السبت 2 ربيع الثاني 1430     28 مارس 2009
البحث التفصيلي
التفاصيلتقرير للبنتاجون يكشف عن تزايد الانتهاكات الجنسية بين أفراد الجيش الامريكى في 2008
خبر وتعليق

تعيين اليميني المتطرف ليبرمان وزيرا للخارجية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.. سيؤدي إلى :
مزيد من التوتر في العلاقات مع مصر
اجتياح عسكري جديد لغزة
ميله نحو الاعتدال
اقتراعات سابقة

أغار عليك

بقلم أ. هشام النجار

- الرجل الغريب الأطوار الجالس كعصفور مبتل ، يرتجف من شدة البرد.. متزوج منذ أكثر من عشرين سنة.

- أعلم أنك لن تصدقني ، ولكني سألته وأخبرني بكل شئ عندما أهديته المعطف الخاص بي.

- هل تذكرين ذلك المعطف الجلدي الثمين الذي كنت أعتز بامتلاكه..وأحب ارتداءه في الشتاء القارس ؟

- لقد خلعته فورا عندما رأيت ذلك الرجل جالسا بمفرده ، يرتجف من شدة البرد.

- لم أكن أنوي في البداية إهداءه المعطف ، كنت فقط أرغب في تدفئة الرجل ، وبعدها أسترده وأمضي لحال سبيلي..ولكنه لم يتركني أمضى ، ولم يرد لي معطفي..فرح به كما يفرح الطفل الصغير بلعبة جديدة ، وانتفض واقفا وهو يقهقه.

-  وبعد أن ارتداه وأحكم غلقه جعل ينظر إلى نفسه بإعجاب وفرح ، و نظر إلي نظرة غريبة ليس فيها طعم الامتنان ولا رائحة الشكر ، ثم جلس وسألني باشمئزاز وتقزز : من أنت ؟

- كان جالسا في نفس المطعم ، وفى ذات المكان الذي اعتدنا الجلوس فيه كلما جئنا لتناول عشاءنا.. كان جالسا بل متكوما يرتجف على نفس الكرسي الذي تجلسين عليه الآن.

- كنت أرغب فقط في استرداد معطفي لذلك جلست ، وطلبت له شيئا يأكله ومشروبا ساخنا.

- سألته : أنت ترتاد مطعما فخما ، وهذا معناه أنك ميسور الحال.. وأن لديك الكثير الذي ترتديه ليقيك هذا البرد القارس.

- نظر إلي باستنكار وظل صامتا قبل أن يسألني ثانية : من أنت ؟

- وعندما هممت بذكر اسمي وتعريفه بنفسي قاطعني قائلا : قبل أن نتعرف..اعلم أننا لن نصبح أصدقاء إلا إذا أهديتني هذا المعطف.

- قلت : هو هدية لك.

- قال : فاعلم أنني لست في حاجة لمعطفك هذا ، فلدى الكثير منه ، ولدى ما لا تمتلكه أنت وعشرة من أمثالك.

- سألته : فما هي مشكلتك ؟

- قال : ليست مشكلتي أنا.. بل مشكلة زوجتي التي أغار عليها.

- أنا متزوج منذ أكثر من عشرين سنة ، وأحبها كما أحب عنتر عبلة بل أكثر بكثير.. إنها جميلة ، إنها أجمل مشهد وقعت عليه عيناي.

- كانت تحضر إلى شركتي وتصاحبني في جولاتي.. وتذهب معي إلى الحفلات والعزومات ، واعتدنا المجئ إلى هذا المطعم لتناول العشاء ، وكنا نجلس دائما على هذه الطاولة التي نجلس عليها الآن.

- سألني : إذا وهبك ربنا كنزا ماذا تفعل فيه ؟

- قلت : أخفيه عن أعين الناس حتى لا يطمع فيه أحد من البرية.

- قال : حاولت أن أخفيها.. ولكنها كانت تتأبى وتصر على الظهور.. وامتنعت وظلت عرضة لأعين الجائعين حتى حدث ما حدث.

- كانت عائدة بسيارتها بمفردها إلى بيتنا قبل عشر سنوات ، فاستوقفها الذئاب واعتدوا عليها على قارعة الطريق..اعتدوا على عرضي ونهشوا لحمى ، وأخذوا حليها ومعطفها الجلدي الثمين وتركوها ومضوا.

- أخرج منذ عشر سنوات في البرد القارس بدون ملابس تقيني البرد.. وعندما تصر هي على ارتدائي أحد معاطفي أرفض.

- منذ عشر سنوات تتوسل إلي باكية لأرتدي المعطف ، ولكني أرفض وأخرج وأعرض جسدي للريح العاصف والمطر الغزير.

لمزيد من القصص طالع الهدية



عودة الى قصة قصيرة

حقوق النشر محفوظة
islam - islamic - muslim - egypt - egyptian - islamicgroup - group - religion - gamaa - jamaa - islamia - الجماعة - الإسلامية - اسلام - مصر - الاسلامية -
Locations of visitors to this page
       ._