English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  مقالات: هل خان السيسى المصريين - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - وراء الأحداث: السوهاجية..حملة أمنية تستهدف عودة الأمن للشارع بمدينة طما - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال - دروس في الدعوة: بين مبارك والملك حسين - دروس في الدعوة: إصلاح المؤسسات بين الثورية والتدرج - الأسرة المسلمة: النشرة الطبية والصحية: 6 أطعمة تعرض المصريين لخطر الوفاة المبكرة - كتب ودراسات: الاستيطان الصهيوني أكبر جرائم التطهير العرقي في التاريخ -  
الاستطــــلاع
هل ستنجح الرئاسة في اجتماعها مع الأحزاب في حسم جدل موعد الإنتخابات؟
نعم
لا
لا أدري
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • أخبار الحوادث والجريمة ليوم 16-9-2013
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم16-9-2013
  • قصة نجاح
  • حفظت القرآن بطريقة "التفاحة والرمانة" حوار مع الشيخ ضياء الذي تحدى كل الصعاب
  • تاريخ مصر الاجتماعي في قصة بسيوني
  • قبس من نور
  • إن الله يغير ولا يتغير.. كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
  • "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ".. تأملات في أحداث الثورة
  • ديوان الشعر
  • ألم.. ألم للشاعر/ فاروق جويدة
  • لا أنت مصر ولا السماء سماك
  • قصة قصيرة

    الثمَنْ

     للأديبة/ غصْن الحربي

    ما إن انتهى من إلقاء كلماته حتى دوى تصفيق حار عم أرجاء القاعة .

    كان يجول بناظريه في وجوههم خشية تمعر لم يكن له أثر.. ارتد ليعتدل في جلسته في حبور.. و قد اتشح بنظرات الرضا و اكتسى بنشوة الإعجاب.

    شخص واحد من بين كل الحاضرين كان أكثر منه ترقبًا و يستمع بكل جوارحه .. لم يستطع أن يكتم تنهيدة وهو يغادر المكان بسرعة قبل أن يلمحه فارس الأمسية.

    جلس "رضا" أمام طاولته التي اكتظت بأكوام من الكتب.. كان يدفن رأسه في أحدها و على طرفها بضعة أوراق صفت بعناية .. و قد خط فيها سطوراً اجتهد في كتابتها.. كان كلما نظر إليها شعر باشمئزاز .

    ويسأل نفسه لماذا توقف ذلك الشعور اللذيذ الذي كان يرافقه كلما لبى نداء الكتابة؟

    لماذا أصبح للقلم بين يديه وقعًا مؤلمـًا يخيل إليه في كل مرة أنه سيلفظ أنفاسه ؟

    كان كلما شعر بوهن نظر لإبنته "نداء" ذات الستة أعوام التي اعتادت الانزواء بهدوء في أحد أركان الغرفة لتراقبه بصمت وهي تمسك بلعبتها المهترئة.. قضى النهار كله في البحث عن عمل يسد رمقه  و يجنبه نظرات الازدراء من زوجته وعبثًا كان سعيه.

    استلقى على سريره يحدق في سقف غرفته المتهالكة.. لم يقطع عليه خلوته سوى صوت صغيرته:

    بابا !

     ذلك الرجل الأنيق يطلبك ثانية عند الباب.. اعتدل في جلسته و أرسل نظرة شاحبة على كومة الأوراق.. ثم قلبها بين كفيه ليضعها في كف ابنته وقال بصوت متهدج:

    ناوليه إياها وارجعي بالنقود.

    رؤية نقدية

    بقلم/ هشام النجار

    قصة " الثمن " للأديبة المُميزة غصْن الحَرْبى  تلقى الضوء الكثيف على نموذج إنساني مهم جداً ومؤثر جداً في حياتنا .. ونعولُ عليه جميعاً على طريق التغيير والتطوير والتحديث وعصمة الجموع والأمة من الزلل والانحراف والشطط .. ويا لضياع الأمة ويا لضياع الشعب إذا زلتْ قدمُ هذا النموذج في مستنقع التبعية للجموع والعامة خوفَ الشماتة أو الازدراء أو الاتهام بالجبن والتراجع والتولي يوم المعمعة .. الخ .

    أو أن يزلَ ويضيع في متاهات الشهرة والأضواء.. أو أن يقعَ فريسة المال وتجار الأفكار والمواهب .

    هذا النموذج الذي تتناوله هذه القصة الهامة جداً هو المفكر والموهوب والكاتب .

    وفى استهلال القصة كان بطلها يُلقى كلمة أمام تياره الفكري والسياسي ومريديه وأصدقائه وأتباعه.. وهو في ذلك المَحْفل حريص فقط على نيل الإعجاب وتلقى هدير التصفيق ليشعر بعدها بخدر تلك اللذة الوهمية التي تعطيه نشوة الشعور بالتفوق والأهمية.. ولو على حساب الحقيقة ومواجهة رفاقه بالأخطاء ومواطن الضعف والزلل .

    هم لا يريدون من يبصرهم بالخطأ ومن يقول لهم تراجعوا أو قفوا مع أنفسكم وقفة نقد ومحاسبة أو من يقول لهم تعالوا نصحح مواقفنا ونعتذر للناس إن كنا أخطأنا ونبدأ من جديد البدايات الصحيحة .

    هم لا يريدون مفكراً ومبدعاً يأتي بالجديد .. إنما مجرد شخص موهوب في الكتابة والتنميق والتزويق يردد كلمات فارغة على طريق التقليد والجمود  ترضى طموحاتهم وتدعم مصالحهم.. أما المفكر الناقد الذي يراجع ويعبر عن رأيه بحرية ويسعى لإثراء الساحة بالتنوع والفكر ويطور الأداء ويحمى الجميع من الهبوط والتدهور والانهيار فهذا مصيره الخلع منبوذاً غيرَ مرحب به .

    بطل القصة هنا نموذج شائع في حياتنا الثقافية والفكرية والسياسية  يُعطى لتياره ورفاقه ومريديه ما يريدون من كلمات ومعان فارغة جامدة .. فيعطونه ما يريد من إعجاب وتصفيق.. وهكذا يدفع فيقبض الثمن .

    وعندما يتحول المفكر والكاتب لمجرد آلة وتابع لأغراض وحماسة المريدين يفقد على الفور لذة الإبداع والكتابة.. ويفقد حضورُه معناه وقيمته ويفقد لذة الكتابة بعد أن صارت عملاً عبثياً جباناً.. وهى التي تستمد بطولتها وقيمتها من التبصير والتفكير والتطوير والإفاقة وسوق الجماهير إلى الارتقاء والرفعة والسير في دروب العزة والمنعة بتعلم دروس الماضي واستشراف المستقبل حتى لا يضلوا ولا يهينوا.. لا أن تسوق الجماهيرُ القائدَ والمفكرَ بحماستها إلى المصير المكرر والخسارة المحتومة والهزيمة السريعة .

    هنا يصبحُ الكاتب مُستباحاً والمفكر عُرضة للبيع والشراء لدى تجار المواهب ومستثمري الفكر .

    ويا للقسوة والوجع عندما نرى مشهدَ النهاية والمصير لهذا المفكر الموهوب الذي قاده رفاقه وتياره بدلاً من أن يقودهم هو عندما نراه يبيعُ فكره وإنتاجه وكتاباته وبنات أفكاره التي تعب في تربيتها وتغذيتها بالعلم والثقافة والقراءة والتأمل طويلاً  يبيعها لمن يدفع ويقبض مقابلها الثمن الرخيص البخس .

    ازدراء ما بعده ازدراء ومهانة ما بعدها مهانة  وما وصلَ إلى هذه الدرجة من الحقارة والامتهان إلا بتنازله في بداية الطريق وكونه رضي من البداية أن يكون مجرد بوق لا أكثر  وأن يردد فقط ما يريد القريبون منه أن يردده .

    ها قد أوصله خوفه وجبنه إلى هذا المصير المزري.. لقد خاف في البداية من المُصارحة وقول الحقيقة وحث مريديه على التراجع عن الأخطاء والاعتراف بها والاعتذار عنها لينال الرضا والإعجاب والتصفيق وأوصاف الشجاعة والبطولة .

    وحتى لا يتهموه بالخور والضعف والتراجع والجبن والقفز من السفينة .. الخ .

    وها هو يجنى ما قدمتْ يداه فينتهي به المطاف إلى الانزواء والعزلة  ليصبحَ منبوذاً بعدَ أن انهارَ كل شيء وتم العصف بذلك الكيان الذي كان ينتمي إليه .. وكان من الممكن مبكراً إنقاذه .. فها هو يضيع وينزوي ويسجن نفسه داخلَ جدران بيته الذي لا يعرف عنوانه إلا أحد الأثرياء هواة الشهرة  ممن يريدون أن يُقال عنهم مثقفون على عكس حقيقتهم .

    وقد وظف ذلك المسكين لديه  يكتبُ له ما يريد لينشره باسمه ويعطيه الثمن .

    انه الجزاء من جنس العمل والنهاية الجديرة به  عندما أعطى رفاقه ما يريدون فيعطونه المقابل الذي يريد .. وهاهو يعطى رجل الأعمال والمستثمر ما يريد من بنات أفكاره مقابل الثمن الذي يحتاج إليه اليوم في حال فقره وحاجته وعوزه .

    ملحوظة :

    نتلقى النصوص الجديدة من أدبائنا من جميع أنحاء العالم للاحتفاء بها في هذا الركن المتطور في باب القصة القصيرة على موقع الجماعة الإسلامية على البريد التالي :

    [email protected]

    الأربعاء الموافق

    28 شوال 1434هـ

    4-9-2013م



    عودة الى قصة قصيرة

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع