|
فريق فور بى يستكمل مسيرة العمل التطوعي تحقيق/ هاني ياسين
منذ أعوام قليلة مضت لم تكن فكرة العمل التطوعي لدى الشباب.. وخصوصاً طلبة الجامعة.. قد أخذت هذا الحيز من الاهتمام الذي نراه الآن.
حتى صار الآن علامة واضحة وبارزة في الأوساط التعليمية.. فلا ترى جامعة إلا وقد حوت بين أركانها فرقاً متعددة من الطلبة كلها تحت مسمى العمل التطوعي.. بعد ما كان جل اهتمام الطلبة هو البحث عن الحفلات وتتبع أخبار الرحلات.
لقد تغير المفهوم لديهم وتيقنوا أنها ساعات تمر من أعمارهم فكان حرى بهم أن يستغلوها أفضل استغلال ويحسنوا استخدامها بما يعود عليهم بالنفع وعلى مجتمعهم بالفائدة.
مازالت مسيرة العمل التطوعي وفرقه تتوالى في جامعة حلوان ويبزغ في الأفق فجر فريق جديد.. وهو فريق 4p.. هذا الفريق رؤيته في أن يصبح كياناً مؤسساً متميزاً ونموذجاً عالمياً رائداً في مجال العمل التطوعي.
أما رسالته فتتمثل في أنهم مجموعة من طلاب الجامعات المصرية أصحاب همة وحماسة وإصرار .. يرغبون في تحسين شخصية الطالب الجامعي كنواة إيجابية في منظومة الموارد البشرية.
أما أهدافهم فهي
1- التأكيد على إمكانية أحداث تطور في المجتمع المصري من خلال أبناءه
2- تحسين صورة الشباب الجامعي وإبراز أهم قدراته وإمكانياته بما يخدم المجتمع
3- مواجهة تحديات سوق العمل من خلال إمداد الطلاب بالمهارات والخبرات المطلوبة
4- رعاية الطلاب ذوي المواهب في مختلف المجالات
5- وأخيرا ً تعزيز مفهوم العمل الجماعي كآلية لتطوير المجتمع المصري.
أهداف جميلة ورسالة تستحق أن يبذل فيها الجهد من أجل أن تتحقق.
التقينا بعدد من أعضاء الفريق لنسألهم عن الجديد الذي سيقدمونه من خلال الفريق؟.
وكيف جاءت فكرة إنشائه؟ .
وما سر تسميته 4p .
وأسئلة أخرى كشفت لنا العديد من الجوانب المضيئة في الفريق؟
بداية يقول لنا مصطفى محمود بالفرقة الثالثة كلية التجارة .. قسم محاسبة وأحد أعضاء الفريق :
أن سر تسميته بهذا الاسم أننا قد اخترنا أربع كلمات باللغة الانجليزية كلها تبدأ بحرف p فصارت 4p .. هذه الكلمات الأربع جعلت شعار للفريق وهي "خطط لألوياتك بصبر لتحترف".
وتشترك في الحديث آية محمد سري الفرقة الثالثة كلية التربية انجليزي فتقول :
لكي ينجح أي إنسان لا بد أن يخطط لنفسه ويحدد أولوياته .. فيبدأ بالأهم.. وحتى تخرج النبتة في أحسن صورة لابد أن يصبر .
فإذا كان هناك تخطيط جيد وهدف محدد وترتيب الأولويات مع عدم الاستعجال.. يكون الناتج = احتراف ونجاح
وعن فكرة تأسيس الفريق يقول إبراهيم عزت الفرقة الرابعة كلية التجارة:
أخذنا كورس في التنمية البشرية ضمن فريق خطوة فقررنا مع أنفسنا أن يكون لنا فريق ونساعد فريق خطوة في عمله.. ويكون هناك نوع من التنافس الإيجابي.. ونزود النشاط الطلابي في الجامعة من خلال التطرق إلي مجالات أخرى جديدة تفيد الطلبة من خلال العمل الطلابي الجامعي الذي ينتج عنه مزيد من الأفكار.
فلم يعد 1+1=2 بل 1+1= 3 فكلما زاد العدد تولدت الأفكار وتزايدت بالاجتماع
ويعود مصطفى محمود فيقول :
لقد بدأ عند الطلاب تحمس للعمل الجماعي التطوعي وتغيير في المنظور الفكري للطلاب الجامعيين بعد منظور اليأس والإحباط الذي كانوا يعيشون فيه .
والعمل من خلال الفريق يساعد على التطور والتحسين ولا يأتي ذلك من خطوة واحدة .. ولكن لا بد من وجود ثقة بالنفس ثم العطاء .
وقد استفدنا كثيرا ً من ندوة الدكتور إيهاب ماجد مستشار التنمية البشرية في وزارة التنمية الإدارية التي أحدثت نقلة كبيرة في فكرنا .. فقد أشعرت هذه المحاضرة الجميع أن لديه طاقة .. ولا بد أن يعترف بما لديه من قدرات ولا يستهين بها ويستغلها.. فمن أعمال الفريق الهامة خطة أسميناها " ماذا نفعل لنعمل ".
وعن الخطوات المستقبلية قال :
سيكون لدينا ثلاث كورسات :
الأول في التسويق
والثاني في خدمة العملاء
والثالث تحت مسمى قف وأبدأ حياتك من جديد
صفاء مصطفى الفرقة الرابعة بكلية التجارة تقول :
كان الهدف من تأسيس الفريق أن نغير لدى الطلبة مفهوم لا يوجد فرص عمل .. ونحن نقول لهم أن فرص العمل موجودة ومتوفرة لكن المهارات التي يتطلبها سوق العمل غير متوفرة .
فكان عمل الفريق على هذه الزاوية وهي تنمية المهارات مع تعريفهم بمتطلبات سوق العمل .. وماذا تحتاج الحياة .. وعدم الارتباط بمجال الدراسة مع تنمية الأفكار وطرق التعامل مع الناس.
والعمل في فريق طلابي هو نموذج مصغر من العمل المستقبلي في منظمة أو مؤسسة .
وبسؤال أعضاء الفريق :
هل لديكم جديدا ً لتقدموه للطلبة.. أم أن الأمر هو عملية تكرار فقط
تقول صفاء مصطفى :
يوجد للفريق هيكل تنظيمي يضم العديد من اللجان النشطة والفاعلة.. منها لجنة الخدمات العامة .. والتي تضم العديد من المجموعات مثل مجموعة عمل " هي" وهي تختص تنظيم الندوات في مجال الثقافة العامة التي تخص الأسرة والطفل والاهتمام بمظهر وجمال المرأة الداخلي " الروحي " والخارجي وتحسين علاقتها بالآخرين .. وكيفية تربية الأولاد تربية صحية وسليمة .. ودورها في المجتمع.
وهذه المحاضرات خاصة بالطالبات فقط .. ويحاضر فيها أيضا ً أخصائيات في هذه المجالات .
كما يوجد أيضا ً مجموعة عمل الخدمات الإخبارية .. وهي تقوم بتوفير كافة الأخبار الحديثة في شتى المجالات سواء الخاصة بالفريق أو الأخبار المحلية والعالمية من أجل الارتقاء بثقافة الفريق وأعضاءه .
كما تقوم هذه المجموعات أيضا ً بمتابعة الندوات والمحاضرات الخارجية .. وتقوم بتسجيلها ثم تفريغها وعرضها في لوحة مخصصة ليستفيد منها الطلبة أيضا
وكذلك البحث عن فرص العمل أو المنح التدريبية في الجامعات ومنتديات التوظيف وعرضها على الشباب لتوفير الفرص لهم وقد شهد هذا الأمر إقبالا ً كبيرا ً من جانب الطلبة
ثم أيضا ً لدينا مجموعة عمل" HELP" وهي مختصة بمساعدة الطلبة في حل المشكلات التي تعترضهم وعرضها على المختصين من أجل مناقشتها وإيجاد حل لها .. كما تساعد هذه المجموعة الطلبة الجدد على التأقلم مع الحياة الاجتماعية والدراسية .
أيضا ً لدينا مجموعة عمل الخدمات الخيرية والتي تختص بتنظيم الزيارات إلي دور الأيتام والمسنين والجمعيات الخيرية .. وتقديم المساعدات الممكنة لهم .
لدينا أيضا ً مجموعة عمل الخدمات البيئية وهي تهتم بنظافة البيئة والقيام بحملات التوعية .
فبدأنا بأنفسنا وقمنا بحملة نظافة داخل الجامعة كمرحلة مبدئية
ويكمل إبراهيم عزت معنا الحديث فيقول :
توجد لدينا أيضا ً لجنة أكاديمية وهي تقوم بترشيح واختيار المحاضرين والمدربين من أجل تغطية الندوات والدورات التدريبية والأنشطة المختلفة التي يقوم بها الفريق .
لدينا أيضا ً لجنة الابتكارات وهي تختص بالقيام بعمل المسابقات في مختلف الاتجاهات بين طلبة الجامعة للوصول إلي المواهب المتميزة في مجال الأدب والثقافة والدين والفنون .
أيضا ً تقوم بتأهيل الطلبة الراغبين في تعلم كل ما هو جديد وتنمية الذات وتنمية المواهب من خلال أساتذة متخصصين
ويشترك مصطفى ثابت في الحديث فيقول :
أيضا ً لدينا مجموعة أخرى من اللجان مثل العلاقات العامة والتي تنقسم إلي مجموعة عمل المحاضرين.. ومجموعة عمل التمويل.
أيضا ً لدينا لجنة التنسيق .. وهي تنقسم أيضا ً إلي مجموعة عمل التنظيم.. ومجموعة عمل الاستقبال.
أيضا ً لدينا لجنة تختص بكافة الأعمال المتعلقة بالحاسب الآلي والإنشاءات الالكترونية.. كما توجد لدينا لجنة تحمل اسم إدارة الفروع للتنظيم بين الفريق والفرق الأخرى .. إضافة إلي لجنة التسويق الداخلي والخارجي .
وأخيرا ً لجنة الموارد البشرية .. والتي تقوم بتعيين الأعضاء الملائمين للفريق كما وكيف وتنميتهم.. كذلك تقييم أداء الأعضاء لتحقيق معدلات أفضل لأداء الأعضاء وتحفيز الأعضاء بما يساعد في تحقيق الأهداف
همت مصطفى طالبة بالفرقة الرابعة كلية التجارة تحكي عن تجربتها مع الفريق فتقول :
عندما التحقت بالجامعة نظرت حولي لعلى أجد فرق تدعو إلي شيء مفيد فلم أجد سوى الأسر التي تهتم بالرحلات والحفلات والأشياء التافهة.
فالتحقت بفريق خارج الجامعة وهو فريق " معا ً " ومن خلال هذا الفريق عرفت أن المواد الدراسية التي تعطي لنا غير كافية.
فقررت الانضمام إلي فرق طلابية من جامعات أخرى.. لأنها لم تكن متوفرة في جامعة حلوان .. حتى ظهر فريق 4P في الجامعة فقررت الانضمام إليهم بما لمسته فيهم من جدية.
أما آية محمد سري عضو العلاقات العامة بالفريق فتقول :
لدينا إيمان وقناعة أنه من خلال العمل التطوعي ستصبح مصر أفضل .. فكلما زاد الوعي لدى الطلبة.. وسيكون الطالب أكثر فاعلية في المجتمع.. ومن خلال المقابلات الشخصية التي نجريها مع الطلبة تبين لنا أن نسبة الاستفادة من المواد الدراسية المقررة لا تتعدى 5 % .
إذا ً هناك خلل وقصور وفجوة لا بد أن يستشعرها الطالب والمختصون أيضا ً .. ويبدأ كل منهم بعمل اللازم لمعالجة القصور
محمود أحمد الهادي طالب بكلية التجارة الفرقة الثانية يقول:
عندما التحقت بالجامعة كنت أشعر بالضياع فيها.. وبعد شهر واحد فكرت في تركها لولا أن سخر الله لي أحد الزملاء وقف بجانبي وعرفني كيف أنظر إلي الجانب المشرق من الأمور.. حتى رأيت بعض زملائي أصحاب فكرة تأسيس الفريق وهم :
محمود حمدان.. ومحمود عبد الله .. ومروة كامل .. وهدير سمير .. ونسمة عبد المنعم.. عرضوا على الفكرة .. ولم يكن لي سابق عهد بمثل هذه الأعمال إلا أن حماسهم دفعني للمشاركة معهم .
فكنت أجلس معهم ولا أفعل شيئا ً .. ورأيت تعبهم وصبرهم على تحقيق حلمهم في هذا الفريق.. لدرجة أن اختيار الاسم فقط ظلوا فيه أسبوعين .. فتعلمت أمرا ً هاما ً وهو أني أقف دائما ً بجوار من يحتاج إلي مساعدة
وبفضل الله وصل عدد الفريق إلي 50عضوا ً .. ومازال هناك إقبال على الفريق .
ولا يسعنا أن إلا أن نتوجه بالشكر إلي إدارة الجامعة .. ونخص الأستاذ بهاء الدين مختار مدير إدارة رعاية الشباب.. على وقوفه بجوار أبناءه الطلبة باستمرار
هل بدأ الشباب يفيق لنفسه وينتبه لحاضره .. ويعد العدة لمستقبله.. ويصبح لبنة صالحة في جدار أمته ومجتمعه ويشغل نفسه بما يفيد .. بعد ما شغل كثيرا ً بما لا طائل من ورائه.. وعاد ولم يجن منها إلا الحسرة على عمر قضاه بلا فائدة .. فلم يؤسس لنفسه مجدا ً ولم يصنع لأمته عزا ً
هذه نماذج طيبة وصورة مشرفة نقدمها ليستعيد الشباب شتات نفسه .. ويفيق من غفلته حتى لا يصحو يوما ً وقد هده الكبر وعلاه الشيب .. وفرغت خزانة قوته فهوى من برجه العاجي الكاذب الذي صنعه لنفسه.. وينكشف القناع الذي استتر به ليحجب عن نفسه ضوء الشمس.
الأحد الموافق:
26/4/1431هـ
11/4/2010م
عودة الى قصة نجاح
|