|
أجد راحتي بين الأيتام.. والنقابة أخذتني من أولادي حاوره وقدم له/ هاني ياسين و فرحات عبد الرازق
حب الناس له كان بوابته للنجاح.. هكذا تربي وهكذا كان قبل أن يصبح نقيباً للمحامين في الجيزة .
كان باب مكتبه دائماً مفتوحاً للجميع يستمع لشكواهم ويمدهم بالنصيحة ويرشدهم إلي الأفضل في عملهم.
ربما تربيته التي تربي عليها زرعت في نفسه منذ الصغر هذا المبدأ.. فعاش عليه ومنحه جزءً كبيراً من وقته وماله وجهده.
تجده دائماً مبتسماً بشوشاً متواضعاً.. هذا هو الأستاذ محمد فتحي البهنساوي نقيب المحامين بالجيزة والذي فاز مؤخراً بهذا المنصب.. فوجدناها فرصة سانحة في أن نهنئه أولاً.. ثم يسمح لنا بأن يكون ضيفاً علي موقعنا.
لقد رتب لنا الأخ الفاضل الأستاذ فرحات عبد الرازق المحامي موعداً معه.. فكان هذا اللقاء السريع معه فلم نرد أن نثقل عليه خاصة وأن الساعة قاربت علي الثانية صباحاً.. ورأينا كم من الأعمال الكثيرة والكبيرة تنتظره.
وعلي موعد أن يكون لنا معه لقاء موسع في الأجل القريب بإذن الله تعالي والآن مع نص الحوار:
أهلاً وسهلاً بحضرتك ضيفاً كريماً علي موقع الجماعة الإسلامية – ونبلغ تهاني الموقع لكم بمناسبة فوزك بمنصب نقيب المحامين في محافظة الجيزة – وفي البداية نود التعرف علي شخصكم الكريم؟
الاسم/ محمد فتحي البهنساوي.. محامي بالنقض
مواليد/ عام 1955
متزوج ومعي ولد وبنت.. وكلاهما يعمل بالمحاماة
الوالد رحمه الله مثل في حياتك نقطة جوهرية.. تري ما الذي حرص الوالد على زرعه في شخصيتكم ؟
الوالد رحمه الله كان من القائمين علي فعل الخير والعمل التطوعي من خلال المساجد والجمعيات الأهلية.. وهذا أيضا ً ما بثه في نفسي فارتبطت بدور الأيتام وجمعية التربية الإسلامية في نفس مجال العمل الخيري والتطوعي علي مدار 35 عاما .ً
واليوم نسعى إلي إنشاء دار للأيتام علي مساحة 4000 متر في 6 أكتوبر.. وقد أوشك المشروع علي الانتهاء.. والشيء الأساسي الذي غرسه الوالد في نفسي هو "عدم الفرح إذا أقبلت الدنيا علي ّ.. ولا أحزن إن ذهبت عني" .
كما بث في ّ أيضا الاهتمام بالتعاليم الدينية وبث في نفسي حب الغير وحب خدمتهم وحب الخير للناس.. وهذا الأمر هو الذي جعل الناس تلتف حولي ليس سواه.. وهو سر نجاحي في أشياء كثيرة جدا ً .
هل وجدت نفسك في مهنة المحاماة.. أم كنت تتمني شيئا ً أخر ؟
مهنة المحاماة أنا لا أحبها بل أعشقها.. ولقد أتتني فرص عديدة في أوائل الثمانينات بعيدة عن مهنة المحاماة ولكني رفضتها.. وكانت هذه الفرص في أماكن وأوضاع يتمناها أي إنسان لكن حبي للمحاماة منعني من ذلك .
وبالرغم من أني أعطيت لمهنة المحاماة كثيرا ً إلا أنها لم تعطني مثل ما أعطيتها .. ولكن حسبها أنها منحتني شيئا ً هاما ً ألا و هو حب الزملاء والترابط والنجاح الذي حققته في عملي التطوعي في الجمعيات .
دخلت انتخابات نقابة المحامين.. فكم كان عدد المرشحين أمامك.. وكيف استطعت الفوز عليهم ؟
عدد المرشحين علي منصب النقيب كان 7 أشخاص.. كلنا جمعنا حب الخير والألفة والذي ميز بيننا هو خبرة كل شخص في العمل النقابي.
فمنهم من مارس العمل بنوع من السطحية.. ومنا من مارسه بعض الوقت ثم تركه إلي فترة طويلة.. ومنا من لم يمارسه نهائيا ً فهذا التفاوت ميز بين المرشحين.. وإن كنت أقول أنهم جميعا ً أساتذة أفاضل وأكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام.
وربما حبي لمهنة المحاماة وحبي لزملائي وحبي لمبدأ الخدمة وأدائها لزملائي وطموحاتي الكثيرة التي أرغب في تحقيقها لزملائي .. هذا أدي إلي النتيجة المشرفة لي في الانتخابات .. لأنها لم تحدث في نقابة محامي الجيزة لأكثر من 30 عاما ً أن يكون فرق كبير في عدد الأصوات بين الأول والثاني.
فقد حصلت علي 4947 صوت بينما حصل الثاني علي 1095 .
هل حدثت بعض الأمور التي عكرت صفو الانتخابات ؟
الانتخابات تمت إعادتها أكثر من ثلاث مرات .. وذلك لعدم اكتمال النصاب القانوني.
وكان الخوف من شبح وضع النقابة تحت الحراسة جعلنا نجتهد في هذه المسألة لتنتهي بصورة طيبة.. ونحث بعض الزملاء علي الاشتراك في الانتخابات وحتى لا تصبح النقابة مثل نقابة القاهرة .. خاصة وأن النقابة في الجيزة بها مشروعات عديدة ولابد أن تتطور وتسير وتكتمل.. وإلا كانت أموال المحامين في هذه المشروعات سوف تضيع.
وقد اجتمعت بهم وحثثتهم علي الاشتراك في الانتخابات وتأنيبهم علي عدم الحضور أنا وزملائي وعرفناهم خطورة الموقف الذي يمكن أن يحدث.. ولم نكن يعنينا من يأتي.. المهم ألا تفرض الحراسة علينا .. وحدث التوفيق من عند الله .
حصلت علي لقب نقيب المحامين بالجيزة.. فما الذي يمثله هذا المنصب لك ؟
المنصب يمثل لي أمانة شديدة جدا ً وحمل ثقيل .. اسأل الله أن يعينني عليه في محاولة لإسعاد الزملاء وتطوير النقابة بقدر الإمكان والخروج من أي مأزق هي فيه وتطويرها بقدر الإمكان بحيث أنها تليق بمهنة المحاماة.
هل وضعت آلية معينة لتحقيق تلك الأهداف ؟
منذ دورتين ماضيتين كنا نعمل علي تنفيذ برنامج وأحاول اليوم استكماله.. ومنه بناء نادي في مدينة السادس من أكتوبر لأعضاء النقابة.. وأيضا ً مدينة سكنية لهم.. فكان لزاما ً علي أن استكمل هذه المشروعات أيضا .
ومن أهم اهتماماتي أيضا ً تطوير في المحامي نفسه عن طريق عمل معهد المحاماة.. للارتقاء بالمحامي من الناحية القانونية والثقافية.
أيضا ً تطوير استراحة المحامين في قاعات المحاكم ومدها بالكتب الحديثة والكمبيوتر والانترنت وأحدث القوانين في محكمة النقض.. والاهتمام بالزى والرجوع إلي العصر السابق في احترام الزى والشكل والكيان.
عملك النقابي هل أثر علي عملك كمحامي؟
لأني أمارس المهنة وأعرف نقاط الضعف والقوة التي فيها.. فهذا ساعدني كثيرا ً في معرفة ما تتطلبه المهنة من خلال عملي النقابي فأقوم بتغطيته.. بخلاف الذي لا يمارس المهنة ويرشح نفسه للانتخابات.. فهذا لا يشعر بحال المحامي الذي يحمل ملفاته ويجلس في استراحة المحامين وفي قلب الحدث.
وعلي كل حال فإن العمل النقابي أخذ جزء ً من وقتي في المحاماة وفي بيتي أيضا ً.. وحرمني من الجلوس مع أولادي وأخذ أيضا ً من دخلي ومن مالي.. ولكن عشق تقديم الخدمة هون كل ذلك علي.
مهنة المحاماة التحق بها من أضرها كثيرا ً ولم ينفعها .. فكيف تري علاج هذه المشكلة ؟
دعني أقول لك إنه من أراد أن ينتسب إلي مهنة المحاماة فلن يسئ إليها.. أما من لا يحبها ودخل متطفلا عليها هو من أساء إليها .. وهذا حدث نتيجة عدم وجود تعيينات في وظائف خارجية فلا يجد له ملجأ إلا العمل بالمحاماة .
لمحت أثناء دخولي إلي مكتبك صورة تظهر فيها مع وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي.. ويبدو من الصورة أنه يقوم بتكريمك.. فما دلالة هذه الصورة ؟
المحامي لابد أن يتطرق إلي كل الجهات وكل الوزارات ويتعامل مع كل البشر.. وشيء مهم لابد من ذكره وهو أنه لابد وأن يكمل بعضنا بعضا.
لابد أن يكون بيننا وبين وزير العدل ترابط .. وبين وزير الداخلية وبين القضاة وبين النيابة والمستشارين.. لأن هذا الترابط هو الذي يضيق فجوة الخلافات التي قد تنشأ .
وهذا يعود بالإيجاب علي المحامي.. لأن هذا الترابط يقرب وجهات النظر كثيرا ً.. ومن شأنه حل مشكلات كثيرة .
الأستاذ محمد طموحاتك هل تنتهي عند نقيب محامي الجيزة ؟
اسأل الله أن يعينني وأكمل هذه الدورة علي خير ، وكل ما يهمني أن أغمض عيني وافتحها وأجد كل محامي وصلته الخدمة بارتياح وأحافظ إلي حد ما علي كيان المهنة وكرامتها.. وهذا ما أريده.. وإن تحقق ذلك فلن أطلب أكثر منه .
بعض المحامين يغالي كثيرا ً في أتعابه.. فما رأيك في هذا الأمر؟
في النقابة لا يوجد سقف للأتعاب التي يتقاضاها المحامي.. لكن الذي أريد أن أقوله أن مهنة المحاماة ليست تجارة وإنما هي رسالة ، والمغالاة في أي شئ يحرم .
أين يجد الأستاذ محمد راحته ؟
أجد راحتي في دور الأيتام عندما أجلس بين الأيتام وأراهم سعداء.. وعموما ً العمل الاجتماعي عمل صعب وشاق لأنه توجد دائما ً صراعات مستمرة.. وأنا لا أؤيد ذلك وأفضل أن يكون المحامي بعيدا عن العصبيات والتكتلات.. وهذا يعطي نوعا ً من الانطباع الحسن عنه لدى الغير .. ولأن العصبيات تودي إلي التفتيت وبالتالي ينهار العمل .
قبل توليك منصب نقيب المحامين بالجيزة كنت منفتحا ًعلي الجميع.. فهل سيظل الأمر كذلك.. أم إنه سيكون هناك حساسية للمنصب ؟
من يأتي إلي منصب خدمي لابد أن يخدم جميع الأشخاص.. ولا يصح أن أخدم نوعية وأترك نوعية.. فحبي لجميع الزملاء كبير بعيدا عن الانتماءات السياسية والحزبية والدينية.
هذا ما جعل لي قبول لدي الجميع وبطبيعتي لا أحب الخلافات والتفتيت.. وهذا ما قتله في أول مجلس للزملاء أن النقابة عمل خدمي.. وأتمنى أن نرمي جميع انتماءاتنا السياسية والحزبية خارج النقابة.. والحمد لله تم تشكيل المجلس بالتراضي دون انتخابات وأيضا ً باقي اللجان.. ونسأل الله أن يجنبنا أهل السوء والفرقة .
من المعلوم أن نقابة المحامين من أكبر النقابات في مصر ولها تأثير كبير.. فما هي التحديات التي من الممكن أن تواجهها مستقبلا ً ؟
نقابة المحامين تواجه تحديات منذ نشأتها وليس الآن.. وفيها جميع التكتلات منذ نشأتها ولم يتغير هذا .
ونقابة المحامين هي نقابة المحامين صرخ شامخ وقوي يعبر عن الإرادة الحرة والكلمة الحرة.. وهي النقابة الوحيدة التي تقول دائما ً كلمة الحق ولها مواقفها القوية في الدفاع عن الحقوق والحريات منذ نشأتها في عام 1912 وحتى اليوم .
في الفترة الماضية شغلت الرأي العام بعض القضايا الكبرى مثل مقتل سوزان تميم وخلية حزب الله وخلية الزيتون وغيرها.. فهل كان لكم دور في هذه القضايا؟
في توقيت هذه القضايا كنت منشغلا بتجميع الزملاء لمحاولة إنقاذ النقابة من فرض الحراسة عليها .. فانشغلت بقضية أهم و أعم عن هذه القضايا الشخصية.. فلدي في الجيزة أكثر من 30 ألف محامي.. هل أتركهم وانتبه لقضايا أخري.
ثم أنا اعتبر أن هذه القضايا هي قضايا عادية .. وإنما اكتسبت هذه الشهرة من أشخاصها .
ما هي الآفات التي تراها بادية في مهنة المحاماة .. ومن يعملون فيها ؟
مهنة المحاماة والقضاء أيضا ً في الفترة الأخيرة لم تأخذ حقها.. نظرا لتكدس القضايا حيث تجد منصة القضاة لا تأخذ راحتها لكم القضايا الكبير أمامها.. فينعكس علي تفكيرها ونفسيتها .. وهذا ينعكس بالسلب علي المحامي فتجعله غير قادر علي أداء رسالته كما يجب أن تؤدي لا يستطيع أن يترافع المرافعة الكاملة.
فالمحامي هو المصباح الذي يدخل غرفة مظلمة تتمثل في قاعة المحكمة والعدالة معصوبة العينين بطبيعة الحال.. فهو يضئ لها الطريق ويلفت نظرها إلي أمور تخفي عليها.
أيضا قاعات المحاكم لا تناسب الزيادات المستمرة في القضايا والبشر.. كما أن استراحات المحامين لا تناسب العدد بعد أن بلغ عدد المحامين إلي أكثر من نصف مليون محامي علي مستوي الجمهورية .
ما هي نصيحتك لمن يخطو أولي خطواته في مهنة المحاماة ؟
أولا ً: أقول له لابد أن تحب مهنتك.
الأمر الثاني : لا تنتظر المقابل لها سريعا ً
الأمر الثالث: لابد أن تعمل وتجتهد بأمانة ولا تنظر إلي الثراء السريع
أيضا ً الاطلاع الدائم علي ما يستجد من قوانين وأحكام وطالما أن هناك التزام تأكد إنك ستصل .
وفي نهاية هذا اللقاء السريع نتوجه بخالص الشكر إلي الأستاذ الفاضل محمد البهنساوي نقيب المحامين بالجيزة علي إتاحة الفرصة للحديث معه .. سائلين الله أن يوفقه دائما للخير.
والي لقاء أخر معه نستكمل صفحات أخري من حياته الزاخرة بالعمل الخيري والتطوعي .
الأحد الموافق
19/4/1431هـ
4/4/2010م
| الإسم | aams94 |
| عنوان التعليق | نامل فى المزيد |
| أحسن الاخ هانى فى إختيار هذه الشخصية المتميزة والتى يبدو من حديثه أنه إنسان جيد غير انى كنت أتتطلع لمعرفة المزيد عن الاستاذ الفاضل بأن يسهب لنا الاخ هانى فى التقديم بالاشارة لتوجهاته وارائه المهمة حتى يتعرف المتابع عن الشخصية لاسيما وأن أغلب المتابعين من الصعيد البسطاء أمثالى ولم يغوصوا فى أغوار القاهرة مثل الاخ هانى 0 |
| الإسم | علاء عزت |
| عنوان التعليق | قصة كفاح |
| شكرا للأخ هانى |
| الإسم | علاء عزت |
| عنوان التعليق | قصة نجاح |
| نجاح الأستاذ البهنساوى نجاح لكل محامين الجيزة وفارق الأصوات دليل على وعى المحامين وتقديرهم لمن خدمهم والأكثر ألتزام وأحترام للنفس وللغير وأمد الله فى عمره وجعله الله ذخرا وفخرا لكل الجيزه وشكرا لللأستاذ هانى ياسين على اختياره الموفق / علاء عزت / |
عودة الى قصة نجاح
|