English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  وراء الأحداث: المتحدث العسكري: لا دور سياسي للجيش.. ولا توجد انشقاقات بالقوات المسلحة - مقالات: هل خان السيسى المصريين - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - وراء الأحداث: السوهاجية..حملة أمنية تستهدف عودة الأمن للشارع بمدينة طما - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال - دروس في الدعوة: بين مبارك والملك حسين - دروس في الدعوة: إصلاح المؤسسات بين الثورية والتدرج - الأسرة المسلمة: النشرة الطبية والصحية: 6 أطعمة تعرض المصريين لخطر الوفاة المبكرة -  
الاستطــــلاع
الهجوم علي كنيسة الوراق ؟
عقاب سياسي للأقباط
فتنة طائفية
لإحراج الحكومة
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • أخبار الحوادث والجريمة ليوم 25-10-2013
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم25-10-2013
  • ديوان الشعر
  • ألم.. ألم للشاعر/ فاروق جويدة
  • مش كفاية للشاعر/ هشام الجخ
  • دروس في الدعوة
  • نصر أكتوبر.. بلا إقصاء أو خصخصة أو فرقة
  • رسالتي إلي السجناء
  • قصة آية
  • " كلا إن الانسان ليطغى ….."
  • " وقولوا للناس حسناً "
  • الذين سبقونا

    - زين العابدين .. علي بن الحسين بن علي -

     

    عليوة الشافعى

    لقد طويت آخر صفحة من صفحات الأكاسرة، فلقد مات (يَزْدَجُرْد) آخر ملوك الفرس شريداً طريداً، وسقط أساورته وحرسه وأهل بيته أسارى فى أيدي المسلمين، وسبقت الغنائم إلى المدينة المنورة، وقد كان سبي ذلك النصر الكبير كثيراً وفيراً ثمنياً، لم تشهد المدينة أكثر منه عدداً ولا أعظم حظاً , وكان بين السبايا بنات (يزدجرد) الثلاث.

    أقبل الناس على السبي فشروه في ساعات معدودات، وردوا ثمنه إلى بيت مال المسلمين، ولم يبق منه إلا بنات كسرى (يزدجرد)، وكن من أجمل النساء جمالاً، وأبهاهن طلعة وأنضرهن شباباً، ولما عُرضن للبيع أطرقن إلى الأرض ذلة ومهانة، وفاضت عيونهن حسرة وانكساراً، فرق لهن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتمنى لو شراهن من يحسن القيام عليهن ولا غرو فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ارحموا عزيز قوم ذل).

    فمال علي على عمر بن الخطاب وقال: (أي أمير المؤمنين، إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن, فقال عمر: صدقت، ولكن كيف؟ فقال علي: يقمن، ويغالى بأثمانهم، ثم تترك لهن الحرية في اختيار من يشأن ممن يدفع الثمن), فارتاح عمر لذلك ورضى به وأنفذه، فاختارت أحداهن عبد الله بن عمر بن الخطاب واختارت الثانية محمد بن أبى بكر الصديق، أما الثالثة وكانت تدعى شاه زنان فاختارت الحسين بن علي سبط الرسول صلى الله عليه وسلم, أسلمت شاه زنان, وحسن إسلامها, ففازت بدين القيمة, وأعتقت من الرق فصارت زوجة بعد أن كانت أمة، وظفرت بالحرية، ثم رأت أن تقطع كل صلة لها بماضيها الوثني، فتخلت عن اسمها شاه زنان أي ملكة النساء وأصبحت تدعى غزالة, وقد سعدت غزالة بخير الأزواج، وأكرمها الله فولدت للحسين ولداً وسيم المحيى، بهي الطلعة، وسمته علياً تيمناً باسم جده علي بن أبى طالب رضي الله عنه لكن فرحة غزالة لم تدم سوى لحظات، ذلك لأنها لبت نداء ربها إثر حمى نفاس عاجلتها فلم تترك لها فرصة للتمتع بمولودها.

    وتولت رعاية الصبي الصغير مولاة له فأحبته فوق ما تحب أم ولدها ورعته أكثر مما ترعى والدة وحيدها, فنشأ وهو لا يعرف له أما غيرها, فيا ترى من هذا الرجل الذي قال عنه الزهري رحمه الله: (ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين), إنه زين العابدين أنعم به وأكرم فما كاد أن يبلغ سن التمييز حتى أقبل على طلب العلم بشغف وشوق، وكانت مدرسته الأولى بيته، وأكرم به من بيت، وكان معلمه الأول والده الحسين بن علي، وأعظم به من معلم.

    أما مدرسته الثانية فمسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وكان المسجد النبوي الشريف يومئذ يموج بالبقية الباقية من صحابة الرسول الكريم، ويزخر بالطبقة الأولى من كبار التابعين, وكان هؤلاء وهؤلاء يفتحون قلوبهم لهذه الأكمام المزدهرة من أبناء الصحابة الكرام فيقرؤونهم كتاب الله عز وجل، ويفقهونهم فيه، ويروون لهم حديث رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم ومغازيه وينشدونهم شعر العرب، ويبصرونهم بمواطن جماله، ويملئون قلوبهم الغضة بحب الله عز وجل وخشيته وتقواه, فإذا هم علماء عاملون، وهداة مهديون.

    لكن علي بن الحسين لم يتعلق قلبه بشئ كما تعلق بكتاب الله عز وجل، ولم تهتز مشاعره لأمر كما كانت تهتز لوعده ووعيده، فإذا قرأ آية فيها ذكر الجنة طار فؤاده شوقاً إليها، وإذا سمع آية فيها ذكر النار زفر زفرة كأن لهيب جهنم في أحشائه.

    وما إن اكتمل علي بن الحسين شباباً وعلماً حتى ظفر المجتمع المدني الأمثل بفتى من أعمق فتيان بني هاشم عبادة وتقى, وأعظمهم فضلاً وخلقاً, وأكثرهم إحساناً وبرا, وأوسعهم معرفة وعلماً، فلقد بلغ من عبادته وتقواه أنه كانت تأخذه رعدة بين وضوئه وصلاته، فتنفض جسده نفضاً, فلما كلموه فى ذلك قال: (ويحكم!! كأنكم لا تدرون إلى من أقوم, ولا تعلمون من أريد أن أناجى), وقد بلغ من إحسان الفتى الهاشمي لعبادته وإتقانه لشعائره أن دعاه الناس زين العابدين, حتى نسى قومه اسمه أو كادوا، وقد بلغ من إطالته لسجوده واستغراقه فيه أن ناداه أهل المدينة بالسجاد.

    وقد بلغ من صفاء نفسه ونقاء قلبه أن نعتوه بالزكي (أي الخالص من الذنوب).

    وكان رضوان الله عليه يطيب له الدعاء أكثر ما يطيب وهو متعلق بأستار الكعبة فلكَم التزم البيت العتيق وجعل يقول: (رب لقد أذقتني من رحمتك ما أذقتني، وأوليتني من إنعامك ما أوليتني، فصرت أدعوك آمنا من غير وجل، وأسألك مستأنساً من غير خوف، رب إني أتوسل إليك توسل من اشتدت فاقته إلى رحمتك وضعفت قوته عن أداء حقوقك فاقبل مني دعاء الغريق الغريب الذي لا يجد لإنقاذه إلا أنت يا أكرم الأكرمين).

    ولقد رآه طاووس بن كيسان ذات مرة يقف في ظلال البيت العتيق وهو يتململ تململ السليم (أي المشرف على الهلاك، ويسمى بذلك تفاؤلا), ويبكي بكاء السقيم ويدعو دعاء المضطر، فوقف ينتظره حتى إذا كف عن بكائه وفرغ من دعائه تقدم نحوه وقال له: (يا بن رسول الله رأيتك على حالتك هذه ولك فضائل ثلاث أرجو أن تؤمنك من الخوف, فقال زين العابدين: وما هن يا طاووس؟ فقال: إحداهن أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثانية شفاعة جدك لك، والثالثة: رحمة الله, فقال له: يا طاووس إن انتسابي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يؤمنني بعد أن سمعت قول الله عز وجل: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ), وأما شفاعة جدي لي، فإن الله سبحانه يقول: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)، وأما رحمة الله تعالى فهو يقول: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).      

    ولقد أفاضت التقوى على زين العابدين ما شاء الله أن تفيض من شمائل الفضل والنبل والحلم، حتى ازدانت كتب السير بروائع أخباره، وزهت صفحاتها نبيل مواقفه, ومن ذلك ما رواه الحسن بن الحسن قال: (وقعت بيني وبين ابن عمى زين العابدين جفوة فذهبت إليه وأنا أتميز غيظاً منه, وكان مع أصحابه في المسجد فما تركت شيئاً إلا قلته له، وهو ساكت لا يتكلم ثم انصرفت، فلما كان الليل إذا طارق على الباب يقرعه فقمت إليه لأرى من هو فإذا هو زين العابدين، فما شككت أنه جاء يرد إلي الأذى ولكنه قال: يا أخي إن كنت صادقاً فيما قلت لي، فغفر الله لي، وإن كنت غير صادق، فغفر الله لك ثم ألقى عليّ السلام ومضى فلحقت به وقلت له: لا جرم، لا عدت إلى أمر تكرهه, فرق لي وقال: وأنت في حل مما قلت لي).

    وروى أحد أبناء المدينة قال: (كان زين العابدين خارجاً من المسجد فتبعته وجعلت ألوح له بالشتم، ولست أدري سبباً لذلك، فهجم الناس علي يريدون أخذي، ولو أخذوني لم يفلتوني حتى أحطم، فالتفت إلى الناس وقال: كفوا عن الرجل، فكفوا عني ولما رأى ما أصابني من الذعر أقبل علي بوجهه الطلق، وجعل يؤمنني ويهدئ من روعي ثم قال لي: لقد سببتنا بما علمت وما ستر عنك من أمرنا أكبر، ثم قال لي: ألك حاجة نعينيك عليها؟ فاستحييت منه ولم أقل شيئاً، فلما رأى حيائي ألقى علي كساء كان عليه، وأمر لي بألف درهم، فجعلت أقول كلما رأيته بعد ذلك أشهد أنك من أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم), وروى أحد مواليه قال: (كنت غلاماً لعلي بن الحسين فأرسلني فى حاجة فأبطأت عليه، فلما جئته خفقنى بالسوط، فبكيت واشتد غيظي منه لأنه ما خفق أحداً قبلي قط، وقلت له: اللهَ اللهَ يا علي بن الحسين أتستخدمني في حاجة فأقضيها لك، ثم تضربني؟! فبكى وقال: اذهب إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وصل ركعتين ثم قل: اللهم اغفر لعلي بن الحسين، فإذا ذهبت وفعلت فأنت حر لوجه الله تعالى, فذهبت وصليت ودعوت, ولم أعد إلى داره إلا وأنا حر).

    ولقد وسع الله عز وجل على زين العابدين، وأفاض عليه الرزق فيضاً، فكانت له تجارة رابحة، وزراعة نامية، وكان تنهض بها غلمانه، وكانت زراعته وتجارته تدران عليه الخير الوفير، والمال الكثير، لكنه لم يزهه الغنى، ولم تبطره النعمة، وإنما جعل مال الدنيا مطية للفوز في الآخرة، فكان ثراؤه نعم الثراء الصالح للعبد الصالح, وكان أكثر ما حبب إليه من أعمال البر صدقة السر، فكان إذا جن الليل يحمل أكياس الدقيق على ظهره ويخرج بها في عتمات الليل والناس نيام، وكان يجوب بها أحياء المدينة ليتصدق على ذوي الحاجات ممن لا يسألون الناس إلحافا، فكانت جماعات كثيرة من أهل المدينة تعيش وهي لا تدرى من أين يأتيها رزقها رغداً فلما مات علي بن الحسين فقد هؤلاء ما كان يأتيهم من رزق فعرفوا مصدره ولما وضع زين العابدين على المغتسل نظر غاسلوه, فوجدوا في ظهره آثار سواد فقالوا: ما هذا؟ فقيل لهم: إنه من آثار حمل أكياس الدقيق إلى مائة بيت في المدينة فقدت عائلها بفقده, أما أخبار عتق علي بن الحسين للأرقاء فقد شرقت بها الركبان وغربت لأن صنيعه هذا فاق خيال المتخيلين، وجاوز تطلع المتطلعين، فكان يعتق العبد إذا أحسن مكافأة له على إحسانه، وكان يعتق العبد إذا أساء وتاب جزاء له على توبته, حتى روي عنه إنه أعتق ألف عبد, وأنه لم يستخدم أحداً من غلمانه وإمائه أكثر من عام واحد، وكان عتقه لعبيده يقع أكثر ما يقع ليلة عيد الفطر, حيث كان يحرر في تلك الليلة المباركة ما يقدره الله على تحريره في رقاب الأرقاء، ويسألهم أن يتوجهوا إلى القبلة وأن يقولوا: (اللهم أغفر لعلي بن الحسين ثم يزودهم بما يجعل عيدهم عيدين وفرحتهم فرحتين), ولقد حل علي بن الحسين من قلوب الناس منزلة لم يزد عليها إنسان فى عصره فلقد أحبه الناس أصدق ما يكون الحب، وأجلوه أعظم ما يكون الإجلال، وتعلقوا  به أشد ما يكون التعلق، واشتاقوا إلى رؤيته أعمق ما يكون الشوق، فكانوا يترقبونه لينعموا برؤياه خارجاً من البيت أو داخلاً إليه أو غادياً إلى المسجد أو رائحاً منه.

    روي أن هشام بن عبد الملك وفد على مكة حاجاً، وكان يومئذ ولياً للعهد, فأقبل يريد الطواف ويبتغي استلام الحجر الأسود، وأخذ الجند الحافون به ينبهون الناس إليه ويوسعون الطريق له, لكن أحداً من الناس لم يلتفت إليهم ولم يوسع لهم فالبيت بيت الله، والناس جميعاً عبيده، وفيما هم كذلك سُمعت أصوات التهليل والتكبير آتية من بعيد فاشرأبت نحوها الأعناق, فإذا رجل في كوكبة من الناس قسيم وسيم، ضامر الجسم، وضئ الوجه، عليه سكينة ووقار, قد مشي في إزار ورداء وبدا بين عينيه أثر السجود، فجعلت كتل الناس تنفرج له، وتغدو صفوفاً صفوفاً، وهي تستقبله بنظرات الشوق والحب حتى بلغ الحجر الأسود واستلمه، وهنا التفت أحد رجال الحاشية إلى هشام بن عبد الملك وقال له: (من هذا الذي أكرمه الناس كل هذا الإكرام وأجلوه كل هذا الإجلال؟! فقال هشام: لا أعرفه, وكان الفرزدق حاضراً فقال: إن كان هشام لا يعرفه فأنا أعرفه، والدنيا كلها تعرفه هذا علي بن الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وعن جده)، ثم أنشد يقول:       

    هذا الذي تعرف البطحاء وطـــــــأته   والبيت يعرفه والحـل والحـــــــرم

    هذا ابن خير عبـــــاد الله كلهـــــــم   هذا التقي النقي الطاهر العلــــم

    هــــذا ابن  فـــــاطمـــة  إن كنـــت   تجهله بجده أنبياء الله قد ختمـــوا

    فليس قولك (من هذا) بضـــائــــره   العرب تعرف من أنكـــرت والعـجم

    تلك يديه غيــــاث عــــــم نفعـــــها    يستوكفان ولا يعـــروهما عـــــدم

    سهل الخليقة لا تخشــى بـــوادره    يزينه اثنان: حسن الخلق والشيم

    ما قال (لا) قط إلا فـــي تشــــهده    لولا التشـــهد كانــت لاءه نعــــــم

    عم البرية بالإحســان فانقشعــــت   عنها الغياهب والإمـــلاق والعـــدم

    إذا رأتـــه قريـــش قـــــال قائلـــها    إلى المكارم هـــذا ينتهي الكـــرم

    يغضي حياء ويغضى من مهابــــته    فما يكـــــلم إلا حيــــــن يبتســـم

     

    هذا (غيض من فيض) من حياة الكريم بن الكريم بن الكريم علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمحات مضيئة من حياته الحافلة بالإيمان والتقوى والعلم والورع, فلله دره، ولله عطاؤه وبذله حين يعطى عطاء من لا يخشى الفقر، وحين يسر بصدقته حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، وإذا بحثت عن رهبان الليل وجدته أول القائمين الراكعين الساجدين يترنم بالقرآن العظيم متأثراً بآياته التى تؤجل منها القلوب وتهتز لها النفوس خشية وإنابه وتبتلاً وضراعة وخوفاً ورجاءاً , رحمك الله يا زين العابدين فقد كنت صورة فذة للذي يخشى الله في السر والعلن ويضني النفس خوفاً من عقاب الله وطمعاً في ثوابه, وستظل أبدا شمعة مضيئة تنير لنا ظلمتنا وتؤنس لنا وحشتنا وغربتنا وستظل مثالاً حياً لسلفناً الصالح الذين:

     

    سنظل نذكرهم ونستهدى بهم ... فالذكر للإنسان عمر ثان



    عودة الى الذين سبقونا

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع