|
سوسن إبراهيم.. كثرة دور الأيتام ظلمت الأيتام تحقيق/ محمد المشتاوي
بمناسبة يوم اليتيم الذي ينتظره كل يتيم ليشعر أنه ليس لوحده في هذا العالم.. وأن له أهلا حتى ولو ليوم واحد.. قررنا الذهاب لبعض دور الأيتام لنرصد أشكال الاحتفال بهذا اليوم ونشارك الأطفال في احتفالهم هذا.
وكان لنا هذا اللقاء في النهاية مع السيدة سوسن إبراهيم مديرة دار أيتام المصطفى بمدينة نصر .
في البداية ممكن تعرفينا بحضرتك ؟
أنا مدام سوسن إبراهيم صليحة.. أمينة صندوق وعضو مجلس إدارة مؤسسة نور على نور الخيرية.
وهي مجموعة من المتبرعين والمسئولة عن دار أيتام المصطفى .
كم عدد الأطفال الذين تعتنون بهم في هذه الدار ؟
نحن لدينا مقرين .. مقر للأولاد وعددهم تسعة.. ومقر للفتيات وهم ست فتيات .
منذ متى وأنتم تعتنون بهؤلاء الأطفال ؟
نحن نعتني بهؤلاء الأطفال منذ أن كان عندهم عشرة أشهر.. منذ أن تسلمناهم من وزارة التضامن الاجتماعي.. وهم الآن يبلغون من العمر ست وسبع سنوات .
ما هي أكبر العقبات التي تواجهكم في هذا العمل ؟
الحمد لله أننا لا نواجه عقبات كثيرة.. فنحن نقوم بهذا العمل بكل حب ومهما واجهنا من صعوبات فنحن مستمرين في عملنا بإذن الله.
ولكن أكبر عقبة نواجهها هي التمويل الضعيف وسوء التمويل أحيانا.. فللأسف بعض الأهالي يداومون على إحضار الحلوى للأطفال بمبالغ كثيرة وينسوا أن هذا الطفل يحتاج للغذاء قبل الحلوى.
ونحن ملزومون أيضا ً بمصاريف شهرية مثل إيجار المقرين ومرتبات المشرفات وتوفير حياة لائقة للأيتام لا تقل عن حياة أي طفل طبيعي.. فالتمويل والتبرعات تعد عقبة بالنسبة لنا .
مدى تفاعل الناس معكم هل هو في زيادة.. أم في نقصان ؟
بصراحة في نقصان بشكل كبير.. حتى في يوم اليتيم قل الإقبال بشكل كبير عن ذي قبل.
ففي الماضي في يوم مثل يوم اليتيم كنا نشاهد إقبال غير طبيعي من الساعة التاسعة صباحا ً إلى الثانية عشر مساء ً.. ولكن بدأ الإقبال يقل تدريجيا ً .. وربما السبب يعود لكثرة دور الأيتام التي جعلت الناس تتشتت بين دور الأيتام.. فأدى ذلك إلى قلة الإقبال وضعف التمويل.
وعلى حسب أخر إحصائية سمعتها أن مدينة نصر فقط يوجد بها حوالي 600 دار أيتام .
بماذا تردون عندما يسأل الطفل عن أبويه وأهله ؟
هم الآن لم يدركوا أمرا ً كهذا ..ولكننا نأخذ ذلك في عين الاعتبار بأنه في يوم من الأيام سوف يسألوا ونجهز للإجابة من الآن.. ويساعدنا على الرد حفظهم للقرآن وتعلمهم الدين.
فهم بدأوا يعلموا أن هناك حياة وموت.. وأن من يتوفى يذهب إلى الله.. فهذا سيسهل علينا الكثير في توصيل المعنى لهم.
ونحن منعنا الأطفال أن يقولوا للزائرين (بابا) و(ماما) حتى لا يتعلقوا بهم .. أو يظنوهم أبائهم عندما يكبروا .. وفجأة لا يجدوهم.
أما عن الأهل فنحن علمناهم بأنهم جميعا ً إخوة أولاد وبنات .. وعندما تسأل أي طفل عن طفل أخر في الدار سيقول لك إنه أخي .
متى يتم فصل الأولاد عن البنات.. وكيف تقبل الأطفال ذلك الأمر ؟
يتم فصل الأولاد عن البنات من سن السادسة هذا طبقا لما وصى به دينا الإسلامي وحسب توصيات وزارة التضامن أيضا ً .
وبالطبع كانت هناك حالة من الحزن والبكاء عند البنات.. لأنهم هم اللاتي انتقلن للمقر الجديد .. ولكننا شرحنا لهم أن هذا هو الطبيعي بما أنهم كبروا.. والحمد لله بدأوا يعتادوا سريعا ً على الوضع الجديد والمقر الجديد .
تقع أغلب دور الأيتام في فخين هم القسوة في معاملة الأيتام.. أو اللين الزائد من باب أنهم أيتام.. فأي الفخين أسهل للوقوع فيه ؟
أعتقد أنه الثاني.. ولكن بالنسبة لنا خير الأمور الوسط.. ونحن نبهنا بشدة على المشرفات ألا يستخدموا القسوة الزائدة أو اللين الزائد مع الأطفال.. ونحن عندنا الثواب والعقاب.
والعقاب يكون حسب عمر الطفل.. فإذا أخطأ الطفل ممكن أن يحرم من مصروفه اليومي ليوم أو من الحلوى التي يأخذها معه وهو ذاهب للمدرسة أو من مشاهدة التلفاز أو ممكن أن يعزل ليوم والضرب يكون خفيف جدا .
في النهاية هل لنا أن نعلم كيف يسير يوم الأطفال من بداية اليوم ؟
يستيقظ الأطفال من الصباح الباكر للاستعداد والذهاب للمدرسة.. وبعد العودة من المدرسة يأتي وقت الغذاء.. ومن ثم يأتي مدرس خاص إليهم في الدار ليعينهم في الأمور الدراسية.. ومن ثم يقوم الأطفال بحل الواجبات ثم يأتي وقت الترفيه بمشاهدة التلفاز .. وعند الساعة التاسعة مساء يأتي وقت النوم حتى يتمكن الأطفال من القيام المبكر.
ولكن يوم الأجازة لا يلتزم الأولاد بعمل الواجبات الدراسية .. وكل شهر نأخذ الأطفال في رحلة خارج الدار كحديقة الأزهر مثلا ً.
الجمعة الموافق
24/4/1431هـ
9/4/2010 م
عودة الى قصة نجاح
|