|
مكالمة فائتة لم يرد عليها النسيان بقلم/ هشام فتحي
الوووووو.. الووووووو
مين معايا؟!!!
لو شاطر أعرفني
قلت له الصوت بعيد مين معايا
مش أنت هشام
نعم معاك هشام فتحي تحت أمرك
الله .. أتحداك لو عرفت الصوت ده
قلت له: بزعل جداا والله لو نسيت حد
قال افتكر كده من عشرين سنة واحد استضفته في البيت عندك 3 أيام
قلت له عصام هندسة؟
أيووووووووووووووووه عصام هندسة
يااااااه تقريبا كنت التقيته عام 1993 يعني من 21 سنة .. كبرنا والله
التحقت بالجامعة وفي أول عمل لي تحملت مسؤولية مبنى (د) في المدينة الجامعية نزولا على رغبة الدكتور حسن طه رحمه الله المبنى به طلاب كلية الطب والهندسة وكليتنا الدراسات العربية .. وضعنا خطة عمل تربوية ودعوية رائعة بخط الحبيب محمود حسين وكان ممن كان عونا لنا في الدعوة المهندس عصام صلاح الجيزة ود/ أحمد سيد والأحبة أحمد البشير ودكروري عبد النعيم دكروري والصديق إسماعيل صلاح عرفان رحمه الله وهاني الريدي من الجندية وعماد الدين زكي ومجموعة رائعة من الإخوة
أحمد البشير كان حافظا لكتاب الله قبل انتصاف الليل يخرج في ساحة المبنى لقيام الليل .. ثم يتبعه طلاب الطب والهندسة
عماد الدين زكي ودكروري عبد النعيم قبل الفجر مكلفان بإيقاظ الطلاب لصلاة الفجر
وأما المهندس عصام فكان يوعظ بعد الصلاة مع هاني الريدي وأحيانا يتقدم إسماعيل صلاح عرفان
أتذكر بعد شهرين من الدراسة تم فصل ثلاثة من طلاب الإخوان من مبنى (د) بالمدينة الجامعية
وفي اجتماع عاجل قررنا تصعيد الأمر وعدم السكوت على تصرفات الأمن تجاه إخواننا أي كان انتماؤه
بعض الإخوة تعلل بأن المفصولين من الإخوان ولا داعي لإقحامنا طالما أن الأمر بعيد عنا.
اتفقت أنا وعصام على خطة التصعيد وهي بداية إضراب عن الطعام صباحا وكانت لنا عادة في المبنى كل يوم اثنين وخميس نجمع من الطلاب بونات الغداء قبلها بليلة.. ثم ننسق مع إدارة المطعم لعمل إفطار جماعي للصائمين
وفي اليوم الذي انتوينا عمل الإضراب فيه أكثرنا من الكلمات الموجهة بعد الصلوات ووصلت رسالتنا للطلاب بالوقوف ضد هذه التصرفات ولا بد من عودة الطلاب (عبد الوهاب الشيخ ومحمد الأسواني وأخ ثالث).
تم التنسيق مع الإخوة في مبنى (أ) وفي مبنى (ب) ولكي لا يرجع أحد من الطلاب في إضرابه جمعنا البونات وبالاتفاق مع الطلاب قمنا بحرقها
في يوم الإضراب لم ينزل إلا قليل جداا من الطلاب لساحة المطعم.. بدأت التحركات من قبل إدارة المدينة وحرس الجامعة لتدارك الأمن.. ولكن دون جدوى
عصراااا نزلت أنا وعصام وبعض الإخوة بالتزامن مع نزول طلاب المبنى (أ وب)
تلاقينا وهتفت (مش هنسيبك يا أسواني إلا لما ترجع تاني) (مش هنسيبك مش هنسيبك بكرة نجيبك بكرة نجيبك)
الدكتور الناغي نائب رئيس الجامعة وصل للتفاوض معنا لفك الإضراب والانصراف .. رفضنا وانصرف الناغي وسط هتافاتنا المتسارعة.
الأمن المركزي على بوابة المدينة الجامعية وقيادة حرس الجامعة تتفاوض ولكن شعرنا باستخفافهم بنا .
مع غسق الليل وبعد تأكيدات بعودة المفصولين انصرفنا بعد يوم طويل من الهتافات والتعب
اليوم التالي لم يعد الإخوة المفصولون بل تمت إحالتي ومجموعة من الإخوة لمجلس التأديب والذي كان صادما لنا بعد خيانة وغدر قائد الحرس لنا
تحقيقات ومساءلات داخل مبنى الجامعة ثم استدعاء لمديرية الأمن والتحقيق من قبل الضباط هناك
وانتهى ذلك كله باجتماع مجلس الجامعة وأبلغونا جميعا بقرار فصلنا نهائيا من المدينة الجامعية
يومها كان المتنصر محمد رحومة عميد كليتنا وكانت بيننا وبينه معارك وصولات .
كل هذه الذكريات مرت سريعا بخاطري بعد انتهاء مكالمة المهندس عصام صلاح لي اليوم.. بينما الزمن يعود بخطى عرجاء ليستدعي ما تبقى في الذاكرة من مشاهد صنعتنا أو صنعناها .. المهم أنها مرت بنا
في الحقيقة عصام والبشير وإسماعيل ودكروري ود/ حسن طه وهاني ومحمود حسين وعماد وجميع الإخوة أشكرهم أن سمحوا لي بالتقاط هذه المشاهد معهم في أستوديو من الزمن اعتدنا أن يلتقط لنا ألبومات موجعة وصورا تلظى بها الوجدان.
في قريتنا (الكوادي) استضفت منذ عشرين سنة المهندس عصام والأخ هاني الريدي الخطيب البارع وكان هاني يخطب الجمعة وعصام يعلق بعد الجمعة وكذلك استضفت صديقي الراحل إسماعيل صلاح عرفان وكان يعظ الناس في المسجد
هذا الشباب الطاهر الذي تربى على الربانية والتضحية من أجل هذا الدين في ظروف ملبدة بالظلم والتضييق .
كنا قبلها طرائق قددا ولكن جمعنا الله متحابين وموقعين على فاتورة حسابها على الأقل كان يكلفنا الحرمان من كل شيء.. ومع ذلك مضينا
القابضون على الجمر بينما غيرهم كان يقبض على مقبض مرجيحة في منتجعات مارينا .. عض إخواننا على دينهم بالنواجز بينما غيرهم يعض بنواجزه على دولارات الليالي الملاح شكرا لكل هؤلاء القابضين على الجمر والمحتسبين للأجر.
عودة الى دروس في الدعوة
|