|
التعريض لا التصريح إن مواجهة الناس بأخطائهم .. و ذكرهم بها بأسمائهم إمام الناس هو مما يبعث فى نفوسهم الأنفة و الكبر , أو يورثهم التبلد و اللامبالاة .. و من ثم فهم لن ينتهوا عن خطئهم .. إما كبرا و إما تبلدا .
و لذلك فالسبيل الأمثل لتصحيح الأخطاء و مداواة السوءات هو سبيل التعريض لا المباشرة و التصريح .
وهذا هو هديه صلى الله عليه و سلم و طريقته, فقد كان صلى الله عليه و سلم يخاطب الصحابة فيقول ( ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا ) .
و قد روى مسلم فى صحيحة إن النبى صلى الله عليه و سلم أرسل ابن اللتبية لياتى بالصدقة , فلما أتاه صلى الله عليه و سلم اخذ أشياء و أعطى أشياء ثم قال هذا لكم و هذا أهدى لي .. فصعد النبى صلى الله عليه و سلم المنبر ثم قال : ( ما بال العامل نبعثه فى الصدقة , فياتى و يقول هذا لكم و هذا أهدى لي فهلا قعد فى بيت أبيه و أمه فينظر أيهدى إليه أم لا )
فانظر يرحمك الله كيف علم النبى صلى الله عليه و سلم ابن اللتبية و سائر الصحابة انه لا يجوز للعامل على الصدقة قبول الهدية .. و ذلك دون إن يفهم الناس من المقصود بذلك فعمال الصدقة كثير.. و كذلك ابن اللتبية نفسه لم يجد فى ذلك ادني إحراج له فما هو إلا واحد من عمال الصدقة يسرى عليه ما يسرى عليهم .
فأين الدعاة اليوم من ذلك ؟! و قد أصبح البعض مولعا بذكر الأسماء فى خطبه و دروسه يعد المساوئ و يفضح العورات دون إن يفرق بين مستتر بسوءته و مجاهر بها .
آخى الداعية : استر و لا تفضح .. و عرض و لا تصرح .. و ألزم هدى محمد صلى الله عليه و سلم فليس بعده إلا الزيغ و الضلال .
| الإسم | أمة الله |
| عنوان التعليق | أجعل نصيحتك مثمره |
| أإجعل نصيحتك مثمره
نعم أجعلها مثمره
ولعل ابتسامه فى وجه فقير ترفعك عند الله درجات |
عودة الى دروس في الدعوة
|