English
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  وراء الأحداث: إستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان هل يكتب لها النجاح؟! - قصة نجاح: د/ الغزلاني يقهر كل متاعبه وسجنه ويحصل علي الدكتوراة في الحقوق - الأسرة المسلمة: إلى ابنتي الحبيبة ..كيف تصنعين رجلا ً - دروس في الدعوة: وداعا للفوضوية.. نحو استثمار أمثل للجهود والطاقات ... - قصة نجاح: الشيخ/ محمد زكي : نحن في عالم حيران.. والحل هو.. واتبعوه لعلكم تهتدون - الأحكام: أحكام نقل وزراعة الأعضاء، ضوابط الجواز والمنع - اللقاء الأسبوعي: تحولات المبادرة.. وكيف تطلب العلم -ج2- من حوارنا مع الشيخ رجب حسن - الفتاوى: نذرت لله أن أكفل أطفال أيتام, فهل يجوز أنأكفل أبناء أخي؟ - الفتاوى: الاحتفال بشم النسيم - الفتاوى: الأعياد التي يجوز التهنئة فيها.. - الفتاوى: شروط الأضحية من حيث الشكل والحجم - دراسات أدبية ونقد: النشرة الثقافية -30- مثقفو مصر والأردن ضد التطبيع، فيلم علوم الإسلام الدفينة، البغاء الثقافي، وأوقفوا بيانات حقوق الإنسان - متنوعات: النشرة الاجتماعية للجماعة الإسلامية أسرة أحمد السيد تواجه السرطان بقلب أسد ,وأفضل رسالة دكتوراه لعام 2009 تمنح للدكتور كمال تمام - الفتاوى: حكم العمل في السياحة.. - الفتاوى: حكم التصرف في الفوائد الربوية.. - الفتاوى: حكم الاقتراض من البنوك الربوية من أجل الزواج.. - الفتاوى: حكم التأمين التعاوني والزكاة على مدخراته.. - الفتاوى: حكم العمل بشركات التأمين.. - الفتاوى: حكم الانتفاع بالعين المرهونة.. - الفتاوى: حكم رد الدين من مال به ربا.. -  
الاستطــــلاع
الذي ينقص الحركة الإسلامية:
التربية والعلم بالشرع
العلم بالواقع والقيادة الحكيمة
روح الابتكار والتجديد والإبداع
الحوار والوحدة بين تياراتها
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة اخبار مصر .. الخميس 22 ابريل 2010
  • النشرة الاقتصادية.. الخميس 22-04-2010
  • مقالات
  • الرحيل إلي اللا مكان‏..‏ مأساة فلسطينية جديدة , وعود لا تصدق ولا تنصان..عهود مع اللي مالهُش أمان
  • مختصر الصحافة المصرية من 'القدس العربي' لحسنين كروم
  • اللقاء الأسبوعي
  • السادات ضحك على إسرائيل والسوفيت ومراكز القوى -ج7- من حوارنا مع د/ محمود جامع
  • تعلقت مع أ.د/ سالم نجم على مواسير الصرف .. وعملنا سويا ً عمال تراحيل ج6 من حوارنا مع د/ محمود جامع
  • الفتاوى
  • هل الثواب والعقاب يلحق بالعزم عل الفعل.
  • الحج أولى أم تزويج البنات
  • دروس في الدعوة

    وداعا للفوضوية.. نحو استثمار أمثل للجهود والطاقات ...

     الحلقة الثانية -   بقلم /أسامة محمد عبد العظيم

    والآن.. بعد أن تعرفنا على معنى الفوضوية في المحطة الأولى من رحلتنا المباركة..فقد وصل بنا المقام إلى المحطة الثانية، وهى بعنوان: لماذا الحديث عن الفوضوية؟!..

    ولعل السائل يطرح هذا السؤال, ويقول: ألم يكن الأجدى أن نتحدث عن خطورة إهدار الأوقات وتضييع الأعمار دون فائدة؟!, أوليس من يغفل قيمة وقته وشرف زمانه أولى وأجدر باللوم والتقريع ممن يعمل ويبذل ويجتهد.. ولو في غير نظام وبدون تخطيط؟!, ونقول للسائل الكريم.. معك حق في سؤالك.. ولكن الواقع إن الفوضوية أخطر بكثير من تضييع الوقت وإهداره, فالذي يضيع وقته ويجلس يومه فارغا ً من غير عمل نافع مفيد يشعر غالبا ً بأن لديه مشكلة, وأنه على خطأ.. ولعله حين يأوي كل ليلة إلى فراشه يؤنب نفسه, ويراجع سجل يومه فإذا به فارغ من الأعمال.. وهنا يتولد لديه وازع داخلي للتغير إلى الأفضل.

    بعكس الإنسان الفوضوي فهو غارق في مشكلة عويصة ولا يشعر بها.. تراه يبذل جهدا ً كبيرا ً, ويتعب تعبا ً شديدا ً, ويظن في نفسه أنه قد قام بواجبه وأدى ما عليه.. وأنه لم يأل جهدا ً ولم يدخر وسعا ً – وهو كذلك بالفعل – ولكن الحقيقة المؤسفة أنه يعمل من غير فائدة, ويبذل بدون هدف واضح محدد.. يظن أنه إنسان فعال وما علم أن الفعالية لا تعني مجرد بذل الجهد بقدر ما تعنى أن يوضع هذا الجهد في مكانه المناسب.

    لذا كان لا بد من الحديث عن الفوضوية.. ولابد أيضا ً من الوقوف مع النفس وقفة صارمة, تقيم فيها أعمالها, وتعيد ترتيب أولوياتها, وتتأكد من وضوح هدفها وجلاء طريقها, ثم تحزم أمتعتها وتسير متوكلة على الله عز وجل.

    هذا, وإن من أهم الأسباب التي تؤكد بشدة على الحذر من داء الفوضوية ما يلي:

    أولا ً: لأن الفوضوية تنافي قيمة النظام:

    وقد أعلى الإسلام شأن النظام وحث عليه, وجعله معلما ً بارزا ً لأمة الإسلام في كافة شئونها.

    ففي الصلاة يقول المصطفي صلى الله عليه وسلم: (استووا, ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم).

    وفي الجهاد يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ).

    يقول الدكتور/ عبد الكريم زيدان – في كتاب  أصول الدعوة : النظام وسيلة جيدة لابد منها لحسن استخدام الجهود, وتوجيهها على نحو مثمر في مجال الدعوة إلى الله..  وبالتالي زيادة فرص نجاح الداعي في بلوغ هدفه, وبدون النظام تتبعثر الجهود, ويكون السير على غير هدى.. والإسلام هو دين النظام, فالصلاة تؤدي بنظام من جهة الوقت, ومتابعة المأموم للإمام.. وكذا في العبادات الأخرى مثل الحج والصيام والزكاة " انتهى  ص (463).

    إذن فالفوضوية هي ألد أعداء النظام.. فلا ينبغي للمسلم الذي أدرك حقيقة الإسلام وتعظيمه لشأن النظام أن تتصف أعماله بالفوضوية, أو تتسم جهوده بالعشوائية.

    ثانيا ً: لأن الفوضوية تنافي الإحسان:

    والإحسان هو أعلى مراتب الدين, وقد أمرنا الله به, وحث القرآن أهل الإيمان على توخي الإحسان في كل أعمالهم فقال عز من قائل: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ), بل المولى عز وجل جعل الدنيا مضمارا ً للتنافس بين الناس في إحسان العمل: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ً).. بل كتب الله تعالى الإحسان على كل شيء, حتى في ذبح الحيوان الأصم.

    وعلى ذلك.. فالإحسان في قاموس المسلم لا يقف عند حدود أداء العمل وبذل الجهد, وإنما يتعداه إلى ما هو أعمق من ذلك, وهو إتقان العمل وتجويده, وتوجيه الجهد والطاقة في الأولى والأنفع والأعظم ثمرة...وكل هذا نقيض الفوضوية وعدم النظام.                                  

    ثالثا ً:  لأن الواجبات أكثر من الأوقات:

    فالواجبات في هذا الزمان كثيرة, والأعمار قصيرة.. وليس هناك مجال لإهدار العمر في غير ما هو أنسب وأنفع وأجدى, فضلا ً عن إهداره في غير فائدة.. ومن تأمل أعمار الناس في هذا الزمان وأخضعها لعملية حسابية بسيطة سوف يدرك فداحة الخطب وخطورة الموقف.

    فلو تأملت على سبيل المثال في حال أكثر الصالحين اليوم, فستجد أن الكثرة الغالبة لن تلتزم  طريق الصلاح  إلا في حدود العشرين تقريبا ً..  وبناء على حديث النبي صلى الله علية وسلم: (عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين), يكون ثلث العمر قد فات دون استفادة ملموسة, ويتبقى من العمر أربعون سنة.. هذه الأربعون غالبا ً تنفق كالآتي: ثلثها في النوم, وثلثها في الدراسة أو في العمل, والثلث الأخير – وهو ما يقارب ثلاثة عشر عاما ً تقريبا ً – تنفق في الشئون الدينية, والأعباء الدنيوية: كالطعام والشراب والزواج ورعاية الأولاد والسفر وزيارة الأقارب وغيرها.

    فبالله عليك كم تبقى من العمر للتنافس في شئون الآخرة؟!, وهل تحتمل هذه السنون الباقية أن تهدر فيما هو أقل نفعا ً وأدنى فائدة؟!, أليس حريا ً بكل عاقل إذن أن يقف مع نفسه طويلا ً قبل القيام بأي عمل, وأن يمعن النظر لينتقي من الأعمال ما هو أهم  وأولى وأجدر؟!,.      

    رابعا ً: لأن الفوضوية هي أخطر أدواء الإسلامي المعاصر:

    فكثيرا ً من العاملين للإسلام لا ينقصهم الصدق والإخلاص, والبذل والتضحية, بقدر ما ينقصهم العمل الجاد المنظم, ولعل المتأمل في حقل الدعوة الإسلامية يجد إشكالية غريبة لا تخفي عن كل ذي عينين.. فما أكثر عدد المتدينين والمتمسكين بالإسلام, وما أشد عاطفتهم.. ولكن أين الثمرة؟!, وما هي النتيجة التي تحققت لكثير من الأعمال بذل فيها من الوقت والجهد الكثير والكثير؟!,.

    إن العمل الإسلامي قد يكون ثريا ً بما يمتلك من طاقات وجهود, ولكنها في الحقيقة غير موظفة كلها, والموظف منها موظف جزئيا ً أو بطريقة سيئة.. تلك حقائق ينبغي أن نصارح بها أنفسنا, ولا نستغرب هزال الثمرة, وضعف النتيجة الموجودة, فحين يسير العمل دون قواعد مدروسة وأصول راسخة, وحين يتم بصورة غير منهجية, وحين لا يعرف العاملون للإسلام ما يجب عمله اليوم وما ينبغي تأجيله للغد, وحين لا يفرق بين المهم والأهم, وبين غير المهم والمهم, ولا ترتب الأعمال طبقا ً للأولويات.. فحينئذ يحدث الخلل.

    فعلى الدعاة المخلصين إذن أن يطلقوا الفوضوية طلقة بائنة حتى لا تضيع جهودهم سدى..  وعليهم أن يدركوا أن القليل من العمل مع المداومة والنظام خير من الكثير مع الفوضى والانقطاع.

    وهنا حان  الوقت لنغادر هذه المحطة.. وحتى نحط رحالنا في محطتنا القادمة بإذن الله.



    عودة الى دروس في الدعوة

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع