English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  قضايا معاصرة: الثورة المباركة.. دروس وعبر - دروس في الدعوة: معمر القذافى.. من جنون العظمة إلى مزبلة التاريخ - ديوان الشعر: رسالة إلى 'قصر العروبة'.. للشاعر/ هشام فتحى - وراء الأحداث: ليبيا.. الموضوع في الشعب - متنوعات: وعلي خطي الانتصارات .. الجماعة الإسلامية بالإسكندرية .. عود حميد - أشركنا في مشكلتك: الحوار بيني وبين ابني الوحيد مفقود, فما الحل؟ - قضايا معاصرة: يوميات مواطن عادي(172) .. عبد الله بن عفيف - قضايا معاصرة: الإعلام المصري.. وصفر المونديال - الأسرة المسلمة: يوم النصر.. ووقفة نصارح فيها أنفسنا - الطريق الى الله: ثورة الضمير.. ودعوة للتنحي - قضايا معاصرة: القذافى ينتحر - الدفاع عن الإسلام: التحرش بلجنة الدستور والمادة الثانية - بيانات: ادانة واجبة - قضايا معاصرة: يوميات مواطن عادي (171) .. الوفاء - متنوعات: مؤتمر جماهيري بأسوان احتفالا ً بالنصر - متنوعات: الموقع يتابع وقفة أسر المعتقلين السياسيين أمام القضاء العالي - متنوعات: مصر.. وقفات وإضرابات - دروس في الدعوة: أمَّموا المساجد.. فجاءتهم الثورة من الفيس بوك - اللقاء الأسبوعي: 'رحيق العمر' ج1 من الحوار مع المستشار طارق البشري - كتب ودراسات: د/ ناجح لبى. بى. سى العربية: ينبغي الإفراج عن د/ عمر وآل الزمر -  
الاستطــــلاع
ما رأيك بالتعديلات الدستورية الأخيرة
حققت طموحاتى
غير كافية
خطوة على الطريق
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة اخبار مصر ... الثلاثاء 1 مارس 2011
  • أخبار مصر الاقتصادية ألثلاثاء 1 مارس 2011م
  • مقالات
  • الملفات العاجلة, بعد شهر من الثورة, الثورة المضادة: كيف المواجهة
  • أقوال الصحافة من القدس العربي.. حسنين كروم
  • أشركنا في ...
  • الحوار بيني وبين ابني الوحيد مفقود, فما الحل؟
  • سافرت للخارج ولا أستطيع العيش بدون أولادي.. فماذا أفعل؟
  • الدفاع عن الإسلام
  • التحرش بلجنة الدستور والمادة الثانية
  • قراءة في أسباب سحب كتاب د. عمارة "تقرير علمي"
  • الذين سبقونا

    ابن المبارك ـ 2 ـ الفقيه المعطاء

    بقلم أ. محمد بكري الفيومي

    - قال عبد الله بن سنان : " قدم ابن المبارك مكة وأنا بها، فلما خرج شيعه سفيان ابن عيينة.. والفضيل بن عياض.. وودعاه.

    -  فقال أحدهما :" هذا فقيه أهل المشرق.. فقال الآخر : وفقيه أهل المغرب " تذكرة الحفاظ للذهبي (1/256).

    - أيها القارئ الكريم : هذه شهادة رجلين من أكابر وسادات المسلمين - وهما بالمسجد الحرام - بفضل ومكانة ومنزلة ابن المبارك رحمه الله.

    - ولم يكن هذا رأي بن عيينه والفضيل رحمهما الله فحسب، بل شهد القاصي والداني بعلو منزلة ابن المبارك.. ليس في زهده وورعه وتقواه فحسب.. بل في فقهه وعلمه وجوده وكرمه.

    - وإليك بعضاً من أقوالهم :-

    - قال محمد بن المعتمر بن سليمان : قلت لأبي : "يا أبت، من فقيه العرب؟

    - قال : سفيان الثوري.

    - فلما مات سفيان قلت : يا أبت من فقيه العرب؟

    - قال : عبد الله ابن المبارك ".. ابن أبي حاتم ,أبو نعيم في الحلية(8/163).

    - "قال إبراهيم بن شماس : رأيت أفقه الناس.. وأروع الناس.. وأحفظ الناس.. فأما أفقه الناس : فعبد الله ابن المبارك، وأما أورع الناس : فالفضيل بن عياض.. وأما أحفظ الناس : فوكيع بن الحراج" تاريخ بغداد(10/164).

    - قال عبد الرحمن بن مهدي : " الأئمة أربعة" : سفيان الثوري , مالك بن أنس , وحماد بن زيد وابن المبارك" تهذيب الأسماء للنووي(1/285).

    - ولقد بلغ من علو منزلته أن رجلاً بحجم أبي إسحاق الفزاري يقعد بين يديه كما قال المسيبة بن واضح قال : " رأيت أبا إسحاق الفزاري بين يدي ابن المبارك قاعداً يسائله"

    - فلقد بلغ من مكانته أن العلماء كانوا يشكون في دين من ينتقص منه شيئاً .. وهذا قلما اتفق لأحد غيره "

    - قال أسود بن سالم : " كان ابن المبارك إماما يقتدي به.. كان من أثبت الناس في السنة إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك فاتهمه علي الإسلام " تاريخ بغداد(10/168).

    - يرحم الله ابن المبارك لقد كان رجلاً من طراز قلما يتكرر في الأمة إلا من رحم الله.. وجد فيه العلماء الإمام القدوة والمرجع الصالح الذي لا تداخله شبهة في دينه، حتى أنه كان قد اجتمع نفر من أهل الحديث إلي عبد الرحمن بن مهدي عندما قدم بغداد فقالوا له : جالست سفيان الثوري وسمعت منه , وسمعت من عبد الله فأيهما أرجح؟

    - "فقال : ما تقولون؟! لو أن سفيان جهد جهده علي أن يكون يوماً مثل عبد الله لم يقدر " تاريخ بغداد (10/161)

    - ثم قال " ما رأت عيناي مثل سفيان.. ولا أقدم علي عبد الله ابن المبارك أحداً " الحلية (8/163).

    - أيها القارئ الكريم : كان هذا طرفاً من أقوال أكابر العلماء في حق ابن المبارك، ولو ذهبنا نذكر أقوالهم جميعاً وما وسعنا المقام.. ولكن فيما ذكرنا كفاية.

    - "كفى ابن المبارك أنه في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس" تاريخ بغداد (10/156).

    - ولهذا وغيره من الخصال الحميدة تهافت الناس لأخذ العلم عن ابن المبارك الذي ذاع صيته واتسعت حلقته وكثر تلاميذه.

    - لذلك حدث عنه سفيان بن عيينة.. وأبو إسحاق الفزاري.. ويحيي بن سعيد القطان.. وعبد الرحمن بن مهدي.. وعبد الله بن وهب.. ويحيي بن أدم.. وعبد الرازق بن همام أبو أسامة.. ويحيي بن معين.. وهذا ما حدا بالنسائي رحمه الله أن يقول : " لا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك ولا أعلم منه , ولا أجمع لكل خصلة محمودة فيه " ابن حجر في تهذيب التهذيب (5/378).

    - وكان الإمام أحمد يقول : "ما أخرجت خراسان مثل ابن المبارك " كتاب الورع(113).

    - كان ابن المبارك علماً قوياً في الحق لا يخشى في الله لومة لائم.. فلم يكن يتردد في التحذير من أهل البدعة، وقد حرم علي الناس أخذ العلم عنهم - وخاصة عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة في زمانه - وكان يقول لطلبة العلم:

    أيها الطالب علماً      ائت حماد بن زيد

    فخذ العلم بحلم      ثم قيده بقيد

    وذر البدعة من      آثار عمرو بن عبيد

    - كان يصف الجهمية والقدرية بما وصفهما به شيخه سفيان الثوري الذي كان يقول : "الجهمية كفار والقدرية كفار".. ومن صلابة دينه وقوته في الحق أنه لم يذل نفسه علي أبواب السلاطين، فصان بذلك دينه وشرفه وعلمه، وكان يكره عطاياهم وينصح من أخذ هداياهم بالتصدق بها كما فعل مع أبي إسحاق الفزاري عندما أعطاه الرشيد ثلاثة آلاف دينار ومركوب.. فتهرب الفزاري بكل ما عنده من حجج وعندما لم يجد بداً أخذها، فلقيه ابن المبارك فنصحه بالتصدق بها.

    - ولم يكن ابن المبارك هو العلم الفقيه فحسب، بل كان جواداً كريماً سخياً معطاءاً يجود بكل ما يملك.

    - فمن كرمه رحمه الله ما حكاه ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية(10/178).

    - قال : خرج ابن المبارك مرة إلي الحج، فاجتاز بعض البلاد فمات طائر معهم فأمر بإلقائه علي مزبلة هناك.. وسار أصحابه أمامه وتخلف هو ورائهم، فلما مر بالمزبلة إذ بفتاة تخرج من دار قريبة.. فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته وأسرعت به إلي الدار.. فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة.. فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شئ إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى علي هذه المزبلة.. وقد حلت لنا الميتة منذ أيام.. وكان أبونا له مال فظُلم وأخذ ماله وقتل.. فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله : كم معك من النفقة؟

    - قال : ألف دينار.. فقال: عد منها عشرين ديناراً تكفينا إلي مرو وأعطها الباقي.. فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع"

    - فانظر رعاك الله إلي فقه الرجل.. كيف ترك حجة عامه هذا في مقابل سد جوعه الفتاة وأخيها.. وقد كان ابن المبارك سخياً كريم اليد فلم يقتصر علي إعطائها دنانير تسد جوعتها فحسب، بل أعطاها ما لديهم بعد ما يكفي إيصالهم إلي "مرو ".. ولك أن تتخيل لو كان أحدنا مكان ابن المبارك.. فماذا هو صانع سوى إعطاء هذه الفتاة من الألف دينار.. أكان يعطيها النصف؟!!

    - أي نفس هذه التي تجود بآلاف الدنانير.. إنه ابن المبارك سخي اليد كريم النفس.

    - مشهد أخر من مشاهد كرم هذا الرجل في صحبة إخوانه من أهل مرو، وهم يسألونه الصحبة إلي مكة يقولون له : نصحبك يا أبا عبد الرحمن؟

    - فيقول لهم : هاتوا نفقاتكم، فيأخذ ما معهم من مال فيجعله في صندوق ويقفل عليه ثم يكترى لهم ويخرجهم من مرو إلي بغداد.

    - فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلواء ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زى وأكمل مروءة حتى يصلوا إلي مدينة الرسول (صلي الله عليه وسلم).. فإذا صاروا إلي المدينة قال لكل رجل منهم : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها.. فيقول : كذا، فيشتري لهم.. ثم يخرجهم إلي مكة فإذا وصلوا إليها فقضوا حوائجهم قال لكل منهم : ما أمرك من عيالك أن تشتري من متاع مكة؟

    - فيقول : كذا.. وكذا.. وكذا، فيشتري لهم ويخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلي مرو.. فإذا وصلوا إليها جصص أبوابهم ودورهم فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق ودفع إلي كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه " صفة الصفوة لابن الجوزي (4/116).

    - مشهد ثالث من مشاهد جوده وكرمه ومروءته :

    - جاءه رجل سأله أن يقضى ديناً عليه.. فكتب له إلي وكيله , فلما ورد الكتاب علي الوكيل سأله : كم الدين الذي سألت فيه عبد الله بن المبارك أن يقضيه عنك؟

    - قال: سبعمائة درهم فنظر في الكتاب فإذا قد أمر له بسبعة آلاف درهم.

    - فكتب إلي عبد الله :" إن هذا الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم وكتبت له سبعة آلاف درهم وقد فنيت الغلات"

    - فكتب إليه عبد الله بن المبارك : إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر قد فني فأجز له ما سبق به قلمي" تاريخ بغداد (10/158)

    - ماذا عساه القلم أن يكتب معلقاً علي مشاهد الكرم والجود والمروءة التي اتسم بها ابن المبارك.. وهو الذي جعله قريباً من الله قريباً من الناس، فالنفوس جلبت علي حب من أحسن إليها وأكرمها.

    - والعاملون للإسلام اليوم أحوج ما يكونون إلي التحلي بهذه الصفات التي من شأنها أن تجعل للدعاة قبولاً بين الناس.. إن الجود والكرم وبسط اليد بالمعروف دليل علي سماحة الطبع وطيب الأصل وأصالة المعدن.. وكم من الدعاة اليوم من يحسن الكلام تأصيلاًوتقعيداً وتنظيراً عن خصال من الخير ثم إذا جئت تنظر إلي مواقفه العملية وجدت حاله بمعزل عن قوله.

    - وقد كان المأمول أن ترنو خطبه ودروسه  به إلي أعلي القمم السامقة ولكن هيهات..هيهات.

    - لقد كان ابن المبارك درساً عملياً بخصاله التي تخلق بها، ولعل هذا هو مفتاح القبول له بين عباد الله.

    - إن الكرم في حياة الدعاة يعني أن الداعي قد استعلي بدينه علي مباهج الحياة الدنيا.. ومن ثم لم تعد تسترق دينه وأخرته فيهون من أجل ذلك الجود والإنفاق والتصدق.. كل ذلك رغبة فيما عند الله.. وما عند الله من رضوانه وجنته يسع الخلق جميعاً، فإذا تنافس الناس فيه وسعهم وأراحهم من عبادة الدرهم والدينار، ومتى بلغوا ذلك كان لقولهم في الناس أبلغ الأثر.

    وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

    ابن المبارك ـ 1 ـ سخي الدمعة.. كريم النفس


    الإسمsafwat
    عنوان التعليقالسابقون الاولون
    رحم الله ابن المبارك رحمة واسعه وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وبارك الله في فقيهنا الشيخ محمد بكري الفيومي

    الإسمابو مشعل
    عنوان التعليقالسلف الصالح من الأمة
    رحمة الله عليك يابن المبارك ويكفي اسمك المبارك والله أن اعين تدمع لمثل هذه المواقف منالكرم أين نحن الآن منهذا الكرم اين الأغنياء في عصرنا والأثرياء الا يخجلوا من أفعال ومواقف ابن المبارك


    عودة الى الذين سبقونا

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع