|
في يوم مولدك يا سيدي.. نجدد عهدنا معك.. بقلم د/ ناجح إبراهيم
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء والبيعة والمحبة والمتابعة ما استطعنا إلي ذلك سبيلا, ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين, ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب والولاء العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا, نعاهدك يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات, أو بالفروع دون الأصول, وألا نحول الخطأ إلي خطيئة, والصغيرة إلى كبيرة......
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن قضايا أمتنا المصيرية.. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل والمراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول فرعيات فقهية أو فكرية لا طائل من حسمها .. لأنها محل للتعددية المحمودة .
فلن نكون يا سيدي أبداً ممن يسألون عن دم البعوض.. ودم ابنك الحسين مراق.
أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية أو فرعية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول ( صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص والنفس والنفيس.. حتى يدركنا الموت .
ونعاهدك أن نعطي كل ذي حق حقه.. فلديننا حق علينا.. وكذلك جيراننا ومواطنينا من المسلمين وغير المسلمين.
ونعاهدك أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله.. دون إفراط أو تفريط.. أو غلو أو تقصير.. أو زيادة أو نقصان.
ونعاهدك أن نعترف بأخطائنا.. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار.. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحاً أو توجيهاً أو نقداً بناءً.. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا.. ومع من يظلمنا.. ومع المسلمين وغير المسلمين.. ومع الصالحين والفاسقين.
فبالعدل قامت السماوات والأرض.. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل.. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة.. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
فبالعدل أتيت يا رسول الله.. وبه حكمت وأمرت.. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع.. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها.. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق.. وأن يكون شعارنا مع العصاة والشاردين.. "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله.. لا ننتظر أجراً من أحد.. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.. وأن يكون شعارنا في دعوتنا: " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ".
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى دائما ً أن نكون دعاة لا قضاة.. ودعاة لا بغاة.. وأن نعمل بالمثل العظيم : "اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق.. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده.. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق.. ويبشر ولا ينفر.. وييسر ولا يعسر.. ويحبب الناس في الإسلام والدين ولا يبغضهم فيه .. ويجذبهم ولا يطردهم .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
الأحد الموافق:
20-3-1433هـ
12-2-2012م
عودة الى دروس في الدعوة
|