English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
أحكام قضية خلية ماريوت ؟
ستضر العلاقات المصرية الغربية
لن تؤثر
ستضر القضاء المصري
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 8/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم 8/7/2014
  • الطريق الى الله
  • يا للرجـــال بلا دِيــن
  • مع أي فريق سأكون؟
  • من علوم القرأن
  • حفظ القرآن الكريم ـ الجزء الثاني.
  • أقرضوا الله قرضاً حسنا..
  • فقه السنة
  • التذكرة النبوية للصائمين...
  • النية هى تمييز العبادات عن العادات
  • قصة قصيرة

    مسرحية \"ثورة في مملكة النحل\" الفصل الثالث بقلم أبو بكر عثمان

    بقلم : أبو بكر عثمان

    الفصل الثالث:

    المشهد الأول:-

    (احد الممرات داخل خلية النحل تبدو عليه غاية القذارة وبضع نحلات ما بين قاعدة وواقفة)

    إحدى النحلات (في همس) : كم مضى يا (شو) على مذبحة الذكور والأمر لم يتغير فلم تنجب الخلية ولو شغالة واحدة.

    النحلة (شو): ربما فيما بعد تنجب الخلية شغالات كثيرات.

    النحلة الأولى: ومن أين تأتى الشغالات ولم يبق بالخلية ذكر واحد بعد المذبحة؟ وحتى الذكور الشهود تم قتلهم.

    النحلة (شو) في همس : يقولون أن (زن) والعوراء تحتفظان بعدة ذكور في مكان سرى بالخلية لسبب مجهول يقال انه مشروع مبهم لإنتاج الشغالات.

    النحلة الأولى: أحقا هذا؟

    النحلة (شو) : يبدو انك لا تعلمين شيئا عما يشاع.

    النحلة الأولى : تقصدين معركة رد العدوان عن الخلية؟

    النحلة (شو) : أي عدوان يا بلهاء؟ يقال إنها كانت خطة فاشلة لاختطاف ملكة الخلية المجاورة.

    النحلة الأولى(ضاحكة) : تقولين اختطاف ملكة يا (شو) هل سنعود إلى عصر الملكية؟

    النحلة (شو) : كلا وحاشا ولكن في الأمر شيء لم يظهر بعد.

    النحلة الأولى : دعك من هذا يا (شو) فالأهم والأخطر أن الفوضى والمجاعة تخيمان على الخلية ويقول عوام النحل إن الظلم يورث الفوضى والخراب.

    النحلة (شو): مالنا والدهماء فليذهبوا إلى الجحيم فلا قيمة لهم ، المهم أن يجنى أمناء الثورة حياة كريمة ، ثم لا تقلقي من المجاعة فمخازن العسل مفتوحة لك ما دمت مع قادة الثورة.

    النحلة الأولى: أأنت حمقاء يا (شو) ...أتظنين أنى قلقة من اجل الطعام، كلا فأنا من الثوار القدامى ومخازن العسل طوع أمري، أنا قلقة على مستقبلنا فإلى متى يصبر الرعاع على الجوع والقهر، هم يحلمون بعودة الملكة.

    النحلة (شو) تضحك بسخرية: تقولين الرعاع؟ أي رعاع تقصدين؟ لقد أنهكهم الجوع وكبلهم الرعب من (زن) و العوراء.. إنهم أموات غير أحياء.

    النحلة الأولى : يا (شو)  الطغيان يعمى ويصم ، الم يبلغك كلام النحلة العجوز قبل أن تموت جوعا؟

    (شو) : هي نحلة عجوز مخرفة لا يعدل كلامها حبة لقاح واحدة.

    النحلة: قالت إذا عجز المظلومون المضطهدون عن دفع الظلم فلا بد أن تتدخل السماء لتصحح كفة الميزان الطائشة.

    (شو) : يبدو أن أفكار الوحي المتعصبة تعيش في عقلك.

    النحلة : الهروب إلى الأمام يا (شو) لا يدفع الخطر بل تدفعه المواجهة والصدق مع النفس.

    (شو) : لولا علمي بأنك من كوادر الثورة المخلصين لأبلغت عنك القائدة (زن) فدعك من هذا الهراء خيرا لك إن كنت تودين العيش في سلام.

    النحلة : أترهبينني يا (شو)؟

    (شو) : أنت تعلمين انك صديقتي ولكن ليس للثوار أصدقاء..سلامة القيادة فوق الجميع.

    (تمر حشود من حرس الثورة يهتفون)

    ..المجد لثورتنا..المجد لزعيمتنا المبصرة..المجد للقائدة (زن).

    (يتوقف الحشد أمام النحلة "شو" )

    قائدة الحشد : هيا يا (شو) لقد تأخرنا أنسيت أن اليوم مخصص للاحتفال بانجازات الثورة؟

    (شو) : كلا محال أن أنسى ، وكيف أنسى وأنا اطمح أن أنال اليوم إحدى الجوائز أو النياشين؟

    قائدة الحشد : بالطبع يا (شو)،فأنت من جنود الثورة المخلصين.

    النحلة الأولى : حقا لقد غيرت ثورتنا تاريخ النحل وأصبحت مملكتنا هي المملكة السعيدة الفاضلة.

    قائدة الحرس : إلى القاعة الملكية لقد تأخرنا.

    (يتحرك الحشد مع نفس الهتافات السابقة)

    (ستار)

    الفصل الثالث:

    المشهد الثاني:-

    (القاعة الملكية في أبهى صورة وزينة ، تبدو خالية إلا ركن منها تقف فيه النحلة "زن" وحولها ثلة من النحل)

    النحلة(زن): أتعلمون لم دعوتكم للقائي اليوم يا قادة الحرس؟

    احد القادة: نعم .. للإعداد للاحتفال بالثورة وحماية الزعيمة المبصرة.

    النحلة(زن): كلا بل لأمر هام وعاجل وخطير، أتدرون ما انتهى إليه شأن النحل والخلية اليوم؟

    نحلة ثانية: إن خليتنا الآن تعيش مرحلة تاريخية  من أعظم واسعد مراحلها على الإطلاق من عدل وحرية ومساواة والعسل يملأ...

    النحلة (زن) تقاطعها: دعك من هذا الهراء الذي ترددينه كالببغاء، الجميع هنا يعرف أن هذه شعارات كاذبة،أليس كذلك يا (طن)؟!

    النحلة (طن): أنت اعلم بذلك أيتها القائدة.

    النحلة (زن): أدرك أن هذا الكلام عجيب منى على أسماعكم ويثير منتهى الدهشة فيكم.

    النحلة (طن): هل تأذني لى بلحظة صدق يا قائدة؟

    النحلة (زن): على الرحب يا (طن) ، ما أنت بمتهمة، ما عرفناك إلا مخلصة للثورة وقادتها بل أنت من أمناء الثورة الذين لم يتلوثوا وهم للحق قليل.

    (طن): كيف ترين حال النحل اليوم يا (زن)؟

    (زن): هو الأسوأُ بل أسوأُ من عصر الملكة البائدة، لقد ساد ظلم العوراء واستبدادها وأمست المجاعة تضرب الخلية وانحرفت العوراء عن مسيرة الثورة وتنكرت لمبادئها.

    ("طن" تضحك بصوت مسموع)

    (زن): ما يضحكك يا (طن) فى كلامي؟

    (طن): كلامك اليوم هو العجب العجاب يا قائدة.

    (زن): وما العجب فى ذلك يا (طن)؟

    (طن): الست أنت الشريكة الأولى للعوراء في ثورتها وقسيمتها في قراراتها وكثيرا ما يكون القرار الأول لك، فبأي وجه تنقمين على العوراء و بأي وجه تنكرين؟

    (زن): انك يا (طن) والمجتمعين معي اليوم حراس الثورة وأملها ولا ينبغي أن اخفي شيئا عنكم وسأكشف لكم سرا لا يعرفه احد وأُشهد الله على صدقي وأمانتي معكم.

    (يبتسم الجميع وتضحك النحلة "طن")

    (زن): علام الضحك يا (طن)؟

    (طن): على إشهادك لله على صدقك وكأنك تؤمنين بالله يا (زن) وانتم الذين نحيتم الوحي خلف ظهوركم بعد نجاح الثورة.

    (زن): إنما هى كلمة جرت على لساني، أما ما أردت إخباركم به أنى كنت دوما على خلاف مع العوراء ذلك انه بعد قليل من الثورة....

    (طن)(مقاطعة): أأنت على خلاف مع زعيمتنا المبصرة؟!

    (زن): نعم يا (طن)، كنت على خلاف كبير معها فما قمنا بثورتنا إلا من اجل جموع النحل سكان الشمع، لكن العوراء انحرفت وتنكرت للثورة ولمبادئها.

    (طن): عجبا انك تقولين عن صديقتك العوراء ذلك؟!

    (زن): أنا لم أكن يوما راضية عما تفعله العوراء من طغيان وظلم وآخرها مذبحة الذكور ومحاكمة النحلة (زو)البريئة والاستيلاء على مخازن العسل وقصرها على أنصارها وتقييد حرية النحل.

    (طن): ولكنك يا (زن) كنت دوما تدافعين عن الزعيمة المبصرة بالقول والفعل فى كل المناسبات والأزمات.

    (زن): انت مخطئة عزيزتي (طن) قد كنت مجبرة عليه ولا استطيع أن افعل غير ذلك، لو ظهر منى أدنى معارضة أو مخالفة علنية لبطشت بى العوراء وفعلت بى الأفاعيل ، وهب أنى فعلت وناصرني البعض لقامت مقتلة بين أبناء الخلية الواحدة  وربما عاد أنصار الوحى إلى الحكم وأنا لا أريد ذلك يا (طن).

    (طن): والآن يا (زن) ما الذي تبغينه منا اليوم؟

    (زن): أن أريد أن ننقذ الثورة، لا بد من مد يد الغوث إلى سكان الشمع، علينا أن نعيد العدل والحرية ، يجب أن نصحح مسار الثورة ، فلنقم بثورة إصلاحية.

    (طن): ثورة على من يا (زن)؟ ثورة على الثورة؟

    (زن): كلا يا (طن) بل ثورة على العوراء التي انحرفت بأهداف ومسار الثورة.

    (يحدث طنين بين قادة الحرس)

    (زن): لا قداسة لأحد، مصالح النحل سكان الشمع اعز علينا من كل عوراء فإما أن نضحي بالعوراء وإما أن نضحي بالخلية.

    (طن): فما ترين يا (زن)؟

    (زن): أرى إنكم قادة الحرس وقوة الخلية ولن يقف أمامكم شيء والخلية تئن من ظلم العوراء وطغيانها ، ولئن رحمت الخلية منها فلن يأس عليها احد وسيحمد النحل صنيعكم ابد الدهر بيد أن لى نصيحة مهمة.

    (طن): هات ما عندك يا (زن).

    (زن): أرى أن يكون هذا الأمر سرا بينكم واحذروا من الصف الثاني لحرس الثورة ، لا تستعينوا بأحد منهم فقد أغوتهم العوراء بعطاياها، لكن استعينوا إن احتجتم بقليل من المخلصين للخلية من خارج الحرس.

    (طن): صدقت يا (زن)، نعم الرأي وسنفعل.

    نحلة من القادة: وماذا بعد العوراء يا (زن)؟

    (زن): أرى أن تجتمعوا انتم قادة الحرس وتختاروا من بينكم من تخلف العوراء ، أما أنا فلا أريد أن أتدخل فى هذا الأمر.

    النحلة: لكننا نريد سماع رأيك يا قائدة (زن).

    (زن): أرى أن النحلة (طن) هى بحق أصلح من يقود الخلية فهي الأطهر قلبا بيننا ولها ماضي نظيف والأحرص على مصالح النحل .

    (طن): لا يا (زن)، لا أريد أن أتلوث بالحكم بعد هذا العمر الطويل.

    (زن): دعك من هذا الورع الخاطئ يا (طن) ، فواجبك اليوم هو الوقوف مع سكان الشمع والتضحية من اجلهم وأرى أن الجميع هنا لا يرضون دونك بديلا.

    (أصوات من بين قادة الحرس)

    نعم يا (طن) .. حقا يا (طن) .. انت الأفضل بيننا.

    (طن): وأنت يا (زن) أين مكانك فى هذا كله؟

    (زن): لا أكذبك الحديث صديقتي (طن) ، اشعر ببالغ الأسى لما سببته لى العوراء من الآم جسيمة فأمست صورتي عند سكان الشمع غير بيضاء ولا نقية ، الكل يحسب اننى شريكة للعوراء فى حماقاتها  وخطاياها ، وابتداء من الغد وبعد تصحيحكم المسيرة سأتنحى عن مكاني وسأعيش أبدا خادمة لجماهير النحل ، اجمع اللقاح والرحيق واضع لهم العسل كواحدة من شغالات الخلية إلى أن تأتيني المنية.

    نحلة من الحرس: لكننا لابد أن نستفيد من خبرتك بيننا يا قائدة (زن)، قد نحتاج إليك.

    (زن): كلا وألف كلا ...عاهدت نفسي من الغد أن لا يكون لى أي دور بالخلية ، سأعيش واحدة من عامة النحل.

    (طن): ولكن اليوم ينبغي أن يكون لك دور فى نجاح خطة الإصلاح.

    (زن): إذن عليكم أن تذهبوا للخلاص من العوراء وسأبقى هنا فى مكان الاحتفال انتظر قدومكم ظافرين لأعلن بنفسي نبأ الخلاص من العوراء ونجاح ثورة الإصلاح.

    (طن): والآن وداعا يا صديقتي النبيلة (زن).

    (زن): انتظروا برهة، هيا مدوا أيديكم نتعاهد على كتمان السر إلى أن تنجح الخطة ونتعاهد على الوفاء لبعضنا البعض والموت والخزي والفناء لكل خائن بيننا.

    (يمد الحاضرون أيديهم ويضعون بعضها فوق بعض ثم ينصرف الجميع ولا تبقى سوى النحلة "زن")

    (زن): يا (شو) ..يا (شو)..أيتها النحلة الصماء (شو)..

    (تدخل (شو) بعد قليل إلى القاعة وتقف أمام "زن")

    النحلة (زن): لم تأخرت يا (شو)، تعلمين انه لا وقت للكسل والإهمال.

    (شو): كنت أود أن أتسلل خلف الحمقى (طن) وقادة الحرس استرق السمع إليهم لولا ندائك.

    (زن): إن هؤلاء الحمقى النبلاء صدقوا كل ما قلته لهم.

    النحلة (شو): هل سيجرءون على قتل العوراء؟

    (زن): نعم وبكل إخلاص وهكذا يا (شو) نستريح والى الأبد من زعيمتنا المبصرة والخونة المتآمرين عليها أعداء الثوار النحلة (طن) الأطهر قلبا وقادة الحرس الخائنين الحمقى.

    (شو): ونبقى انت وأنا على عرش الخلية نحكم بلا منازع ولا معقب.

    (زن): نعم يا (شو) فأنت وأنا الأليق بحكم الخلية فالذي لا يعرف رحمة ولا أخلاق ولا قيم هو الأجدر أن يحكم ويبقى فى الحكم، فالحكم فى زماننا يحتاج إلى من لا قلب له ولا يعرف خلقا ولا يدرى ما القيم.

    (شو): اشهد انك امكر داهية يا معلمتي وملهمتي.

    (زن): والآن يا (شو) ادخلي الصف الثاني من الحرس لنكمل خطتنا فأخشى أن يدهمنا الوقت فالوقت سيف لا يرحم.

    (تذهب "شو" إلى الخارج وبعد قليل يدخل معها مجموعة كبيرة من النحل يتوقفون أمام النحلة "زن")

    (زن): تعلمون إنكم الصف الثاني من حرس الثورة، وأملها، وأنا جمعتكم اليوم لأمر جد خطير يهدد الثورة ومستقبلها وانتم مستعدون للدفاع عن الثورة وعن مستقبل الخلية.

    (يردد جميع الحاضرين):

    نعم ...نعم...نعم..نحن جند الثورة ...نحن حماة الخلية.

    نحلة من الحاضرين: ما الخطب أيتها القائدة؟

    (زن): الخطب جليل...بلغتني الساعة أنباء خطيرة وموثوقة أن مؤامرة حيكت للإطاحة بالثورة والقضاء على قادتها وإعادة حكم الرجعية والوحي إلى الخلية مرة أخرى.

    النحلة: ومن يجرؤ على ذلك؟

    (زن): تقول الأنباء أن الخيانة ستكون من الداخل ، أي من بعض قادة الثورة وقيادات الحرس.

    (تحدث همهمة بين أفراد الحرس)

    النحلة: أيعقل هذا يا قائدة (زن)؟

    (زن): لقد تأكدنا من صدق الأنباء ولكن أخشى أن يكون الوقت تأخر بنا ولكن يجب علينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بأسرع ما يمكن.

    النحلة: سنضرب أعداء الثورة بكل ذنب سام.

    (زن): لقد عاهدت ثورتنا جماهير الخلية ألا تأخذ أحدا بالتهمة فما جاءت ثورتنا إلا لإرساء العدل.

    النحلة: فما العمل إذن يا قائدة؟

    (زن): علينا الآن أن نأخذ إجراءات احترازية.

    أولا: عليكم أن تنتشروا انتم وأتباعكم حول قاعة الاجتماعات لحماية الاحتفال وقادة الثورة.

    الأمر الثاني: لا تتلقوا أي أمر إلا منى فقط لأننا لا ندرى من فى الحقيقة المشارك فى المؤامرة من قادة الحرس.

    ثالثا: سأرسل لكم النحلة (شو) فور التحقق من قادة المؤامرة لتفعلوا بهم ما هو واجب عليكم...والآن هيا انصرفوا بسرعة فالوقت ليس فى صالحنا واخشي أن يقع ما نكره.

    (ينصرف الحشد ويخلو المسرح إلا من النحلة "زن")

    ( ترقص النحلة "زن" فى بهجة وتحدث نفسها)

    النحلة (زن): والآن وداعا صديقتي العوراء والى الجحيم، وداعا صديقتى (طن) طاهرة القلب ،وداعا قادة الحرس المخلصين...وعما قليل سأصبح انا...انا وحدي الزعيمة الوحيدة المطلقة للخلية ، ولم لا أكون الملكة المتوجة على عرش الخلية؟

    (تنادى.."شو" ..."شو"..."شو")

    (تدخل النحلة "شو" وتقف قرب "زن")

    (زن): هيا يا (شو) أأمري الحرس بفتح جميع أبواب القاعة الملكية ولتدخل جماهير النحل  وابدءوا مراسم الاحتفال بثورتنا المباركة وانجازاتها العظيمة سيكون احتفال اليوم أعظم احتفال منذ قيام الثورة.

    (ستار)

    المشهد الثالث والأخير:-

    (القاعة الملكية حشود النحل تملأ القاعة وتردد الهتافات والأهازيج والغناء وتجلس النحلة "زن" على منصة الحفل, تصعد النحلة شو إلى منصة الاحتفال وتهمس في أذن النحلة "زن" الجالسة في المنصة فتقف النحلة "زن" وتشير إلى الحشود فيسود القاعة صمت تام وتستمر "زن" و"شو" في حديث هامس لا يسمه أحد)

    نحلة من الحشد (في صوت خافت): يبدو أن خطبا جليلا قد وقع.

    نحلة ثانية: صدقت, فقد أسرت إلى صديقة من الحرس منذ قليل أن محاولة انقلاب فاشلة أحبطت وقتل الكثير من المتآمرين وبينهم قادة من الحرس وأن...

    النحلة الأولى: أن ماذا؟, لا تخشي شيئا صوتك خفيض لا يسمعه أحد غيري.

    النحلة الثانية: يشاع أن زعيمتنا المبصرة طال بقائها ونصرت على أعدائها أصيبت إصابة بليغة.

    النحلة الأولى: صه وانظري إلى المنصة فالقائدة (زن) تتأهب للحديث.

    النحلة (زن) في صوت مخنوق:

    جماهير خليتنا العظيمة كنا ننتظر في هذه الساعة أن تكون زعيمتنا المبصرة هنا بيننا تحتفل معنا ونحتفل معها بالثورة المباركة وتبشركم بأنباء عظيمة لكن .. شرذمة خائنة حاقدة حانقة مارقة اعتدت عليها وغيبتها عنا إلى الأبد .

    (تبكي "زن" ثم تبكى "شو" ويتعالى البكاء في جنبات القاعة ثم تجفف "زن" دموعها وتواصل) :

    لقد كانت زعيمتنا المبصرة زعيمة من أعظم الزعماء عاشت من أجل الخلية وماتت في سبيل الخلية فإن كانت العوراء قد ماتت فكلنا عوراء.

    فتتعالى الهتافات: كلنا العوراء.. كلنا العوراء.. كلنا العوراء.

    النحلة (زن): إنني لا أدري ولا أتصور كيف نعيش بدون زعيمتنا المبصرة وكيف يطيب لنا العيش.

    تستمر (زن) في البكاء وتسقط على الأرض

    النحلة (شو): يا حراس احملوا القائدة (زن) إلى القاعة المجاورة, لقد أغمي عليها من شدة الحزن على أحب الأصدقاء إلى قلبها.

    تحمل النحلة (زن) إلى خارج المسرح وتجلس (شو) على المنصة مكان (زن)

    نحلة من الحضور: يا (شو) نريد أن نفهم ما حدث؟.

    النحلة (شو): إن قلبي يعصره الحزن على زعيمتنا الخالدة ولساني تكبله الفاجعة لكن واجب سكان الشمع علينا يجعلنا نتعالى على الأحزان والنكبات.

    النحلة: نعم يا (شو) نريد أن نعرف من وراء هذه المؤامرة الدنيئة؟.

    النحلة (شو): للأسف البالغ هم فريق منا امتصوا نفس الرحيق وشربوا معنا من عسل واحد.

    النحلة: من يا (شو)؟, من؟.

    النحلة (شو): النحلة (طن) وقادة الحرس.

    (ترتج القاعة بالطنين والهمهمة والأحاديث المتبادلة)

    النحلة (شو): أتعجبون ذلك من النحلة الثائرة الطاهرة النقية (طن)؟! لقد خدعتنا جميعا فلا هي طاهرة ولا نقية ولا ثائرة بل خبيثة ملوثة وكذلك أتباعها قادة الحرس.

    النحلة: لماذا يكفر كل هؤلاء بالثورة؟, لما يقتلون زعيمتهم؟!.

    النحلة (شو): إنه سعار السلطة وشهوة الحكم يا أختاه.. تعمي العقول وتطمس الضمائر, كانوا يريدون السلطة بأي ثمن ولو رأس زعيمتهم ولو على أنقاض خليتهم ولو ضد مصالح جماهير الخلية.

    هتاف من الحشد:

    (الموت للخائنة, الموت للخائنة, الموت لطن القاتلة, الموت لقادة الحرس الخائنين, الموت, الموت, الموت)

    النحلة: لابد أن يلقى هؤلاء الأوغاد عقابهم اجعلوهم يا (شو) عبرة لكل خائن.

    النحلة (شو): اهدءوا سكان الشمع, الصف الثاني من الحرس الشرفاء المخلصين شفوا صدورنا وقاموا بواجبهم نحو زعيمتهم المبصرة وقضوا على الخونة جميعا قبل أن يكملوا مخططهم وتنجح مؤامرتهم الدنيئة.

    النحلة: إذا قتلت الخائنة (طن) ومعها قادة الحرس الخائنون؟!.

    النحلة (شو): نعم.. وإلى الجحيم, والثورة متأهبة لسحق كل من يبدي أي شفقة أو أي تعاطف مع الخونة.

    (يسود القاعة صمت تام يقطعه دخول "زن" مستندة على اثنين من الحرس حتى تصل إلى المنصة فتقف النحلة "شو" على الفور لتجلس "زن" مكانها)

    النحلة (زن): إخوتي وأحبتي جماهير الخلية واجبي الثوري حتم علي أن أكون بينكم في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ خليتنا المجيدة رغم ما أعانيه من فقد قائدة وصديقة هي الأعظم في تاريخ خليتنا, والكل يعلم أنني والمبصرة روح واحدة في نحلتين.

    (هتاف: نحن معك يا "زن", كلنا فدائك يا "زن")

    النحلة (زن): جماهير خليتنا الأحرار واجب علينا اليوم أن نقدم الشكر لأهله, إنهم الصف الثاني من حرس الثورة الذين حملوا على كاهلهم عبء إحباط المؤامرة الدنيئة وأهلهم عملهم المجيد فأصبحوا الآن قادة الحرس.

    (هتاف : المجد لحراس الثورة .. المجد لحراس الثورة )

    النحلة (زن) : وقبل هؤلاء الأمجاد علينا أن نشكر الحامية الأولي للثورة التي وضعت روحها على كفها وعرضت حياتها للخطر في سبيلكم ، ونجحت في كشف مخطط الخونة قبل أن تكتمل فصوله إنها القائدة (شو) .

    (هتاف : شو .. شو .. شو .. شكراً شكراً "شو" )

    النحلة (زن) : إخوتي وأحبتي جماهير النحل هناك أمر هام عليكم أن تتفهموا نبل قصدي فيه ، إنني ومنذ مصرع صديقتي العوراء كرهت السلطة والقيادة ومن ثم أعلن الآن تنازلي عن كل سلطة وأهب نفسي خادمة للخلية أنظف الطرقات وأجمع الرحيق وأصنع العسل وأترك القيادة لأخلص وأنبل الجيل الصاعد من الثوار إنها (شو) وها أنا ذا أترك مكاني لها .

    (تقوم "زن" من مكانها وتتحرك في طريقها الى الخارج)

    النحلة (شو) : يا حرس الثورة يا جماهير النحل أرجوكم لا تسمحوا للقائدة (زن) بمغادرة القاعة أعيدوها ولو بالقوة ومرغمة إلى مركز القيادة ولأن أطعن بألف ذنب في عيني هذه أحب إلي من أن أكون على رأس خلية وزعيمتنا (زن) فيها عين تطرف .

    (يتحرك الحرس ويعيد (زن) في لطف الى المنصة)

    النحلة (شو) : يا قائدة (زن) هذا تكليف لك وليس بتشريف وعليك أن تتحملي أعباء القيادة في هذه المرحلة العصيبة ، وتواجهي تكاليفها بكل عزم حتى لا يقال إنك تهربين وتجبنين عن تحمل المسئولية .

    النحلة (زن) : شكراً لكم جماهير الخلية على ثقتكم في وشكراً لك (شو) وإنني لست مستعدة لتحمل الأعباء والتكاليف في تلك المرحلة فحسب بل إني أهب نفسي وأضحي بها راضية في سبيل جماهير خليتنا الحرة .

    (هتاف : المجد لزعيمتنا "زن" .. المجد لزعيمتنا "زن" .. الخلود لزعيمتنا "زن")

    النحلة (زن) : أبناء الخلية الأحرار لا يمكن أن نحتفل اليوم وزعيمتنا المبصرة قد قضت نحبها وبصفتي قائدة لكم أعلن الحداد سبعة أيام ، على أن يخصص من يتلو سيرة الزعيمة الخالدة المبصرة ويذكر انجازاتها في كل مجالس الخلية .. كما أنني كلفت من يكسو جثمانها الطاهر بالشمع والعسل ويحفظ في قاعة خاصة حتى تتذكر جماهير النحل كلما رأتها قيم العدل والحرية والمساواة التي كانت تجسدها في حياتها وضحت بروحها من أجلها .. والآن لننصرف في سلام .

    (تنفض جماهير النحل شيئاً فشيئاً الى أن تخلو القاعة الملكية إلا من "زن" و "شو" .. ونحلة في أقصي القاعة تقوم بتنظيف المكان)

    النحلة (شو) : ما هذا التألق يا قائدتنا الملهمة أحلف بالراحلة العوراء كدت أصدق كل ما تقولين وكدت أبكي بحق تأثراً لإخلاصك للعوراء وجماهير النحل !!

    (تضحكان بشدة)

    النحلة (زن) : أخفضي صوتك يا (شو) فهناك شغالة تنظف المكان .

    (شو) : ولكنك يا قائدة كنت تبكين بحق ؟

    (زن) : نعم يا (شو) كنت أبكي من الغيظ .

    (شو) : تبكي .. مما .

    (زن) : تعلمين يا (شو) أنني من أشد النحل بغضاً للعوراء الهالكة وكنت أحب أن يكون قتلها بذنبي هذا لأشفي لهيب كرهي لها ، فلما علمت بهلاكها فرحت لهلاكها وبكيت أنها لم تقتل بذنبي أنا .

    (شو) : وهل أغمي عليك حقاً ؟

    (زن) : نعم يا (شو) فأنا ساهرة منذ ليالي أدبر المكائد لقتلها حتى أعياني السهر وأنهكني الجهد .. ولكن أنت يا (شو) ما أبكاكي ؟

    (شو) : سأصدق معك يا (زن) – وقليل ما أصدق – فمن يريد السلطة والمكانة في زمننا هذا عليه بالكذب وأن يتجنب الفضائل كلها وخاصة الصدق .

    (زن): دعك من ثرثرتك هذه وأخبريني ما أبكاك؟

    (شو) : لم يبكيني شيء على الإطلاق فأنا أستطيع أن أبكي أو أضحك أن أبتسم أو أعبس في أي ساعة من الساعات وفق ما تقتضيه الظروف والمصلحة ، فأنا يا قائدة أحترف تزييف المشاعر وخداع البلهاء عوام النحل .

    (زن) : قد كبرت يا (شو) وملأتك الأيام مكراً وخبثاً ودهاء ، وأمسيت بحق جديرة أن تكوني نائبة لي ومن يدري ربما عما قريب تكونين على رأس الخلية منفردة .

    (شو) : حاشا وكلا يا (شو) وهل تطمع صعلوكة مثلي في تلك المكانة الرفيعة التي لا تليق إلا بزعيمتنا (زن) أطال الله بقائها فالموت أحب إلي من أن أجلس مكانك ولئن أطعن بألف ذنب في عيني أحب إلي من أن أكون .....

    (زن) مقاطعة : انتبهي يا (شو) فأنت الآن تبيعين الكذب والخداع وتزييف المشاعر لمعلمتك .

    (تضحكان بشدة وتغادران القاعة ويخلو المسرح إلا من نحلة كانت تنظف المكان تقترب حتى تكون في واجهة المسرح تجثوا على الأرض وترفع يداها الى السماء متضرعة بالدعاء)

    النحلة : اللهم كثر الدجالون الذين يتسلطون علينا يحكموننا باسم الثورة والثوار ، اللهم أشهدك أني كفرت بالثورة والثوار وآمنت بك وحدك لا شريك لك .. اللهم إنا عجزنا نحن النحل المستضعفين عن عمل أي شيء أمام مكر هؤلاء الطغاة الجبارين وبطشهم .. اللهم أذن لسننك أن تمضي فيهم وأذن لوحيك أن يعود لحكم الخلية.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.

    (تبكي النحلة بشدة إلى أن يسمع نحيبها ثم تنام في مكانها وتخفت الأضواء ولا يكاد يري سوي النحلة النائمة )

    (يأتي صوت له صدي كأنه من بعيد يأتي من خلف المسرح)

    الصوت : هؤلاء النحل الهمل الرعاع يخدعون في كل مرة من ثورة وثائر ثم هم لا يتعظون ولا هم يذكرون ، فأي سنن ينتظرون وسنن الله لا تحابي أحد ولا تتجمل لأحد ، هي تعمل مع من يستحق وتعطي من أعطي ثم أي عون من الله يطلبون ويرجون وقد نسو وحيه وجعلوه خلفهم ظهرياً وصدق من قال " كل خلية تستحق من يحكمها " .

    (ستار)

    - تمت -



    عودة الى قصة قصيرة

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع