English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
الهجوم الإسرائيلي علي غزة ؟
أضر بإسرائيل
أضر بحماس
أضر بالشعب البنغازي
أضر بهم جميعاً
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • تجدد القصف في غزة واستشهاد عائلات بأكملها
  • تواصل إجلاء الأجانب من ليبيا لانعدام الأمن
  • أشركنا في ...
  • أنا مدمن.. ومن أسرة صالحة.. فماذا أصنع؟
  • ما سبب واقع المسلمين المر في أفريقيا؟
  • دروس في الدعوة
  • وداعا ً شهر رمضان .. فقد أسعدت الجميع
  • مرحبا بالعيد .. رغم الجراحات والصراعات
  • ديوان الشعر
  • دموع مصر
  • مش أوصفلك للشاعر/ هشام فتحي
  • الذين سبقونا

    أبو العباس وعجائز نيسابور

    بقلم د/ ناجح إبراهيم

    ولد في أسرة متواضعة في الصعيد.. بعد عامين من ولادته حرمه الموت من أبيه.. وفي السادسة توفيت أمه.. فحرم من أصل الحنان ونبعه الدافق.

    ربته شقيقته الكبرى.. تعود على حضنها الذي عوضه قليلا ً عن أمه.. بعد أن كبر سنه واتسع رزقه كان يشتاق إلي حضنها فيذهب إلي بيتها حاملا ً ما لذ وطاب ليأكلا سويا ً ثم ينام على رجلها وكأنه طفل صغير.. انتقل مع أشقائه إلي الإسكندرية حيث لم يبق لهم في الصعيد شيء يرتبطون به بعد وفاة الأم والأب.

    عرف الكد والتعب والشقاء منذ صغره.. ولم يكن أمامه خيار سوى التعب والجد ومنازلة الدنيا ومصارعتها رغم صغر سنه.

    عمل في الإسكندرية تارة وفي السويس والإسماعيلية تارة أخرى حيث كانت تعج بالرواج الاقتصادي في الثلاثينات والأربعينات.. ظل يرتحل من بلد إلي آخر.. كلما ذهب إلي بلد أحبه الناس ووثقوا فيه واعتبروه ابنا ً أو شقيقا ً لهم.

    أحب الصوفية والتصوف.. رأي فيهم نفسه ورأوا فيه نموذجا ً صادقا ً للزهد والصدق الحقيقي.. لقد عزفت عنه الدنيا في البداية فعزف عنها.. أدبرت عنه قيراطا ً فأعرض عنها.. فلم يتشوق إلي شيء منها.. كان فقيرا ً ولكنه كان يساعد أشقاءه وكأنه المسئول عنهم رغم أنهم أكبر منه.. يكرم أصحابه المتصوفة ويعد لهم الولائم رغم احتجاج زوجته المتكرر أنهم يستغلونه وأن أولاده أولى بذلك.. ولكن دون جدوى.

    كان يرى الناس جميعا بمنظار أبيض نقي لا يرى إلا حسناتهم وأفضالهم.. وكأنه يراهم من خلال قلبه الطيب.. لم يحسد أحدا ً أو يحقد عليه.. أو يتمنى شيئا ً عند أحد.. وكأن اليتم والتصوف قد أغلقا قلبه على كل رغبات الدنيا مهما كانت.

    لم يذكر أحدا ً بسوء في حياته.. لا يصارع أحدا ً على شيء مهما غلا.. يتنازل عن حقوقه دائما ً وبسهولة.. ولا يأبه بها وبهم إذا أخذوها واستلبوها.

    كنت أعجب مع غيري كيف يعيش متصالحا ً مع نفسه وربه والناس في هذه الدنيا التي يفترس بعضها بعضا.. كان دائم الذكر والصلاة على رسول الله r.. لا يترك المسبحة أبدا ً ولا تفوته صلاة الجماعة مهما كانت.. أما صلاة الفجر فهو من الخمسة الأول الذين يدخلون مسجد حسيب لصلاتها.. لا يمنعه عن صلاة الفجر في المسجد حر ولا برد ولا تعب ولا مرض.

    إذا خرج من بيته يسلم على الصغير والكبير.. ويسلم عليه الجميع قائلين في أنفسهم: "الرجل ده بتاع ربنا ".. لا ينطق السوء أبدا ً.. فضلا ً عن الفحش وكأنه لا يعرفه.

    دخل أولاده الكبار الجماعة الإسلامية فصار بيته مسرحا ً حربيا لهجمات الأمن.. ناقشهم في فكرهم وناقشوه في التصوف.. حاول كل منهما أن يثنى الآخر عن طريقته دون جدوى.. كان يقول لهم أنا متدين قبل أن تولدوا دون أن نعرف الخوف والقلق والهروب والتوتر والمعتقلات.. أنا أفضل منكم تدينا ً ورغم ذلك لا يلاحقني أحد.. ويقول لأحدهم أنا  أصلي وأصوم  وأفعل كل الطاعات أكثر منكم ولا يطاردني أحد.. لابد أن خطأ ما في طريقتكم للتواصل مع الدين.. وهم يناقشونه أيضا ً في شطحات الصوفية وبدع الموالد.. ينتهي النقاش دون أن يتزحزح أي طرف عن موقفه.. ولكن كل منهما يستفيد من الآخر سرا ً.

    عدل الأب كثيرا ً مما كان عليه.. واستفاد الأبناء حب الذكر وصيام النفل.

    اعتقل الكبار من أبنائه.. تذكر يتمه وتجدد ألمه مع فقد أولاده.. وقع في يتم أشد من الأول.. لم يتألم لليتم الأول مثلما تألم لاعتقال أولاده الكبار ثمرة فؤاده.

    منذ أن اعتقل أولاده وصار بيته علما ً على هجمات الأمن أصبح لا يستطيع النوم بالليل.. وكأنه ينتظر أولاده أو يخشى قدوم الشرطة قرب الفجر كعادتهم.. يظل يدعو ويلح في الدعاء.

    كان له أربع بنات عرضت نفسي مع د/ عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي والمحاسب محمد سيد للزواج منهن.. رفض الرجل الفكرة خوفا ً من تبعاتها.. تشجعت الأم القوية لذلك والأبناء المعتقلون للفكرة.. وبعد أخذ ورد وافق الرجل توكلا على الله وثقة في أبنائه.. تم الزواج في أصعب الظروف وأحلك السنوات على الجماعة الإسلامية.

    بعد سنوات طويلة من الكفاح بدأت سفينتهم ترسو على شاطئ الأمان.. توسط في فهم التصوف.. وتوسط أولاده بعد مبادرة منع العنف في فهمهم للدين ولحتمية المواجهة مع الدولة لإقرار الشريعة.. كلاهما أخذ الطيب من الآخر.

    بدأ صاحبنا يجني ثمرة تقصيره في حق نفسه.. أصيب بجلطات في المخ حرمته من النطق سوى كلمة "الحمد لله".

    بعد أن رست السفينة بشاطئها المادي والديني إذا بالربان الطيب المتواضع بموت بعد صراع طويل مع المرض.

    هذا الرجل هو أبو العباس محمد سليم والد زوجتي الفاضلة.. إنه من عوام المسلمين.. لم يتأدلج في حزب.. ولم يتقوقع في جماعة.. ولم يتكلف في الدين.. ولم يقم أي صراع لا مع نفسه ولا مع الآخرين ولا مع الدولة.. لم يكره أحدا ً على الإطلاق.. لم يدع على أحد.. أحب الجميع فأحبه الجميع.. عاش مع ربه دون أن يتلفت للناس.. وعاش مع نفسه بالمراقبة والمحاسبة وعاش مع الناس دون أن يدور مع ذاته أو نفسه أو حزبه أو جماعته لقد عاش مع الحق سبحانه بغير خلق "أي الناس".

    إنه نموذج للكثير من عوام المسلمين الطيبين الذين تمنى حجة الإسلام الغزالي - وهو من هو- أن يموت على ما ماتوا عليه قائلا: "يا ليتني أموت على ما ماتت عليه عجائز نيسابور". 

    نشر في جريدة الوطن

    الثلاثاء الموافق:

    21رجب 1435هـ

    20-5-2014م


    الإسمعباس شنن
    عنوان التعليقخالص العزاء
    إخوتى وأحبتى آل أبى العباس الشيخ طه والشيخ محمد والشيخ صالح و أصهارهم الأجلاء الدكتور ناجح إبراهيم والدكتور عصام دربالة والشيخ محمد سيد عبد الجواد والمهندس حامد عطا وجميع الأهل والأصهار والأحفاد , تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة والدكم ووالدنا جميعاً الحاج أبو العباس محمد سليم , هذا الجبل الشامخ الأشم الذى تحمل فى حياته كلها ما تنوء بحمله العصبة أولو القوة, فكم عانى وكم عايش من البلايا - رحمه الله - وكأنما أراد الله تعالى أن يجعله مثلاً حياً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لايزال البلاء بالمؤمن حتى يمشى على الأرض وليس عليه خطيئة " ...يالغفلتنا ... لقد كان بيننا مؤمن يمشى على الأرض وليس عليه خطيئة حتى لقى ربه.. ونحن لا ندرى .. نحسبه كذلك والله حسيبه . إخوتى وأحبتى فى الله : لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شئٍ عنده بمقدار فاصبروا واحتسبوا . أعظم الله أجوركم وغفر لميتكم وأحسن عزاءكم وأسكنه الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين .


    عودة الى الذين سبقونا

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع