جراح عزله بأن عين ابنه مكانه.. فإن كره مرارة العزل سكن بتعيين ابنه.. وللابن من الأب مكانه.. هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداوي الأخطاء دون أن يسيء لأحد.. أراد أن يكون يوم الفتح يوم فرحة وسعادة للجميع.. وليس يوم دماء وأشلاء وجثث.. لم يقلد السابقين أو اللاحقين من القادة الذين يسيرون بين أشلاء أعدائهم في زهو  وكبر وعنجهية.

    دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم  مكة فاتحا ً بطريقة تختلف عن جميع الفاتحين.. فهو مطاطئ الرأس حتى كادت لحيته تمس عنق راحلته .. إنه يتواضع لربه وللناس بل ولأعدائه وخصومه في أعلى لحظات الفخر والعلو في دنيا غيره.. إنه لا يريد قتل أهل مكة ولا إذلالهم .. إنه يريد هدايتهم وصلاحهم وخيرهم.. فقد رفض أن يدعو عليهم من قبل بالهلاك.. رغم أنهم عذبوه وأهانوه وشتموه وطردوه وأصحابه من أحب البلاد إليهم.. لم يتغير قلبه عليهم ولم تبدل قسوتهم رحمته.

    إنه ينظر إليهم جميعا ً كمشروع هداية.. هكذا نظر إليهم في الحديبية.. وكذلك اليوم.. فلم ينظر إليهم يوما ً بمقاييس القوة والضعف.. ولكن نظراته إلي الناس جميعا ًهي نظرة المحب لهم الراغب في صلاحهم وخيرهم..

    لم يطلب منهم شيئا ً سوى هدايتهم وحقن دماءهم.. نسى كل من آذاه أو شتمه أو سبه تسامى عن الأحقاد.. تعالى على رغبات الانتقام التي تعتري الأنفس الضعيفة في مثل هذه الأوقات.. تذكر أمر ربه "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ" "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" علم أن العفو أليق به وأكرم لهم.. فهو منهم وهم منه.. عزه عزهم.. وذلهم يسيء إليه.. أراد أن يعلم الناس أن لكل شيء زكاة .. وأن زكاة القدرة هي العفو.. أراد أن يعلم القادة والرؤساء أن ينكسروا لربهم ويتواضعوا لخلقه في لحظات قدرتهم التي يتخيلون أنها باقية.. لم يعايرهم على ما صنعوه.. إنه التغافر.. إنه الصفح الجميل الذي لا يعرف العتاب.. قال لهم:"ما تظنون أني فاعل بكم".. قالوا "أخ كريم وابن أخ كريم".. إنهم يعرفون كرمه وعفوه .. رد على أدبهم ومدحهم بعفو أعظم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"

    إنه يعلم الناس بأخلاقه وفعله دون كثير كلام.. الإسلام قدوة وخلق قبل أن يكون مظهر أو شكلا ً.. حينما أراد الشيخ محمد الغزالي أن يكتب كتابا ً عن عقيدة المسلم وجد أن هذه العقيدة لا قيمة لها إن لم تترجم إلي واقع أخلاقي يلمسه الناس عمليا ً ويرغبهم في الإسلام ويدعوهم إليه قبل نطق الدعاة بكلمة واحدة.. فكتب في البداية كتابه الرائع "خلق المسلم".

    لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً في خيمته فإذا به يجد إعرابيا ً يسل سيفه عليه وهو نائم قائلا ً: يا محمد من يمنعك مني؟.. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم في ثقة المؤمن "الله" فسقط السيف من الإعرابي فأخذه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا ً للإعرابي "ومن يمنعك مني" فقال الإعرابي "كن خير آخذ "فأثرت هذه الكلمة البليغة في الرسول صلى الله عليه وسلم وهزته داخليا ً فقال "هل تشهد ألا إله الله وأني رسول الله؟.. قال الإعرابي: لا.. ولكني لا أكون معك ولا مع عدوك "فرضي النبي منه بذلك وأطلقه

    ولكن بعضنا اليوم لا يرضى إلا أن يكون الجميع معه في خندقه كاملا ً وبكل التفاصيل وبكل الأخطاء.. وبعضنا اليوم إذا تمكن من الآخر لا يعفو عنه.. أو يكون من خير الآخذين وأكرمهم.

    إن محمدا ً صلى الله عليه وسلم لم يأت إلا ليصدر للآخرين الخلق الكريم والنبل الإنساني.. والصفح الجميل والصبر الجميل.. ولم يأت ليصدر للآخرين الغلظة والجفوة والكراهية والانتقام والأنانية والأحقاد والشماتة المتواصلة الغير متناهية.

    إنني أحيانا ً اعتقد من كثرة سلبياتنا إننا لم نعرف بحق رسالته أو نعيش فيها بقلوبنا ومشاعرنا .

    نشر في جريدة الشروق

    الأحد الموافق:

    10 شعبان 1435هـ

    8-6-2014م



    عودة الى دروس في الدعوة

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع