|
مرحبا بالعيد .. رغم الجراحات والصراعات بقلم د/ ناجح إبراهيم
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر ما تربت نفوس الصائمين في مدرسة الصيام.. وتعلمت منها درس الإخلاص لله سبحانه.. الله أكبر ما ذبحت الطمع في سلطة أو جاه أو مال أو كل ما سوى الله.
الله أكبر ما ألجمنا أنفسنا بلجام التقوى فغدت المسير إلي الله رافعة شعار "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "
الله أكبر ما سعت النفوس لحقن الدماء وأدركت أن إراقة الدماء كل الدماء هي أعظم مفسدة.
الله أكبر ما أدرك الجميع أن كل الدماء معصومة.. وما فقه الناس أن الإسلام الذي أدخل امرأة النار في هرة وأدخل بغيا ً الجنة في كلب سقته لا يمكن أن يبيح لأحد أن يريق الدماء المعصومة هكذا بغير حق.. حتى أن نظرة واحدة إلي أمتنا العربية والإسلامية تقول وكأنها أصبحت أمة الدماء من كثرة ما يراق في ربوعها من الدماء الحرام .
الله أكبر الله أكبر ما تركنا الصراع على الدنيا والتقاتل علي السلطة والحرب في غير ميدان وبلا هدف أو عنوان .
الله أكبر ما تراحمنا وتكافلنا وتواسينا وتغافرنا وتفجرت في نفوسنا ينابيع الخير والعطاء.. وبحثنا عن الفقير المسكين والمحروم فأعطيناه وواسيناه.
الله أكبر ولله الحمد ها هو العيد قد أقبل فأطعمنا الله بعد جوع.. وسقانا بعد ظمأ وأرجو من الله أن يمنحنا جوائز العيد .. ولكن العيد يخاف أن يقبل أو يأتي على أرضنا.. حتى لا يشهد الكراهية التي نبتت في قلوبنا ونغذيها لأبنائنا وأسرنا حتى يتمنى كل فريق سياسي منا للآخر شرا ً مستطيرا ً.. ويفرح كل فريق لعنت وتعب ومصائب الآخر.. فلا ينفع دك العدو لغزة في توحيد صفوفنا.. فتزداد دول العرب والمسلمين كراهية وتفرقا ً.. قطر وتركيا ومصر وإيران بدلا ً من توحدهم لردع العدوان يتصارعون على من يحمل لواء الحل .. يحدث الزلزال في مصر فيفرح البعض لذلك وكأن مصر هي عدو الإسلام.. بل يفس البعض على الفيس ويغرد على تويتر متمنيا ً لمصر زلزالا ًُ أكبر بقلب أسود يكره الجميع .. تقصف غزة وتدكها إسرائيل بعدة آلاف من الصواريخ فلا يهتم البعض بأمر إخوانه في غزة وينسى أن الدور قادم عليه وأن حماس شقيق قد تختلف معه سياسيا ً أما إسرائيل فهو عدو قتل من قبل آباءك وأجدادك وقد يقتل أولادك وأحفادك .
ينسى البعض أن غزة كانت قبل حماس وستكون بعدها.. وينسى آخرون أن مصر كانت قبل هذه الحكومة وكل الحكومات وستكون بعدهم.. الأوطان أبقى من الحكومات.. وعلاقة الشعوب أبقى وأدوم من علاقة الحكومات.. الحكومات قد تتصارع.. ولكن الأوطان دوما تتكامل وتتآلف فامتداد الجغرافيا والتاريخ لا يستطيع أحد أن يمحوه .. ولا يمكن لغزة أن تستغني عن مصر .. ولا أن تستبدل مصر بأي دولة مثل تركيا الحديثة التي لم تقدم شهيدا ًواحدا ً للقضية الفلسطينية ولم تحارب إسرائيل على مر تاريخها وتربطها بإسرائيل علاقات إستراتيجية عسكرية وهي عضو في حلف الأطلنطي الذي يجري تدريبات عسكرية مع إسرائيل .. هذا قدر تركيا ونحن لا نلومها على ذلك .
ولكن مصر دوما بصرف النظر عن كل الاعتبارات أو الحكومات التي تقودها هي التي قدمت 10/1 مليون شهيد وضعف ذلك من الجرحى من أجل القضية الفلسطينية.. قد تقصر مصر في حق العرب أو فلسطين في وقت من الأوقات.. ولكن مصر هي مصر.
أما حماس وأهل غزة فلا يستطيع أحد أن يزايد على بذلهم وعطائهم وتضحياتهم.. فقد قدمت غزة طوال تاريخها الحديث والقديم عشرات الآلاف من الشهداء.. وخلاف غزة ومصر هو خلاف سياسي وقتي سيزول بزوال أسبابه.
الله أكبر الله أكبر.. يوم العيد هو يوم بهجة وفرحة وسعادة وجمع للشمل وتلاقي للأحبة.. ولا نريد من البعض أن يحوله إلي يوم للمظاهرات أو المولوتوف أو الاشتباكات والصراع السياسي والتلاسن والتباغض.. ولا أن يحوله البعض الآخر إلي يوم للقبض على الشباب ولا ضربه بالخرطوش أو الغاز المسيل.. ولا نريد للأسر المصرية أن تتحول فرحتها إلي حزن.. وبسمتها إلي بكاء.. أخروا الصراع السياسي والمظاهرات والاشتباكات والخرطوش بعد العيد إذا كنتم مصرين على صراع لا نهاية له ولا جدوى منه.
خذوا هدنة من الصراع السياسي وأنا انتهز هذه الفرصة لدعوة الحكومة والرئيس السيسي للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المقبوض عليهم ممن لم يدانوا في أعمال عنف أو تفجير ونحوه وخاصة من طلاب ثانوي وكبار السن وطلاب الجامعات حتى يلتئم شمل أسرهم.
وقد سعدت حينما علمت أن عددا ً من شباب الثورة الذين شاركوا في مظاهرات الإخوان قد أفرج عنهم أخيرا ً في الإسكندرية.. وأرجو ألا يبقى في السجون المصرية أي أحد.
نشر في الشروق
| الإسم | خالد |
| عنوان التعليق | عيد سعيد علي مصر |
| اولا اهنئكم بعيد الفطر المبارك ويارب يكون عيد سعيد علي كل المصريين واضم صوتي لكم في كل ما ترجوه لمصر وللمصريين من الخير والسعادة لاهل مصر ونرجوا زوال اسباب الشقاق بينهم وارجوالكم دوام الصحة والعافية وكل من يعمل بالموقع وكل الاخوان في الجماعة الاسلامية بمصر وخاصة اخوان اسوان |
عودة الى دروس في الدعوة
|